في الأونة الأخيرة كنت أتابع سلسلة مكونة من قرابة ال200 مقطع فيها أحاديث يضعفها الشيخ العدوي.
بعضها كان يمس البخاري، وكان معه الحق في معظمها، أو اجعلونا نقول: له سلف في ذلك.
لكن حديث ماعز بن مالك وإعلاله لفظة [ أنكتها ] الصريحة وما شجعه على ذلك إلا استنكارها كمتن لا أرى فيه وجه حق أبداً.. اللهم إلا أن يقنعني أحدكم أو يخبرني بسلفه في ذلك. وهاكم المقطع:
نعم نظرت إلى السند فإذا فيه وهب بن جرير وأبيه، وجرير فيه كلام أعلم ذلك ولكن هل البخاري عندما أخرج اللفظة لم يكن يعلم ذلك؟
التعامل مع البخاري بالرواة صواب؟ ليس لأنه معصوم ولكن لأن هو ومسلم كانا أحياناً يخرجان طريق فيه متكلم فيهم لعلمهم أنه ورد بإسناد آخر أقوى ولكن أرادا العلو فذكرا هذا في كتابهما..
كذلك أن الموضوع ليس فيه نكارة كما أجاب الشيخ نفسه في مقطع قبل مقطعه هذا ب6 سنوات عام 2013 !
فأولاً هنا حكم المضطر كما أجاب الشيخ.
ثانياً اللفظ أصلاً عربي وليس فيه سوء أدب، أوليس ابن عباس قال في الحج كما جاء بإسنادٍ صحيح فيما علمت ورواية سعيد بن منصور:
نا هُشَيْمٌ، قَالَ: نا عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: نَزَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ رَاحِلَتِهِ، فَجَعَلَ يَسُوقُهَا، وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ: "
وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسًا إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسًا
" ذَكَرَ الْجِمَاعَ، وَلَمْ يُكَنِّ عَنْهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، تَقُولُ الرَّفَثَ وَأَنْتَ مُحْرِمٌ؟، قَالَ: " الرَّفَثُ: مَا رُوجِعَ بِهِ النِّسَاءُ "
هل ابن عباس فاجر داعر حتى يقول لفظ قبيح في حرم الله على سبيل التغني بالشعر ؟!
ثالثاً: اللفظ في الأصل فيما أرى مشتق من التغطية والتغشية ، ويكأنه استُخدِم في العلاقة الزوجية لغشاوة الرجل زوجته، ففي لسان العرب:
وتَنَايَكَ القوْمُ: غَلَبَهُمُ النُّعاسُ. وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انْطَبَقَ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عَيْنَهُ إِذا غلب عليها.
فإذا كان ذلك كذلك، فأين البذاءة هنا؟
نرجو منكم التفاعل