المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طبيب مصرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت دراسة نقدية للشيخ حاكم المطيرى بخصوص حديث أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد. وكيف أن تفسير العلماء للآيات المتعلقة بسد يأجوج ومأجوج تدور في فلك هذا الحديث بالرغم من عدم صحته. وأثار انتباهي ما ذكره الشيخ من كون الاعتقاد في أن يأجوج ومأجوج خلف السد فيه مكابرة للحس ولا يلزم المسلم أن يعتقد في ذلك وأن الاعتقاد في ذلك اعتقاد في المحالات العقلية بعد أن اتضح من خلال العلوم و التقنيات الحديثة أن وجود أمة كبيرة العدد كيأجوج و مأجوج لا يمكن أن يخفى عن بقية الناس وأنهم ليسوا من الأشياء الغيبية لأنهم كانوا يفسدون في الأرض ويؤذون الناس. وخاصة للإشكالات المترتبة على ذلك كون ذلك على سبيل المثال مانع من وصول رسالة الإسلام إليهم مع أن النبي عليه الصلاة و السلام مرسل للناس كافة وكون النبي عليه الصلاة و السلام وصف يأجوج ومأجوج بالوصف الذي وصف به الترك تماما كما عند الإمام أحمد و الطبراني وقال أن المسلمين يقاتلون الترك كما عند البخاري ما يشى بأن يأجوج ومأجوج من الترك وأن المسلمين يقاتلونهم قبل إرسالهم الذي هو من علامات الساعة الكبرى وحينئذ لا يقاتلهم المسلمون كما في حديث مسلم وفيه أن الله يقول لعيسى عليه السلام إني قد أرسلت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج. فما قول العلماء أو من ينقل لنا قول أحدهم في صحة الاعتقاد بأن يأجوج ومأجوج هم قبائل الترك و المغول و التتر الذي سكنوا وسط وشمال شر آسيا وعرفوا في التاريخ ببدو أو أعراب أوراسيا وأنهم ليسوا خلف السد إلى زماننا هذا كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء كالطاهر بن عاشور و أبو زهرة و الشعراوي وهل الاعتقاد في ذلك يعد مخالفة للإجماع أو يأثم من يعتقد ذلك.
حبذا لو تنقل البحث، وفي القرآن ما يدل على حبسهم وراء السد، وأن السد قائم إلى أن يأتي الوقت المحدد لزحفهم، عند قرب الساعة، فإذا جاء الوقت خرجوا بسرعة عظيمة وجمع كبير، قال تعالى: حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وقال تعالى: فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
وأنهم يحاولون هدمه كما في حديث زينب بنت جحش المتفق عليه في الصحيحين مرفوعًا عند البخاري:
(3346)، و: (3598)، و: (7095)، و: (7135)، ومسلم: (2880)، (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ...).
ومن حديث أبي هريرة المتفق عليه مرفوعًا أيضًا عند البخاري: (3334)، و: (7136)، ومسلم: (2881): (فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده).
أما عن مكانهم اليوم قال شيخنا مصفى بن محمد في كتابه : [أشراط الساعة وفتن آخر الزمان: (صـ 414)]: (وصفوة القول: لقد تضافرت الشواهد التاريخية على أن مسنكهم في أقصى الشرق، وعلى أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية، أما الجزم بالمكان أو من هم الذين انصبت عليهم النصوص القرآنية، وجعلت خروجهم ومجيئهم إلى بلاد الشام من علامة الساعة، فأمر غيبي لا يعلمه إلا الله، والأسلم التسليم والتفويض).