تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 35 من 35

الموضوع: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    الا ان رددت اقوالهم بان كلهم من الاشاعرة ، و عندها يصح كلام السيوطي ولا يكون حاطب ليل كما تقول
    لا تستعجل هذا كلام الشيخ مرعى الذى لم تنقل كلامه كاملا
    قال الشيخ الحنبلي : مرعي بن يوسف الكرمي في كتابه منشور بهجة الناظرين وآيات المستدلين ) ، تحت عنوان المسألة السادسة ) :"’ في أهل الفترة".

    قال : ( ... وإذا تقررت هذه القاعدة التي مهدها الأشاعرة والآية ظاهرة أو صريحة { يعني آية : وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } علم أن المدار في الاعتقاديات ليس الا على ما عليه أهل السنة والجماعة { يعني الاشاعرة } وعلم أن الحق الواضح الجلي الذي لاغبار عليه أن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم ناجيان لا عقاب عليهما كذا أهل الفترة جميعهم وهم من لم يرسل إليهم رسول يكلفهم بالإيمان فلا يرد من كان في زمن عيسى عليه السلام ومن قبله من العرب لأنهم أعني أنبياء بني إسرائيل لم يرسلوا الى العرب فالعرب في زمن أولئك الأنبياء أهل فترة كما أن الصحيح أنه لم يرسل أحد غير نبينا للجن وإنما كان إيمان فرقة من الجن لموسى تبرعاً منهم كما أن تنصر وتهود بعض العرب إنما كان تبرعاً منهم فهم مع ذلك باقون على كونهم من أهل الفترة لأن تلك الرسل لم يؤمروا بدعايتهم الى الله وتكليفهم الايمان فلزم بقاؤهم على الفترة وقد تقرر في أهلها أنه لا عذاب عليهم ، نعم من ورد فيه حديث صحيح من أهل الفترة بأنه من أهل النار فإن أمكن تأويله فذاك والا لزمنا أن نؤمن بهذا الفرد بخصوصه وإن لم يوافق ما مهده أئمتنا لأن الأدلة الجزئية لايقضى به على الأدلة الكلية وقد قررنا أن الأدلة الكلية ناصّة على أنه لا تعذيب الا بعد بلوغ البعثة إليهم فتأمل هذا الذي قررته ووضحته لتستريح به من إختلافات مبنية على مجرد الظواهر من غير تحقيق للمآخذ ولا تمهيد للقواعد مما لم يحظ كثير من المحدثين به فأخذوا بظواهر رووها جامدين عليها لغفلتهم عما قرره الأئمة الذين عليهم المعتمد في تحقيق العلوم النقلية والعقلية ومن سلك القول بمجرد الظواهر ولم ينظر لما قرره الأئمة ومهدوه أتعب نفسه ولم يتحصل على شيء ) ا.هـ
    وانظر الى كتابه أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات لتعرف انه أشعرى جلد.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    ولا يكون حاطب ليل كما تقول
    لست انا من قلت انه حاطب ليل ولكن ارجع بالبصر الى المشاركة فقد قلت كما قال العلماء وهذا كلام العلماء فيه بغضّ النظر عن الطوام والشرك فى مؤلفاته
    سأوقفك على كلام العلماء انه حاطب ليل واذا اردت الشرك فى مؤلفاته جئتك ايضا بكلام العلماء فيه

    قال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- في نقده لقول السيوطي في الإتقان:(إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد): ((هذه المقالة اغتزّ بها الكثير من الجهلة وراجت عليهم، والسيوطي رحمه الله مع طول باعه وسعة اطلاعه وكثرة مؤلفاته ليس ممن يعتمد عليه في مثل هذه الأصول العظيمة، وهذه (المقالة) مبنّية على أصل فاسد وهو القول بخلق القرآن وهذه هي مقالة الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم وهذه المقالة الخاطئة حقيقتها الإنكار أن يكون الله متكلماً حقيقة، ويلزم هذه المقالة من الكفر والإلحاد الزندقة وإنكار الرسالة ووصف الله بالخرس وتشبيهه بآلهة المشركين الأصنام التي لا تنطق و غير ذلك من المحاذير الكفرية ما يعرفه أهل العلم)).ا.هـ [الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم. وقد طبع في مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله (1: 214-239)]
    قال الألوسي -رحمه الله تعالى- في كتابه النافع غاية الأماني (1/51) ناقلاً عن الشيخ بدر الدين الحلبي في كتابه (الإرشاد والتعليم): ((والسيوطي- كان فيما ألفه من الكتب حاطب ليل في كل كتاب له مذهب ومشرب، وما أتى به في كتابه هذا لا يعول عليه كما سيرد عليك مردوداً)). اهـ
    - جاء في فتاوى الشيخ ابن جبرين - (ج 63 / ص 204): ((وقد اشتهر أن السيوطي ينقل عن غيره من غير تمحيص، فهو كحاطب الليل يأخذ ما وجده -وإن كان من مشاهير العلماء-)). ا.هـ

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    ليس الحديث الاشاعرة او السيوطي حفظك الله ، بل على الترحم على من ظاهره انه من اهل الفترة ، و حالهم لا يخرج عن 3 ، اما انهم في النار ، او في الجنة ، او لم يتحدد مصيرهم بعد ، فلو كنت تقول بانهم في النار فالترحم لا يجوز قطعا ، اما ان كنت تقول ان من ظاهره انه من اهل الفترة اما انه في الجنة (مثل قول من تقول انهم الاشاعرة) ، و اما ان مصيرهم لم يتحدد بعد ( الاحتمال الاخير) ، فعلى هذين الاحتمالين ، الا يجوز الترحم على من ظاهره انه من اهل الفترة ؟

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    اما ان كنت تقول ان من ظاهره انه من اهل الفترة اما انه في الجنة (مثل قول من تقول انهم الاشاعرة) ،
    ما دليلهم على ذلك وارى انهم بنوا هذا الدليل على مسألة التحسين والتقبيح
    قال الاشاعرة ومن وافقهم أنه لا يجب على الله شيء من قبل العقل، ولا يجب على العباد شيء قبل ورود السمع، فالعقل لا يدل على حسن شيء، ولا على قبحه قبل ورود الشرع، وفي حكم التكليف، وإنما يتلقى التحسين والتقبيح من موارد الشرع وموجب السمع. قالوا: ولو عكس الشرع فحسن ما قبحه، وقبح ما حسنه لم يكن ممتنعا. يرى الأشاعرة أن القبيح ما نهى عنه الشارع والحسن بضده، فلا حكم إذاً للعقل في حسن الأشياء وقبحها، وأنه ليس ذلك عائداً إلى أمر حقيقي في الفعل،
    قال شيخ الاسلام فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِوأراد شيخ الإسلام رحمه الله ، ببيان ذلك : الرد على طائفتين :
    أولاهما : المعتزلة ومن تابعهم على قولهم : إن المشركين يستحقون العذاب بما تدركه العقول ، وإن لم تقم عليهم الحجة بإرسال الرسول .
    ثانيهما : الأشعرية ومن وافقهم على قولهم : إن الشرك والظلم ليس قبحهما ذاتيا ، متعلقا بهما في نفس الأمر ، وإنما يثبت قبحهما بعد الخطاب الشرعي ببيان هذا القبح ، وقيام الحجة به .
    ثم بين أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .

    وقال رحمه الله :
    " وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
    أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
    وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
    فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
    وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
    وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
    " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .

    وقال رحمه الله أيضا :
    " الْجُمْهُورِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ : عَلَى أَنَّ مَا كَانُوا فِيهِ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ ، مِنْ الشِّرْكِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ : [ كان ] شَيْئًا قَبِيحًا ، وَكَانَ شَرًّا ؛ لَكِنْ : لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَلِهَذَا :
    كَانَ لِلنَّاسِ فِي الشِّرْكِ وَالظُّلْمِ وَالْكَذِبِ وَالْفَوَاحِشِ وَنَحْوِ ذَلِكَ " ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ ":
    قِيلَ: إنَّ قُبْحَهُمَا مَعْلُومٌ بِالْعَقْلِ ، وَأَنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى ذَلِكَ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِنْ لَمْ يَأْتِهِمْ الرَّسُولُ ؛ كَمَا يَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَكَثِيرٌ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَحَكَوْهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَفْسِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِ .
    وَقِيلَ: لَا قُبْحَ وَلَا حُسْنَ وَلَا شَرَّ فِيهِمَا قَبْلَ الْخِطَابِ ، وَإِنَّمَا الْقَبِيحُ : مَا قِيلَ فِيهِ : لَا تَفْعَلْ؛ وَالْحَسَنُ : مَا قِيلَ فِيهِ : افْعَلْ ، أَوْ : مَا أُذِنَ فِي فِعْلِهِ ، كَمَا تَقُولُهُ الْأَشْعَرِيَّة ُ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
    وَقِيلَ : إنَّ ذَلِكَ سَيْءٌ وَشَرٌّ وَقَبِيحٌ قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ؛ لَكِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تُسْتَحَقُّ بِمَجِيءِ الرَّسُولِ ؛ وَعَلَى هَذَا عَامَّةُ السَّلَفِ ، وَأَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلُّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ؛ فَإِنَّ فِيهِمَا بَيَانَ أَنَّ مَا عَلَيْهِ الْكُفَّارُ : هُوَ شَرٌّ وَقَبِيحٌ وَسَيْءٌ قَبْلَ الرُّسُلِ ، وَإِنْ كَانُوا لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعُقُوبَةَ إلَّا بِالرَّسُولِ .
    وَفِي الصحيح : أن حُذَيْفَةَ قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ: ( نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11 /676-677) .
    وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله :
    " عدم قيام الحجة : لا يغير الأسماء الشرعية ؛ بل يسمي ما سماه الشارع كفراً أو شركاً أو فسقاً : باسمه الشرعي ، ولا ينفيه عنه ؛ وإن لم يعاقب فاعله إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم تبلغه الدعوة ، وفرق بين كون الذنب كفراً ، وبين تكفير فاعله " .
    (مثل قول من تقول انهم الاشاعرة)
    قال ابن الأمير المالكي " على اتحاف المريد
    القول بنجاةِ أهل الفترة هو ما عليه جمهور السادة الأشعرية ، وعمدتُهم في ذلك قول الحق سبحانه : { وما كنَّا معذبينَ حتى نبعثَ رسولاً } . يقول الشيخُ العلامة " ابن الامير المالكيّ الأزهري " في حاشيتُه على شرح " عبد السلام اللقّاني المالكي " على ( جوهرة ) والده ما نصّه :
    [ والحقّ أنّ أهل الفترةِ ناجونَ ، وأطلق الأئمةُ
    ( ولو بدلوا وغيّروا وعبدوا الأصنام ) كما في حاشية " الملوي " ، وما ورد في بعضهم من العذاب : إمّا أنّه آحاد لا يعارض القطع ، أو أنّه لمعنى يَخصُّ ذلك البعض يعلمه الله تعالى .
    إذا كان هذا في أهل الفترة عموماً فأولى نجاةُ والديه صلى الله عليه وسلّم ، فإنّه لا يحلُّ إلا في شريفٍ عند الله تعالى ، والشرف لا يجامع كفراً . قال المحققون : ليس له أب كافرٌ ، وأمّا "آزر" فكان عمَّ إبراهيم فدعاه بالأبِ على عادةِ العرب أو أبوهُ فيكون جداً للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولم يسجد للصنم بل كان يصنعه لقومه فلمّا أعان على عبادته أسندها له وقال { لمَ تعبدُ } .
    وما في الفقه الأعظم لأبي حنيفة إنهما ماتا على الكفر فإمّا مدسوس عليه بل نُوزعَ في نسبة الكتاب من أصله له ، أو يُؤول بأنهما ماتا في زمن الكفر بمعنى الجاهلية وإن كانوا ناجين ، وغلط " ملاّ علي " يغفر الله له ، ومن العجائب ما نسب له مع ذلك من إيمان فرعون اغتراراً بالظواهر في ذلك
    وما ورد من نهيه عن استغفاره لهما أو نحو ذلك فمحمول على أنه قبل إخباره بحالهما أو لئلا يقتدي به أولاد من مضى من الكفار الإسرائيليين ونحوهم على أنه قيل : أحياهما الله تعالى له زيادة في الفضل وآمنا به ، أنشد " الغيطي " في المولد للحافظ " الشمس بن ناصر الدين الدمشقي
    [حبا الله النبي مزيدَ فضلٍ ** على فضلٍ وكان به رؤوفاً
    فأحيا أمه وكذا أباه ** لإيمان به فضلاً منيفاً
    فسلّم بالقديم بذا قديرٌ ** وإن كان الحديث به ضعيفاً انتهى

    هذا هو موقف جمهور الأشاعرة في المسألة لخصه " ابن الأمير
    المصدر - حاشية " ابن الأمير المالكي " على اتحاف المريد صـ 59 من طـ الكتب العلمية .
    اما الرد يمكن ان يكون فى وقت آخر إن شاء الله


  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال شيخ الاسلام فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِوأراد شيخ الإسلام رحمه الله ، ببيان ذلك : الرد على طائفتين :
    أولاهما : المعتزلة ومن تابعهم على قولهم : إن المشركين يستحقون العذاب بما تدركه العقول ، وإن لم تقم عليهم الحجة بإرسال الرسول .
    ثانيهما : الأشعرية ومن وافقهم على قولهم : إن الشرك والظلم ليس قبحهما ذاتيا ، متعلقا بهما في نفس الأمر ، وإنما يثبت قبحهما بعد الخطاب الشرعي ببيان هذا القبح ، وقيام الحجة به .
    ثم بين أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين : فالشرك والظلم والفحش كلها أمور مقبوحة مذمومة ، قبل قيام الحجة وبعد قيامها ، تدرك ذلك العقول الصحيحة , والفطر السوية ؛ إلا أن الله تعالى لا يعذب الخلق إلا بعد قيام الحجة عليهم ، وذلك بنص كتابه .

    وقال رحمه الله :
    " وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ؛ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ ، وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ.
    أَمَّا الْأَوَّلُ : فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ: ( اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى ) ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ ) ، وَقَوْلِهِ : ( إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) ؛ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ : ظَالِمٌ ، وَطَاغٍ ، وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ ، وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمٍّ للأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ، [ لكن ] لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) .
    وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ ) ؛ فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ .
    فَاسْمُ الْمُشْرِكِ : ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ ، وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى ، وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ ...
    وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ ، يُقَالُ : جَاهِلِيَّة ، وَجَاهِل ، قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ .
    وَأَمَّا التَّعْذِيبُ : فَلَا .
    وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ؛ فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ ، مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . ( فَكَذَّبَ وَعَصَى ) كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى ) ، وَقَالَ : ( فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ ) " .
    " انتهى من "مجموع الفتاوى" (20/ 37-38) .
    لعلك تأخذ اذن بقول شيخ الاسلام و هو يقول عن اهل الفترة انهم يمتحنون
    "ومن لم تقم عليه الحجة في الدنيا بالرسالة كالأطفال والمجانين وأهل الفترات فهؤلاء فيهم أقوال أظهرها ما جاءت به الآثار أنهم يمتحنون يوم القيامة، فيبعث إليهم من يأمرهم بطاعته، فإن أطاعوه استحقوا الثواب، وإن عصوه استحقوا العذاب"
    فان كان من ظاهره انه من اهل الفترة ، و ظاهر اهل الفترة انهم يمتحنون كما قال شيخ الاسلام ، الا ترى انه يجوز الترحم عليهم ؟


