عادة ما نتحدث في إطار تدريس اللغات الأجنبية عن مهارة المدرس ومؤهلاته لإكساب اللغة للمتعلم، ولكن قد ننسى المستوى المطلوب والطرائق المثلى للإكساب؛ لأنها تُمثِّل نصف الطريق الذي نقطعه.
يجب التنويه في البداية إلى أن إكساب لغة ما ليس بالأمر الهين، بل هو حصيلة تراكمات تمتد لسنوات، فيمكن أن أُدرِّس هذا المتعلم لمدة سنة، وللسنة الموالية والتي تليها، وبهذه الطريقة فقط ألمسُ تحسنَ مستواه، من خلال المتابعة الدائمة والجادة له.
إذا لم يعمل المتعلم في البيت ويجتهد، يستحيل أن أُحقِّق النتائج المرجوة معه، فنأخذ عينة عن التعبير الكتابي مثلًا، ولنقل أننا سنحرر قصة من وحي الخيال، إذا لم يتدرب المتعلم على تقنياتها في البيت، سيعجز عجزًا تامًّا في القسم؛ لأن ممارسة الكتابة هنا مطلوبة، وبالتكرار يسهل بعدها الكتابة بالأسلوب اللازم.
عندما أتناول المتعلم لتدريسه، فإنني أتابع معه سلسلة دروس، انطلاقًا من فهم المنطوق والتعبير الشفوي وتحليل النص، مرورًا بالقواعد والنحو، وانتهاءً بالتحضير للتعبير الكتابي وتحرير التعبير الكتابي، الذي هو المحطة الأخيرة التي سبقتها محطات كثيرة ليصل المتعلم إلى هذه الحصة متسلحًا بالوسائل المساعدة على التعبير.
أختارُ له موضوعًا محددًا، فمن غير المناسب أن يُترك الباب مفتوحًا في الكتابة، فإذا رغبتُ في كتابة قصة، فإنني ألتزم بنمط معين وقصة محددة، أتركُ فيها للمتعلم حرية اختيار أحداث أخرى، أو اختيار تمهيدٍ مغايرٍ، أو خاتمة جديدة.
اتباع هذا الأسلوب لن يضمن تحسنًا في المستوى بشكل كامل، غير أنني أحصل على متعلمين حيويين، يفهمون طريقتي وما أرغب في الوصول إليه، وسيطبقون التعليمات آليًّا؛ ما يضمن حسن سيرورة الحصة.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/138843/#ixzz6F5ah5TF4