تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 18 من 31 الأولىالأولى ... 8910111213141516171819202122232425262728 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 341 إلى 360 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #341
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (341)
    (
    سُوُرَة الحج)
    مَدنيَّة






    73 - يا أيها الناس، ضُرِب مثل فاستمعوا له، واعتبروا به، إن ما تعبدون من أصنام وغيرها من دون الله لن يخلقوا ذبابًا على صغره لعجزهم، ولو اجتمعوا كلهم على أن يخلقوه ما خلقوه، وإذا أخذ الذباب شيئًا مما عليهم من طيب وما أشبهه لم يقدروا على إنقاذه منه، وبعجزهم عن خلق الذباب، وإنقاذ أشيائهم منه؛ تبين عجزهم عما هو أكبر من ذلك، فكيف تعبدونها -مع عجزها- من دون الله؟! ضَعُفَ هذا الطالب وهو الصنم المعبود الذي لا يستطيع إنقاذ ما استلبه الذباب منه، وضَعُفَ هذا المطلوب الذي هو الذباب.
    74 - ما عظموا الله حق تعظيمه حين عبدوا معه بعض مخلوقاته، إن الله لقوي، ومن قوته وقدرته خلق السماوات والأرض ومن فيهما، عزيز لا يغالبه أحد بخلاف أصنام المشركين فهي ضعيفة ذليلة لا تخلق شيئًا.
    75 - الله سبحانه وتعالى يختار من الملائكة رسلًا، ويختار من الناس رسلًا كذلك، فيرسل بعض الملائكة إلى الأنبياء مثل جبريل أرسله إلى الرسل من البشر، ويرسل الرسل من البشر إلى الناس، إن الله سميع لما يقوله المشركون في رسله، بصير بمن يختاره لرسالته.
    76 - يعلم سبحانه ما عليه رسله من الملائكة والناس قبل خلقهم وبعد موتهم، وإلى الله وحده ترجع الأمور يوم القيامة، حيث يبعث عباده فيجازيهم على ما قدموا من عمل.
    77 - يا أيها الذين آمنوا بالله وعملوا بما شرع لهم، اركعوا واسجدوا في صلاتكم لله وحده، وافعلوا الخير من صدقة وصلة؛ رجاء أن تفوزوا بالمطلوب، وتنجوا من المرهوب.
    78 - وجاهدوا في سبيل الله جهادًا خالصًا لوجهه، هو اختاركم وجعل دينكم سَمْحًا لا ضيق فيه ولا شدّة، هذه الملة السمْحَة هي ملة أبيكم إبراهيم عليه السلام، وقد سماكم الله المسلمين في الكتب السابقة وفي القرآن؛ ليكون الرسول شهيدًا عليكم أنه بلغكم ما أمِر بتبليغه، ولتكونوا أنتم شهودًا على الأمم السابقة أنّ رسلها بلَّغَتها، فاشكروا الله على ذلك بالإتيان بالصلاة على أكمل وجه، وأعطوا زكاة أموالكم، والجؤوا إلى الله، واعتمدوا عليه في أموركم، فهو سبحانه نِعْم المولى لمن تولاه من المؤمنين، ونعْم النصير لمن استنصره منهم، فتولوه يتولكم، واستنصروه ينصركم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أهمية ضرب الأمثال لتوضيح المعاني، وهي طريقة تربوية جليلة.
    • عجز الأصنام عن خلق الأدنى دليل على عجزها عن خلق غيره.
    • الإشراك بالله سببه عدم تعظيم الله.
    • إثبات صفتي القوة والعزة لله، وأهمية أن يستحضر المؤمن معاني هذه الصفات.







  2. #342
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (342)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة



    سورة المؤمنون
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    ذكر الإيمان وحقيقته وثماره وعواقب مخالفته وذم الكافرين، ولذلك افتتحت بفلاح المؤمنين وعدم فلاح الكافرين.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - قد فاز المؤمنون بالله العاملون بشرعه بالحصول على ما يطلبون، والنجاة مما يرهبون.
    2 - الذين هم في صلاتهم مُتَذلِّلون، قد سكنت فيها جوارحهم، وفرغت قلوبهم من الشواغل.
    3 - والذين هم عن الباطل واللهو وما فيه معصية من الأقوال والأفعال معرضون.
    4 - والذين هم لتطهير أنفسهم من الرذائل، وتطهير أموالهم بإخراج زكاتها فاعلون.
    5 - والذين هم لفروجهم بإبعادها عن الزنى واللواط والفواحش حافظون، فهم أعفّاء طاهرون.
    6 - إلا على زوجاتهم أو ما يملكون من الإماء، فإنهم لا يُلامون في الاستمتاع بهنّ بالوطء وغيره.
    7 - فمن طلب الاستمتاع بما عدا الزوجات أو إمائه اللاتي يملكها فهو متجاوز لحدود الله بتجاوز ما أحله من التمتع إلى ما حرمه منه.
    8 - والذين هم لما ائتمنهم الله عليه، أو ائتمنهم عباده، ولعهودهم حافظون لا يضيعونها، بل يوفون بها.
    9 - والذين هم على صلواتهم يحافظون بالمداومة عليها، وعلى أدائها في أوقاتها بأركانها وواجباتها ومستحبّاتها.
    10 - أولئك المتصفون بهذه الصفات هم الوارثون.
    11 - الذين يرثون أعلى الجنة هم فيها ماكثونِ أبدًا , لا ينقطع نعيمهم فيها.
    12 - ولقد خلقنا أبا البشر آدم من طين، أخِذت ترجمته من خلافة استُخْرِجت من ماء مختلط بتربة الأرض.
    13 - ثم خلقنا ذريته متناسلين من نطفة تستقر في الرحم إلى حين الولادة.
    14 - فخلقنا بعد ذلك النطفة المستقرة في الرحم عَلَقَة حمراء، ثم جعلنا تلك العَلَقَة الحمراء كقطعة لحم ممضوغة، فخلقنا قطعة اللحم تلك عظامًا مُتَصَلِّبة، فألبسنا تلك العظام لحمًا، ثم أنشأناه خلقا آخر بنفخ الروح فيه، وإخراجه إلى الحياة، فتبارك الله أحسن الخالقين.
    15 - ثم إنكم -أيها الناس- بعد ما مررتم به من تلك الأطوار ستموتون عند انقضاء آجالكم.
    16 - ثم إنكم بعد موتكم تبعثون من قبوركم يوم القيامة؛ لتحاسبوا على ما قدمتم من عمل.
    17 - ولقد خلقنا فوقكم -أيها الناس- سبع سماوات بعضها فوق بعض، وما كنا بغافلين عن خلقنا, ولا ناسين إياه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • للفلاح أسباب متنوعة يحسن معرفتها والحرص عليها.
    • التدرج في الخلق والشرع سُنَّة إلهية.
    • إحاطة علم الله بمخلوقاته.


  3. #343
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (343)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة




    18 - وأنزلنا من السماء ماء المطر بمقدار الحاجة، لا كثيرًا فيفسد ولا قليلًا فلا يكفي، فجعلناه يستقر في الأرض ينتفع به الناس والدواب، بيانا لقادرون على أن نذهب به فلا تنتفعون.
    19 - فأنشأنا لكم بذلك الماء بساتين من النخيل والأعناب، لكم فيها فواكه متعددة الأشكال والألوان، كالتِّين والرمان والتفاح، ومنها تأكلون.
    20 - وأنشأنا لكم به شجرة الزيتون التي تخرج في منطقة جبل سيناء، تُنبِت الدهن الَّذي يستخرج من ثمرها يُدَّهن به ويُؤْتَدَم.
    21 - وإن لكم -أيها الناس- في الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) لعبرة ودلالة تستدلّون بها على قدرة الله ولطفه بكم، نسقيكم مما في بطون هذه الأنعام لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين، ولكم فيها منافع كثيرة تنتفعون بها منها؛ كالركوب والصوف والوبر والشعر، وتأكلون من لحومها.
    22 - وعلى الإبل من الأنعام في البر، وعلى السفن في البحر تُحْمَلون.
    23 - ولقد بعثنا نوحًا عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى الله، فقال لهم: يا قوم، اعبدوا الله وحده، ما لكم من معبود بحق غيره سبحانه، أفلا تتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؟!
    24 - فقال الأشراف والسادة الذين كفروا بالله من قومه لأتباعهم وعامتهم: ما هذا الَّذي يزعم أنَّه رسول إلا بشر مثلكم يريد الرئاسة والسيادة عليكم، فلو شاء الله أن يرسل إلينا رسولًا لأرسله من الملائكة، ولم يرسله من البشر، ما سمعنا بمثل ما ادعاه عند أسلافنا الذين سبقونا.
    25 - وما هو إلا رجل به جنون، لا يعي ما يقول، فانتظروا به حتَّى يتضح أمره للناس.
    26 - قال نوح عليه السلام: رب انصرني عليهم بأن تنتقم لي منهم بسبب تكذيبهم إياي.
    27 - فأوحينا إليه أن أصنع السفينة بمرأى منا وتعليمنا إياك كيف تصنعها، فإذا جاء أمرنا لإهلاكهم، ونبع الماء بقوة من المكان الَّذي يخبز فيه، فأدخل فيها من كل الأحياء ذكرًا وأنثى ليستمرّ النَّسْل، وأدخل أهلك إلا من سبق عليه القول من الله بالإهلاك مثل زوجتك وابنك، ولا تخاطبني في الذين ظلموا بالكفر بطلب نجاتهم وترك إهلاكهم، إنهم مُهْلَكون -لا محالة- بالغرق في ماء الطوفان.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • لطف الله بعباده ظاهر لإنزال المطر وتيسير الانتفاع به.
    • التنويه بمنزلة شجرة الزيتون.
    • اعتقاد المشركين ألوهية الحجر، وتكذيبهم بنبوة البشر، دليل على سخف عقولهم.
    • نصر الله لرسله ثابت عندما تكذبهم أممهم.


  4. #344
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (344)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    28 - فإذا علوت على السفينة أنت ومن معك من المؤمنين الناجين، فقل: الحمد لله الَّذي أنقذنا من القوم الكافرين فأهلكهم.
    29 - وقل: رب أنزلني من الأرض إنزالًا مباركًا، وأنت خير المُنْزِلين.
    30 - إن في ذلك المذكور من إنجاء نوح والمؤمنين معه، وإهلاك الكافرين؛ لدلالات جلية على قدرتنا على نصر رسلنا وإهلاك المكذبين بهم، بيان كنا لمختبرين قوم نوح برساله إليهم ليتضح المؤمن من الكافر والمطيع من العاصي.
    31 - ثم أنشأنا من بعد إهلاك قوم نوح أمة أخرى.
    32 - فبعثنا فيهم رسولًا منهم يدعوهم إلى الله، فقال لهم: اعبدوا الله وحده ما لكم من معبود بحق غيره سبحانه، أفلا تتقون الله باجتناب نواهيه، وامتثال أوامره؟!
    33 - وقال الأشراف والسادة من قومه الذين كفروا بالله، وكذبوا بالآخرة وما فيها من ثواب وعقاب، وأطغاهم ما وسّعنا لهم من النعم في الحياة الدنيا، قالوا لأتباعهم وعامتهم-: ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه، ويشرب مما تشربون منه، فليس له مزية عليكم حتَّى يُبْعَث رسولًا إليكم.
    34 - ولئن أطعتم بشرًا مثلكم إنكم إذن لخاسرون لعدم انتفاعكم بطاعته لترككم آلهتكم، واتباع من لا فضيلة له عليكم.
    35 - أيعدكم هذا الَّذي يزعم أنَّه رسول أنكم إذا متم وصرتم ترابًا وعظامًا بالية أنكم تخرجون من قبوركم أحياء؟! أيعقل هذا؟!
    36 - بعيد جدًّا ما توعدون به من إخراجكم من قبوركم أحياء بعد موتكم، ومصيركم ترابًا وعظامًا بالية.
    37 - ليست الحياة إلا الحياة الدنيا، لا الحياة الآخرة، تموت الأحياء منا ولا تحيا، ويولد آخرون فيحيون، ولسنا بمُخرَجين بعد موتنا للحساب يوم القيامة.
    38 - ما هذا الَّذي يدّعي أنَّه رسول إليكم إلا رجل اختلق على الله كذبًا بادعائه هذا، ولسنا له بمؤمنين.
    39 - قال الرسول: رب انصرني عليهم بأن تنتقم لي منهم بسبب تكذيبهم إياي.
    40 - فأجابه الله قائلًا: بعد زمن قليل سيصبح هؤلاء المكذبون بما جئت به نادمين على ما وقع منهم من التكذيب.
    41 - فأخذهم صوت شديد مُهلك باستحقاقهم العذاب لتعنُتهم، فصيّرتهم هلكى مثل غثاء السيل، فهلاكًا للقوم الظالمين.
    42 - ثم بعد إهلاكهم أنشأنا أقوامًا وأممًا آخرين مثل قوم لوط، وقوم شعيب، وقوم يونس.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • وجوب حمد الله على النعم.
    • الترف في الدنيا من أسباب الغفلة أو الاستكبار عن الحق.
    • عاقبة الكافر الندامة والخسران.
    • الظلم سبب في البعد عن رحمة الله.


  5. #345
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (345)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    43 - لا تتقدم أي أمة من هذه الأمم المكذبة الوقت المحدد لمجيء هلاكها، ولا تتأخر عنه، مهما كان لها من الوسائل.
    44 - ثم بعثنا رسلنا متتابعين رسولًا رسولًا، كلما جاء أمةً من تلك الأمم رسولُها المبعوث إليها كذبوه، فاتبعنا بعضهم ببعض بالهلاك، فلم يبق لهم وجود إلا أحاديث الناس عنهم، فهلاكًا لقوم لا يؤمنون بما جاءتهم به رسلهم من عند ربهم.
    45 - ثم بعثنا موسى وأخاه هارون بآياتنا النسع: (العصا، اليد، الجراد، القُمَّل، الضفاع، الدم، الطوفان، السنون، نقص الثمرات)، وبحجة واضحة.
    46 - بعثناهما إلى فرعون والأشراف من قومه فاستكبروا، فلم ينقادوا للإيمان لهما، وكانوا قومًا مُسْتَعْلِين على الناس بالقهر والظلم.
    47 - فقالوا: أنؤمن لبشرين مثلنا، لا مزية لهما علينا، وقومهما (بنو إسرائيل) لنا مطيعون خاضعون؟!
    48 - فكذبوهما فيما جاءا به من عند الله، فكانوا بسبب تكذيبهم من المُهْلَكين بالغرق.
    49 - ولقد أعطينا موسى التوراة رجاء أن يهتدي بها قومه إلى الحق، ويعملوا بها.
    50 - وصيرنا عيسى بن مريم وأمه مريم علامة دالة على قدرتنا، فقد حملت به من غير أب، وآويناهما إلى مكان مرتفع من الأرض، مستوٍ صالح للاستقرار عليه، فيه ماء جار متجدد.
    51 - يا أيها الرسل، كلوا مما أحللت لكم مما يُسْتَطاب أكله، واعملوا عملًا صالحًا موافقًا للشرع، إني بما تعملون من عمل عليم، يخفى عليَّ من أعمالكم شيء.
    52 - وإن ملَّتكم -أيها الرسل- ملة واحدة وهي الإسلام، وأنا ربكم لا ربَّ لكم غيري، فاتقوني بامتثال أوامري، واجتناب نواهيّ.
    53 - فتفرّق أتباعهم بعدهم في الدين، فصاروا أحزابًا وشيعًا، كل حزب معجب بما يؤمن أنَّه هو الدين المرضي عند الله، ولا يلتفت إلى ما عند غيره.
    54 - فاتركهم -أيها الرسول- فيما هم فيه من الجهل والحيرة إلى حين نزول العذاب بهم.
    55 - 56 - أيظن هؤلاء الأحزاب الفرحون بما لديهم أن ما نعطيهم من الأموال والأولاد في الحياة الدنيا هو تعجيل خير لهم يستحقونه؟! ليس الأمر كما ظنوا، إنما نعطيهم ذلك إملاءً واستدراجًا لهم، لكنهم لا يحسُّون بذلك.
    57 - إن الذين هم مع إيمانهم وإحسانهم وجِلون من ربهم.
    58 - والذين هم بآيات كتابه يؤمنون.
    59 - والذين هم يوحدون ربهم لا يشركون به شيئًا.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الاستكبار مانع من التوفيق للحق.
    • إطابة المأكل له أثر في صلاح القلب وصلاح العمل.
    • التوحيد ملة جميع الأنبياء ودعوتهم.
    • الإنعام على الفاجر ليس إكرامًا له، وإنما هو استدراج.