  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Dec 2019
    المشاركات
    303

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    الاستغفار يكون للمسلم

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة

    فان كان من ظاهره انه من اهل الفترة ، و ظاهر اهل الفترة انهم يمتحنون كما قال شيخ الاسلام ،
    الا ترى انه يجوز الترحم عليهم ؟

    احكام الدنيا جارية على ظاهر الامر
    قال الشيخ صالح ال الشيخ
    من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر له ولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهر والباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة،... لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوف على الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليه بأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يشهد عليه بأحكام الكفار في الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرسالية
    قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله (أن أقل أحوالهم أن يكونوا مثل أهل الفترة الذين هلكوا قبل البعثة ومن لا تيلغه دعوة نبي من الأنبياء - إلى أن قال - وكلا النوعين لا يحكم بإسلامهم و لا يدخلون في مسمى المسلمين حتى عند من لم يكفر بعضهم وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم وأي إسلام يبقى مع مناقضه أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلاّ الله
    و مما جمعه الخليفى فى مدونته فى حكم الاستغفار لمن مات على الشرك جاهلا
    جاء في الدرر السنية (5/ 154) :" سئل الشيخ حسين والشيخ عبد الله، ابنا الشيخ محمد، رحمهم الله: عمن مات قبل هذه الدعوة ولم يدرك الإسلام، وهذه الأفعال التي يفعلها الناس اليوم، يفعلها ولم تقم عليه الحجة، ما الحكم فيه؟ وهل يسب ويلعن أو يكف عنه؟ وهل يجوز لولده الدعاء له؟ وما الفرق بين من لم يدرك هذه الدعوة، ومن أدركها ومات معادياً لهذا الدين وأهله؟

    فأجابا: من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة، فالذي يحكم عليه: أنه إذا كان معروفاً بفعل الشرك، ويدين به، ومات على ذلك، فهذا ظاهره أنه مات على الكفر، فلا يدعى له، ولا يضحى عنه، ولا يتصدق عنه، وأما حقيقة أمره فإلى الله: فإن كان قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند، فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله. وأما سبه ولعنه فلا يجوز"


    وتكرر هذا الجواب في (10/142) وظاهره أنهم لا يجوزون الاستغفار له مع عدم حكمهم عليه بالنار لعدم قيام الحجة


    وقال الشيخ عبد الله ابن الإمام محمد بن عبد الوهاب كما في الدرر السنية (10/ 275) :" وأما من مات، وهو يفعل الشرك جهلا لا عنادا، فهذا نكل أمره إلى الله، ولا ينبغي الدعاء له، والترحم عليه، والاستغفار له، وذلك لأن كثيرا من العلماء يقولون: من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة، كما قال تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} .
    فإذا بلغه القرآن وأعرض عنه، ولم يبحث عن أوامره ونواهيه، فقد استوجب العقاب، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ، وقال تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً خَالِدِينَ فِيهِ} "


    واعلم أن الداعي لكتابة هذا أن عبد الله بن قادري الأهدل قال في بحثه ( التكفير والنفاق ومذاهب أهل العلم فيهما ) :" وبسبب ذلك الجهل كفرت أقرب المقربين إلي وهما الأبوان، ولم أكن أستغفر لهما..."


    وقد ذكر وفقه الله أن والديه كانا على مذهب القبورية وأن والده مات وهو حمل فكأنه يرى أن ترك الاستغفار لمن مات مشركاً ( وإن كان جاهلاً ) من الغلو والجهل


    وليس الأمر كذلك بل هو مذهب لجماعة من كبار العلماء ، بل في الحقيقة لم أقف على من يخالفه من كلام أهل العلم على قصور بحثي والله المستعان


    ولعل مما يعضد كلام أئمة الدعوة ما روى الطبري في تفسيره 17332- حدثني المثنى قال، حدثني عبد الله بن صالح قال، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين"، الآية، فكانوا يستغفرون لهم، حتى نزلت هذه الآية. فلما نزلت، أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم، ولم ينههم أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا، ثم أنزل الله: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه" ، الآية.
    17333- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين"، الآية، ذكر لنا أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا نبي الله، إن من آبائنا من كان يُحْسِن الجوار، ويصل الأرحام، ويفك العاني، ويوفي بالذمم، أفلا نستغفر لهم؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بلى! والله لأستغفرنّ لأبي، كما استغفر إبراهيم لأبيه! قال: فأنزل الله: "ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" حتى بلغ: "الجحيم"، ثم عذر الله إبراهيم فقال: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إيّاه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه"،. قال: وذكر لنا أن نبيَّ الله قال: أوحي إليّ كلمات فدخلن في أذني، ووَقَرْنَ في قلبي: أمرت أن لا أستغفر لمن مات مشركًا، ومن أعطى فَضْلَ ماله فهو خيرٌ له، ومن أمسك فهو شرٌّ له، ولا يلوم اللهُ على كَفافٍ".
    وقال ابن كثير في تفسيره (4/225) :" وقال عطاء بن أبي رباح: ما كنت لأدع الصلاة على أحد من أهل القبلة، ولو كانت حبشية حبلى من الزنا؛ لأني لم أسمع الله حجب الصلاة إلا على المشركين، يقول الله، عز وجل: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } .
    وروى ابنُ جَرير، عن ابن وَكِيع، عن أبيه، عن عصمة بن زامل، عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: رحم الله رجلا استغفر لأبي هريرة ولأمه. قلت: ولأبيه؟ قال: لا. قال: إن أبي مات مشركا"
    انتهى من مدونة الخليفى



