عن الجوع .. والحرب (قصة شعرية رمزية)


أ. محمود توفيق حسين


وقفَ الوالدُ يُعْلِمُ حمدانَ ابْنَهُ ذاكَ الطفلْ:
أنّي ذاهبٌ في سَفرةٍ للبَنْدَرْ
فاحذرْ
مِن تلكَ العصافيرِ الجَوعانَةِ أنْ تهجُمَ حقْلَ الفُولْ.
قدْ ردَّ الطفلْ:

لكنْ يا أبتاه،
ينقصُنا بعضُ الفَزّاعاتِ هُنا وهناكْ
وشراكٌ، وشِباكْ
ينقصُنا بعضُ اليقَظَةِ، بعضُ الجُهدْ .
والوالدُ يمشي من فورِه

والإِبنُ تململَ مِن دَورِه
وتراجع للبيتِ عَجُولاً
.. نظرةُ حمدانَ إلى تلكَ الخِرْبةِ خلْفَ البيتِ مُريبَهْ..

جِدُّ مُريبهْ!
.. إلى أكوامٍ متكدّسةٍ مِن خِلْفاتِ الجُندْ:
الخُوْذات
والشارات
والبزّات
والأحذيةُ الجلدْ .
تُلقيها تلكَ الثُّكْنَةُ ، تَنْعَمُ بالسُّكْنَى، خَلْفَ كثيبٍ واعِرْ؛
يمنحَها السُّترةَ والظلّ.
.. بعدَ مرورِ الأيامْ

عاد الرجلُ الغائبُ من حاجتهِ،
ذهبَ على الفَورِ إلى الحقلْ
يسبِقُهُ الشوقُ إلى أرضه.
وتصلّبَ في وقفتهِ حَسيرًا!
وجدَ الحقلَ الأخضرَ ماتْ،

فِرقة جُندٍ من خَشبٍ، وانتصبت فوق يبابٍ،
في البزّات
والشارات
والخوذات،
لا فولَ هُناكَ ولا عصافير...

• برواز:


10% مما تنفقُ دولُ العالم على التسلّح، كافٍ وزيادة للقضاءِ على مشكلةِ الجوعِ حولَ العالم، حيث يموت جوعاً 25.000 إنسان يوميًّا!!