قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 5 / 540 :
(وقد روى ابن أبي خيثمة في " تاريخه " من طريق الأعمش ، عن النخعي ، قال : ما قلت لكم : كانوا يستحبون ، فهو الذي أجمعوا عليه .)
فمن هم الذين أجمعوا عليه ؟
وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في شرح معاني الآثار 1 / 485 بعد أن ذكر قول إبراهيم النخعي :كانوا يكرهون السير أمام الجنازة .
فهذا إبراهيم يقول هذا , وإذا قال :"كانوا" فإنما يعني بذلك أصحاب عبد الله .اهـ
وقال أيضا في شرح معاني الآثار ج 4 ص 338
حدثنا أَحْمَدُ بن الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ قال ثنا وَكِيعُ بن الْجَرَّاحِ عن مُحِلٍّ قال قُلْت لِإِبْرَاهِيمَ : كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُكَنَّى الرَّجُلُ بِأَبِي الْقَاسِمِ إنْ لم يَكُنْ أسمه مُحَمَّدًا قال : نعم.
فَهَذَا إبْرَاهِيمُ يحكى هذا أَيْضًا عَمَّنْ كان قَبْلَهُ يُرِيدُ بِذَلِكَ أَصْحَابَ عبد اللَّهِ أو من فَوْقَهُمْ اهـ.
وفي شرح الكوكب المنير لابن النجار 2 / 490 :
"وَ" قَوْلُ "تَابِعِيٍّ: أُمِرْنَا وَنُهِينَا، وَمِنْ السُّنَّةِ، وَكَانُوا يَفْعَلُونَ" كَذَا "كَ" قَوْلِ "صَحَابِيٍّ" ذَلِكَ "حُجَّةٌ" أَيْ فِي الاحْتِجَاجِ بِهِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا. وَأَوْمَأَ إلَيْهِ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَكِنَّهُ كَالْمُرْسَلِ.
وَخَالَفَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ - يعني ابن تيمية - فِي قَوْلِهِ: "كَانُوا يَفْعَلُونَ كَذَا".
وَقَالَ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ، لأَنَّهُ قَدْ يَعْنِي مَنْ أَدْرَكَهُ. كَقَوْلِ إبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ "كَانُوا يَفْعَلُونَ" يُرِيدُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.اهــ
وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد :
قوله:"كانوا يكرهون التمائم ... " إلى آخره.
مراده بذلك أصحاب عبد الله بن مسعود كعلقمة والأسود وأبي وائل والحارث بن سويد وعبيدة السلماني، ومسروق والربيع بن خيثم وسويد بن غفلة وغيرهم من أصحاب ابن مسعود وهم من سادات التابعين، وهذه الصيغة يستعملها إبراهيم في حكاية أقوالهم كما بين ذلك الحفاظ كالعراقي وغيره.اهــ
ومن عنده زيادة فليتفضل مشكورا .