    لا خلاف بين العلماء في أنه لا يُدعى بالمغفرة والرحمة للكافر الذي مات على الكفر .
    قال النووي – رحمه الله - :
    الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع .
    " المجموع " ( 5 / 119 ) .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
    فإن الاستغفار للكفار لا يجوز بالكتاب والسنَّة والإجماع .
    " مجموع الفتاوى " ( 12 / 489 ) .
    وأما الدعاء بالرحمة والمغفرة للكافر الحي : فثمة أقوال كثيرة للعلماء في جواز ذلك ، لا على معنى مغفرة شركه وكفره إن مات عليهما ، ولا أن يرحمه ربه تعالى وقد لقيه كافراً ، ولكن ذلك الدعاء محمول على تحقيق ما يكون سبباً في مغفرته ورحمته وهو أن يوفَّق للإسلام ، وهذا أحد الوجوه التي يُحمل عليها قوله تعالى– على لسان إبراهيم عليه السلام – ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) إبراهيم/ 36 ، وقوله صلى الله عليه وسلم ( اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) - رواه البخاري ( 3290 ) ومسلم ( 1792 ) - .
    قال ابن القيم – رحمه الله - :
    ( وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ولم يقل " فإنك عزيز حكيم " لأن المقام استعطاف وتعريض بالدعاء ، أي : إن تغفر لهم وترحمهم بأن توفقهم للرجوع من الشرك إلى التوحيد ومن المعصية إلى الطاعة كما في الحديث ( اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) .
    " مدارج السالكين " ( 1 / 36 ، 37 ) .
    وقال بدر الدين العيني – رحمه الله – في شرح حديث (اللهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي ) - :
    معناه : اهدهم إلى الإسلام الذي تصح معه المغفرة ؛ لأن ذنب الكفر لا يُغفر ، أو يكون المعنى : اغفر لهم إن أسلموا .
    " عمدة القاري شرح صحيح البخاري " ( 23 / 19 ) .
    وذكر الحافظ ابن حجر هذين الوجهين في " فتح الباري " ( 11 / 196 ) .
    وبجواز الدعاء بالرحمة والمغفرة على هذا المعنى قال طائفة من العلماء :
    1. قال القرطبي – رحمه الله - :
    وقد قال كثير من العلماء : لا بأس أن يدعوَ الرجل لأبويه الكافرين ويستغفر لهما ما داما حيَّيْن ، فأما من مات : فقد انقطع عنه الرجاء فلا يُدعى له .
    " تفسير القرطبي " ( 8 / 274 ) .
    جاء في (مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج) (2/ 42):
    (ومن المعروف غسله –أي الكافر- إذا مات، ويخالف الصلاة، فإن القصد بها الترحم عليه، والترحم عليه لا يجوز، والقصد بالغسل التنظيف، وذلك يحصل بغسله].
    جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور
    . قال الآلوسي – رحمه الله - :
    والتحقيق في هذه المسألة : أن الاستغفار للكافر الحي المجهول العاقبة ، بمعنى طلب هدايته للإيمان مما لا محذور فيه عقلاً ونقلاً ، وطلب ذلك للكافر المعلوم أنه قد طُبع على قلبه وأَخبر الله تعالى أنه لا يؤمن وعلم أن لا تعليق في أمره أصلا : مما لا مساغ له عقلاً ونقلاً ، ومثله طلب المغفرة للكافر مع بقائه على الكفر على ما ذكره بعض المحققين ، وكان ذلك - على ما قيل - لما فيه من إلغاء أمر الكفر الذي لا شيء يعدله من المعاصى ، وصيرورة التكليف بالإيمان - الذي لا شيء يعدله من الطاعات - عبثاً ، مع ما في ذلك مما لا يليق بعظمة الله عز وجل .
    " روح المعاني "

    هاتوا لنا في المقابل قولاً واحداً لعالم من الأولين –قبل اختلاط الأمور وزعزعة الثوابت- جوز الترحم !

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    67

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    تعال نأخذ منقولاتك واحدة واحدة
    نقلت في الاول "
    لكن الشرك الذي يُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه"
    1- هنا الشيخ يفرق بين شرك و شرك ، دون دليل ايضا
    2- لو ذكر الدليل سيكون هو نفسه دليلا ضده في اول كلامه
    3- كلام الشيخ ليس عن اهل الفترة

    النقل الثاني "
    فهذا ظاهره أنه مات على الكفر"
    قلت : لماذا ظاهره انه مات على الكفر اصلا؟ لماذا لا يقال ظاهره انه من اهل الفترة ؟ و ظاهره انه سيمتحن يوم القيامة كما رجح شيخ الاسلام؟

    النقل الثالث "
    لأن كثيرا من العلماء يقولون: من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة"
    فواضح انه لا يتكلم عن اهل الفترة

    النقل الرابع عن الطبري
    معلول باجماع الحفاظ على
    « أن ابن أبي طلحة لم يسمعه -اي التفسير- من ابن عباس» و قال شيخ الاسلام عن هذا السند " وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات"

    امال النقل الخامس عن قتادة فقال فيه الشعبي و سفيان (حاطب ليل)
    و النقل السادس عن غير اهل الفترة
    و النقل السابع عن ابي هريرة فلا يعرف هل كان ابوه من اهل الفترة ام لا
    و النقل الثامن عن النووي و التاسع عن شيخ الاسلام و كل ما يليه ليس من اهل الفترة .

    فهذا استدلال في غير محل السؤال
    هل تكلم احد من العلماء بدليل صحيح على الاستغفار لاهل الفترة ؟

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسافر وحدي مشاهدة المشاركة
    تعال نأخذ منقولاتك واحدة واحدة
    نقلت في الاول "

    1- هنا الشيخ يفرق بين شرك و شرك ، دون دليل ايضا
    2- لو ذكر الدليل سيكون هو نفسه دليلا ضده في اول كلامه
    3- كلام الشيخ ليس عن اهل الفترة

    النقل الثاني "
    فهذا ظاهره أنه مات على الكفر"
    قلت : لماذا ظاهره انه مات على الكفر اصلا؟ لماذا لا يقال ظاهره انه من اهل الفترة ؟ و ظاهره انه سيمتحن يوم القيامة كما رجح شيخ الاسلام؟

    النقل الثالث "
    لأن كثيرا من العلماء يقولون: من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة"
    فواضح انه لا يتكلم عن اهل الفترة

    النقل الرابع عن الطبري
    معلول باجماع الحفاظ على

    « أن ابن أبي طلحة لم يسمعه -اي التفسير- من ابن عباس» و قال شيخ الاسلام عن هذا السند " وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات"

    امال النقل الخامس عن قتادة فقال فيه الشعبي و سفيان (حاطب ليل)
    و النقل السادس عن غير اهل الفترة
    و النقل السابع عن ابي هريرة فلا يعرف هل كان ابوه من اهل الفترة ام لا
    و النقل الثامن عن النووي و التاسع عن شيخ الاسلام و كل ما يليه ليس من اهل الفترة .

    فهذا استدلال في غير محل السؤال
    هل تكلم احد من العلماء بدليل صحيح على الاستغفار لاهل الفترة ؟

    كلام الشيخ ليس عن اهل الفترة
    أهل الفترة: (هم الأمم الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول، ولا أدركوا الثاني ثم صار يطلق عند اهل العلم على كل من لم تبلغهم الدعوة
    يقول شيخ الإسلام رحمه الله: (وكثير من الناس قد ينشأ في الأمكنة والأزمنة الذي يندرس فيها كثير من علوم النبوات، حتى لا يبقى من يبلغ ما بعث الله به رسوله من الكتاب والحكمة، فلا يعلم كثيراً مما يبعث الله به رسوله ولا يكون هناك من يبلغه ذلك،
    وقال ابن القيم
    قيام الحجة يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والأشخاص، فقد تقوم حجة الله على الكفار في زمان دون زمان، وفي بقعة وناحية دون أُخرى، كما أنها تقوم على شخص دون آخر، إما لعدم عقله وتمييزه كالصغير والمجنون، وإما لعدم فهمه كالذي لا يفهم الخطاب ولم يحضر ترجمان يترجم له
    هنا الشيخ يفرق بين شرك و شرك ، دون دليل ايضا
    قد نقلت لك كلام شيخ الاسلام سابقا فى التفريق بين الشرك قبل الرسالة وبعدها....
    قَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا : فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ ، وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ
    النقل الثاني "فهذا ظاهره أنه مات على الكفر"
    قلت : لماذا ظاهره انه مات على الكفر اصلا؟ لماذا لا يقال ظاهره انه من اهل الفترة ؟ و ظاهره انه سيمتحن يوم القيامة كما رجح شيخ الاسلام؟
    لماذا تنفى ان ظاهره الكفر- لماذا لا تقول الكافر الذى مات او هلك فى الفترة
    ظاهره انه سيمتحن يوم القيامة كما رجح شيخ الاسلام؟
    السؤال من هو الذى سيمتحن من اهل الفترة الجواب هو الكافر الذى لم تقم عليه الحجة
    "لأن كثيرا من العلماء يقولون: من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة"
    فواضح انه لا يتكلم عن اهل الفترة
    من لم تقم عليه الحجة حكمه حكم ارباب الفترات وهذا يختلف باختلاف الازمنه كما تقدم فى تعريف اهل الفترة- انظر ابوى النبى صلى الله عليه وسلم ماتوا فى زمن فترة ومع ذلك قامت عليهم الحجة ببقايا رسالة ابراهيم عليه السلام
    « أن ابن أبي طلحة لم يسمعه -اي التفسير- من ابن عباس» و قال شيخ الاسلام عن هذا السند " وأما ثبوت شيءٍ بمجرد هذا النقل عن ابن عباس، فهذا لا يكون عند أهل المعرفة بالمنقولات"
    انا لم انقل دليل واحد حتى تضعفة انا نقلت ادلة الكتاب والسنة والاجماع على انه لا يجوز الاستغفار للمشرك واذا اردت ادلة اكثر من ان تحصر فى عدم جواز الاستغفار للمشرك اتيتك بها ان شاء الله ولكن اظن ان ما سبق يكفى فلا معنى ان تقول النقل فى غير اهل الفترة- الاصل عدم الاستغفار للمشرك والكافر بالاجماع هذا مقطوع به -والاستثناء والاختلاف فى حال الحياة لان له توجيه عند بعض العلماء وقد بينا معنى ذلك
    النقل السابع عن ابي هريرة فلا يعرف هل كان ابوه من اهل الفترة ام لا
    و النقل الثامن عن النووي و التاسع عن شيخ الاسلام و كل ما يليه ليس من اهل الفترة
    عدم الاستغفار مرتبط بالشرك وليس لكونه من اهل الفترة ام لا - لم يستغفر لابيه لانه مات على الشرك ولم ينظر الى انه من اهل الفترة الذين لم تقم عليه الحجة ام لا
    العجيب انك تطلب منى دليل على ما دل عليه الكتاب والسنة والاجماع هذا من العجائب انت المطالب بالدليل على جواز الاستغفار للمشرك سواء اهل الفترة او غيرهم-الاصل عدم الاستغفار للمشرك الذى مات على الشرك سواء قامت عليه الحجة ام لم تقم لان عدم الاستغفار مرتبط بالموت على الكفر والشرك


