أبو الحَسن عليُّ بنُ الحسين بنِ عليٍّ المسعوديُّ، مؤرخٌ من طِرازٍ فريدٍ ، ينتهي نسبُه إلى الصَّحابيِّ الجليلِ عبد الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه، ولد في العراق ورحل إلى كثيرٍ من الأقطار الإسلامية لكنَّه في آخر حياتِه أقام في مدينةِ الفسطاط بمصر أيامَ حكمِ الإخشيديين آخر النصف الأول من القرن الرابع الهجري، وتوفي بها سنة 346هـ ، قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" ( 5 / 532 ) "كتبُه طافحةٌ بأنَّه كان شيعيًّا معتزليًّا"، وقال السيد حسن الصدر الشيعي في كتاب "تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام" ( ص 254 ) : " كان يتستَّرُ بالشَّافعية في المذهبِ مدَّة إقامتِه بمصرَ والشَّام".
وقد احتفى به المستشرقون احتفاء كبيرًا كعادتهم في الاحتفاء بأصحاب الأفكار الغريبة على الثقافة الإسلامية ، فأطلق عليه المستشرق كريمر لقب "هيرودوت العرب".
له مصنَّفاتٌ كثيرةٌ لم يصل إلينا منها غير كتابين: الأول: "مروج الذهب ومعادن الجوهر"، طبع عدَّة طبعات أشهرها في مصر بتحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله ، والثاني: "التنبيه والإشراف" ، وهو آخر ما صنَّف انتهى من تصنيفه سنة 345هـ ، طُبع عدَّة طبعات أيضًا من أفضلها طبعة وزارة الثقافة السورية سنة 2000 ميلادي، أعدَّه للطبع وعلق حواشيه الأستاذ قاسم وهب، وطبع أيضًا "مروج الذهب" في وزارة الثقافة السورية.
أمَّا الكتابُ المطبوعُ باسم "أخبار الزمان ومَن أبادَه الحِدثان" المنسوبُ للمسعويِّ فليس له وإن كان المسعوديُّ قد ألَّفَ كتابًا بهذا الاسم وهو أضخمُ كتبِه ، لكنَّه في عدادِ ما فُقِد من كتبِ التراثِ.