قال ابن مسعود رضي الله عنه: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ.
ماصحة هذا الأثر؟
قال ابن مسعود رضي الله عنه: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ.
ماصحة هذا الأثر؟
أخرجه الشجري في "الأمالي الخميسية" (2184) من طريق أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّهُ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ، وَأَكْيَسُهُمُ الَّذِي يَرُوغُ بِدِينِهِ رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ»
و محمد بن عثمان مُتهم بالكذب ، ثم هو منقطع.
وأخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (501) ، وأبو داود في "الزهد" (176) ، من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلُّ مِنَ الْأَمَةِ، أَكْيَسُهُمُ الَّذِي يَرُوغُ بِدِينِهِ رَوَغَانَ الثَّعَالِبِ»
وهذا إسناد ضعيف ، منقطع بين الحسن وابن مسعود.
وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن" (516) من طريق هُشَيْمٌ، عَنْ عَوْفٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَلِيًّا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلُّ مِنَ الْأَمَةِ» وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: «يَرُوغُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ بِدِينِهِ كَرَوَغَانِ الثَّعَالِبِ»
وهذا منقطع كذلك.
وأخرج البيهقي في "الزهد الكبير" (135) بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: «كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ أَذَلَّ مِنَ الْأَمَةِ، أَكْيَسُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الَّذِي يَرُوغُ بِدِينِهِ رَوَغَانَ الثَّعْلَبِ»
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .
يرفع للفائدة
قلتُ: يكون أصل طريقه طريق عوف عن الحسن.
وقد خرجه الشجري (٢/ ٢٦٩) من طريق ءاخر، الطبراني قال: حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري قال:
حدثنا سيف بن مسكين الأسواري قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن عتي السعدى، عن ابن مسعود مرفوعا:
وذكر حديثا طويلا وفيه: "يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ فِي الْقَبِيلَةِ أَذَلَّ مِنَ النَّقْدِ". اهـ.
قال الهيثمي في المجمع (7/353) : "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَفِيهِ سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ". اهـ.
قولك من طريق الفزاري ينبغي أن تعود إلى أبي داود ولم ينسبه، فأما نعيم فقد خرجه عن الفزاري مباشرة ونسبه.
قلتُ: روي عن علي رضي الله عنه مرفوعا فيما خرجه ابن عساكر من طريق عباد بن يعقوب الرواجني قال:
وأنبأنا عيسى حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته". اهـ.
هذا معناه صحيح، ما أشد الغربة في زماننا، وإن كان جد أبي يذكر في نهاية كتاب متن الجزرية:
بأن زمانه اشتغل الناس بالشواغل والدنيا وابتعدوا عن الدين.
قال أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (36) :
أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ، بِطَرَسُوسَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:
يَا أَبَا حَفْصٍ، يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ بَيْنَهُمْ مِثْلَ الْجِيفَةِ، وَيَكُونُ الْمُنَافِقُ يُشَارُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ،
فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُشَارُ إِلَى الْمُنَافِقِ بِالْأَصَابِعِ؟
فَقَالَ: " يَا أَبَا حَفْصٍ، صَيَّرُوا أَمْرَ اللَّهِ فُضُولًا.
وَقَالَ: الْمُؤْمِنُ إِذَا رَأَى أَمْرًا بِالْمَعْرُوفِ أَوْ نَهْيًا عَنِ الْمُنْكَرِ لَمْ يَصْبِرْ حَتَّى يَأْمُرَ وَيَنْهِيَ، يَعْنِي قَالُوا: هَذَا فُضُولٌ
، قَالَ: وَالْمُنَافِقُ كُلُّ شَيْءٍ يَرَاهُ، قَالَ: بِيَدِهِ عَلَى فَمِهِ، فَقَالُوا: نِعْمَ الرَّجُلُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْفُضُولِ عَمَلٌ". اهـ.
قال الحافظ ابن رجب في كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة (321) :
"وإنما ذل المؤمن في آخر الزمان لغربته بين أهل الفساد من أهل الشبهات والشهوات،
فكلهم يكرهه ويؤدِّيه، لمخالفة طريقه لطريقهم، ومقصوده لمقصودهم، ومباينته لهم فيما هم عليه". اهـ.
والله المستعان.
جزاكم الله خيرا