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى: وقد قال تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ـ في الدعاء، ومن الاعتداء في الدعاء: أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله، مثل: أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم، أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك. انتهى.

    قال ابن عثيمين في (الشرح المختصر لبلوغ المرام ) :
    (الكافر لا يجوز أن يصلى عليه ولا أن يدعى له بالرحمة ولا بالمغفرة ، ومن دعا لكافر بالرحمة والمغفرة فقد خرج بهذا عن سبيل المؤمنين ، لأن الله تعالى قال:
    { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }.
    فأي إنسان يترحم على الكافر أو يستغفر له فإن عليه أن يتوب إلى الله ، لأنه خرج في هذه المسألة عن سبيل النبي - صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، فعليه أن يتوب إلى ربه ويؤوب إلى رشده ، لأن الكافر مهما دعوت له فإن الله لن يغفر له أبدا ، مهما عمل من خير ، ، كما قال تعالى:
    { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا }.

    النقل الرابع عن الطبري
    معلول
    باجماع الحفاظ
    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَتَسْتَغْفِرُ لِأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ ؟! فَقَالَ : أَوَلَيْسَ اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ ؟ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَتْ:} مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ { .
    { اخرجه الترمذى وحسنه الالبانى .
    وقد سبق ان نقل الاخ الفاضل ابو البراء فى اول الموضوع عدم جواز الاستغفار للمشرك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة

    من مات على دينٍ غير الإسلام، فلا يجوز الترحم عليه ولا الاستغفار له، لأن ظاهره الكفر في الدنيا، ولا نعلم مآل المعين في الآخرة، فنحن مخاطبون ومكلفون في أحكام الدنيا بالعمل بالظاهر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس لما أُسِر في بدر وادّعى أنه كان مسلماً: الله أعلم بشأنك، إن يك ما تدعي حقاً، فالله يجزيك بذلك، وأما ظاهر أمرك، فقد كان علينا. رواه الإمام أحمد، وبنحوه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
    ويقول الشيخ حمد بن معمر: من كان من أهل الجاهلية عاملاً بالإسلام تاركاً للشرك فهو مسلم، وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين، فهذا ظاهره الكفر، وإن كان يحتمل أنه لم تقم عليه الحجة الرسالية لجهله وعدم من ينبهه، لأنا نحكم على الظاهر، وأما الحكم على الباطن فذلك إلى الله تعالى، لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، كما قال تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {سورة الإسراء آية: 15}. اهـ.


  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jun 2020
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    جزاكم الله خيرا.
    اخي محمد عبد اللطيف
    هل مسألة الشهادة لمن مات وظاهره أنه مات كافرا بالنار مرتبطة بكونه مات على الشرك ام لا؟ وهل كونه من اهل الفترة له تأثير في الحكم ام لا؟
    أخرج ابن ماجه عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَكَانَ وَكَانَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي النَّارِ قَالَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَبُوكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ قَالَ فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدُ وَقَالَ : لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَبًا مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ ) قال الهيثمي (رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح) (مجمع الزوائد) 1/ 118.
    وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابي بأن يبشر المشركين بالنار ، فإذا مر بقبر كافرٍ بشره بالنار. وهذا فيه تحديد لكل مشركة بعينه.

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن زيد مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا.
    اخي محمد عبد اللطيف
    هل مسألة الشهادة لمن مات وظاهره أنه مات كافرا بالنار مرتبطة بكونه مات على الشرك ام لا؟ وهل كونه من اهل الفترة له تأثير في الحكم ام لا؟
    أخرج ابن ماجه عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي كَانَ يَصِلُ الرَّحِمَ وَكَانَ وَكَانَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي النَّارِ قَالَ فَكَأَنَّهُ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَيْنَ أَبُوكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُمَا مَرَرْتَ بِقَبْرِ مُشْرِكٍ فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ قَالَ فَأَسْلَمَ الْأَعْرَابِيُّ بَعْدُ وَقَالَ : لَقَدْ كَلَّفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَبًا مَا مَرَرْتُ بِقَبْرِ كَافِرٍ إِلَّا بَشَّرْتُهُ بِالنَّارِ ) قال الهيثمي (رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح) (مجمع الزوائد) 1/ 118.
    وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم امر الصحابي بأن يبشر المشركين بالنار ، فإذا مر بقبر كافرٍ بشره بالنار. وهذا فيه تحديد لكل مشركة بعينه.
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    سنوضح اصل هذه المسألة بمثال وصورة المسألة أخى الكريم
    رجل كافر يهودى أو نصرانى مات على كفره أيجوز للمسلم أن يشهد عليه بعينه أنه في النار خالدأ فيها ؟؟
    الجواب
    الأصل أنه يجوز ذلك بل نشهد عليه يقينا أنه في النار ونجزم ونقطع ولا نشك لأن الشك ريب وهو ضد اليقين والمسلم الموحد يعلم يقينا أن الجنة لاتدخلها إلا نفس مسلمة مؤمنة موحدة
    ويعلم يقينا أن الكافر حرمت عليه الجنة وأنه خالد في النار قطعا
    قال سبحانه { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار }
    قال الله سبحانه وتعالى: **وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً} [النساء:18]،
    وقال سبحانه وتعالى: **ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} [البقرة:217]،
    دلت هاتان الآيتان على أن كل من مات وهو كافر فقد أعد الله له عذاباً أليماً وأنه من الخالدين في النار
    وقال سبحانه { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خالِدِينَ فِيها لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)
    قال الله)تعالى. (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا )
    (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً لَّا يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَا نَصِيرا} (سورة الأحزاب / ءاية 64-65)
    {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} (سورة الحج / ءاية19)
    {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ}
    {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
    قوله سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)
    وقوله عز وجل: وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ
    وقوله سبحانه: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ)
    وقوله عز وجل في سورة الأعراف في شأن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
    ثم قال سبحانه بعد ذلك:
    ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
    (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
    وأما السنة فمنها قوله صلى الله عليه وسلم:
    ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار)) أخرجه مسلم في صحيحه.
    ولايشكل هنا قول الطحاوى رحمه الله (ولانشهد لمعين من اهل القبلة بجنة ولانار إلا ماشهد له القرآن والسنة ولكن نرجوا للمحسن ونخشى على المسيئ )فهذا وأمثاله لاإشكال فيه ولايعارض الأصل بل يقويه لأن هذا في أهل القبلة فيخرج منه غيرهم من أهل الكفر ممن سمعوا بالإسلام
    وهو مبنى على قاعدة العمل بالظاهر
    {أحكام الدنيا تجرى على الظاهر من إسلام وكفر فمن أظهر لنا الإسلام حكمنا بإسلامه , ومن أظهر لنا الكفر والشرك حكمنا بكفره }
    ولابد من التفريق في هذه القاعدة بين الكافر الأصلى والكافر المرتد , حتى تنضبط مسألة الظاهر والباطن في الدنيا والأخرة وهذا مهم
    قال الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف فمن علم أنه مات على الكفر، وقد بلغته دعوة الإسلام فقامت عليه الحجة، فإنه يشهد عليه بالنار لما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإن كانت لم تبلغه الدعوة ... فلا يشهد عليه بالخصوص لقول الله تعالى: **وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} [الإسراء:15]، ولقول الله تعالى: **وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام:19]،
    وقد أجمع العلماء على أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين، وأن من لم يؤمن به ويتبع ما جاء به فهو من أهل النارمن الكفار سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو هندوكيا أو بوذيا أو شيوعيا أو غير ذلك.
    فمن هلك ومضى وأنت تعلم يقيناً أنه مات على الكفر ولا تعلم له توبة، فاشهد أنه مات على الكفر.
    فإن قيل: أنت لا تعلم حاله في الباطن؟
    قلنا: نحن لا نتكلم عن الباطن، لكن الله تعبدنا أن نحكم بالظاهر والله تعالى يتولى السرائر، فلو لم نكفر من مات على الكفر لاختل الأمر وأصبح الناس في شك؛ لأنه يمكن أن يموت بعض الكفار على الإسلام، فإذا جوزنا الإمكان فإنه يرد على كل.
    فنقول: إذا وجدت قرائن تصلح لأن تكون شبهات تحول دون الإطلاق فلا نطلق الحكم، وإن لم يكن إلا مجرد الاحتمال فلا يجوز البناء على الاحتمال ما دام أن الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم نص على خلافه، فما حكم الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم على قائله أو فاعله أو معتقده بالكفر، ونحن نعلم يقيناً أن رجلاً كان عليه إلى أن مات، فلا يرد احتمال أنه تاب قبل أن يموت، ونقول: من كان عنده بينة فليخبرنا، أما ما نعلمه يقيناً عنه فإنه لا يزول بمجرد الاحتمال أو الشك؛ فإن اليقين لا يزول بالشك.
    يقول المصنف رحمه الله: [فإنه من أعظم البغي أن يشهد على معين أن الله لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلده في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت]، أي: أن الشهادة بذلك هي حكم من يموت وهو يهودي أو نصراني أو من أهل الكفر والشرك الأصلي، أما المسلم أو من كان من أهل القبلة فإننا لا نطلق ذلك عليه إلا في مثل ما تجوز عليه الشهادة، بأن نشهد له على يقين؛ لأن هذه الأحكام لازمة ومترتبة على هذا القول.
    ونوضح ذلك بمثال على الشهادة لمعين من أهل الكفر بأنه من أهل النار:
    مثال ذلك: رجل يهودي نشأ مع اليهود ومات على دين اليهودية ، فهل نشهد له بالنار أم لا؟
    الجواب: لا شك في هذا، ولا يأخذنا الورع فنقول: لا ندري! ولا يعني ذلك أنه لم يسلم منهم أحد؛ لكن مجرد الاحتمال لا يلغي الأصل.
    أما حكمه عند الله فهذا شيء آخر، فمن مات و لم يبلغه الدين ولا الحق،[ ولم تقم عليه الحجة الرسالية]، فهذا حكمه حكم أهل الفترة، والراجح في حكم أهل الفترة أنهم يمتحنون يوم القيامة، وبذلك يصدق عليهم أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً، ولن يدخلهم النار إلاَّ وهم مستحقون، فينتفي الظلم وتتحقق الرحمة والحكمة والعدل من الله سبحانه وتعالى بأن يمتحنهم، وهذا أصل كلي يدل على ذلك ويشهد له.
    و هنا النبي يشهد على المعين بالنار
    [بتصرف للغليفى]
    قال الشيخ صالح ال الشيخ - :
    "السؤال / ما حكم تكفير الكافر المعين والحكم عليه بالخلود في النار بعد الممات، وما معنى قول أهل السنة ولا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له، إلى آخره؟
    ج/ الجواب:
    أن قول أهل السنة ولا نشهد لأحد بجنة ولا بنار إلا من شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛
    يعني من هذه الأمة من المنتسبين للقبلة،
    أما المشرك الأصلي أو الكافر اليهودي أو النصراني
    فإنه يستصحب الأصل الذي كان عليه؛
    فإذا مات على الكفر فإننا نقول هو كافر ومات عليه وهو من أهل النار، والنبي صلى الله عليه وسلم قال لنا (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار)ر أبشر بالنار، هذا لا يدخل في قول أهل السنة
    لأن المقصود من ذلك أهل القبلة، لا نشهد لمعين بجنة من أهل القبلة ولا لمعين من أهل القبلة بنار، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم في الذين يدخلون الجنة وفي الذي غل وفي الذي قتل نفسه؛ وجع نفسه بحديدة ونحو ذلك، من شهد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنار من أهل القبلة فنشهد عليه بالنار وأما المشركون والكفار من أهل الكتاب فلا كرامة لهم
    فإذا ماتوا شهدنا عليهم بالنار وكفرناهم في حياتهم وبعد مماتهم،
    ولا يقال في حقهم لا نكفر إلا من بلغته الحجة أو لا نشهد عليهم بالنار إلا من قامت عليه الحجة ونحو ذلك"
    وقال الشيخ صالح ال الشيخ على قول الطحاوى
    قال رحمه الله (ولا ننزل أحدا منهم جنة ولا نارا، ولا نشهد عليهم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق، ما لم يظهر منهم شيء من ذلك، ونذر سرائرهم إلى الله تعالى)
    يريد العلامة الطحاوي رحمه الله أن أهل السنة والجماعة يتبعون في الأمور الغيبية ما دل عليه الدليل من كتاب الله - عز وجل - ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يقفون ما ليس لهم به علم ولا يقولون على الله - عز وجل - ما لا يعلمون امتثالا لقوله سبحانه {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}[الإسراء:36]، وامتثالا لقوله - عز وجل - {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}[الأعراف:33]، فحرم الله - عز وجل - القول عليه بلا علم، ومن القول عليه بلا علم أن يشهد في أمر غيبي أن الله - عز وجل - لا يغفر لفلان، أو أن فلانا من أهل الجنة؛ يعني قد غفر له، أو أنه من أهل النار المعين لأنه لم يشأ الله أن يغفر له.
    فأصل هذه المسألة وهي ما قرره من أننا لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، هذه لأجل أن هذا الأمر غيبي والله - عز وجل - حكمه في أهل القبلة قد يعذب وقد يغفر؛ يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، فمن نزل جنة أو نارا أحدا من أهل القبلة ممن لم يدل الدليل على أنه من أهل الجنة أو من أهل النار فقد قال على الله بلا علم وتجرأ على الرب جل جلاله.
    فالواجب اتباع النص وتقديس الرب - عز وجل - وتعظيم صفات الرب جل جلاله، وأن لا يشهد على معين من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة جزما أو من أهل النار جزما إلا من أخبر الوحي بأنه في هذا الفريق أو في هذا الفريق.
    وهذا نص عليه خلافا لأهل الضلال في مسائل الأسماء والأحكام من المعتزلة والخوارج قبلهم ومن يرون السيف ونحو ذلك ممن يشهدون لمن شاءوا بالجنة ولمن شاءوا بالنار؛ بل قد شهدوا على بعض الصحابة بأنهم من أهل النار وعلى بعضهم من أنهم من أهل الجنة بمحض أهوائهم وآرائهم.
    وأهل السنة يخالفون الفرق الضالة في هذا الباب ويتبعون ما دل عليه الدليل ويعظمون الله - عز وجل -، ولا يتجاسرون على الغيب، ويعظمون صفة الرب سبحانه بأنه يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
    وتحت هذه الجملة مسائل:
    [المسألة الأولى]:
    أن هذا الحكم ذكر أنه مختص بأهل القبلة فقال (ولا ننزل أحدا منهم) يعني من أهل القبلة (جنة ولا نارا)؛ لأن أهل القبلة ظاهرهم الإسلام والله - عز وجل - قد وعد المسلم بالجنة، وقد توعد من عصاه من أهل الإسلام بالنار.
    فهذا الحكم مختص بأهل القبلة، فمن مات من أهل الإسلام لا يشهد عليه بأنه من أهل النار ولا يشهد له بالجنة، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي.
    وإذا تبين هذا فلا يدخل في كلامه من مات على الكفر وقد كان في حياته كافرا؛ كان طول حياته نصرانيا، أو كان طول حياته يهوديا، أو كان طول حياته وثنيا أو مشركا الشرك الأكبر المعروف؛ يعني من أهل عبادة الأوثان أو ممن لا دين له.
    فهؤلاء لا يدخلون في هذه العقيدة؛ بل يشهد على من مات منهم بأنه من أهل النار؛ لأنه مات على الكفر وهو الأصل.
    وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «حيثما مررت بقبر كفار فبشره بالنار»(1) وهذا عموم وهو الموافق للأصل، وهو أن من مات على الكفر نحكم عليه بالظاهر، ولا نقول قد يكون مات على الإسلام؛ لأن هذا خلاف الأصل.
    والقواعد المقررة تقضي باتباع واستصحاب الأصل.
    لهذا المسلم نستصحب أصله -كما سيأتي- فلا نشهد عليه بشرك ولا كفر ولا نفاق إذا مات، كذلك نستصحب الأصل في من مات على الكفر من النصارى واليهود والوثنيين وأشباه هؤلاء.
    ومن أهل العلم من أدخل الحكم على المعين الذي ورد في هذه الجملة الكفار بأنواعهم فقال: حتى الكافر لا نشهد عليه إذا مات لأننا لا ندري لعله أسلم قبل ذلك.
    وهذا خلاف الصواب وخلاف ما قرره أهل التوحيد وأئمة الإسلام في عقائدهم، فإن كلامهم كان مقيدا بمن مات من أهل القبلة
    أما من لم يكن من أهل القبلة فلا يدخل في هذا الكلام.

    [المسألة الثانية]:
    ذكرنا لك أن أصل هذه العقيدة تعظيم صفات الله - عز وجل - وعدم الخوض في الأمور الغيبية، والعلماء في إعمال هذا الأصل في هذه المسألة لهم أقوال:
    1- القول الأول: من قال: لا أشهد لأحد ولا على أحد مطلقا، وإنما نشهد للوصف للجنس دون المعين، فنقول: المؤمن في الجنة، والظالم في النار، والمؤمن المسدد في الجنة، ومرتكب الكبيرة متوعد بالنار، ونحو ذلك من ذكر الجنس والنوع دون ذكر المعين، إعمالا منهم للأصل الذي ذكرنا، وأن الحكم بالخاتمة أمر غيبي لا ندري هل حصل الختام بالتوحيد أم لا.
    2- القول الثاني: وهو قول جمهور أهل العلم وأئمة أهل الحديث والسنة والأثر أن هذه المسألة غيبية فمجالها ومدارها على قاعدة الأمور الغيبية أنه يقتفى فيها الدليل دون تجاوز للقرآن والحديث، فلا ينزل أحد جنة ولا نار إلا من أنزله الله - عز وجل - الجنة أو أنزله النار بدليل من الكتاب أو من السنة، وسواء في هذا النوع الوصف الجنس أو المعين.
    فجاءت الشهادة لأبي بكر رضي الله عنه بأنه من أهل الجنة في القرآن، وجاءت الشهادة لأهل البيت بأنهم مطهرون أيضا بالقرآن منهم علي رضي الله عنه وفاطمة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم الذين قال الله - عز وجل - فيهم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}[الأحزاب:33] ونحو ذلك، وجاء في السنة الشهادة على معينين من الصحابة بأنهم في الجنة كما في العشرة المبشرين بالجنة: الخلفاء الأربعة، وطلحة بن عبيد الله، وأبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعد بن أبي وقاس، وسعيد بن زيد إلى آخره، وكذلك الشهادة لبلال رضي الله عنه، ونحو ذلك ممن جاء في الحديث أنه من أهل الجنة، وكذلك من شهد عليه بالنار ممن هو منتسب إلى القبلة مما جاء في السنة فإننا نشهد عليه بالنار.
    وهذا القول هو المراد بكلام الطحاوي هذا وهو قول جمهور أهل الحديث والسنة.
    3- القول الثالث: فهو مثل القول الثاني؛ لكنه زاد عليه بأن الشهادة المستفيضة للإنسان من أهل القبلة بأنه من أهل الجنة أو أنه من أهل الوعيد فإنه يشهد للمعين أو يشهد عليه بالشهادة المستفيضة.
    وهذا جاء رواية عن الإمام أحمد وعن غيره من الأئمة واختارها الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمهم الله تعالى، وقال (دلت السنة على هذا الأصل فإن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فأثني عليها خيرا فقال «وجبت»، ثم مر بجنازة أخرى فأثنى الصحابة عليها شرا، فقال «وجبت»، قالوا يا رسول الله ما وجبت؟ قال «تلك أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، وهذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار، أنتم شهداء الله في أرضه»، وأيضا جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار» قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال «بالثناء الحسن وبالثناء السيئ»
    فيدخل في هذا القول المعروفون الذين شهد لهم بقدم الصدق من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك من شهد له من أئمة الإسلام بهذا المقام كالإمام مالك مثلا والشافعي وأحمد والبخاري ومسلم ونحوهم من أئمة الإسلام.
    * والأظهر هو القول الثاني وهو قول الجمهور؛ لأن الشهادة بالاستفاضة هذه الدليل يتقاصر على أن يشهد له مطلقا، ولكن يكون الرجاء فيه أعظم، ولهذا في الحديث الأول قال «وجبت»، فدل على أن شهادتهم له في مقام الشفاعة له لأنه قال «أثنيتم عليها خيرا فوجبت» فدل على أن الوجوب له بالجنة مترتب على الثناء عليه بالخير، وليس الثناء عليه بالخير نتيجة وإنما هو سبب لوجوب الجنة، فكأنه في مقام الشفاعة له والدعاء له، وليس هذا مطلقا.
    والحديث الثاني أيضا يحمل على هذا بأنه في مقام الشفاعة والدعاء له، بالإضافة إلى أن القول الأول هو قول الأكثر من أئمة أهل الإسلام.


    [المسألة الثالثة]:
    أننا إذا لم نشهد لأحد أو على أحد فإن المقصود المعين، أما الجنس والنوع فنشهد للجنس والنوع، فنشهد على الظالم بالنار دون تنزيله على معين، ونشهد للمطيع بالجنة دون تنزيله على معين.
    والمقصود إذا مات على ذلك، إذا مات المطيع على الطاعة، وإذا مات الظالم على الظلم؛ لأن المسألة مبنية على ما يختم للعبد، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»(1)، وهذا يدل على أن الأعمال بالسوابق -سوابق الكتاب- وبالخواتيم، وهذا يمنع من الشهادة المعينة لأن الأعمال بالسوابق والخواتيم، والله - عز وجل - خلق الجنة وخلق لها أهلا وهذا غيبي، وخلق النار وخلق لها أهلا وهذا أمر غيبي.
    فإذا الشهادة على الجنس أو للجنس بالجنة أو على نوع بالنار هذا المقصود من مات على ذلك، من مات على الطاعة فإننا نشهد لجنس الميتين على الطاعة، ولجنس من مات على الكبيرة بأنه متوعد بالعذاب قد يغفر الله - عز وجل - له وقد يؤاخذه بذنوبه.


    [المسألة الرابعة]:
    أننا مع ذلك كله فإننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.
    أهل السنة أهل رحمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحيما بهذه الأمة، فيرث أهل السنة الرحمة من صفاته صلى الله عليه وسلم، فيرحمون هذه الأمة، ومن رحمتهم لها أنهم يرجون لأهل الإحسان ويخافون على أهل الإساءة.
    ورجاؤهم لأهل الإحسان يحملهم على أن يدعو لهم وأن يصلوا عليهم إذا ماتوا؛ لأن حق المسلم على مسلم ست ومنها أنه إذا مات يصلي عليه ويدعو له.
    وتحملهم الرحمة للمسيء أنه إذا مات على الإساءة أنه يخاف عليه الإساءة، فيسأل الرب - عز وجل - أن يغفر له ذنبه وأن يتجاوز عن خطيئته وأن يبارك له في قليل عمله، ونحو ذلك من آثار الرحمة.
    ولهذا يدعو المسلم لجميع المسلمين لمن كان منهم صالحا ومن كان منهم غير صالح؛ بل من الدعاء الذي تداوله أهل السنة والعلماء أن يسأل الرب - عز وجل - أن يشفع المحسن في المسيء، وأن يوهب المسيء للمحسن، مثل ما في دعاء القنوت الذي يتداوله الأكثرون: وهب المسيئين منا للمحسنين، (هب المسيئين) يعني من كان مسيئا عاصيا عنده ذنوب هبه للمحسن فشفع المحسن فيه في هذا المقام بالدعاء.
    وهذا كله من آثار الرحمة التي كان عليها صلى الله عليه وسلم، فإنه كان بهذه الأمة رحيما؛ بل كان رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
    فإذا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، ولرجائنا للمحسن آثار، ولخوفنا على المسيء آثار.
    فرجاؤنا للمحسن يحملنا على توليه وكثرة الدعاء له ونصرته واقتفاء أثره.
    وخوفنا على المسيء يحملنا على الدعاء له والاستغفار ونحو ذلك، فكان أسيرا للشيطان، ونسأل الله - عز وجل - له المغفرة الرضوان.


    [المسألة الخامسة]
    وهي مسألة الشهادة بما يدل على الشهادة بالجنة، مثل أن يقال فلان شهيد، إذا كان شهيدا فالله - عز وجل - ذكر ونص على أن الشهداء بالجنة.
    وكذلك الشهادة له بالمغفرة، المغفور له، المرحوم، النفس المطمئنة، ونحو ذلك، مما هو من أسباب دخول الجنة.
    فإذا شهد له بهذه الأوصاف بأنه غفر له فقد شهد له بأمر غيبي، فإذا شهد له بأنه مرحوم فقد شهد له بأمر غيبي، إذا شهد له بأن نفسه مطمئنة {ارجعي إلى ربك راضية مرضية(28)فادخلي في عبادي(29)وادخلي جنتي}[الفجر:28-30]، فقد شهد له بالجنة.
    فإذا الشهادة للمعين بالجنة ممنوعة، وكذلك بما يدل على أنه يشهد له بالجنة، مثل هذه الأسباب ونحوها.
    من ذلك الشهادة له بأنه شهيد وقد جاء في صحيح البخاري بحث هذه المسألة، وبوب عليها هل يقال فلان شهيد؟ وذكر أثر عمر (إنكم تقولون لمن مات في معارككم فلان شهيد فلان شهيد، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، والله أعلم بمن يقتل في سبيله)
    لأنه هل كان يقاتل يريد أن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى؟
    هذا أمر غيبي فلذلك لا تجوز الشهادة لمعين؛ لكن نرجوا له، من مات في أرض المعركة نرجوا له الشهادة، نقول نرجوا له أن يكون شهيدا وهذا تبع للأصل أننا نرجو للمحسن ونخاف على المسيء.

    والمسألة فيها خلاف بين اهل العلم ولكن الصواب والمذهب ما قاله الشيخ صالح ال الشيخ
    والقواعد المقررة تقضي باتباع واستصحاب الأصل.
    لهذا المسلم نستصحب أصله -كما سيأتي- فلا نشهد عليه بشرك ولا كفر ولا نفاق إذا مات،
    كذلك نستصحب الأصل في من مات على الكفر من النصارى واليهود والوثنيين وأشباه هؤلاء.
    ومن أهل العلم من أدخل الحكم على المعين الذي ورد في هذه الجملة الكفار بأنواعهم
    فقال:
    حتى الكافر لا نشهد عليه إذا مات لأننا لا ندري لعله أسلم قبل ذلك.
    وهذا خلاف الصواب وخلاف ما قرره أهل التوحيد وأئمة الإسلام في عقائدهم، فإن كلامهم كان مقيدا بمن مات من أهل القبلة
    أما من لم يكن من أهل القبلة فلا يدخل في هذا الكلام.
    نعم

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,406

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    إثراء للموضوع:
    قال ابن تيمية: (لكن هذا مثل الشهادة لمعين بالجنة، وفيها ثلاثة أقوال:
    قيل: لا يشهد بذلك لغير النبي. وهو قول أبي حنيفة، والأوزاعي، وعلي ابن المديني، وغيرهم.
    وقيل: يشهد به لمن جاء به نص، إن كان [خبرا] صحيحا، كمن شهد له النبيّ بالجنة فقط. وهذا قول كثيرٍ من أصحابنا، وغيرهم.
    وقيل: يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح؛ كعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وغيرهما، وكان أبو ثور يشهد لأحمد بن حنبل بالجنّة). [النبوات: (1 / 154- 155)].
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,890

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    إثراء للموضوع:
    قال ابن تيمية: (لكن هذا مثل الشهادة لمعين بالجنة، وفيها ثلاثة أقوال:
    قيل: لا يشهد بذلك لغير النبي. وهو قول أبي حنيفة، والأوزاعي، وعلي ابن المديني، وغيرهم.
    وقيل: يشهد به لمن جاء به نص، إن كان [خبرا] صحيحا، كمن شهد له النبيّ بالجنة فقط. وهذا قول كثيرٍ من أصحابنا، وغيرهم.
    وقيل: يشهد به لمن استفاض عند الأمة أنه رجل صالح؛ كعمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، وغيرهما، وكان أبو ثور يشهد لأحمد بن حنبل بالجنّة). [النبوات: (1 / 154- 155)].
    نعم بارك الله فيك

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,406

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    نعم بارك الله فيك
    وفيك بارك الله، آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jun 2020
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: هل يجوز الترحم على اهل الفترة؟

    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •