دموع مطلقه
أ· د : عبدالمنعم عبدالله حسن



قصر بغير مودة ما أضيقهٍ
فقد البهاء، وصار أجوف باهتاً
ولرب كوخ بالمودة عامر
إن زرته تلق السعادة عطَّرت
جعل السرور الكوخ قصراً شامخاً
لا تعصف الريح العتيّة مرة

بالحب تبنى الدور حتى إنها
والبيت في ظل الشريعة والهدى
ذو دفتين: مودة وتراحم
فيشق أمواجاً ويبلغ - سالماً-
إنّ المودة والتراحم رفعة
بهما نرى الأيام أرحب جنّة
فإذا يغيب سناهما عن دارة

ولقد تخلّى عنهما زوج رأى
زوج بلا خلق يقود زمامه
جعل الحياة لظى يؤجج دائماً
قد عشتُ صابرة وراضية بما
فإذا قسا زوجي رآني نسمة
وإذا يضنّ مشاعراً أسخو بها
أرعاه في صدق وأرعى حقه
لكنْ أبى إلا الشقاق وفرقة
بيني وبينك موثق·· قد باعه
ومضى بنا نحو النهاية مسرعاً
هدم البناء بلفظة مبغوضة
ووجدتني مكسورة مجروحة
وتلفتتْ عيناي أبصر ما مضى
وبداخلي كان السؤال مدوِّيا
أبلفظة صرت الغريبة بغتة؟!
لكنْ وجدتُ مدامعي دفّاقة

ليت المودة والتراحم بيننا
أوفوا بها حتى يكون سلكونا
لنكون في كل الأمور ضمائراً
ليست به شمس السعادة مشرقةْ
لما جفاه الحبّ ودع رونقهْ
قد كاد في أفق العلا أن يسبقهْ
أرجاءه والحبّ غطى الأروقهْ
والحبّ قد قوّى البناء ووثّقهْ
ببنائه·· إن الجذور مُعَمَّقةْ

بالحبّ ترقى للعلاء محلِّقةْ
سكن به سُبُل الرضا متدفّقةْ
بهما يجدّف حين يُطلق زورقهْ
شط الأمان ولا يخاف المزلقةْ
بهما نرى سبل الهناء مُحقَّقَةُ
أشجارها بشذا السعادة مورقةُ
تلقى بها كل الحياة مُعوَّقَةْ

أن يقتل الحلمَ الجميل ويخنقهْ
وبلا ضمير وازع ما أحمقهْ
في البيت حتى بالمشاكل أحرقهْ
قسَم الإله من العطاء وحقّقهْ
تحنو عليه رقيقةَ مترفقةْ
وأكون دوماً بالمشاعر مغدقَةْ
وأودّ أن أحيا الحياة موفَّقةْ
أوراقنا أضحت هناك مفرَّقةْ
وبكل معنى للتجافي طوَّقةْ
لنرى الرباط على شفير المشنقةْ
وأفقتُ·· ألقاني غدوت مُطَلّقةْ
ووجدتني فوق الطريق ممزّقةْ
فإذا عيوني في الوراء محدِّقةْ
لأرى الإجابة بالتساؤل ملصقةْ
بل إنني قد صرت حقاً مُطْلَقةْ
وبها تسيل مشاعري مترقرقةْ

يا قومنا ·· إن العهود موثَّقةْ
أصداءَ حق في الحياة مُصدَّقةْ
تحيا بآيات الهدى متخلِّقةْ