  6. #346
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (346)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    60 - والذين يجتهدون في أعمال البر، ويتقربون إلى الله بالأعمال الصالحة وهم خائفون ألا يتقبل الله منهم إنفاقهم وأعمالهم الصالحة إذا رجعوا إليه يوم القيامة.
    61 - أولئك الموصوفون بهذه الصفات العظيمة يبادرون إلى الأعمال الصالحة، وهم إليها سابقون، ومن أجلها سبقوا غيرهم.
    62 - ولا نكلف نفسًا إلا قدر ما تستطيعه من العمل، وعندنا كتاب أثبتنا فيه عمل كل عامل، ينطق بالحق الَّذي لا مرية فيه، وهم لا يظلمون بنقص حسناتهم، ولا زيادة سيئاتهم.
    63 - بل قلوب الكفار في غفلة من هذا الكتاب الَّذي ينطق بالحق، والكتاب الَّذي نزل عليهم، ولهم أعمال أخرى دون ما هم عليه من الكفر هم لها عاملون.
    64 - حتَّى إذا عاقبنا منعَّميهم في الدنيا بالعذاب يوم القيامة إذا هم يرفعون أصواتهم مستغيثين.
    65 - فيقال لهم تيئيسًا لهم من رحمة الله: لا تصرخوا ولا تستغيثوا في هذا اليوم، فإنه لا ناصر لكم يمنعكم من عذاب الله.
    66 - قد كانت آيات كتاب الله تُقْرأ عليكم في الدنيا، فكنتم ترجعون مولّين عنها إذا سمعتموها كراهية لها.
    67 - تفعلون ذلك مستكبرين على الناس بما تزعمونه من أنكم أهل الحرم ولستم أهله؛ لأن أهله هم المتقون، وتتسامرون حوله بالسيئ من القول، فأنتم لا تقدسونه.
    68 - أفلم يتدبر هؤلاء المشركون ما أنزل الله من القرآن ليؤمنوا به، ويعملوا بما فيه، أم جاءهم ما لم يأت أسلافهم من قبلهم، فأعرضوا عنه وكذبوا به.
    69 - أم إنهم لم يعرفوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - الَّذي أرسله الله إليهم، فهم منكرون له، لقد عرفوه وعرفوا صدقه وأمانته.
    70 - بل يقولون: هو مجنون، لقد كذبوا، بل جاءهم بالحق الَّذي لا مِرْية فيه أنَّه من عند الله، ومعظمهم كارهون للحق، مبغضون له حسدًا من عند أنفسهم، وتعصبًا لباطلهم.
    71 - ولو أجرى الله الأمور، ودبّرها على وفق ما تهواه أنفسهم لفسدت السماوات والأرض، وفسد من فيهن لجهلهم بعواقب الأمور، وبالصحيح والفاسد من التدبير.
    72 - هل طلبت -أيها الرسول- أجرًا من هؤلاء على ما جئتهم به، وذلك جعلهم يرفضون الدعوة؛ هذا لم يحدث منك، فثواب ربك وأجره خير من ثواب هؤلاء وغيرهم، وهو -سبحانه- خير الرازقين.
    73 - وإنك -أيها الرسول- لتدعو هؤلاء وغيرهم إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، وهو طريق الإسلام.
    74 - وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة وما فيها من حساب وعقاب وثواب عن طريق الإسلام لمائلون إلى غيرها من الطرق المعوجة الموصلة إلى النار.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خوف المؤمن من عدم قبول عمله الصالح.
    • سقوط التكليف بما لا يُسْتطاع رحمة بالعباد.
    • الترف مانع من موانع الاستقامة وسبب في الهلاك.
    • قصور عقول البشر عن إدراك كثير من المصالح.


  7. #347
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (347)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    75 - ولو رحمناهم ورفعنا عنهم ما بهم من قحط وجوع لتمادوا في ضلالهم عن الحق يترددون ويتخبّطون.
    76 - ولقد اختبرناهم بأنواع المصائب، فما تَذَلَّلوا لربِّهم ولا خضعوا له، وما دعوه خاشعين ليرفع عنهم المصائب عند نزولها.
    77 - حتَّى إذا فتحنا عليهم بابًا من العذاب الشديد إذا هم فيه آيسون من كل فَرَج وخير.
    ولما كان إنكار البعث لا يقع ممن ينتفع بسمعه وبصره وعقله ذكَّرهم الله بما أنعم عليهم به منها، فقال:

    78 - والله سبحانه هو الَّذي خلق لكم -أيها المكذبون بالبعث- السمع لتسمعوا به، والأبصار لتبصروا بها، والقلوب لتفقهوا بها، وذلك لا تشكرونه على هذه النعم إلا قليلًا.
    79 - وهو الَّذي خلقكم -أيها الناس- في الأرض، وإليه وحده يوم القيامة تحشرون للحساب والجزاء.
    80 - وهو وحده سبحانه الَّذي يحيي فلا محيي غيره، وهو وحده الَّذي يميت فلا مميت سواه، وإليه وحده تقدير اختلاف الليل والنهار ظلمة وإنارة وطولًا وقصرًا، أفلا تعقلون قدرته، وتفرّده بالخلق والتدبير؟!
    81 - بل قالوا مثل ما قال آباؤهم وأسلافهم في الكفر.
    82 - قالوا على وجه الاستبعاد والإنكار: أإذا متنا وصرنا ترابًا وعظامًا بالية أإنا لمبعوثون أحياءً للحساب؟!
    83 - لقد وعدنا هذا الوعد - وهو البعث بعد الموت - ووُعِد أسلافنا من قبلُ بذلك، ولم نر ذلك الوعد تحقق، ما هذا إلا أباطيل الأقدمين وأكاذيبهم.
    84 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكفار المنكرين للبعث: لمن هذه الأرض، ومن عليها إن كان لكم علم؟
    85 - سيقولون: الأرض ومن عليها لله، فقل لهم: ألا تتذكرون أن من له الأرض ومن عليها قادر على إحيائكم بعد موتكم؟
    86 - قل لهم: من رب السماوات السبع؟ ومن رب العرش العظيم الَّذي لا يوجد مخلوق أعظم منه؟
    87 - سيقولون: السماوات السبع والعرش العظيم ملك لله، فقل لهم: أفلا تتقون الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لتسلموا من عذابه؟
    88 - قل لهم: من الَّذي بيده ملك كل شيء، لا يشذ عن ملكه شيء، وهو يغيث من شاء من عباده، ولا أحد يمتنع ممن أراده هو بسوء، فيدفع عنه العذاب، إن كان لكم علم؟
    89 - سيقولون: ملك كل شيء بيده سبحانه، فقل لهم: فكيف تذهب عقولكم، وتعبدون غيره مع إقراركم بذلك؟!


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • عدم اعتبار الكفار بالنعم أو النقم التي تقع عليهم دليل على فساد فطرهم.
    • كفران النعم صفة من صفات الكفار.
    • التمسك بالتقليد الأعمى يمنع من الوصول للحق.
    • الإقرار بالربوبية ما لم يصحبه إقرار بالألوهية لا ينجي صاحبه.


