تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

  1. #1

    Post [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    ومن أعظم المحرمات و أشنع المفاسد إشاعة عثراتهم, و القدح فيهم في غلطاتهم و أقبح من هذا وأقبح: إهدار محاسنهم عند وجود شيء من ذلك.
    وربما يكون_ وهو الواقع كثيرا _ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ, ولهم اجتهادهم فيه.
    معذورون, و القادح فيهم غير معذور.
    وبهذا و أشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم الناصحين, و المنتسبين للعلم من أهل البغي و الحسد و المعتدين .فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التعاون على البر و التقوى؛ و السعي في إعانة بعضهم بعضا في كل ما عاد إلى هذا الأمر, وستر عورات المسلمين, وعدم إشاعة غلطاتهم, و الحرص على تنبيههم, بكل ما يمكن من الوسائل النافعة, والذب عن أعراض أهل العلم والدين.
    و لا ريب أن هذا من أفضل القربات.
    ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويل و لا عذر, لم يكن من الحق و الإنصاف أن تهدر المحسان, وتمحى حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير, كما هو دأب أهل البغي و العدوان, فإن هذا ضرره كبير, وفساده مستطير.أيُّ عالم لم يخطئ؟ وأيُّ حكيم لم يعثر؟.
    و قد علمت نصوص الكتاب والسنة التي فيها الحث على المحبة و الائتلاف, و التحذير من التفرق و الاختلاف. و أعظم من يوجه إليهم هذا الأمر أهل العلم والدين. فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية الحكمية, تبعهم الناس, واستقامت الأحوال. ومتى أخلو بذلك, وحل محله البغي و الحسد, و التباغض و التدابر, تبعهم الناس, وصاروا أحزابا وشيعا, وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار, و لو بالباطل, و لم يقفوا على حد محدود, فتفاقم الشر, و عظم الخطر, وصار المتولي لكبرها: من كان يرجى منهم _ قبل ذلك _ أن يكونوا أول قامع للشر!و إذا تأملت الواقع, رأيت أكثر الأمور على هذا الوجه المحزن! و لكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم و الدين ثابتين على الحق, قائمين بالحقوق الواجبة و المستحبة, صابرين على ما نالهم في هذا السبيل من قدح القادح, و اعتراض المعترض, و عدوان المعتدين.
    فتجدهم متقرِّبين إلى الله بمحبة أهل العلم و الدين, جاعلين محاسنهم و آثارهم و تعليمهم و نفعهم نصب أعينهم, قد أحبوهم لما اتصفوا به و قاموا به من هذه المنافع العظيمة, غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح و الاعتراض, حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة, و مقيمين لهم الأعذار الممكنة.
    و ما لم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا, عاملوا الله فيهم, فعفوا عنهم لله, راجين أن يكون أجرهم على الله, وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم.
    فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية, التي لا يكاد يصل إليها إلا الواحد بعد الواحد, نزلوا إلى درجة الإنصاف, و هي اعتبار ما لهم من المحاسن و مقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم, ووازنوا بين هذه و هذه:
    فلابد أن يجدوا
    جانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة,
    أو متساويين,
    أو ترجح الإساءة.
    وعلى كل حال من هذه الاحتمالات, فيعتبرون ما لهم و ما عليهم.
    و أما من نزل عن درجة الإنصاف. فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه, تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم.
    فهذه المراتب الثلاث:
    مرتبة الكمال,
    مرتبة الإنصاف,
    و مرتبة الظلم,
    تميز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم و درجاتهم, و من هو القائم بالحقوق
    , و من هو التارك.
    و الله تعالى هو المعين الموفق.
    "الرياض الناضرة" :ص(105-107)ط رمادي للنشر

  2. #2

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    جزاك الله خيراً على هذه الدرة القيمة

  3. #3

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    و لكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم و الدين ثابتين على الحق, قائمين بالحقوق الواجبة و المستحبة, صابرين على ما نالهم في هذا السبيل من قدح القادح, و اعتراض المعترض, و عدوان المعتدين.
    فتجدهم متقرِّبين إلى الله بمحبة أهل العلم و الدين, جاعلين محاسنهم و آثارهم و تعليمهم و نفعهم نصب أعينهم, قد أحبوهم لما اتصفوا به و قاموا به من هذه المنافع العظيمة, غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح و الاعتراض, حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة, و مقيمين لهم الأعذار الممكنة.
    و ما لم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا, عاملوا الله فيهم, فعفوا عنهم لله, راجين أن يكون أجرهم على الله, وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم.
    فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية, التي لا يكاد يصل إليها إلا الواحد بعد الواحد, نزلوا إلى درجة الإنصاف, و هي اعتبار ما لهم من المحاسن و مقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم, ووازنوا بين هذه و هذه:
    فلابد أن يجدوا
    جانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة,
    أو متساويين,
    أو ترجح الإساءة.
    وعلى كل حال من هذه الاحتمالات, فيعتبرون ما لهم و ما عليهم.
    و أما من نزل عن درجة الإنصاف. فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه, تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم.


    شكراً لك أبا البراء ، فقد نقلت من الدرر غررها ، ومن اللآلي سررها ، ومن الجواهر أجلاها ، ومن الفوائد أغلاها فلله أبوك !!
    كن كالبحر ، الطهور ماؤه ، الحل ميتته ، أوكالنهر يجري بالخيرات ولا تضره القاذورات ، أو كالماء بلغ قلتين فلا يحمل الخبث ، وإلا فالموت خير لك

  4. #4

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    جزاك الله خيراً على اللفتة البديعة
    ما الخطب أنْ يلقاك ذو** سفهٍ بقولٍ مقذع
    كل الأنام معرض ** للجهل من وغد دعي
    لكنّما الشهم الأبي ** كأنه لم يسمع
    أكرم به أعظم به ** ذاك الشجاع الألمعي
    (محمد الحمد)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    223

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    جزاكم الله خيرا

    ليت هذا الموضوع ينشر في كل المنتديات الاسلامية ، فمن المحزن حقا أن نرى بعض طلبة العلم يتكلم عن زلات العلماء ويناقشها ، وينسى فضل العالم ولايكون له منصفا ، وحتى بعض الكتاب عندما ييبين أخطاء شخص ما تجده ينسى نفسه ويغضب ويتحول الأمر إلى تجريح هذا الشخص ، فيتعدى تبيان خطأ الشخص إلى تجريحه ، والعدل أن يبين أولا فضائل الشخص ثم يذكر الخطأ بالأدلة ، مع التزام الأسلوب الهادىء الرصين
    .
    كل ما يخالف الحق أي نظرية ، أو استدلال يعارض به ما جاء عن الله ، ورسوله صلى الله عليه وسلم = فهو باطل منذ الوهلة الأولى ، ،وليس بلازم أن يكون الإنسان عنده القدرة على تزييف تلك الشبهة بما يلزم

  6. #6

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    صدقت ِ يا أختنا أمل بل الواجب على من ظن أن فلاناً أخطا وأراد بيان خطئه أن يتذكر قول الإمام الشافعي : قولي صواب يحتمل الخطا وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ، وكم كنت في ريعان الشباب أخطئ بعض أهل العلم ، وعدت عن كثير من أقوالي عندما تقدمت بي السن فأنا الآن أناهز الخمسين من عمري أسأل الله تعالى حسن الختام ، فلتحذروا يا أبنائي ويا إخوتي من التسرع والجهل الذي يظنه الغر علما.
    كن كالبحر ، الطهور ماؤه ، الحل ميتته ، أوكالنهر يجري بالخيرات ولا تضره القاذورات ، أو كالماء بلغ قلتين فلا يحمل الخبث ، وإلا فالموت خير لك

  7. #7

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    بارك الله فيكم وجزى الله تعالى ناقل الموضوع خير الجزاء ، وكذا بارك في المعلقين عليه ، والإنصاف أيها الأخوة الأفاضل أمر عزيز ، وهو مخالف للهوى ، وأول درجاته مع النفس فيقبل الحق ابتداءً إن صدر من غيره ، ولا يرده ، ثم بالتراجع عن الخطأ إن صدر منه ، والإنصاف مع الغير فيعترف لذي الفضل بفضله ولا يغمطه هذا الحق ، وكذا الاعتراف بخطأ هذا الغير إن كان حبيباً أو مقرباً وعدم موافقته على الباطل ، وأعظم من هذا كله أن ينصف غيره حتى ولو كان خصمه أو عدوه ، ولكل ما ذكرت تفاصيل وشواهد آثرت أن أذكرها ههنا كمشاركة في هذا الموضوع الطيب ، ولعلي أعود فأفصل ما أحملت والله الموفق .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    23

    افتراضي رد: [الإنصاف المفقود! في المعاملة مع عثرات العلماء!]...من درر الشيخ:عبدالرحمن السعدي

    جزاكم الله خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •