قصيدة، بعنوان: (آثَارُ الْفِتْنَةِ)


الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم

أَبَتِ الْقَرِيحَةُ أَنْ تَجُودَ وَجَفَّ فِي يَدِيَ الْيَرَاعُ وَأَحْجَمَتْ كَلِمَاتِي
وَتَبَلَّدَ الْفِكْرُ الْخَصِيبُ وَطَالَمَا قَدْ كَانَ يُسْعِفُ بِالنُّهَى طَلَبَاتِي
وَتَعَجَّبَ الأَصْحَابُ مِنْ صَمْتِي وَمَا يَدْرُونَ سِرَّ تَوَقُّفِي وَصِمَاتِي
وَلَعَلَّ مِنْ نُصْحِ الأَحِبَّةِ أَنَّنِي أُبْدِي دَفِينًا طَالَ فِي جَنَبَاتِي
الصَّمْتُ أَفْضَلُ مِنْ كَلامِ مُدَاهِنٍ نَجِسِ السَّرِيرَةِ طَيِّبِ الْكَلِمَاتِ
عَرَفَ الْحَقِيقَةَ ثُمَّ حَادَ إِلَى الَّذِي يُرْضِي وَيُعْجِبُ كُلَّ طَاغٍ عَاتِ
لا تَعْجَبُوا يَا قَوْمِ مِمَّنْ أَخْصَبُوا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ بِالْكَلِمَاتِ
وَعَلُوا الْمَنَابِرَ وَالصَّحَائِفَ سَوَّدُوا وَتَقَدَّمُوا فِي سَائِرِ الْحَفَلاتِ
وَاللَّهِ مَا قَالُوا الْحَقِيقَةَ وَالْهُدَى كَلاَّ وَلا كَشَفُوا عَنِ الْهَلَكَاتِ
أَنَّى يُشِيرُ إِلَى الْحَقِيقَةِ رَاغِبٌ فِي وَصْلِ أَهْلِ الظُّلْمِ وَالشَّهَوَاتِ
أَوْ طَالِبٌ لِلْجَاهِ فِي عَصْرٍ بِهِ ال تَّقْدِيرُ لِلْمَشْهُورِ بِالنَّزَوَاتِ
فَنَصِيحَتِي يَا قَوْمِ أَلا تَطْمَعُوا فِي عَصْرِنَا بِتَوَفُّرِ الرَّغَبَاتِ
عِيشُوا لِدِينِ اللَّهِ لا لِحَضَارَةٍ مَحْفُوفَةٍ بِالرَّيْبِ وَالشُّبُهَاتِ
وَلْتَعْلَمُوا أَنَّا نَعِيشُ بِغُرْبَةٍ أَغْرَتْ عَدُوَّ الدِّينِ بِالْغَزَوَاتِ
وَتَوَاصَلَ الْغَزْوُ اللَّعِينُ وَمَا تَرَى فِي سَاحَةِ الإِسْلامِ غَيْرَ سُبَاتِ
عَرَفُوا الْحَقِيقَةَ وَاسْتَمَاتُوا دُونَهَا وَتَأَهَّبُوا لِتَحَمُّلِ التَّبِعَاتِ
وَاللَّهِ مَا هُمْ بِالَّذِينَ تَرَاهُمُوا فِي هَذِهِ الأَفْلامِ وَالنَّدَوَاتِ
كَلاَّ وَلا أَهْلُ الصَّحَافَةِ مِنْهُمُ إِلاَّ قَلِيلاً ضَيِّقُ الصَّفَحَاتِ
وَكَذَاكَ أَصْحَابُ الْعَمَائِمِ مَا أَرَى إِلاَّ قَلِيلاً صَادِقَ اللَّهَجَاتِ
وَكَذَا قُضَاةُ الْيَوْمِ خَابُوا مَا هُمُوا إِلاَّ يَدٌ لِمُدَبِّرِ السَّرِقَاتِ
أَيْنَ الْهُدَاةُ وَأَيْنَ أَصْحَابُ التُّقَى مَنْ أَعْرَضُوا عَنْ هَذِهِ الْخِدِمَاتِ
فِي عَهْدِ أَرْبَابِ الشَّرِيعَةِ وَالْهُدَى لا فِي عُهُودِ الْجَوْرِ وَالظُّلُمَاتِ
بِاسْمِ الشَّرِيعَةِ يَظْلِمُونَ وَسَوَّدُوا وَجْهَ الشَّرِيعَةِ مُشْرِقَ الْقَسَمَاتِ
اللَّهُ أَكْبَرُ كَيْفَ تُفْلِحُ أُمَّةٌ أَعْطَتْ أَزِمَّتَهَا فَرِيقَ جُنَاةِ
وَيَغُرُّهَا عِنْدَ التَّأَمُّلِ فِرْقَةٌ لَبِسَتْ ثِيَابَ أَئِمَّةٍ وَدُعَاةِ