  8. #348
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (348)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    90 - ليس الأمر كما يدّعون، بل جئناهم بالحق الَّذي لا مرية فيه، وإنهم لكاذبون فيما يدّعونه لله من الشريك والولد، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا.
    91 - ما اتخذ الله من ولد كما يزعم الكفار، وما كان معه من معبود بحق، ولو فرض أنَّه معه معبود بحق لذهب كل معبود بنصيبه من الخلق الَّذي خلقه، وَلَغَالَبَ بعضهم بعضًا، فيفسد نظام الكون، والواقع أن شيئًا من ذلك لم يحدث، فدل على أن المعبود بحق واحد وهو الله وحده، تنزه وتقدس عما يصفه به المشركون مما لا يليق به من الولد والشريك.
    92 - عالم كل ما غاب عن خلقه، وعالم كل ما يشاهد ويدرك بالحواس، لا يخفى عليه شيء من ذلك، فتعالى سبحانه أن يكون له شريك.
    93 - قل -يا أيها الرسول-: رب إما تريني في هؤلاء المشركين ما وعدتهم من العذاب.
    94 - رب إن عاقبتهم وأنا أشاهد ذلك فلا تجعلني فيهم فيصيبني ما أصابهم من العذاب.
    95 - وإنا على أن نجعلك تشاهد وترى ما نعدهم به من العذاب لقادرون، لا نعجز عن ذلك ولا عن غيره.
    96 - ادفع -أيها الرسول- من يسيء إليك بالخصلة التي هي أحسن؛ بأن تصفح عنه، وتصبر على أذاه، نحن أعلم بما يصفون من الشرك والتكذيب، وبما يصفونك به مما لا يليق بك كالسحر والجنون.
    97 - وقل: رب اعتصم بك من نَزَغَات الشياطين ووساوسهم.
    98 - وأعوذ بك رب أن يحضروني في شيء من أموري.
    99 - حتَّى إذا جاء أحدَ هؤلاء المشركين الموتُ، وعاين ما ينزل به قال ندمًا على ما فات من عمره، وما فرّط في جنب الله: رب ارجعني إلى الحياة الدنيا.
    100 - لعلّي أعمل عملًا صالحًا إذا رجعت إليها، كلا، ليس الأمر كما طلبت، إنها مجرد كلمة هو قائلها، فلو رُدَّ إلى الحياة الدنيا لما وفى بما وعد به، وسيبقى هؤلاء المتوفّون في حاجز بين الدنيا والآخرة إلى يوم البعث والنشور، فلا يرجعون منه إلى الدنيا ليستدركوا ما فاتهم، ويصلحوا ما أفسدوه.
    101 - فإذا نفخ الملك الموكل بالنفخ في القرن النفخة الثانية المؤذنة بالقيامة، فلا أنساب بينهم يتفاخرون بها لانشغالهم بأهوال الآخرة، ولا يسأل بعضهم بعضًا لانشغالهم بما يهمهم.
    102 - فمن ثقلت موازينه برجحان حسناته على سيئاته فأولئك هم المفلحون بما ينالونه من مطلوبهم، وما يجنّبون من مرهوبهم.
    103 - ومن خفّت موازينه لرجحان سيئاته على حسناته فأولئك هم الذين ضيعوا أنفسهم بفعل ما يضرّها، وترك ما ينفعها من الإيمان والعمل الصالح، فهم في نار جهنم ماكثون، لا يخرجون منها.
    104 - تحرق وجوههم النار، وهم فيها قد تقلّصت شفاههم العليا والسفلى عن أسنانهم من شدة العبوس.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الاستدلال باستقرار نظام الكون على وحدانية الله.
    • إحاطة علم الله بكل شيء.
    • معاملة المسيء بالإحسان أدب إسلامي رفيع له تأثيره البالغ في الخصم.
    • ضرورة الاستعاذة بالله من وساوس الشيطان وإغراءاته.


  9. #349
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (349)
    (
    سُوُرَة المؤمنون)
    مَكيَّة






    105 - ويقال لهم تقريعًا لهم: ألم تكن آيات القرآن تقرأ عليكم في الدنيا، فكنتم بها تكذبون؟!
    106 - قالوا: ربنا غلب علينا ما سبق في علمك من شقاوتنا، وكنا قومًا ضالين عن الحق.
    107 - ربنا أخرجنا من النار، فإن رجعنا إلى ما كنا عليه من الكفر والضلال فإنا ظالمون لأنفسنا، قد انقطع عذرنا.
    108 - قال الله: اسكنوا أذلاء مهانين في النار، ولا تكلموني.
    109 - إنه كان فريق من عبادي الذين آمنوا بي يقولون: ربنا آمنا بك فاغفر لنا ذنوبنا، وارحمنا برحمتك، وأنت خير الراحمين.
    110 - فاتخذتم هؤلاء المؤمنين الداعين ربهم محلًّا للاستهزاء تسخرون منهم، وتستهزئون بهم حتَّى أنساكم الانشغالُ بالسخرية منهم ذكرَ الله، وكنتم تضحكون منهم سخرية واستهزاء.
    111 - إني جزيت هؤلاء المؤمنين الفوز بالجنّة يوم القيامة؛ لصبرهم على طاعة الله وعلى ما كانوا يتلقونه منكم من الأذى.
    ولما سألوا الرجوع إلى الدنيا ليصلحوا ما أفسدوا، ذكَّرهم بما عمّروا فيها مما يمكنهم من التوبة لو أرادوا ذلك.

    112 - قال: كم مكثتم في الأرض من السنين؟ وكم أضعتم فيها من وقت؟
    113 - فيجيبون بقولهم: مكثنا يومًا أو جزءًا من يوم، فاسأل الذين يُعْنَوْن بحساب الأيام والشهور.
    114 - قال: ما مكثتم في الدنيا إلا زمنًا قليلًا يسهل الصبر فيه على الطاعة لو أنكم كنتم تعلمون مقدار مكثكم.
    115 - أفحسبتم -أيها الناس- أنما خلقناكم لعبًا دون حكمة، فلا ثواب ولا عقاب مثل البهائم، وأنكم لا ترجعون إلينا يوم القيامة للحساب والجزاء؟!
    116 - فتنزّه الله الملك المتصرّف في خلقه بما يشاء , الَّذي هو حق، ووعده حق، وقوله حق، لا معبود بحق غيره، رب العرش الكريم الَّذي هو أعظم المخلوقات، ومن كان ربًّا لأعظم المخلوقات فهو ربها كلها.
    117 - ومن يدع مع الله معبودًا آخر لا حجة له على استحقاقه العبادة (وهذا شأن كل معبود غير الله) فإنما جزاء عمله السيئ عند ربه سبحانه، فهو الَّذي يجازيه بالعذاب عليه، إنه لا يفوز الكافرون بنيل ما يطلبون، ولا بالنجاة مما يرهبون.
    118 - وقل -أيها الرسول-: رب اغفر لي ذنوبي، وارحمني برحمتك وأنت خير من رحم ذا ذنبٍ، فقبل توبته.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الكافر حقير مهان عند الله.
    • الاستهزاء بالصالحين ذنب عظيم يستحق صاحبه العذاب.
    • تضييع العمر لازم من لوازم الكفر.
    • الثناء على الله مظهر من مظاهر الأدب في الدعاء.

    • لما افتتح الله سبحانه السورة بذكر صفات فلاح المؤمنين ناسب أن تختم السورة بذكر خسارة الكافرين وعدم فلاحهم.


  10. #350
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (350)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    سورة النور
    مدنية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    التركيز على قضية العفاف والستر وصفاء المجتمع المسلم وتحصينه من أسباب الفاحشة وكيد المنافقين في نشرها.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - هذه سورة أنزلناها، وأوجبنا العمل بأحكامها، وأنزلنا فيها آيات بينات؛ رجاء أن تتذكروا ما فيها من الأحكام فتعملوا به.
    2 - الزانية والزاني البكْران فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة، ولا تأخذكم بهما رِقَّة ورحمة بحيث لا تقيمون عليهما الحد أو تخففونه عنهما، إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، وليحضر إقامة الحد عليهما جمع من المؤمنين إمعانًا في التشهير بهما، وردعًا لهما ولغيرهما.
    3 - لتفظيع الزنى ذكر الله أن الَّذي اعتاده لا يرغب في الزواج إلا من زانية مثله أو مشركة لا تتوقى الزنى مع عدم جواز نكاحها، والذي اعتادت الزنى لا ترغب في الزواج إلا من زان مثلها أو مشرك لا يتوقاه مع حرمة زواجها منه، وحُرِّم نكاح الزانية وإنكاح الزاني على المؤمنين.
    4 - والذين يرمون بالفاحشة العفائف من النساء (والأعفّاء من الرجال مثلهن)، ثم لم يأتوا بأربعة شهود على ما رموهم به من الفاحشة فاجلدوهم -أيها الحكام- ثمانين جلدة، ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا، وأولئك الذين يرمون العفائف هم الخارجون عن طاعة الله.
    5 - إلا الذين تابوا إلى الله بعد الَّذي أقدموا عليه من ذلك، وأصلحوا أعمالهم فإن الله يقبل توبتهم وشهادتهم، إن الله غفور لمن تاب من عباده رحيم بهم.
    6 - والرجال الذين يرمون زوجاتهم وليس لهم شهود غير أنفسهم يشهدون على صحة ما رموهن به؛ يشهد الواحد منهم أربع شهادات بالله: إنه لصادق فيما رمى به زوجته من الزنى.
    7 - ثم في شهادته الخامسة يزيد الدعاء على نفسه باستحقاق اللعنة إن كان كاذبًا فيما رماها به.
    8 - فتستحق هي بذلك أن تُحَد حد الزنى، ويدفع عنها هذا الحد أن تشهد هي أربع شهادات بالله: إنه لكاذب فيما رماها به.
    9 - ثم في شهادتها الخامسة تزيد الدعاء على نفسها بغضب الله عليها إن كان صادقًا فيما رماها به.
    10 - ولولا تفضل الله عليكم -أيها الناس- ورحمته بكم، وإنه تواب على من تاب من عباده، حكيم في تدبيره وشرعه لعاجلكم بالعقوبة على ذنوبكم، ولفضحكم بها.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • التمهيد للحديث عن الأمور العظام بما يؤذن بعظمها.
    • الزاني يفقد الاحترام والرحمة في المجتمع المسلم.
    • الحصار الاجتماعي على الزناة وسيلة لتحصين المجتمع منهم، ووسيلة لردعهم عن الزنى.
    • تنويع عقوبة القاذف إلى عقوبة مادية (الحد)، ومعنوية (رد شهادته، والحكم عليه بالفسق) دليل على خطورة هذا الفعل.
    • لا يثبت الزنى إلا ببينة، وادعاؤه دونها قذف.


  11. #351
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (351)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة






    11 - إن الذين جاؤوا بالبُهْتَان (وهو رمي أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بالفاحشة) جماعة تنتسب إليكم -أيها المؤمنون- لا تظنوا أن ما افتروه شر لكم، بل هو خير لما فيه من الثواب والتمحيص للمؤمنين، ولما يصحبه من تبرئة أم المؤمنين، لكل واحد شارك في رميها بالفاحشة جزاء ما اكتسبه من الإثم لتكلّمه بالإفك، والذي تحمّل معظم ذلك ببدئه به له عذاب عظيم، والمقصود به رأس المنافقين عبد الله بن بن ابن سَلُول.
    12 - هلَّا إذ سمع المؤمنون والمؤمنات هذا الإفك العظيم ظنوا سلامة من افتُرِي عليه ذلك من إخوانهم المؤمنين، وقالوا: هذا كذب واضح.
    13 - هلَّا أتى المفترون على أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهما - على فريتهم العظيمة بأربعة شهود يشهدون على صحة ما نسبوا إليها، فإن لم يأتوا بأربعة شهود على ذلك -ولن يأتوا بهم أبدًا- فهُم كاذبون في حكم الله.
    14 - ولولا تفضّل الله عليكم -أيها المؤمنون- ورحمته بكم حيث لم يعاجلكم بالعقوبة، وتاب على من تاب منكم؛ لأصابكم عذاب عظيم بسبب ما خضتم فيه من الكذب والافتراء على أم المؤمنين.
    15 - إذ يرويه بعضكم عن بعض، وتتناقلونه بأفواهكم مع بطلانه؛ فما لكم به علم، وتظنون أن ذلك سهل هين، وهو عند الله عظيم؛ لما فيه من الكذب ورمي بريء.
    16 - وهلَّا إذ سمعتم هذا الإفك قلتم: ما يصح لنا أن نتكلم بهذا الأمر الشنيع، تنزيهًا لك ربنا، هذا الَّذي رموا به أم المؤمنين كذب عظيم.
    17 - يذكِّركم الله وينصحكم أن تعودوا لمثل هذا الإفك فترموا بريئًا بالفاحشة إن كنتم مؤمنين بالله.
    18 - ويوضّح الله لكم الآيات المشتملة على أحكامه ومواعظه، والله عليم بأفعالكم، لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيكم عليها، حكيم في تدبيره وشرعه.
    19 - إن الذين يحبون أن تنتشر المنكرات -ومنها القذف بالزنى- في المؤمنين، لهم عذاب موجع في الدنيا بإقامة حد القذف عليهم، ولهم في الآخرة عذاب النار، والله يعلم كذبهم، وما يؤول إليه أمر عباده، ويعلم مصالحهم، وأنتم لا تعلمون ذلك.
    20 - ولولا تفضّل الله عليكم -أيها الواقعون في الإفك - ورحمته بكم، ولولا أن الله رؤوف رحيم بكم، لعاجلكم بالعقوبة.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تركيز المنافقين على هدم مراكز الثقة في المجتمع المسلم بإشاعة الاتهامات الباطلة.
    • المنافقون قد يستدرجون بعض المؤمنين لمشاركتهم في أعمالهم.
    • تكريم أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهما - بتبرئتها من فوق سبع سماوات.
    • ضرورة التثبت تجاه الشائعات.





  12. #352
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (352)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    21 - يا أيها الذين آمنوا بالله وعملوا بشرعه، لا تتبعوا طرق الشيطان في تزيينه للباطل، ومن يتبع طرقه فإنه يأمر بالقبيح من الأفعال والأقوال، وبما ينكره الشرع، ولولا فضل الله عليكم -أيها المؤمنون- ما طهر منكم من أحد أبدًا بالتوبة إن تاب، ولكن الله يطهّر من يشاء بقبول توبته، والله سميع لأقوالكم، عليم بأعمالكم، لا يخفى عليه منها شيء، وسيجازيكم عليها.
    22 - ولا يحلف أهل الفضل في الدين وأصحاب السعة في المال على ترك إعطاء أقربائهم المحتاجين -لما هم عليه من الفقر، من المهاجرين في سبيل الله- لذنب ارتكبوه، وليعفوا عنهم، وليصفحوا عنهم، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ذنوبكم إذا عفوتم عنهم وصفحتم؟! والله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم، فليتأسّ به عباده. نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - لما حلف على ترك الإنفاق على مِسْطَح لمشاركته في الإفك.
    23 - إن الذين يرمون العفائف الغافلات عن الفاحشة التي لا يفطن لها المؤمنات، طُردوا من رحمة الله في الدنيا والآخرة، ولهم عذاب عظيم في الآخرة.
    24 - يحصل لهم ذلك العذاب يوم القيامة يوم تشهد عليهم ألسنتهم بما نطقوا به من الباطل، وتشهد عليهم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.
    25 - في ذلك اليوم يوفّيهم الله جزاءهم بعدل، ويعلمون أن الله سبحانه هو الحق، فكل ما يصدر عنه من خبر أو وعد أو وعيد حق واضح لا مرية فيه.
    26 - كلّ خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب وموافق لما هو خبيث، وكل طيب من ذلك مناسب وموافق لما هو طيب، أولئك الطيبون والطيبات مُبَرَّؤون مما يقوله عنهم الخبيثون والخبيثات، لهم مغفرة من الله يغفر بها ذنوبهم، ولهم رزق كريم وهو الجنّة.
    ولما كان الاطلاع على العورات سببًا لإثارة الشهوة المؤدي إلى ارتكاب الزنى المذكور في بداية السورة، أمر الله بالاستئذان على البيوت؛ حماية للنظر من الاطلاع على العورات، فقال:

    27 - يا أيها الذين آمنوا بالله وعملوا بشرعه، لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتَّى تستأذنوا ساكنيها في الدخول عليهم، وتسلّموا عليهم بأن تقولوا في السلام والاستئذان: السلام عليكم أأدخل؟ ذلك الاستئذان الَّذي أمرتم به خير لكم من الدخول فجأة، لعلكم تتذكرون ما أمرتم به فتمتثلوه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • إغراءات الشيطان ووساوسه داعية إلى ارتكاب المعاصي، فليحذرها المؤمن.
    • التوفيق للتوبة والعمل الصالح من الله لا من العبد.
    • العفو والصفح عن المسيء سبب لغفران الذنوب.
    • قذف العفائف من كبائر الذنوب.
    • مشروعية الاستئذان لحماية النظر، والحفاظ على حرمة البيوت.




  13. #353
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (353)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة


    28 - فإن لم تجدوا في تلك البيوت أحدًا فلا تدخلوها حتَّى يؤذن لكم في دخولها ممن يملك الإذن، وإن قال لكم أربابها: (ارجعوا) فارجعوا ولا تدخلوها، فإنه أطهر لكم عند الله، والله بما تعملون عليم لا يخفى عليه شيء من أعمالكم، وسيجازيكم عليها.
    29 - ليس عليكم حرج أن تدخلوا دون استئذان بيوتًا عامة لا تختص بأحد، أعدّت للانتفاع العام؛ كالمكتبات والحوانيت في الأسواق، والله يعلم ما تظهرون من أعمالكم وأحوالكم وما تخفون، لا يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيكم عليه.
    ولما كان النظر بريدًا إلى الزنى، أمر الله بغض البصر للوقاية منه، فقال:

    30 - قل -أيها الرسول- للمؤمنين يكفّوا من أبصارهم عن النظر إلى ما لا يحل لهم من النساء والعورات، ويحفظوا فروجهم من الوقوع في المحرم، ومن كشفها، ذلك الكف عن النظر إلى ما حرمه الله أطهر لهم عند الله، إن الله خبير بما يصنعون، لا يخفى عليه شيء منه، وسيجازيهم عليه.
    31 - وقل للمؤمنات يكففن من أبصارهن عن النظر إلى ما لا يحلّ لهن النظر إليه من العورات، ويحفظن فروجهن بالبعد عن الفاحشة وبالستر، ولا يُظْهِرن زينتهن للأجانب إلا ما ظهر منها مما لا يمكن إخفاؤه كالثياب، وليضربن بأغطيتهنّ على فتحات أعلى ثيابهن ليسترن شعورهن ووجوههن وأعناقهن، ولا يُظْهِرن زينتهنّ الخفية إلا لأزواجهنّ، أو آبائهن، أو آباء أزواجهن، أو أبنائهنّ، أو أبناء أزواجهنّ، أو إخوانهنّ، أو أبناء إخوانهنّ، أو أبناء أخواتهنّ، أو نسائهنّ المأمونات، مسلمات كنّ أو كافرات، أو ما ملكن من العبيد ذكورًا أو إناثًا، أو التابعين الذين لا غرض لهم في النساء، أو الأطفال الذين لم يطّلعوا على عورات النساء لصغرهم، ولا يضرب النساء بأرجلهن قصد أن يُعْلَم ما يسترن من زينتهنّ مثل الخلخال وما شابهه، وتوبوا إلى الله جميعًا -أيها المؤمنون- مما يحصل لكم من النظر وغيره؛ رجاء أن تفوزوا بالمطلوب، وتنجوا من المرهوب.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • جواز دخول المباني العامة دون استئذان.
    • وجوب غض البصر على الرجال والنساء عما لا يحلّ لهم.
    • وجوب الحجاب على المرأة.
    • منع استخدام وسائل الإثارة.







  14. #354
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (354)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة




    ولما كانت العنوسة سببًا من أسباب انتشار الزنى، أمر الله بإعانة الأيامى على النِّكَاح، فقال:

    32 - وزوّجوا -أيها المؤمنون- الرجال الذين لا زوجات لهم، والحرائر اللاتي لا أزواج لهنّ، وزوّجوا المؤمنين من عبيدكم ومن إمائكم، إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله الواسع، والله واسع الرزق، لا ينقص رزقه إغناء أحد، عليم بأحوال عباده.
    ولما أمر الله المؤمنين بتزويج الأيامى، أمر الأيم أن يستعفّ إذا لم يجد ما يتزوج به، فقال:

    33 - وليطلب العفة عن زنى الذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم إلى أن يغنيهم الله من فضله الواسع، والذين يطلبون مكاتبة أسيادهم من العبيد على دفع مال ليتحرّروا، فعلى أسيادهم أن يقبلوا منهم ذلك إن علموا فيهم القدرة على الأداء والصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم من مال الله الَّذي أعطاهم بأن يحطّوا عنهم جزءًا مما كاتبوهم على دفعه، لا تجبروا إماءكم على الزنى بحثًا عن المال -كما فعل عبد الله بن أبيّ بأمَتَيْه حين طلبتا التعفف والبعد عن الفاحشة- لتطلبوا ما تكسبه بفرجها، ومن يجبرهنّ منكم على ذلك فإن الله من بعد الإجبار لهن غفور لذنبهنّ، رحيم بهن؛ لأنهنّ مُكرهات، والإثم على مُكْرِههنّ.
    34 - ولقد أنزلنا إليكم -أيها الناس- آيات واضحات لا لَبس فيها، وأنزلنا إليكم مثلًا من الذين مضوا من قبلكم من المؤمنين والكافرين، وأنزلنا عليكم موعظة يتعظ بها الذين يتقون ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
    35 - الله نور السماوات والأرض، وهادي من فيهما، مثل نوره سبحانه في قلب المؤمن كَكُوَّة في حائط غير نافذة، فيها مصباح، المصباح في زجاجة متوهجة كأنها كوكب مضيء كالدر، يوقد المصباح من زيت شجرة مباركة، هي شجرة الزيتون، الشجرة لا يسترها عن الشمس شيء ; لا في الصباح ولا في المساء، يكاد زيتها لصفائه يضيء، ولو لم تمسسه نار، فكيف إذا مسّته؟! نور المصباح على نور الزجاجة، وهكذا قلب المؤمن إذا أشرق فيه نور الهداية، والله يوفق لاتباع القرآن من يشاء من عباده، ويبين الله الأشياء بأشباهها بضربه للأمثال, والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء.
    36 - يوقد هذا المصباح في مساجد أمر الله أن يعلو قدرها وبناؤها، ويذكر فيها اسمه بالأذان والذكر والصلاة، يُصَلِّي فيها ابتغاء مرضاة الله أول النهار وآخره.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الله عز وجل ضيق أسباب الرق (بالحرب) ووسع أسباب العتق وحض عليه .. التخلص من الرِّق عن طريق المكاتبة وإعانة الرقيق بالمال ليعتق حتَّى لا يشكل الرقيق طبقة مُسْتَرْذَلة تمتهن الفاحشة.
    • قلب المؤمن نيِّر بنور الفطرة، ونور الهداية الربانية.
    • المساجد بيوت الله في الأرض أنشأها ليعبد فيها، فيجب إبعادها عن الأقذار الحسية والمعنوية.
    • من أسماء الله الحسنى (النور) وهو يتضمن صفة النور له سبحانه.








  15. #355
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (355)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة






    37 - رجال لا يلهيهم شراء ولا بيع عن ذكر الله سبحانه، والإتيان بالصلاة على أكمل وجه، وإعطاء الزكاة لمصارفها، يخافون يوم القيامة، ذلك اليوم الَّذي تتقلب فيه القلوب بين الطمع في النجاة من العذاب والخوف منه، وتتقلّب فيه الأبصار إلى أي ناحية تصير.
    38 - عملوا ذلك ليثيبهم الله على أعمالهم أحسن ما عملوا، ويزيدهم من فضله جزاء عليها، والله يرزق من يشاء بغير حساب على قدر أعمالهم، بل يعطيهم أضعاف ما عملوا.
    39 - والذين كفروا بالله أعمالهم التي عملوها لا ثواب لها مثل السراب بمنخفض من الأرض يراه العطشان فيظنّه ماءً، فيسير إليه حتَّى إذا جاءه ووقف عليه لم يجد ماءً، وكذا الكافر يظن أن أعماله تنفعه حتَّى إذا مات وبُعِث لم يجد ثوابها، ووجد ربه أمامه فوفّاه حساب عمله كاملًا، والله سريع الحساب.
    40 - أو أعمالهم مثل ظلمات في بحر عميق، يعلوه موج، من فوق ذلك الموج موج آخر، من فوقه سحاب يستر ما يهتدي به من النجوم، ظلمات متراكم بعضها فوق بعض، إذا أخرج من وقع في هذه الظلمات يده لم يكد يبصرها من شدة الظلمة، وهكذا الكافر، فقد تراكمت عليه ظلمات المجهل والشك والحيرة والطبع على قلبه، ومن لم يرزقه الله هدى من الضلالة، وعلمًا بكتابه، فما له هدى يهتدي به، ولا كتاب يستنير به.
    41 - ألم تعلم -أيها الرسول- أن الله يسبّح له من في السماوات، ويسبّح له من في الأرض من مخلوقاته، وتسبّح له الطيور قد صفّت أجنحتها في الهواء، كل من تلك المخلوقات علم الله صلاة من يصلّي منها كالإنسان، وتسبيح من يسئح منها كالطير، والله عليم بما يفعلون، لا يخفى عليه من أفعالهم شيء.
    42 - ولله وحده ملك السماوات وملك الأرض، وإليه وحده الرجوع يوم القيامة للحساب والجزاء.
    43 - ألم تعلم -أيها الرسول- أن الله يسوق سحابًا، ثم يضمّ أجزاء بعضه إلى بعض، ثم يجعله متراكمًا يركب بعضه بعضًا، فترى المطر يخرج من داخل السحاب، وينزّل من جهة السماء من السحاب المتكاثفة فيها التي تشبه الجبال في عظمتها قطعًا متجمدة من الماء كالحصى، فيصيب بذلك البَرَد من يشاء من عباده، ويصرفه عمن يشاء منهم، يكاد ضوء برق السحاب من شدة لمعانه يذهب بالأبصار.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • موازنة المؤمن بين المشاغل الدنيوية والأعمال الأخروية أمر لازم.
    • بطلان عمل الكافر لفقد شرط الإيمان.
    • أن الكافر نشاز من مخلوقات الله المسبِّحة المطيعة.
    • جميع مراحل المطر من خلق الله وتقديره.








  16. #356
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (356)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    44 - يُعَاقِب الله بين الليل والنهار طولًا وقصرًا، ومجيئًا وذهابًا، إن في ذلك المذكور من الآيات من دلائل الربوبية عظة لأصحاب البصائر على قدرة الله ووحدانيته.
    45 - والله خلق كل ما يدبّ على وجه الأرض من الحيوان من نطفة، فمنهم من يمشي على بطنه زحفًا كالحيات، ومنهم من يمشي على رجلين كالإنسان والطير، ومنهم من يمشي على أربع كالأنعام، يخلق الله ما يشاء مما ذكر ومما لم يذكر، إن الله على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء.
    46 - لقد أنزلنا على محمد - صلى الله عليه وسلم - آيات واضحات لا لبس فيها، والله يوفّق من يشاء إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، فيوصله ذلك الطريق إلى الجنّة.
    47 - ويقول المنافقون: آمنّا بالله، وآمنّا بالرسول، وأطعنا الله، وأطعنا رسوله، ثم تتولى طائفة منهم، فلا يطيعون الله ورسوله في الأمر بالجهاد في سبيل الله وغيره بعد ما زعموه من الإيمان بالله ورسوله وطاعتهما، وما أولئك المتولّون عن طاعة الله ورسوله بالمؤمنين وإن ادعوا أنهم مؤمنون.
    48 - وإذا دعى هؤلاء المنافقون إلى الله، وإلى الرسول ليحكم الرسول بينهم فيما يختصمون فيه، إذا هم معرضون عن حكمه لنفاقهم.
    49 - وإن علموا أن الحق لهم، وأنه سيحكم لصالحهم يأتوا إليه منقادين خاضعين.
    50 - أفي قلوب هؤلاء مرض لازم لها، أم شكّوا في أنَّه رسول الله، أم يخافون أن يجور الله عليهم ورسوله في الحكم؟ ليس ذلك لشيء مما ذُكر، بل لعلة في أنفسهم بسبب إعراضهم عن حكمه وعنادهم له.
    ولما ذكر موقف المنافقين الرافض لحكم الله ورسوله ذكر موقف المؤمنين الراضي به، فقال:

    51 - إنما كان قول المؤمنين إذا دُعُوا إلى الله، هالى الرسول ليحكم بينهم أن يقولوا: سمعنا قوله، وأطعنا أمره، وأولئك المتصفون بتلك الصفات هم الفائزون في الدنيا والآخرة.
    52 - ومن يطع الله ويطع رسوله، ويستسلم لحكمهما، ويَخَفْ ما تَجُرُّه المعاصي، ويتّق عذاب الله بامتثال أمره، واجتناب نهيه، فأولئك وحدهم هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة.
    53 - وحلف المنافقون بالله أقصى أيمانهم المغلظة التي يستطيعون الحلف بها: لئن أمرتهم بالخروج إلى الجهاد ليخرجُن، قل لهم -أيها الرسول-: لا تحلفوا، فكذبكم معروف وطاعتكم المزعومة معروفة، والله خبير بما تعملون، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم مهما أخفيتموها.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تنوّع المخلوقات دليل على قدرة الله.
    • من صفات المنافقين الإعراض عن حكم الله إلا إن كان الحكم في صالحهم، ومن صفاتهم مرض القلب والشك، وسوء الظن بالله.
    • طاعة الله ورسوله والخوف من الله من أسباب الفوز في الدارين.
    • الحلف على الكذب سلوك معروف عند المنافقين.






  17. #357
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (357)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    54 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المنافقين: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، في الظاهر والباطن، فإن تتولوا عما أمرتم به من طاعتهما فإنما عليه هو ما كلّف به من التبليغ، وعليكم أنتم ما كلّفتم به من الطاعة، والعمل بما جاء به، وإن تطيعوه بفعل ما أمركم بفعله وبالكف عما نهاكم عنه تهتدوا إلى الحق، وليس على الرسول إلا البلاغ الواضح، فليس عليه حملكم على الهداية، وإجباركم عليها.
    55 - وعبد الله الذين آمنوا منكم بالله وعملوا الأعمال الصالحات، أن ينصرهم على أعدائهم، ويجعلهم خلفاء في الأرض مثل ما جعل من قبلهم من المؤمنين خلفاء فيها، ووعدهم أن يجعل دينهم الَّذي ارتضاه لهما -وهو دين الإسلام- مكينًا عزيزًا، ووعدهم أن يُبَدِّلهم من بعد خوفهم أمانًا، يعبدونني وحدي، لا يشركون بي شيئًا، ومن كفر بعد تلك النعم فأولئك هم الخارجون عن طاعة الله.
    56 - وأدّوا الصلاة على أكمل وجه، وأعطوا زكاة أموالكم، وأطيعوا الرسول بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه؛ رجاء أن تنالوا رحمة الله.
    57 - لا تظنّن -أيها الرسول- الذين كفروا بالله يفوتونني إذا أردت أن أنزل بهم العذاب، ومأواهم يوم القيامة جهنم، وَلَسَاء مصير مَنْ جهنم مصيرهم.
    ولما ذكر الله من قبلُ أحكامَ استئذان الأحرار البالغين، ذكر هنا أحكام استئذان العبيد والأحرار غير البالغين، والأطفال إذا بلغوا، فقال:

    58 - يا أيها الذين آمنوا بالله، وعملوا بما شرعه لهم، ليطلب منكم الإذن عبيدكم وإماؤكم والأطفال الأحرار الذين لم يبلغوا سن الاحتلام في ثلاثة أوقات: من قبل صلاة الصبح وقت إبدال ثياب النوم بثياب اليقظة، وفي وقت الظهيرة حين تخلعون ثيابكم للقيلولة، وبعد صلاة العشاء؛ لأنه وقت نومكم وخلع ثياب اليقظة ولبس ثياب النوم، هذه ثلاثة أوقات عورات لكم، لا يدخلون فيها عليكم إلا بعد إذن منكم، ليس عليكم حرج في دخولهم دون استئذان، ولا عليهم هم حرج فيما عداها من الأوقات، هم كثيرو التطواف، بعضكم يطوف على بعض، فيتعذّر منعهم من الدخول في كل وقت إلا باستئذان، كما بيّن الله لكم أحكام الاستئذان يبيّن لكم الآيات الدالة على ما شرعه لكم من أحكام، والله عليم بمصالح عباده، حكيم فيما يشرعه لهم من أحكام.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - علامة الاهتداء.
    • على الداعية بذل الجهد في الدعوة، والنتائج بيد الله.
    • الإيمان والعمل الصالح سبب التمكين في الأرض والأمن.
    • تأديب العبيد والأطفال على الاستئذان في أوقات ظهور عورات الناس.





  18. #358
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (358)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    59 - وإذا بلغ الأطفال منكم سن الاحتلام فليطلبوا الإذن عند الدخول على البيوت في كل الأوقات مثل ما ذكر بشأن الكبار سابقًا، كما بيّن الله لكم أحكام الاستئذان يبيّن الله لكم آياته، والله عليم بمصالح عباده، حكيم فيما يشرعه لهم.
    60 - والعجائز اللاتي قعدن عن الحيض والحمل لكبرهن، اللاتي لا يطمعن في النِّكَاح فليس عليهنّ إثم أن يضعن بعض ثيابهنّ كالرداء والقناع، غير مظهرات للزينة الخفية التي أُمِرْن بسترها، وأن يتركن وضع تلك الثياب خير لهنّ من وضعها إمعانًا في الستر والتعفف، والله سميع لأقوالكم، عليم بأفعالكم، لا يخفى عليه شيء من ذلك، وسيجازيكم عليها.
    61 - ليس على الأعمى الَّذي فقد بصره إثم؛ ولا على الأعرج إثم، ولا على المريض إثم؛ إن تركوا ما لا يستطيعون القيام به من التكاليف كالجهاد في سبيل الله، وليس عليكم -أيها المؤمنون- إثم في الأكل من بيوتكم، ومنها بيوت أبنائكم، ولا في الأكل من بيوت آبائكم أو أمهاتكم أو إخوانكم أو أخواتكم أو أعمامكم أو عماتكم، أو أخوالكم أو خالاتكم، أو ما وُكِّلتم على حفظه من البيوت مثل حارس البستان، ولا حرج في الأكل من بيوت صديقكم لطيب نفسه عادة بذلك، ليس عليكم إثم أن تأكلوا مجتمعين أو فُرَادَى، فإذا دخلتم بيوتًا مثل البيوت المذكورة وغيرها فسلّموا على من فيها بأن تقولوا: السلام عليكم، فإن لم يكن فيها أحد فسلموا على أنفسكم بأن تقولوا: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، تحية من عند الله شرعها لكم مباركة؛ لِمَا تنشره من المودة والألفة بينكم، طيبة تطيب بها نفس سامعها، بمثل هذا التبيين المتقدم في السورة يبيّن الله الآيات رجاء أن تعقلوها، وتعملوا بما فيها.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • جواز وضع العجائز بعض ثيابهنّ لانتفاء الريبة من ذلك.
    • الاحتياط في الدين شأن المتقين.
    • الأعذار سبب في تخفيف التكليف.
    • المجتمع المسلم مجتمع التكافل والتآزر والتآخي.





  19. #359
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (359)
    (
    سُوُرَة النور)
    مَدنيَّة



    ولما ذكر الله الاستئذان عند الدخول ذكر الاستئذان عند الانصراف، فقال:

    62 - إنما المؤمنون الصادقون في إيمانهم هم الذين آمنوا بالله وآمنوا برسوله، وإذا كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمر يجمعهم لمصلحة المسلمين، لم ينصرفوا حتَّى يطلبوا منه الإذن في الانصراف، إن الذين يطلبون منك -أيها الرسول- الإذن عند الانصراف أولئك الذين يؤمنون بالله، ويؤمنون برسوله حقًّا، فإذا طلبوا منك الإذن لبعض أمر يهمهم فأذَنْ لمن شئت أن تأذن له منهم، واطلب لهم المغفرة لذنوبهم، إن الله غفور لذنوب من تاب من عباده رحيم بهم.
    63 - شَرِّفُوا -أيها المؤمنون- رسول الله، فإذا ناديتموه فلا تنادوه باسمه مثل: يا محمد، أو باسم أبيه مثل: يا ابن عبد الله، كما يفعل بعضكم مع بعض، ولكن قولوا: يا رسول الله، يا نبيّ الله، وإذا دعاكم لأمر عام فلا تجعلوا دعوته كدعوة بعضكم بعضًا في الأمور التافهة عادة، بل سارعوا إلى الاستجابة لها، قد يعلم الله الذين ينصرفون منكم خفية دون إذن، فليحذر الذين يخالفون أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصيبهم الله بمحنة وبلاء، أو يصيبهم بعذاب موجع لا صبر لهم عليه.
    64 - ألا إن لله وحده ما في السماوات وما في الأرض خلقًا وملكًا وتدبيرًا، يعلم ما أنتم -أيها الناس- عليه من الأحوال، لا يخفى عليه منها شيء، ويوم القيامة- حين يرجعون إليه بالبعث بعد الموت- يخبرهم بما عملوا من أعمال في الدنيا، والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء في السماوات ولا في الأرض.

    سورة الفرقان
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    الانتصار للرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد تطاول المشركين عليه.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - تعاظَم وكَثُرَ خيرُ الَّذي نزّل القرآن فارقًا بين الحق والباطل على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ ليكون رسولًا إلى الثقلين الإنس والجنّ، مخوّفًا لهم من عذاب الله.
    2 - الَّذي له وحده ملك السماوات وملك الأرض، ولم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في ملكه، وخلق جميع الأشياء، فقدّر خلقها وفق ما يقتضيه علمه وحكمته تقديرًا، كل بما يناسبه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • دين الإسلام دين النظام والآداب، وفي الالتزام بالآداب بركة وخير.
    • منزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقتضي توقيره واحترامه أكثر من غيره.
    • شؤم مخالفة سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
    • إحاطة ملك الله وعلمه بكل شيء.







  20. #360
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (360)
    (
    سُوُرَة الفرقان)
    مَكيَّة



    3 - واتّخذ المشركون من دون الله معبودات لا يَخلقون شيئًا صغيرًا أو كبيرًا وهم يُخلقون، فقد خلقهم الله من عدم، ولا يستطيعون دفع ضرّ عن أنفسهم، ولا جلب نفع لها، ولا يستطيعون إماتة حيّ، ولا إحياء ميّت، ولا يستطيعون بعث الموتى من قبورهم.
    ولما ذَكَّرهم شركهم بالله ذكر موقفهم من كتابه ومن رسوله، فقال:

    4 - وقال الذين كفروا بالله وبرسوله: ما هذا القرآن إلا كذب اختلقه محمد فنسبه بهتانًا إلى الله، وأعانه على اختلاقه أناس آخرون، فقد افترى هؤلا , الكافرون قولًا باطلًا، فالقرآن كلام الله، لا يمكن أن يأتي البشر ولا الجن بمثله.
    5 - وقال هؤلاء المكذبون بالقرآن: القرآن أحاديث الأولين وما يسطّرونه من الأباطيل، استنسخها محمد، فهي تُقْرأ عليه أول النهار وآخره.
    6 - قل -أيها الرسول- لهؤلاء المكذبين: أنزل القرآنَ اللهُ الَّذي يعلم كل شيء في السماوات والأرض، وليس مُخْتَلَقًا كما زعمتم، ثم قال مرغبًا لهم بالتوبة: إن الله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.
    7 - وقال المشركون المكذبون بالنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما لهذا الَّذي يزعم أنَّه رسول من عند الله يأكل الطعام كما يأكل غيره من الناس، ويسير في الأسواق بحثًا عن المعاش، هلَّا أنزل الله معه ملكًا يكون رفيقه يصدقه ويساعده.
    8 - أو ينزل عليه كنز من السماء، أو تكون له حديقة يأكل من ثمرها، فيستغني عن المشي في الأسواق وطلب الرزق، , قال الظالمون: ما تتبعون -أيها المؤمنون- رسولًا، وإنما تتبعون رجلًا مغلوبًا على عقله بسبب السحر.
    9 - انظر -أيها الرسول- لتتعجب منهم كيف وصفوك بأوصاف باطلة، فقالوا: ساحر، وقالوا: مسحور، وقالوا: مجنون، فضفوا بسبب ذلك عن الحق، فلا يستطيعون سلوك طريق للهداية، ولا يستطيعون سبيلًا إلى القدح في صدقك وأمانتك.
    10 - تبارك الله الَّذي إن شاء جعل لك خيرًا مما اقترحوه لك، بأن يجعل لك في الدنيا حدائق تجري الأنهار من تحت قصورها وأشجارها تأكل من ثمارها، ويجعل لك قصورًا تسكن فيها مُنَعَّمًا.
    11 - ولم يصدر منهم ما صدر من الأقوال طلبًا للحق وبحثًا عن البرهان، بل الحاصل أنهم كذبوا بيوم القيامة، وأعددنا لمن كذب بيوم القيامة نارًا عظيمة شديدة الاشتعال.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • اتصاف الإله الحق بالخلق والنفع والإماتة والإحياء، وعجز الأصنام عن كل ذلك.
    • إثبات صفتي المغفرة والرحمة لله.
    • الرسالة لا تستلزم انتفاء البشرية عن الرسول.
    • تواضع النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث يعيش كما يعيش الناس.







الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •