عيد أضحى مبارك
تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,052

    افتراضي ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة ليس بمنهج صحيح.
    ومعناه: أن الله يخوفنا بآياته وعجائب قدرته، ونحن نقول للناس: لا تخافون لا عليكم.
    والصحيح أن نقول للناس:
    ابشروا بربٍ كريم رحيم إذا تبنا واستغفرنا،أما نحثهم على التفاؤل والطمأنينة من غير توبة فهذا غير مقبول
    ماحكم هذا القول؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,929

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة ليس بمنهج صحيح.
    ومعناه: أن الله يخوفنا بآياته وعجائب قدرته، ونحن نقول للناس: لا تخافون لا عليكم.
    والصحيح أن نقول للناس:
    ابشروا بربٍ كريم رحيم إذا تبنا واستغفرنا،أما نحثهم على التفاؤل والطمأنينة من غير توبة فهذا غير مقبول
    ماحكم هذا القول؟
    بارك الله فيك
    السؤال المتعين أولا - هل كرونا إبتلاء ام عقوبة ؟ والفائدة فى الفتوى التالية
    السؤال
    إذا وقعت للمسلم مصيبة ، فكيف نعرف هل هي عقوبة على معاصيه ، أم ابتلاء لرفع درجاته؟
    نص الجواب
    الحمد لله
    للمصائب والابتلاءات في الكتاب والسنة سببان اثنان مباشران – إلى جانب حكمة الله تعالى في قضائه وقدره - :
    السبب الأول : الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان ، سواء كانت كفرا أو معصية مجردة أو كبيرة من الكبائر ، فيبتلي الله عز وجل بسببها صاحبها بالمصيبة على وجه المجازاة والعقوبة العاجلة .
    يقول الله عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) النساء/79 ، قال المفسرون : أي بذنبك . ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 ، انظر "تفسير القرآن العظيم" (2/363) .
    وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
    رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي " .
    السبب الثاني : إرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر ، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة ، ويكتب عند الله من الفائزين ، وقد رافق البلاء الأنبياء والصالحين فلم يغادرهم ، جعله الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجة العالية في الجنة ، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ )
    رواه أبو داود (3090) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2599)
    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( قَالَ : إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .
    رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/146)
    وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً )
    رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573) .
    ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل منهما به :
    ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ، ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين .
    كما أن من بتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ، كما وقع لبعض الرسل والأنبياء : كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في بطن الحوت ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ، وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام .
    ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلاَءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) .
    رواه الترمذي (2398) وقال : حسن صحيح .
    ومع ذلك فقد يكون أحد هذين السببين أظهر في بعض صور البلاء من السبب الآخر ، ويمكن فهم ذلك من خلال قرائن الحال التي تتعلق بتلك المصيبة :
    فإذا كان المبتلى كافرا : فلا يمكن أن يكون بلاؤه لرفعة درجته ، فالكافر ليس له عند الله وزن يوم القيامة ، لكن قد يكون في ذلك عبرة وعظة لغيره ، ألا يفعل مثل فعله ، وقد يكون من ذلك من عاجل عقاب الله له في الدنيا، زيادة على ما ادخره له في الآخرة . قال الله تعالى : ( أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الأرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ) الرعد /33-34
    وأما إذا كان المبتلى مسلما عاصيا مجاهرا ، أو فاسقا ظاهر الفسق : فقد يغلب على الظن وجه المجازاة والعقوبة بهذا الابتلاء ، لأن تكفير السيئات أسبق من رفع الدرجات ، والعاصي أحوج إلى تكفير سيئاته من رفع درجاته .
    وفي المقابل إذا كان المسلم عابدا طائعا صالحا ، ليس بينه وبين الله إلا العبودية الحقة ، والشكر والحمد والإنابة والإخبات إليه سبحانه : فهذا يغلب على الظن في ابتلائه وجه المكرمة ورفع الدرجات ، والعباد شهداء الله في الأرض ، فإذا عرفوا فيه الصلاح كان لهم أن يبشروه برفعة الدرجات عند الله تعالى إن هو صبر على بلائه .

    وأما إذا أبدى المبتلى السخط والجزع ، فلا يظن أن يكون ابتلاؤه مكرمة من الله له لرفع درجاته ، وقد علم سبحانه منه عدم الصبر والرضا ، فالأقرب في هذه القرينة وجه المجازاة والعقوبة ، وقد قال بعض الصالحين : " علامة الابتلاء على وجه العقوبة والمقابلة : عدم الصبر عند وجود البلاء ، والجزع والشكوى إلى الخلق .
    وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات : وجود الصبر الجميل من غير شكوى ، ولا جزع ولا ضجر ، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات .
    وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات : وجود الرضا والموافقة ، وطمأنينة النفس ، والسكون للأقدار حتى تنكشف " انتهى.
    وهكذا ، ما هي إلا قرائن ظنية يمكن للعبد أن يتأمل فيها ليعرف شيئا من حكمة الله تعالى في المصائب والمحن ، لا ليجزم في الحكم بها على نفسه ، أو على عباد الله المبتلين .
    ولعل الأهم من هذا التفصيل كله أن يقال :
    إن الفائدة العملية التي ينبغي للعبد التأمل فيها هي أن كل مصيبة وابتلاء هي له خير وأجر إن هو صبر واحتسب ، وأن كل ابتلاء ومصيبة هي له سوء وشر إن جزع وتسخط ، فإن وطَّن نفسه على تحمل المصائب ، والرضى عن الله بقضائه ، فلا يضره بعد ذلك إن علم سبب البلاء أو لم يعلمه ، بل الأَوْلى به دائما أن يتَّهِم نفسه بالذنب والتقصير ، ويفتش فيها عن خلل أو زلل ، فكلنا ذوو خطأ ، وأينا لم يفرط في جنب الله تعالى ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أصاب المسلمين يوم أحد بمقتلة عظيمة ، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وخير البشر بعد الرسل والأنبياء ، بسبب مخالفةِ أمرِ النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن المرء بعد ذلك في نفسه استحقاق رفعة الدرجات في كل ما يصيبه ، وقد كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله – إذا رأى اشتداد الريح وتقلب السماء – يقول : هذا بسبب ذنوبي ، لو خرجت من بينكم ما أصابكم .
    فكيف بحالنا نحن المقصرين المذنبين.
    ثم أولى من ذلك كله وأهم ، أن يحسن العبد الظن بربه دائما ، وعلى كل حال ؛ فالله سبحانه وتعالى هو أولى بالجميل ، وهو أهل التقوى وأهل المغفرة .
    نسأل الله تعالى أن يرحمنا ويغفر لنا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا ، ويأجرنا في مصائبنا ، إنه سميع مجيب الدعوات .
    وانظر جواب السؤال رقم : (13205)
    والله أعلم .

    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,929

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    سئل الامام ابن باز رحمه الله
    هل الأمراض عقوبة؟

    السؤال:
    هل الإصابة بالمرض كالعين مثلًا وغير ذلك يا سماحة الشيخ، هل هذا من العقوبات الدنيوية؟

    الجواب:
    قد يقع هذا عقوبة، وقد يقع ابتلاء وامتحان؛ ليرفع الله درجاته، قال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ [الحديد:22] .. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30]، هذا كثير يقع بسبب كسب اليد، قد يفعل أشياء تسبب المصيبة، وقد تنزل المصيبة لحكمة بالغة كما يقع للأنبياء وغير الأنبياء؛ ليرفع الله درجاتهم ويعظم أجورهم ، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم : عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير: إن أصابته ضراء صبر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته سراء شكر؛ فكان خيرًا له وفي الحديث: من يرد الله به خيرًا يصب منه اللهم صل على محمد، فالعبد يصاب بمصيبة من غير سيئة، بل ليرفع الله درجاته ويعظم أجره، إن عظم الجزاء مع عظم البلاء. نعم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,052

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    جزاكم الله خيرا .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,929

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    فأما نحثهم على التفاؤل والطمأنينة من غير توبة فهذا غير مقبول
    الواجب المسلم في مثل هذه النوازل ، أن يأخذ بأسباب ، الوقائية ضد هذا المرض وقبل ذلك التوكل على الله ،وعدم الخوف والهلع ،وليعلم المسلم أنه لن يصاب أحد بهذا المرض إلا بتقدير الله الذي لا مفر منه ، فليس كل مخالط للمريض سيصاب ولو لم يحتط ، قال الله تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) التوبة (51)،وقال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التغابن:11]، فالأمور كلُّها بيد الله وطوْع تدبيره وتسخيره، فما شاء الله كان ،وما لم يشأ لم يكن ،ولا عاصم إلَّا الله ، قال تعالى (قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً) [الأحزاب:17]،وقال الله تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (2)فاطر، وفي صحيح الترمذي : يقول صلى الله عليه وسلم :«وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ»، فالواجب على كلّ مسلم أن يفوض أمره إلى الله ،راجيًا طامعًا معتمدًا متوكِّلاً عليه، يرجو عافيته وشفاءه وسلامتَه من ربِّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فلا تزيدُه الأحداثُ ولا يزيدُه حلول المصاب إلا التجاءً واعتصامًا بالله ،قال الله تعالى :(وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) آل عمران 101، فقد تكون إصابته بالمرض رفعة لدرجاته وتكفيرًا لسيئاته؛ حتى يلقى الله وما به من الذنوب شيء، ففي الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ »، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته بالمصابين بالأوبئة .-اللجوء إلى الله بالتضرع والدعاء والتوبة والأوبة إليه، وترك المعصي والموبقات ،والاكثار من الطاعات والأعمال الصالحات
    أن المسلم يؤمن ويوقن أن كل ما يقع في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى ،فالإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان ،ففي الصحيحين : قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم :« أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ » ، والمسلم يؤمن بأن الله تعالى رحيم بعباده ،يقدر لهم الخير ،ويلطف بهم ،قال الله تعالى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (19) الشورى، ولربما قدّر الله على العبد شيئا من المكاره ،والتي يكون في ظاهرها العنت والتعب للعبد ، وفي باطنها الرحمة والخير له ،فالله سبحانه وتعالى يربي خلقه على ما ينفعهم ،فلا يفتح لهم الخيرات باستمرار فيتكبروا ،ولا يصيبهم بالبلاء والعذاب دوما فيهلكوا ويقنطوا، ولكنه سبحانه وتعالى يبتليهم ليرجعوا ويتوبوا إليه ،ويندموا على تقصيرهم في حقه، قال الله تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (41) الروم ،والله تبارك وتعالى قد يبتلي عبده ليسمع شكواه وتضرعه ،ودعاءه وصبره ،ورضاه بما قضاه عليه، فهو سبحانه وتعالى يرى عباده إذا نزل بهم ما يختبرهم به من المصائب والأمراض وغيرها ،ويعلم خائنة أعينهم وما تخفي صدورهم ،فيثيب كل عبد على قصده ونيته، ولهذا ،فمن أُصيب بشيء من الأمراض أو مما يكرهه ،فعليه أن يحتسب عند الله أمره ،وأن يتلقّى ذلك بالصّبر والرِّضا ،ليفوز بثواب الصّابرين، وأما من عوفي ،فليحمد الله ،ليفوز بثواب الشاكرين.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,929

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    كل ما في السموات والأرض وما يحدث فيهما، وما بينهما إنما يكون بأمر الله وحكمته وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَسورة الدخان38فحكمته تعالى ثابتة في تقديره، وفي أحكامه، وهذا الامتحان للمؤمن في الدنيا، والابتلاء من أقدار الله، وما يكون من خوف ولا مرض ولا مصيبة في النفس ولا في المال ولا في الولد إلا وفيها لله حكمة، يحذر فيها المؤمنين من الركون إلى الدنيا، ويعيدهم بالمصائب إلى طريق التوبة، والإقبال على الله، يبين لهم ضعفهم ليثقوا به، يبين لهم عوراتهم وعجزهم ليتوكلوا عليه، ليتعبدوا له بالدعاء؛ ليتضرعوا إليه إذا نزلت بهم مصيبة، أو حلت بهم شدة. وأما الكافر فإن ما يصيبه دعوة لرجوعه إلى ربه مؤمناً، وكم من أناس كانوا كافرين فابتلاهم الله، فعادوا إليه، ووجدوا حس الإيمان، : وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَسورة الأنعام42 إن الله تعالى ينبه عباده إذا أصابهم بالمصائب كي ينتبهوا إليه، ويتوبوا: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍسورة الشورى30.
    ولم تزل أعمال بني آدم تحدث لهم من الفساد ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين، والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها، وسلب منافعها أو نقصانها، يحدث من ذلك أمور متتابعة يتلو بعضها بعضاً، فإذا لم يتسع علمك لهذا فاكتفِ بقول الله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَسورة الروم41 ونزِّلْ هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بينها وبين الواقع فترى أن كل ما يحدث من الآفات والعلل يلازم ظلماً وفجوراً يحدث فيهم، فيحدث لهم ربهم من العلل في أغذيتهم، وفواكههم، ومياههم، وأبدانهم، وخلقهم، وصورهم، وأشكالهم، وأخلاقهم من النقص والآفات ما هو موجب ظلمهم، وفجورهم، وعتوهم على شريعة ربهم. ولما كثرت المعاصي في هذا الزمان، وعم الكفر الأرض، وطبق العصيان إلا من رحم الله من بقايا من أهل التوحيد والإيمان والطاعة والإنابة للرحمن، فإنك ترى أن العباد كلما أكثروا من المعاصي كثر فيهم من الآفات الجديدة والطواعين التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا،
    ونلاحظ في هذا الزمان كثرة انتشار الأوبئة، هذه الأمراض التي تقض المضاجع، والتي فيها كوارث عالمية، لا تعرف حدوداً، ولا تفتيشاً، إنها تنتقل طيراناً، إنها تنتقل من مكان إلى مكان، ومنها الفيروسات التي أصابت الطيور.
    إن الغافل والعاصي والكافر لا يفكر أبداً في خلفيات مثل هذه الأحداث، بل يراها فقط بعين الطبيعة والدنيا، وما هذا المسبب إلا هذا الفيروس، لكن أن يرجع الأمر إلى ما كسبت يداه، كما ذكر الله: فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْسورة الشورى30 لا يفكر في هذا، وغير مستعد أن ينتقل بذهنه وقلبه إلى هذا الربط، بل إنه يرى أنه لم يفعل شيئاً، وأنه غير مقصر، وأن أموره طبيعية؛ فلماذا يعاقب؟ ولماذا يفسر القضية على أنها عقوبة؟ هذه ظاهرة طبيعية، والأمراض موجودة في كل وقت وحين، والطواعين كانت من زمان.. وهكذا تخدر النفوس، وهكذا يقنع إبليس كثيراً من الناس بأنه لا شيء يستحق التغيير؛ فلماذا أنتم فزعون؟ هذه من جملة الأشياء العادية التي تحدث بين كل وقت وحين.
    أما المؤمن يرجع إلى الله، ، يعود للقرآن، فيقرأ فيه: وَلَنُذِيقَنَّه ُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَسورة السجدة21كلما يصيب البشر من الأوبئة تنبيهات وتحذيرات من رب العباد.
    ، والله -سبحانه وتعالى- أخبرنا: وَلَنَبْلُوَنَّ كُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَسورة البقرة155-1 ينبغي على العباد أن يعلموا بأن ما أصابهم يكون على نوعين، ما يصيب أهل الإيمان فهو ابتلاء يزيد الله به حسناتهم، ويرفع به درجاتهم، وما يصيب أهل الفسق والعصيان فإنما هو عقوبة لعلهم يرجعون إلى الله -سبحانه وتعالى-.وإن من العقوبات ما يكون فيه فزع للناس، فما هو موقف المسلم إذا أصابه مثل هذا؟ هل يصح أن تدخل الأوهام، وأن يدخل الفزع المضاعف، وأن يدخل عشوائية في تصرفات البشر نتيجة هذا؟ كلا، فإن المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، إن المؤمن يتعامل مع هذه المصائب بالتوبة، والتضرع إلى الله ، وكذلك يتعامل معها بالحد من نشر ما يفزع إخوانه؛ لأن ترويع المسلم للمسلم حرام: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِسورة النساء83.
    وكذلك يتعامل المسلم مع ما يصيب الصحة من الآفات بما جاء في الكتاب والسنة من الأخذ بالأسباب؛ لأن الأخذ بالأسباب هو من صميم التوكل على الله تعالى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    12,052

    افتراضي رد: ماحكم :نشر الطمأنينة بين الناس في زمن البلاء من غيرحث على التوبة

    زادكم الله من فضله وإحسانه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •