تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 16 من 31 الأولىالأولى ... 67891011121314151617181920212223242526 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 301 إلى 320 من 604

الموضوع: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

  1. #301
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (301)
    (
    سُوُرَة الكهف)
    مَكِيَّة




    62 - فلما تعديا ذلك المكان، قال موسى عليه السلام لخادمه: آتنا طعام الغُدوة، لقد لقينا من سفرنا هذا تعبًا شديدًا.
    63 - قال الغلام: أرأيت ما حصل حين التجأنا إلى الصخرة؟! فإني نسيت أن أذكر لك أمر الحوت، وما أنساني أن أذكره لك إلا الشيطان، فقد حَيِيَ الحوت، واتخذ له طريقًا في البحر يحمل على التعجب.
    64 - قال موسى عليه السلام لخادمه: ذلك ما كنا نريد، فهو علامة مكان العبد الصالح، فرجعا يتتبَّعان آثار أقدامهما؛ لئلا يضيعا عن الطريق حتى انتهيا إلى الصخرة، ومنها إلى مدخل الحوت.
    65 - فلما وصلا مكان فَقْد الحوت وجدا عنده عبدًا من عبادنا الصالحين (وهو الخَضِر عليه السلام)، أعطيناه رحمة من عندنا، وعلمناه من عندنا علمًا لا يطّلع عليه الناس، وهو ما تضمنته هذه القصة.
    66 - قال له موسى في تواضع وتلطّف: هل أتّبعك على أن تعلّمني مما علمك الله من العلم ما هو رشاد إلى الحق؟
    67 - قال الخَضِر: إنك لن تُطِيق الصبر على ما تراه من علمي؛ لأنه لا يوافق ما لديك من علم.
    68 - وكيف تصبر على ما ترى من الأفعال التي لا تعلم وجه الصواب فيها؛ لأنك تحكم فيها بمبلغ علمك؟!
    69 - قال موسى: ستجدني إن شاء الله صابرًا على ما أرى منك من أفعال، ملتزمًا بطاعتك، لا أعصي لك أمرا أمرتني به.
    70 - قال الخَضِر لموسى: إن اتبعتني، فلا تسألني عن شيء مما تشاهدني أقوم به حتى أكون أنا البادئ بتبيين وجهه.
    71 - فلما اتفقا على ذلك انطلقا إلى ساحل البحر حتى لقيا سفينة، فركبا فيها دون أجرةٍ تَكْرِمة للخَضِر، فخرق الخَضر السفينة بقَلْع لوح من ألواحها، فقال له موسى: أخرقت السفينة التي حملَنا أهلُها فيها بغير أجرة رجاء أن تُغْرِق أهلها؟! لقد أتيت أمرًا عظيمًا.
    72 - قال الخَضِر لموسى: ألم أقل: إنك لن تطيق معي صبرًا على ما ترى مني؟!
    73 - قال موسى عليه السلام للخَضِر: لا تؤاخذني بسبب تركي لعهدك نسيانا, ولا تضيّق عليّ وتُشدد في صحبتك.
    74 - فانطلقا بعد نزولهما من السفينة يمشيان على الساحل، فأبصرا غلامًا لم يبلغ الحلم يلعب مع غلمان، فقتله الخَضِر، فقال له موسى: أقتلت نفسًا طاهرة لم تبلغ الحلم دونما ذنب؟! لقد أتيت أمرًا مُنْكَرًا!


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • استحباب كون خادم الإنسان ذكيًّا فطنًا كَيِّسًا ليتم له أمره الذي يريده.
    • أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به، وأن الموافق لأمر الله يُعان ما لا يُعان غيره.
    • التأدب مع المعلم، وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب.
    • النسيان لا يقتضي المؤاخذة، ولا يدخل تحت التكليف، ولا يتعلق به حكم.
    • تعلم العالم الفاضل للعلم الذي لم يَتَمَهَّر فيه ممن مهر فيه، وإن كان دونه في العلم بدرجات كثيرة.
    • إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى, والإقرار بذلك، وشكر الله عليها.



  2. #302
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (302)
    (
    سُوُرَة الكهف)
    مَكِيَّة



    75 - قال الخَضِر لموسى عليه السلام: إني كنت قلت لك: إنك -يا موسى- لن تستطيع الصبر على ما أقوم به من أمر.
    76 - قال موسى عليه السلام: إن سألت عن شيء بعد هذه المرة ففارقني، فقد وصلت إلى الغاية التي تُعْذَر فيها على ترك مصاحبتي؛ لكوني خالفت أمرك ثلاث مرات.
    77 - فسارا حتى إذا جاءا أهل قرية طلبا من أهلها طعامًا, فامتنع أهل القرية من إطعامهما، وتأدية حق الضيافة إليهما، فوجدا في القرية حائطًا مائلًا قارب أن يسقط وينهدم، فسواه الخَضِر حتى استقام، فقال موسى عليه السلام للخَضِر: لو شئت اتخاذ أجر على إصلاحه لاتخذته؛ لحاجتنا إليه بعد امتناعهم من ضيافتنا.
    78 - الخَضِر لموسى: هذا الاعتراض على عدم أخذي أجرًا على إقامة الحائط هو محل الفراق بيني وبينك، سأخبرك بتفسير ما لم تستطع أن تصبر عليه مما شاهدتني قمت به.
    79 - أما السفينة التي أنكرت عليَّ خرقها؛ فكانت لضعفاء يعملون عليها في البحر لا يستطيعون الدفع عنها، فأردت أن تفسير معيبة بما أحدثته فيها؛ حتى لا يستولي عليها ملك كان أمامهم يأخذ كل سفينة صالحة كرهًا من أصحابها، ويترك كل سفينة معيبة.
    80 - وأما الغلام الذي أنكرت عليّ قتله فكان أبواه مؤمنَين، وكان هو في علم الله كافرًا، فخفنا إن بلغ أن يحملهما على الكفر باللهِ والطغيان من فرط محبتهما له، أو من فرط حاجتهما إليه.
    81 - فأردنا أن يعوّضهما الله ولدًا خيرًا منه دينًا وصلاحًا وطهارة من الذنوب، وأقرب رحمة بوالديه منه.
    82 - وأما الحائط الذي أصلحته وأنكرت عليّ إصلاحه فكان لصغيرين في المدينة التي جئناها قد مات أبوهما، وكان تحت الحائط مال مدفون لهما, وكان أبو هذين الصغيرين صالحًا، فأراد ربك -يا موسى- أن يبلغا من الرشد ويكبرا، ويخرجا مالهما المدفون من تحته؛ إذ لو سقط الحائط الآن لانكشف مالهما وتعرّض للضياع، وكان هذا التدبير رحمة من ربك بهما، وما فعلته من اجتهادي؛ ذلك تفسير ما لم تستطع الصبر عليه.
    ولما ذكر الله قصة الخَضِر ذكر قصة ذي القرنين؛ لما بينهما من ترابط؛ إذ إن كلًّا منهما سعى لحماية "الضعفاء" فقال:
    83 - ويسألك -أيها الرسول- المشركون واليهود مُمْتحِنين عن خبر صاحب القرنين، قل: سأتلو عليكم من خبره جزءًا تعتبرون به وتتذكرون.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • وجوب الثاني والتثبت وعدم المبادرة إلى الحكم على الشيء.
    • أن الأمور تجري أحكامها على ظاهرها، وتُعَلق بها الأحكام الدنيوية في الأموال والدماء وغيرها.
    • يُدْفَع الشر الكبير بارتكاب الشر الصغير, ويُرَاعَى أكبر المصلحتين بتفويت أدناهما.
    • ينبغي للصاحب ألا يفارق صاحبه ويترك صحبته حتى يُعْتِبَه ويُعْذِر منه.
    • استعمال الأدب مع الله تعالى في الألفاظ بنسبة الخير إليه وعدم نسبة الشر إليه .. أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وفي ذريته.





  3. #303
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (303)
    (
    سُوُرَة الكهف)
    مَكِيَّة



    84 - إنا مَكَّنا له في الأرض، وأعطيناه من كل شيء يتعلق به مطلوبُه طريقًا يتوصل به إلى مراده.
    85 - فأخذ بما أعطيناه من الوسائل والطرق للتوصل إلى مطلوبه، فاتجه غربًا.
    86 - وسار في الأرض حتى إذا وصل إلى نهاية الأرض من جهة مغرب الشمس رآها كأنها تغرب في عين حارة ذات طين أسود، ووجد عند مغرب الشمس قومًا كفارًا، قلنا له على سبيل التخيير: يا صاحب القرنين، إما أن تُعَذِّب هؤلاء. بالقتل أو بغيره، وإما أن تُحْسِن إليهم.
    87 - قال صاحب القرنين: أما من أشرك بالله وأصرَّ على ذلك بعد دعوتنا له إلى عبادة الله فسنعاقبه بالقتل في الدنيا، ثم يرجع إلى ربه يوم القيامة فيعذبه عذابًا فظيعًا.
    88 - وأما من آمن منهم بالله وعمل عملًا صالحًا فله الجنة؛ جزاءً من ربه على إيمانه وعمله الصالح، وسنقول له من أمرنا ما فيه رفق ولين.
    89 - ثم اتبع طريقًا غير طريقه الأولى متجهًا إلى جهة شروق الشمس.
    90 - وسار حتى إذا وصل إلى الموضع الذي تطلع عليه الشمس، وجد الشمس تطلع على أقوام لم نجعل لهم من دون الشمس ما يقيهم من البيوت ومن ظلال الأشجار.
    91 - كذلك أمْر صاحب القرنين، وقد أحاط علمنا بتفاصيل ما لديه من القوة والسلطان.
    92 - ثم اتبع طريقًا غير الطريقين الأوليين معترضًا بين المشرق والمغرب.
    93 - وسار حتى وصل ثغرة بين جبلين فوجد من قِبَلِهما قومًا لا يكادون يفهمون كلام غيرهم.
    94 - قالوا: يا ذا القرنين، إن يأجوج ومأجوج (يعنون أمتين عظيمتين من بني آدم) مفسدون في الأرض بما يقومون به من القتل وغيره، فهل نجعل لك مالًا على أن تجعل بيننا وبينهم حاجزًا؟
    95 - قال ذو القرنين: ما رزقنيه ربي من الملك والسلطان خير لي مما تعطونني من مال، فأعينوني برجال وآلات أجعل بينكم وبينهم حاجزا.
    96 - أحْضِروا قِطَع الحديد، فأحضروها فطفق يبني بها بين الجبلين، حتى إذا ساواهما ببنائه قال للعمال: أشعلوا النار على هذه القطع، حتى إذا احمرت قطع الحديد قال: أحضروا نحاسًا أصبّه عليه.
    97 - فما استطاع يأجوج ومأجوج أن يعلوَا عليه لارتفاعه، وما استطاعوا أن يثقبوه من أسفله لصلابته.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • أن ذا القرنين أحد الملوك المؤمنين الذين ملكوا الدنيا وسيطروا على أهلها، فقد آتاه الله ملكًا واسعًا، ومنحه حكمة وهيبة وعلمًا نافعًا.
    • من واجب الملك أو الحاكم أن يقوم بحماية الخلق في حفظ ديارهم، وإصلاح ثغورهم من أموالهم.
    • أهل الصلاح والإخلاص يحرصون على إنجاز الأعمال ابتغاء وجه الله.


  4. #304
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (304)
    (
    سُوُرَة الكهف)
    مَكِيَّة




    98 - قال ذو القرنين: هذا السد رحمة من ربي يحول بين يأجوج ومأجوج وبين الإفساد في الأرض, ويمنعهم منه, فإذا جاء الوقت الذي حدده الله لخروجهم قبل قيام الساعة صيره مستويًا بالأرض, وكان وعبد الله بتسويته بالأرض وبخروج يأجوج ومأجوج ثابتًا لا خُلْف فيه.
    99 - وتركنا بعض الخلق وآخر الزمان يضطربون ويختلطون ببعض، ونفِخ في الصور فجمعنا الخلق كله للحساب والجزاء.
    100 - وأظهرنا جهنم للكافرين إظهارًا لا لبس معه ليشاهدوها عيانا.
    101 - أظهرناها للكافرين الذين كانوا في الدنيا عميًا عن ذكر الله؛ لما على أعينهم من حجاب مانع من ذلك، ,كانوا لا يستطيعون سمع آيات الله سماع قبول.
    102 - أفظنّ الذين كفروا بالله أن يجعلوا عبادي من ملائكة ورسل وشياطين معبودين من دوني؟! إنا هيأنا جهنم للكافرين منزلًا لإقامتهم.
    103 - قل -أيها الرسول-: هل نخبركم -أيها الناس- بأعظم الناس خسرانًا لعمله؟
    104 - الذين يرون يوم القيامة أن سعيهم الذي كانوا يسعونه في الدنيا قد ضاع، وهم يظنون أنهم محسنون في سعيهم، وسينتفعون بأعمالهم، والواقع خلاف ذلك.
    105 - أولئك هم الذين كفروا بآيات ربهم الدالة على توحيده، وكفروا بلقائه، فبطلت أعمالهم لكفرهم بها، فلا يكون لهم يوم القيامة قدر عند الله.
    106 - ذلك الجزاء المُعَدّ لهم هو جهنم؛ لكفرهم بالله، واتخاذهم آياتي المنزلة ورسلي سخرية.
    ولما ذكر الله جزاء الكافرين ذكر جزاء المؤمنين، فقال:

    107 - إن الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات كانت لهم أعلى الجنان منزلًا لإكرامهم.
    108 - ماكثين فيها أبدًا، لا يطلبون عنها تحوّلًا؛ لأنها لا يدانيها جزاء.
    109 - قل -أيها الرسول-: إن كلمات ربي كثيرة، فلو كان البحر حِبْرًا لها تكتب به لانتهى ماء البحر قبل أن تنتهي كلماته سبحانه، ولو أتينا ببحور أخرى لنفدت أيضًا.
    110 - قل -أيها الرسول-: إنما أنا بشر مثلكم، يُوحَى إليّ أنّ معبودكم بحق معبود واحد لا شريك له، وهو الله، فمن كان يخاف لقاء ربه فليعمل عملًا موافقًا لشرعه، مخلصًا فيه لربه، ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • إثبات البعث والحشر بجمع الجن والإنس في ساحات القيامة بالنفخة الثانية في الصور.
    • أن أشد الناس خسارة يوم القيامة هم الذين ضل سعيهم في الدنيا، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا في عبادة من سوى الله.
    • لا يمكن حصر كلمات الله تعالى وعلمه وحكمته وأسراره، ولو كانت البحار والمحيطات وأمثالها دون تحديد حبرًا يكتب به.







  5. #305
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (305)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة



    سورة مريم
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    بيان مظاهر رحمة الله بأوليائه؛ كهبة الولد الصالح، وبيان تنزُّهه تعالى عن الولد والمُعين، ردًّا على المفترين.


    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {كهيعص} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - هذا ذكر رحمة ربك بعبده زكريا عليه السلام، نقصّه عليك للاعتبار به.
    3 - إذ دعا ربه سبحانه دعاء خفيًّا ليكون أقرب إلى الإجابة.
    4 - قال: يا رب، إني ضعفت عظامي، وكثر شيب رأسي, ولم أكن خائبًا في دعائي لك، بل كما دعوتك أجبتني.
    5 - وإني خفت قرابتي ألا يقوموا بعد موتي بحق الدين لانشغالهم بالدنيا، وكانت امرأتي عقيمًا لا تلد، فأعطني من عندك ولدًا مُعِينًا.
    6 - يرث النبوّة عني، ويرثها من آل يعقوب عليه السلام، وصيِّره -يا رب- مرضيًّا في دينه وخلقه وعلمه.
    7 - فاستجاب الله دعاءه, وناداه: يا زكريا، إنا نخبرك بما يسرّك، فقد أجبنا دعاءك، وأعطيناك غلامًا اسمه يحيى، لم نجعل لغيره من قبله هذا الاسم.
    8 - قال زكريا متعجبًا من قدرة الله: كيف يولد لي ولد وامرأتي عقيم لا تلد، وقد بلغت نهاية العمر من الكبر وضعف العظام؟!
    9 - قال المَلَك: الأمر كما قلت من أن امرأتك لا تلد، وأنك قد بلغت نهاية العمر من الكبر وضعف العظام، لكن ربك قال: خلْق ربك ليحيى من أمّ عاقر ومن أب بلغ نهاية العمر سهْل، وقد خلقتك -يا زكريا- من قبل ذلك ولم تكن شيئًا يذكر؛ لأنك كنت عدمًا.
    10 - قال زكريا عليه السلام: يا رب، اجعل لي علامة أطمئنّ بها تدل على حصول ما بشّرتني به الملائكة، قال: علامتك على حصول ما بُشِّرتَ به ألا تستطيع كلام الناس ثلاث ليال من غير علة، بل أنت صحيح معافى.
    11 - فخرج زكريا على قومه من مصلّاه، فأشار إليهم من غير كلام: أن سبّحوا الله سبحانه أول النهار وآخره.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الضعف والعجز من أحب وسائل التوسل إلى الله؛ لأنه يدل على التَّبَرُؤِ من الحول والقوة، وتعلق القلب بحول الله وقوته.
    • يستحب للمرء أن يذكر في دعائه نعم الله تعالى عليه، وما يليق بالخضوع.
    • الحرص على مصلحة الدين وتقديمها على بقية المصالح.
    • تستحب الأسماء ذات المعاني الطيبة.


  6. #306
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (306)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة




    12 - فولد له يحيى، فلما بلغ سنًّا يخاطب فيها قلنا له: يا يحيى، خذ التوراة بجدّ واجتهاد، وأعطيناه الفهم والعلم والجد والعزم وهو في سنّ الصبا.
    13 - ورحمناه رحمة من عندنا، وطهّرناه من الذنوب، , وكان تقيًّا يأتمر بأوامر الله، ويجتنب نواهيه.
    14 - وكان برًّا بوالديه، لطيفًا بهما، محسنًا إليهما, ولم يكن متكبّرًا عن طاعة ربه ولا طاعتهما, ولا عاصيًا لربه أو لوالديه.
    15 - وسلام عليه من الله وأمان له منه يوم ولد، ويوم يموت ويخرج من هذه الحياة، ويوم يبعث حيًّا يوم القيامة، المواطن الثلاثة هي أوحش ما يمرّ به الإنسان، فإذا أمن فيها فلا خوف عليه فيما عداها.
    16 - واذكر -أيها الرسول- في القرآن المنزل عليك خبر مريم عليها السلام إذ تنحّت عن أهلها، وانفردت بمكان على جهة الشرق منهم.
    17 - فاتخذت لنفسها من دون قومها ساترًا يسترها حتى لا يروها حال عبادتها لربها، فبعثنا إليها جبريل عليه السلام، فتمثل لها في صورة إنسان سَوِيّ الخلقة، فخافت أنه يريدها بسوء.
    18 - فلما رأته في صورة إنسان سَوِيّ الخَلْق يتّجه إليها قالت: إني أستجير بالرحمن منك أن ينالني منك سوء -يا هذا- إن كنت تقيًّا تخاف الله.
    19 - قال جبريل عليه السلام: أنا لست بشرًا، إنما أنا رسول من ربك أرسلني إليك لأهب لك ولدًا طيّبًا طاهرًا.
    20 - قالت مريم متعجبة: كيف يكون لي ولد ولم يقربني زوج ولا غيره، ولست زانية حتى يكون لي ولد؟!
    21 - قال لها جبريل: الأمر كما ذكرت من أنك لم يمسسك زوج ولا غيره ولم تكوني زانية، لكن ربك سبحانه قال: خَلْق ولد من غير أب سهل على، وليكون الولد الموهوب لك علامة للناس على قدرة الله، ورحمة منا لك ولمن آمن به، وكان خَلْق ولدك هذا قضاء من الله مقدّرًا، مكتوبًا في اللوح المحفوظ.
    22 - فحملت به بعد نفخ الملك، فتنحت به إلى مكان بعيد عن الناس.
    23 - فضربها المخاض، وألجأها إلى ساق نخلة، قالت مريم عايها السلام: يا ليتني متّ قبل هذا اليوم، وكنت شيئًا لا يُذْكَر حتى لا يُظَن بي السوء.
    24 - فناداها عيسى من تحت قدميها: لا تحزني، قد جعل ربك تحتك جدول ماءٍ تشربين منه.
    25 - وأمسكي بجذع النخلة وهزيه تساقط عليك رطبًا طريًّا جُنيَ من ساعته.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الصبر على القيام بالتكاليف الشرعية مطلوب.
    • علو منزلة بر الوالدين ومكانتها عند الله، فالله قرنه بشكره.
    • مع كمال قدرة الله في آياته الباهرة التي أظهرها لمريم، إلا أنه جعلها تعمل بالأسباب ليصلها ثمرة النخلة.



  7. #307
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)


    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (307)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة



    26 - فكلي من الرطب، واشربي من الماء، وطيبي نفسًا بمولودك ولا تحزني، فإن رأيت من الناس أحدًا فسألك عن خبر المولود فقولي له: إني أوجبت على نفسي لربي صمتًا عن الكلام، فلن أكلم اليوم أحدًا من الناس.
    27 - فجاءت مريم بابنها إلى قومها تحمله، قال لها قومها مستنكرين: يا مريم، لقد جئت أمرًا عظيمًا مفترى، حيث جئت بولد من غير أب.
    28 - يا شبيهة هارون في العبادة (وهو رجل صالح ما كان أبوك زانيًا، ولا كانت أمك زانية، فأنت من بيت طاهر معروف بالصلاح، فكيف تأتين بولد من غير أب؟!
    29 - فأشارت إلى ابنها عيسى عليه السلام وهو في المهد، فقال لها قومها متعجبين: كيف نكلّم صبيًّا وهو في المهد؟!
    30 - قال عيسى عليه السلام: إني عبد الله، أعطاني الإنجيل، وجعلني نبيًّا من أنبيائه.
    31 - وجعلني كثير النفع للعباد أينما كنت، وأمرني بأداء الصلاة وإعطاء الزكاة طيلة حياتي.
    32 - وجعلني برًّا بأمي، ولم يجعلني متكبرًا عن طاعة ربي، ولا عاصيًا له.
    33 - والأمان من الشيطان وأعوانه عليّ يوم ميلادي ويوم موتي ويوم بعثي حيًّا يوم القيامة، فلم يتخبّطْني الشيطان في هذه المواقف الثلاثة الموحشة.
    34 - ذلك الموصوف بتلك الصفات هو عيسى بن مريم، وهذا الكلام هو قول الحق فيه لا ما يقوله الضالّون الذين يشكّون في أمره ويختلفون.
    35 - ما ينبغي لله أن يتخذ من ولد، تقدس عن ذلك وتنزّه، إذا أراد أمرًا، فإنما يكفيه سبحانه أن يقول لذلك الأمر: (كن)، فيكون لا محالة، فمن كان كذلك فهو مُنَزَّه عن الولد.
    36 - وإن الله سبحانه هو ربي وهو ربكم جميعًا، فأخلصوا له العبادة وحده، هذا الذي ذكرت لكم هو الطريق المستقيم الموصل إلى مرضاة الله.
    37 - فاختلف المختلفون في شأن عيسى عليه السلام فصاروا أحزابًا متفرقين من بين قومه، فآمن به بعضهم وقالوا: هو رسول، وكفر به آخرون كاليهود، كما غلا فيه طوائف فقال بعضهم: هو الله، وقال آخرون: هو ابن الله، تعالى الله عن ذلك، فويل للمختلفين في شأنه من شهود يوم القيامة العظيم بما فيه من مشاهد وحساب وعقاب.
    38 - ما أسمعهم يومئذ وما أبصرهم، سمعوا حين لم ينفعهم السمع، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر، لكنِ الظالمون في الحياة الدنيا في ضلال واضح عن الصراط المستقيم، فلا يستعدّون للآخرة حتى تأتيهم بغتة وهم على ظلمهم.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • في أمر مريم بالسكوت عن الكلام دليل على فضيلة الصمت في بعض المواطن .. لا يجوز نذر الصمت في شرعنا.
    • أن ما أخبر به القرآن عن كيفية خلق عيسى هو الحق القاطع الذي لا شك فيه، وكل ما عداه من تقولات باطل لا يليق بالرسل.
    • في الدنيا يكون الكافر أصم وأعمى عن الحق، ولكنه سيبصر ويسمع في الآخرة إذا رأى العذاب، ولن ينفعه ذلك.



  8. #308
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (308)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة



    39 - وأنذر -أيها الرسول- الناس يوم الندامة حين يندم المسيء على إساءته، والمحسن على عدم استكثاره من الطاعة، إذ طويت صحف العباد، وفرغ من حسابهم، وصار كلٌّ إلى ما قدّم، وهم في حياتهم الدنيا مُغْتَرُّون بها, لاهون عن الآخرة، وهم لا يؤمنون بيوم القيامة.
    40 - إنا نحن الباقون بعد فناء الخلائق، نرث الأرض، ونرث من عليها لفنائهم وبقائنا بعدهم، وملكنا لهم، وتصرّفنا فيهم بما نشاء، وإلينا وحدنا يرجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.
    41 - واذكر -أيها الرسول- في القرآن المنزّل عليك خبر إبراهيم عليه السلام، إنه كان كثير الصدق والتصديق بآيات الله، ونبيًّا من عند الله.
    42 - إذ قال لأبيه آزر: يا أبت؛ لِمَ تعبد من دون الله صنمًا لا يسمع دعاءك إنْ دعوْتَه، ولا يبصر عبادتك إن عبدته، ولا يكشف عنك ضرًّا, ولا يجلب لك نفعًا؟!
    43 - يا أبت، إني قد جاءني من العلم عن طريق الوحي ما لم يأتك، فاتّبعني أرشدك إلى طريق مستقيم.
    44 - يا أبت، لا تعبد الشيطان بطاعتك له، إن الشيطان كان للرحمن عاصيًا، حيث أمره بالسجود لآدم فلم يسجد.
    45 - يا أبت، إني أخاف أن يصيبك عذاب من الرحمن إن متّ على كفرك، فتكون قرينًا له في العذاب لموالاتك له.
    46 - قال آزر لابنه إبراهيم عليه السلام: أمعرضٌ أنت عن أصنامي التي أعبدها يا إبراهيم؟! لئن لم تكفّ عن سبّ أصنامي لأرمينّك بالحجارة، وفارقني زمانًا طويلًا فلا تكلّمني، ولا تجتمع معي.
    47 - قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: سلام عليك مني، لا ينالك ما تكره مني، سأطلب لك المغفرة من ربي والهداية، إنه سبحانه كان كثير اللطف بي.
    48 - وأفارقكم وأفارق معبوداتكم التي تعبدونها من دون الله، وأدعو ربي وحده لا أشرك به شيئًا، عسى ألا يمنعني إذا دعوته، فأكون بدعائه شَقيًّا.
    49 - فلما تركهم وترك آلهتهم التي يعبدونها من دون الله، عوّضناه عن فقد أهله فوهبنا له ابنه إسحاق، ووهبنا له حفيده يعقوب، وكل واحد منهما جعلناه نبيًّا.
    50 - وأعطيناهم من رحمتنا مع النبوة خيرًا كثيرًا، وجعلنا لهم ثناءً حسنًا مستمرا على ألسنة العباد.
    51 - واذكر -أيها الرسول- في القرآن المنزل عليك خبر موسى عليه السلام، إنه كان مختارًا مصطفى، وكان رسولًا نبيًّا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • لما كان اعتزال إبراهيم لقومه مشتركًا فيه مع سارة، ناسب أن يذكر هبتهما المشتركة وحفيدهما، ثم جاء ذكر إسماعيل مستقلًا مع أن الله وهبه إياه قبل إسحاق.
    • التأدب واللطف والرفق في محاورة الوالدين واختيار أفضل الأسماء في مناداتهما.
    • المعاصي تمنع العبد من رحمة الله، وتغلق عليه أبوابها، كما أن الطاعة أكبر الأسباب لنيل رحمته.
    • وعبد الله كل محسن أن ينشر له ثناءً صادقًا بحسب إحسانه، وإبراهيم عليه السلام وذريته من أئمة المحسنين.



  9. #309
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (309)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة



    52 - وناديناه من جانب الجبل الأيمن بالنسبة لموقع موسى عليه السلام، وقرّبناه مناجيًا، حيث أسمعه الله كلامه.
    53 - وأعطيناه -من رحمتنا وإنعامنا عليه- أخاه هارون عليه السلام نبيًّا؛ استجابة لدعائه حين سأل ربه ذلك.
    54 - واذكر -أيها الرسول- في القرآن المنزل عليك خبر إسماعيل عليه السلام، إنه كان صادق الوعد، لا يَعِدُ وعدًا إلا وَفَى به، وكان رسولًا نبيًّا.
    55 - وكان يأمر أهله بإقامة الصلاة، وبإعطاء الزكاة, وكان عند ربه مرضيًّا.
    56 - واذكر -أيها الرسول- في القرآن المنزل عليك خبر إدريس عليه السلام, إنه كان كثير الصدق والتصديق بآيات ربه، وكان نبيًّا من أنبياء الله.
    57 - ورفعنا ذكره بما أعطيناه من النبوة، فكان عالي المنزلة.
    58 - أولئك المذكورون في هذه السورة ابتداءً بزكريا وختامًا بإدريس عليه السلام، هم الذين أنعم الله عليهم بالنبوة من أبناء آدم عليه السلام، ومن أبناء من حملنا في السفينة مع نوح عليه السلام، ومن أبناء إبراهيم وأبناء يعقوب عليه السلام، وممن وفقنا للهداية إلى الإِسلام، واصطفيناهم وجعلناهم أنبياء، كانوا إذا سمعوا آيات الله تقرأ سجدوا لله باكين من خشيته.
    59 - فجاء من بعد هؤلاء الأنبياء المصطفين أتباع سوء وضلال، ضيعوا الصلاة، فلم يأتوا بها على الوجه المطلوب، وارتكبوا ما تشتهيه أنفسهم من المعاصي كالزنى، فسوف يلقون شرًّا في جهنم وخيبة.
    60 - إلا من تاب من تقصيره وتفريطه، وآمن بالله وعمل عملًا صالحًا فأولئك الموصوفون بهذه الصفات يدخلون الجنة، ولا ينقصون من أجور أعمالهم شيئًا ولو قلّ.
    61 - جنات إقامة واستقرار التي وعد الرحمن عباده الصالحين بالغيب أن يدخلهم فيها، وهم لم يروها فآمنوا بها، فوعْد الله بالجنة -وإن كان غيبًا- آت لا محالة.
    62 - لا يسمعون فيها فضولًا, ولا كلامَ فحش، بل يسمعون سلام بعضهم على بعض، وسلام الملائكة عليهم، ويأتيهم ما يشتهون من الطعام فيها صباحًا ومساءً.
    63 - هذه الجنّة الموصوفة بهذه الصفات هي التي نورثها من عبادنا من كان ممتثلًا للأوامر، مجتنبًا للنواهي.
    ولما ذكر سبحانه ثواب المتقين ذكر أن التقوى هي الوقوف مع أمره، فقال:

    64 - وقيل -يا جبريل- لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: إن الملائكة لا تتنزل من تلقاء أنفسها، وإنما تتنزّل بأمر الله، لله ما نستقبله من أمر الآخرة، وما خلّفناه من أمر الدنيا، وما بين الدنيا والآخرة, وما كان ربك -أيها الرسول- ناسيًا شيئًا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • حاجة الداعية دومًا إلى أنصار يساعدونه في دعوته.
    • إثبات صفة الكلام لله تعالى.
    • صدق الوعد محمود، وهو من خلق النبيين والمرسلين، وضده وهو الخُلْف مذموم.
    • إن الملائكة رسل الله بالوحي لا تنزل على أحد من الأنبياء والرسل من البشر إلا بأمر الله.


  10. #310
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (310)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة



    65 - خالق السماوات وخالق الأرض، ومالكهما ومدبر أمرهما، وخالق ما بينهما ومالكه ومدبره، فاعبده وحده، فهو المستحق للعبادة، واثبت على عبادته، فليس له مثيل ولا نظير يشاركه في العبادة.
    66 - ويقول الكافر المنكر للبعث؛ استهزاء: أإذا متّ فإني سوف أخرج من قبري حيًّا حياة ثانية؟! إن هذا لبعيد.
    67 - أَوَلا يتذكر هذا المنكر للبعث أنا خلقناه من قبل ولم يكن شيئًا؟! فيستدلّ بالخلق الأول على الخلق الثاني، مع أن الخلق الثاني أسهل وأيسر.
    68 - فوربّك -أيها الرسول- لنخرجنّهم من قبورهم إلى المحشر مصحوبين بشياطينهم الذين أضلّوهم، ثم لنسوقنّهم إلى أبواب جهنم أذلاء، باركين على ركبهم.
    69 - ثم لنجذبنّ بشدة وعنف من كل طائفة من طوائف الضلال أشدهم عصيانًا، وهم قادتهم.
    70 - ثم لنحن أعلم بالذين هم أحقّ بدخول النار ومقاساة حرّها ومعاناته.
    71 - وما منكم -أيها الناس- أحد إلا سيعبر فوق الصراط المضروب على متن جهنم، كان هذا العبور قضاء مُبْرَمًا قضاه الله، فلا رادّ لقضائه.
    72 - ثم بعد هذا العبور على الصراط نسلّم الذين اتقوا ربهم بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ونترك الظالمين باركين على ركبهم، لا يستطيعون الفرار منها.
    73 - وإذا تُقْرأ على الناس آياتنا المنزلة على رسولنا واضحات قال الكفار للمؤمنين: أيُّ فريقينا خير إقامة ومسكنا، وأحسن مجلسًا ومجتمعًا: فريقنا أم فريقكم؟!
    74 - وما أكثر الأمم التي أهلكناها قبل هؤلاء الكفار المفتخرين بما هم فيه من تفوّق مادي، هي أحسن منهم أموالًا، وأحسن منظرًا لنفاسة ثيابهم، وتنعّم أبدانهم.
    75 - قل -أيها الرسول-: من كان يتخبّط في ضلاله فسيمهله الرحمن حتى يزداد ضلالًا، حتى إذا عاينوا ما كانوا يوعدون به من العذاب المعجل في الدنيا، أو المؤجَّل يوم القيامة فسيعلمون حينئذ من هو شر منزلًا وأقل ناصرا، أهو فريقهم أم فريق المؤمنين؟
    76 - ومقابل الإمهال أو لئك حتى يزدادوا ضلالًا، يزيد الله الذين اهتدوا إيمانًا وطاعة، والأعمال الصالحات المؤدّية إلى السعادة الأبدية أنفع عند ربك -أيها الرسول- جزاء، وخير عاقبة.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • على المؤمنين الاشتغال بما أمروا به والاستمرار عليه في حدود المستطاع.
    • وورد جميع الخلائق عَلى النار -أي: المرور على الصراط، لا الدخول في النار- أمر واقع لا محالة.
    • أن معايير الدين ومفاهيمه الصحيحة تختلف عن تصورات الجهلة والعوام.
    • من كان غارقًا في الضلالة متأصلًا في الكفر يتركه الله في طغيان جهله وكفره، حتى يطول اغترار، فيكون ذلك أشد لعقابه.
    • يثبّت الله المؤمنين على الهدى، ويزيدهم توفيقًا ونصرة، وينزل من الآيات ما يكون سببًا لزيادة اليقين مجازاةً لهم.


  11. #311
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (311)
    (
    سُوُرَة مريم)
    مَكِيَّة





    77 - أفرأيت -أيها الرسول- الذي كفر بحججنا، وأنكر وعيدنا، وقال: إن متّ، وبعثت لأعطَينّ مالًا كثيرًا وأولادًا.
    78 - أَعَلِم الغيب فقال ما قال عن بينة؟! أم جعل عند ربه عهدًا ليدخلنّه الجنة، ويعطينه مالًا وأولادًا؟!
    79 - ليس الأمر كما زعم، سنكتب ما يقوله وما يعمله، ونزيده عذابًا فوق عذابه لما يدّعيه من الباطل.
    80 - ونرث ما تركه من مال وولد بعد إهلاكنا له، ويجيئنا يوم القيامة فردًا قد سلب منه ما كان يتمتّع به من مال ومن جاء.
    81 - واتّخذ المشركون لهم معبودين من دون الله؛ ليكونوا لهم ظهيرًا ومعينًا ينتصرون بهم.
    82 - ليس الأمر كما زعموا، فهذه المعبودات التي يعبدونها من دون الله ستجحد عبادة المشركين لها يوم القيامة، وتتبرأ منهم، وتكون لهم أعداء.
    83 - ألم تر -أيها الرسول- أنا بعثنا الشياطين، وسلطناهم على الكفار تهيجهم إلى فعل المعاصي والصد عن دين الله تهييجًا؟
    84 - فلا تعجل -أيها الرسول- بطلب الله أن يعجّل هلاكهم، إنما نحصي أعمارهم إحصاء، حتى إذا انتهى وقت إمهالهم عاقبناهم بما يستحقّون.
    85 - واذكر -أيها الرسول- يوم القيامة يوم نجمع المتقين ربهم -بامتثال أوامره واجتناب نواهيه- إلى ربهم وفدًا مكرمين مُعَزَّزين.
    86 - ونسوق الكفار إلى جهنم عطاشًا.
    87 - لا يملك هؤلاء الكفار الشفاعة لبعضهم إلا من اتّخذ عند الله في الدنيا عهدًا بالإيمان به وبرسله.
    88 - وقال اليهود والنصارى وبعض المشركين: اتخذ الرحمن ولدًا.
    89 - لقد جئتم -أيها القائلون بهذا- شيئًا عظيمًا.
    90 - تكاد السماوات تتشقّق من هذا القول المنكر، وتكاد الأرض تتصاع، وتكاد الجبال تسقط منهدمة.
    91 - كل ذلك من أجل أن نسبوا للرحمن ولدًا، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
    92 - وما يستقيم أن يتخذ الرحمن ولدًا لتنزّهه عن ذلك.
    93 - إن كل من في السماوات من الملائكة والإنس والجن إلا يأتي ربه يوم القيامة خاضعًا.
    94 - لقد أحاط بهم علمًا، وعدهم عدًّا، فلا يخفى عليه منهم شيء.
    95 - وكل واحد منهم يأتيه يوم القيامة منفردًا لا ناصر له ولا مال.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • تدل الآيات على سخف الكافر وسَذَاجة تفكيره، وتَمَنِّيه الأماني المعسولة، وهو سيجد نقيضها تمامًا في عالم الآخرة.
    • سلّط الله الشياطين على الكافرين بالإغواء والإغراء بالشر، والإخراج من الطاعة إلى المعصية.
    • أهل الفضل والعلم والصلاح يشفعون بإذن الله يوم القيامة.


  12. #312
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (312)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة



    96 - إن الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحات المرضية عند الله، سيجعل لهم الله محبة بحبه إياهم، وبتحبيبهم إلى عباده.
    97 - فإنما يسرنا هذا القرآن بإنزاله بلسانك -أيها الرسول- من أجل أن تبشّر به المتقين الذين يمتثلون أوامري، ويجتنبون نواهي، وتخوّف به قومًا أشداء في الخصومة والمكابرة في الإذعان للحق.
    98 - وما أكثر الأمم التي أهلكناها من قبل قومك، فهل تشعر اليوم بأحد من تلك الأمم؟! وهل تسمع لهم صوتًا خفيًّا؟! فما أصابهم قد يصيب غيرهم حين يأذن الله.

    سورة طه
    مكية


    [مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ]
    تقوية النبي - صلى الله عليه وسلم - لحمل الرسالة والصبر عليها.
    [التَّفْسِيرُ]
    1 - {طه} تقدم الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة.
    2 - ما أنزلنا عليك -أيها الرسول- القرآن ليكون سببًا في إرهاق نفسك أسفًا على إعراض قومك عن الإيمان بك.
    3 - ما أنزلناه إلا ليكون تذكيرًا لمن وفقهم الله لخشيته.
    4 - نزّله الله الذي خلق الأرض، وخلق السماوات المرتفعة، فهو قرآن عظيم؛ لأنه منزل من عند عظيم.
    5 - الرحمن علا وارتفع على العرش علوًّا يليق بجلاله سبحانه وتعالى.
    6 - له سبحانه وحده ما في السماوات وما في الأرض وما تحت التراب من مخلوقات، خلقًا وملكًا وتدبيرًا.
    7 - وإن تعلن -أيها الرسول- القول، أو تخفه فإنه سبحانه يعلم ذلك كله، فهو يعلم السر وما هو أخفى من السر مثل خواطر النفس، لا يخفى عليه شيء من ذلك.
    8 - الله لا معبود بحق غيره, له وحده الأسماء البالغة الكمال في الحسن.
    ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاني من قومه الإعراض، جاءت تسليته بقصة موسى عليه السلام، فقال سبحانه:
    9 - ولقد جاءك -أيها الرسول- خبر موسى بن عمران عليه السلام.
    10 - حين عاين في سفره نارًا، فقال لأهله: أقيموا في مكانكم هذا، إني أبصرت نارًا لعلي آتيكم من هذه النار بشعلة، أو أجد من يهديني إلى الطريق.
    11 - فلما جاء النار ناداه الله سبحانه بقوله: يا موسى.
    12 - إني أنا ربك فانزع نعليك استعدادًا لمناجاتي، إنك بالوادي المُطَهَّر (طُوَى).

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • ليس إنزال القرآن العظيم لإتعاب النفس في العبادة، وإذاقتها المشقة الفادحة، وإنما هو كتاب تذكرة ينتفع به الذين يخشون ربهم.
    • قَرَن الله بين الخلق والأمر، فكما أن الخلق لا يخرج عن الحكمة؛ فكذلك لا يأمر ولا ينهى إلا بما هو عدل وحكمة.
    • على الزوج واجب الإنفاق على الأهل (المرأة) من غذاء وكساء ومسكن ووسائل تدفئة وقت البرد.


  13. #313
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (313)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة




    13 - وأنا اصطفيتك -يا موسى- لتبليغ رسالتي، فاستمع لما أوحيه إليك.
    14 - إنني أنا الله لا معبود بحق غيري، فاعبدني وحدي، وأدّ الصلاة على أكمل وجه لتذكُرني فيها.
    15 - إن الساعة آتية لا محالة وواقعة، أكاد أخفيها فلا يعلم وقتها مخلوق، ولكن يعرفون علاماتها بإخبار النبي لهم؛ لكي تُجَازَى كل نفس بما عملته، خيرًا كان أو شرًّا.
    16 - فلا يصرفنّك عن التصديق بها والاستعداد لها بالعمل الصالح من لا يؤمن بها من الكفار، واتبع ما تهواه نفسه من المحرمات، فتهلك بسبب ذلك.
    17 - وما تلك التي بيدك اليمنى يا موسى؟
    18 - قال موسى عليه السلام: هي عصاي؛ أعتمد عليها في المشي، وأخبط بها الشجر ليسقط ورقها لغنمي، ولي فيها منافع غير ما ذكرت.
    19 - قال الله: ألقها يا موسى.
    20 - فألقاها موسى، فانقلبت حية تمشي بسرعة وخفة.
    21 - قال الله لموسى عليه السلام: خذ العصا, ولا تخف من انقلابها حية، سنعيدها إذا أخذتها إلى حالتها الأولى.
    22 - واضمم يدك إلى جنبك تخرج بيضاء من غير برص؛ علامة ثانية لك.
    23 - أريناك هاتين العلامتين لنريك -يا موسى- من آياتنا العظمى الدالة على قدرتنا، وعلى أنك رسول من عند الله.
    24 - سر -يا موسى- إلى فرعون، فإنه تجاوز الحد في الكفر والتمرد على الله.
    25 - قال موسى عليه السلام: رب، وسّع لي صدري لأتحمّل الأذى.
    26 - وسهّل لي أمري.
    27 - وأقدرني على النطق بالفصيح من الكلام.
    28 - ليفهموا كلامي إذا بلّغتهم رسالتك.
    29 - واجعل لي معينًا من أهلي يعينني في أموري.
    30 - هارون بن عمران أخي.
    31 - قوِّ به ظهري.
    32 - واجعله شريكًا لي في الرسالة.
    33 - لكي نسبحك تسبيحا كثيرًا.
    34 - ونذكرك ذكرًا كثيرًا.
    35 - إنك كنت بنا بصيرًا لا يخفى عليك شيء من أمرنا.
    36 - قال الله: قد أعطيناك ما طلبت يا موسى.
    37 - ولقد أنعمنا عليك مرة أخرى.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • وجوب حسن الاستماع في الأمور المهمة، وأهمها الوحي المنزل من عند الله.
    • اشتمل أول الوحي إلى موسى على أصلين في العقيدة وهما: الإقرار بتوحيد الله، والإيمان بالساعة (القيامة)، وعلى أهم فريضة بعد الإيمان وهي الصلاة.
    • التعاون بين الدعاة ضروري لإنجاح المقصود؛ فقد جعل الله لموسى أخاه هارون نبيًّا ليعاونه في أداء الرسالة.
    • أهمية امتلاك الداعية لمهارة الإفهام للمدعوِّين.


  14. #314
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (314)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة






    38 - إذ ألهمنا أمك ما ألهمناها مما حفظك الله به من مكر فرعون.
    39 - فقد أمرناها حين ألهمناها: أن ارميه بعد ولادته في الصندوق، واطرحي الصندوق في البحر، فسيطرحه البحر بالشاطن بأمر منّا، فيأخذه عدو لي وله، وهو فرعون، ووضعت عليك محبّة منّي، فأحبّك الناس، ولتتربى على عيني وفي حفظي ورعايتي.
    40 - إذ خرجت أختك تسير كما سار التابوت تتابعه، فقالت لمن أخذوه: هل أرْشِدكم إلى من يحفظه ويرضعه ويربيه؟ فمننّا عليك بإرجاعك إلى أمّك لتسرّ برجوعك إليها, ولا تحزن من أجلك، وقتلت القِبْطِي الذي وَكَزْتَه، فمننّا عليك به. نجائك من العقوبة، وخلصناك مرة بعد مرة من كل امتحان تعرّضت له، فخرجت ومكثت أعوامًا في أهل مَدْين، ثم أتيت في الوقت الذي قُدِّر لك أن تأتي فيه لتكليمك يا موسى.
    41 - واخترتك لتكون رسولًا عنّي تبلّغ الناس ما أوحيت به إليك.
    42 - اذهب أنت -يا موسى- وأخوك هارون، بآياتنا الدالة على قدرة الله ووحدانيته، ولا تضعفا عن الدعوة إليّ، وعن ذكري.
    43 - اذهبا إلى فرعون، فإنه تجاوز الحد في الكفر والتمرّد على الله.
    44 - فقولا له قولًا لطيفًا لا عنف فيه؛ رجاء أن يتذكر، ويخاف الله فيتوب.
    45 - قال موسى وهارون عليه السلام: إننا نخاف أن يعجّل بالعقوبة قبل إتمام دعوته، أو أن يتجاوز الحد في ظلمنا بالقتل أو غيره.
    46 - قال الله لهما: لا تخافا؛ إنني معكما بالنصر والتأييد، أسمع وأرى ما يحدث بينكما وبينه.
    47 - فأتياه، فقولا له: إنا رسولا ربك -يا فرعون- فابعث معنا بني إسرائيل، ولا تعذبهم بقتل أبنائهم، واستحياء نسائهم، قد أتيناك ببرهان من ربك على صدقنا، والأمان من عذابِ الله لمن آمن، واتبع هدى الله.
    48 - إنا قد أوحى الله إلينا أن العذاب في الدنيا والآخرة على من كذّب بآيات الله، وأعرض عما جاءت به الرسل.
    49 - قال فرعون منكرًا لما جاءا به: فمن ربكما الذي زعمتما أنه أرسلكما إلي يا موسى؟
    50 - قال موسى: ربنا هو الذي أعطى كل شيء صورته وشكله المناسب له، ثم هدى المخلوقات لما خلقها له.
    51 - قال فرعون: فما شأن الأمم السابقة التي كانت على الكفر؟


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • كمال اعتناء الله بكليمه موسى عليه السلام والأنبياء والرسل , ولورثتهم نصيب من هذا الاعتناء على حسب أحوالهم مع الله.
    • من الهداية العامة للمخلوقات أن تجد كل مخلوق يسعى لما خلق له من المنافع، وفي دفع المضار عن نفسه.
    • بيان فضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ذلك يكون باللين من القول لمن معه القوة، وضُمِنَت له العصمة.
    • الله هو المختص بعلم الغيب في الماضي والحاضر والمستقبل.


  15. #315
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (315)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة



    52 - قال موسى عليه السلام لفرعون: عِلْمُ ما كانت عليه تلك الأمم عند ربي، مثبت في اللوح المحفوظ، لا يخطئ ربي في علمها, ولا ينسى ما علمه منها.
    53 - عند ربي الذي صيَّر لكم الأرض مُمَهَّدة للعيش عليها، وجعل لكم فيها طرقًا صالحة للسير عليها، وأنزل من السماء ماء المطر، فأخرجنا بذلك الماء أصنافًا من النباتات مختلفة.
    54 - كلوا -أيها الناس- مما أخرجنا لكم من الطيبات، وارعوا أنعامكم، إن في ذلك المذكور من النعم لدلائل على قدرة الله ووحدانيته لأصحاب العقول.
    55 - من تراب الأرض خلقنا أباكم آدم عليه السلام، وفيها نرجعكم بالدفن إذا مُتم، ومنها نخرجكم مرة أخرى للبعث يوم القيامة.
    56 - ولقد أظهرنا لفرعون آياتنا التسع كلها، وشاهدها فكذّب بها، وامتنع أن يستجيب إلى الإيمان باللهِ.
    57 - قال فرعون: أجئتنا لتخرجنا من مصر بما جئت به من السحر -يا موسى- ليبقى لك ملكها؟
    58 - فلنأتينّك -يا موسى- بسحر مثل سحرك، فاجعل بيننا وبينك موعدًا في زمان معلوم ومكان محدد، لا نتخلّف نحن ولا تتخلف أنت عنه، وليكن المكان وسطًا بين الفريقين معتدلًا.
    59 - قال موسى عليه السلام لفرعون: الموعد بيننا وبينكم يوم العيد حيث يجتمع الناس محتفلين بعيدهم ضحى.
    60 - فأدبر فرعون منصرفًا، وجمع مَكْرَهُ وحِيَلَه، ثم جاء في الزمان والمكان المحددين للمُغَالبة.
    61 - قال موسى يعظ سحرة فرعون: احذروا، لا تختلقوا على الله كذبًا بما تخدعون به الناس من السحر فيستأصلكم بعذاب من عنده، وقد خسر من اختلق على الله الكذب.
    62 - فتناظر السحرة لما سمعوا كلام موسى عليه السلام، وتناجوا بينهم سرا.
    63 - قال بعض السحرة لبعضهم سرا: إن موسى وهارون ساحران، يريدان أن يخرجاكم من مصر بسحرهما الذي جاءا به، ويذهبا بسُنَّتكم العليا في الحياة، ومذهبكم الأرقى.
    64 - فاحكموا أمركم, لا تختلفوا فيه، ثم تقدموا مُصْطَفين، وارموا ما عندكم دفعة واحدة، وقد ظفر بالمطلوب اليوم من غلب خصمه.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • إخراج أَصناف من النبات المختلفة الأنواع والألوان من الأرض دليل واضح على قدرة الله تعالى ووجود الصانع.
    • ذكرت الآيات دليلين عقليين واضحين على الإعادة: إخراج النبات من الأرض بعد موتها، وإخراج المكلفين منها وإيجادهم.
    • كفر فرعون كفر عناد؛ لأنه رأى الآيات عيانا لا خبرًا، واقتنع بها في أعماق نفسه.
    • اختار موسى يوم العيد؛ لتعلو كلمة الله، ويظهر دينه، ويكبت الكفر، أمام الناس قاطبة في "المجمع العام ليَشِيع الخبر.


  16. #316
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (316)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة






    65 - قال السحرة لموسى عليه السلام: يا موسى، اختر أحد أمرين: أن تكون البادئ به. لقاء ما لديك من سحر، أو نكون نحن البادئين بذلك.
    66 - قال موسى عليه السلام: بل اطرحوا أنتم ما لديكم أوّلًا، فطرحوا ما عندهم، فإذا حبالهم وعصيهم التي طرحوها يُخَيّل إلى موسى من سحرهم أنها ثعابين تتحرك بسرعة.
    67 - فأسرّ موسى في نفسه الخوف مما صنعوا.
    68 - قال الله لموسى عليه السلام مطمئنًا إياه: لا تخف مما خُيِّل إليك، إنك -يا موسى- أنت المُسْتَعْلِي عليهم بالغلبة والنصر.
    69 - واطرح العصا التي بيدك اليمنى تنقلب حية تبتلع ما صنعوه من السحر، فما صنعوه ليس إلا كيدا سحريًّا, ولا يظفر الساحر بمطلوب أين كان.
    70 - فطرح موسى عصاه فانقلبت حية، وابتلعت ما صنعه السحرة، فسجد السحرة لله لما علموا أن ما عند موسى ليس سحرًا، إنما هو من عند الله، قالوا: آمنا برب موسى وهارون، رب جميع المخلوقات.
    71 - قال فرعون منكِرًا على السحرة إيمانهم ومتوعّدًا: هل آمنتم بموسى قبل أن آذن لكم بذلك؟! إن موسى لهو رئيسكم -أيها السحرة- الذي علّمكم السحر، فلأقطّعنّ من كل واحد منكم رِجْلًا ويدا مخالفا بين جهتيهما, ولأصلّبنّ أبدانكم على جذوع النخل حتى تموتوا، وتكونوا عبرة لغيركم، ولتعلمنّ عند ذلك أينا أقوى عذابًا، وأدوم: أنا أو رب موسى؟!
    72 - السحرة لفرعون: لن نفضّل اتّباعك -يا فرعون- على اتباع ما جاءنا من الآيات الواضحات، ولن نفضّلك على الله الذي خلقنا، فاصنع ما أنت صانع بنا، مالك سلطان علينا إلا في هذه الحياة الفانية، وسيزول سلطانك.
    73 - إنا آمنّا بربنا رجاء أن يمحو عنا معاصينا السالفة من الكفر وغيره، ويمحو عنا ذنب السحر الذي أجبرتنا على تعلمه وممارسته ومغالبة موسى به، والله خير جزاءً مما وعدتنا به، وأدْوَم عذابًا مما توعّدتنا به من العذاب.
    74 - إن الشأن والحاصل أن من يأتي ربه يوم القيامة كافرًا به أن له نار جهنم يدخلها ماكثًا فيها أبدًا، لا يموت فيها فيستريح من عذابها, ولا يحيا حياة طيبة.
    75 - ومن يأت ربه يوم القيامة مؤمنا به قد عمل الأعمال الصالحات فأولئك الموصوفون بتلك الصفات العظيمة لهم المنازل الرفيعة، والدرجات العليّة.
    76 - تلك الدرجات هي جنات إقامة تجري الأنهار من تحت قصورها ماكثين فيها أبدًا، وذلك الجزاء المذكور جزاء كل من تطهّر من الكفر والمعاصي.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • لا يفوز ولا ينجو الساحر حيث أتى من الأرض أو حيث احتال، ولا يحصل مقصوده بالسحر خَيرًا كان أو شرًّا.
    • الإيمان يصنع المعجزات؛ فقد كان إيمان السحرة أرسخ من الجبال، فهان عليهم عذاب الدنيا, ولم يبالوا بتهديد فرعون.
    • دأب الطغاة التهديد بالعذاب الشديد لأهل الحق والإمعان في ذلك للإذلال والإهانة.


  17. #317
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (317)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة






    77 - ولقد أوحينا إلى موسى: أن سر بعبادي ليلًا من مصر حتى لا يشعر بهم أحد، واجعل لهم طريقًا في البحر يابسًا بعد ضرب البحر بالعصا، آمنًا لا تخاف أن يلحق بك فرعون وملؤه, ولا تخشى من الغرق في البحر.
    78 - فتبعهم فرعون مصحوبًا بجنوده، فغمره وغمر جنوده من البحر ما غمرهم مما لا يعلم حقيقته إلا الله، فغرقوا جميعًا وهلكوا، ونجا موسى ومن معه.
    79 - وأضلّ فرعون قومه بما حسّنه لهم من الكفر، وخدعهم به من الباطل، ولم يرشدهم إلى طريق الهداية.
    80 - وقلنا لبني إسرائيل بعد أن أنقذناهم من فرعون وجنوده: يا بني إسرائيل، قد أنقذناكم من عدوّكم، وواعدناكم أن نكلّم موسى بالجهة اليمنى من الوادي الواقع بجانب جبل الطور، ونزّلنا عليكم في التيه من نعمنا شرابًا حلوًا مثل العسل وطائرا صغيرًا طيب اللحم يشبه السمانى.
    81 - كلوا من المستلذّات ممّا رزقناكم من الأطعمة الحلال، ولا تتجاوزوا ما أبحناه لكم إلى ما حرّمناه عليكم، فينزل عليكم غضبي، ومن ينزل عليه غضبي فقد هلك وشقي في الدنيا والآخرة.
    82 - وإني لكثير المغفرة والعفو لمن تاب إليّ وآمن، وعمل عملًا صالحًا، ثم استقام على الحق.
    83 - وما الذي جعلك تعجل عن قومك -يا موسى- فتتقدمهم تاركًا إياهم خلفك؟
    84 - قال موسى عليه السلام: ها هم ورائي وسيلحقونني، وسبقت قومي إليك لترضى عني بمسارعتي إليك.
    85 - قال الله: فإنا قد ابتلينا قومك الذين خلفتهم وراءك بعبادة العجل، فقد دعاهم إلى عبادته السامري، فأضلّهم بذلك.
    86 - فعاد موسى إلى قومه غضبان لعبادتهم العجل، حزينًا عليهم , قال موسى عليه السلام: يا قوم، أَمَا وعدكم الله وعدًا حسنًا أن ينزل عليكم التوراة، ويدخلكم الجنة، فهل طال عليكم الزمان فنسيتم؟ أم أردتم بفعلكم هذا أن ينزل عليكم غضب من ربكم، ويقع عليكم عذابه، فلذلك أخلفتم موعدي بالثبات على الطاعة حتى أرجع إليكم؟!
    87 - قال قوم موسى: ما أخلفنا موعدك -يا موسى- باختيار منّا، بل باضطرار، فقد حملنا أحمالًا وأثقالًا من حُلِيِّ قوم فرعون، فرميناها في حفرة للتخلص منها، فكما رميناها في الحفرة رمى السامريّ ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل عليه السلام.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • من سُنَّة الله انتقامه من المجرمين بما يشفي صدور المؤمنين، ويقر أعينهم، ويذهب غيظ قلوبهم.
    • الطاغية شؤم على نفسه وعلى قومه؛ لأنه يضلهم عن الرشد، وما يهديهم إلى خير ولا إلى نجاة.
    • النعم تقتضي الحفظ والشكر المقرون بالمزيد، وجحودها يوجب حلول غضب الله ونزوله.
    • الله غفور على الدوام لمن تاب من الشرك والكفر والمعصية، وآمن به وعمل الصالحات، ثم ثبت على ذلك حتى مات عليه.
    • أن العجلة وإن كانت في الجملة مذمومة فهي ممدوحة في الدين.


  18. #318
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (318)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة



    88 - فأخرج السامري من تلك الحلي لبني إسرائيل جَسَدَ عجل لا روح فيه، له صياح كصياح البقر، فقال المفتونون منهم بعمل السامري: هذا هو معبودكم ومعبود موسى، نسيه وتركه هنا.
    89 - أفلا يرى هؤلاء الذين فُتِنوا بالعجل فعبدوه أن العجل لا يكلمهم ولا يجيبهم، ولا يقدر على دفع ضر عنهم ولا عن غيرهم، ولا جلب نفع له، أو لغيره؟!
    90 - ولقد قال لهم هارون قبل رجوع موسى إليهم: ما في صياغة العجل من الذهب وخُوَارِه إلا اختبار لكم ليظهر المؤمن من الكافر، وإن ربّكم -يا قوم- هو من يملك الرحمة لا من لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعًا فضلًا عن أن يرحمكم، فاتبعوني في عبادته وحده, وأطيعوا أمري بترك عبادة غيره.
    91 - قال المفتونون بعبادة العجل: لن نزال مقيمين على عبادته حتى يعود إلينا موسى.
    92 - قال موسى لأخيه هارون: ما الذي منعك حين رأيتهم ضلّوا بعبادة العجل من دون الله.
    93 - أن تتركهم وتلحق بي؟! أفعصيت أمري لك حين استخلفتك عليهم؟!
    94 - ولما أخذ موسى بلحية أخيه ورأسه يسحبه إليه مستنكرًا عليه صنيعه قال له هارون مستعطفا إياه: لا تمسك بلحيتي ولا بشعر رأسي، فإن لي عذرًا في بقائي معهم، فقد خفت إن تركتهم وحدهم أن يتفرّقوا، فتقول: إني فرقت بينهم، وإني لم أحفظ وصيتك فيهم.
    95 - قال موسى عليه السلام للسامري: فما شأنك أنت يا سامري؟ وما الذي دفعك إلى ما صنعت؟
    96 - قال السامري لموسى عليه السلام: رأيت ما لم يروه، فقد رأيت جبريل على فرس، فأخذت قبضة من تراب من أثر فرسه، فطرحتها على الحلي المذاب المسبوك على صورة عجل، فنشأ عن ذلك عجل جَسَد له خُوَار، وكذلك حسّنت لي نفسي ما صنعته.
    97 - قال موسى عليه السلام للسامري: فاذهب أنت فإن لك أن تقول ما دمت حيًّا: لا أَمَسّ ولا أُمَسّ، فتعيش منبوذًا، وإن لك موعدًا يوم القيامة تُحَاسَب فيه وتُعَاقَب، لن يخلفك الله هذا الموعد، وانظر إلى عجلك الذي اتخذته معبودك، وأقمت على عبادته من دون الله، لنشعلنّ عليه نارًا حتى ينصهر، ثم لنَذْرِينه في البحر حتى لا يبقى له أثر.
    98 - إنما معبودكم بحق -أيها الناس- هو الله الذي لا معبود بحق غيره، أحاط بكل شيء علمًا، فلا يفوته سبحانه علم شيء.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • خداع الناس بتزوير الحقائق مسلك أهل الضلال.
    • الغضب المحمود عند انتهاكِ محارم الله.
    • في الآيات أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم، وألا يُخَالَطوا.
    • في الآيات وجوب التفكر في معرفة الله تعالى من خلال مفعولاته في الكون.


  19. #319
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (319)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة






    99 - مثل ما قصصنا عليك -أيها الرسول- خبر موسى وفرعون، وخبر قومهما نقصّ عليك أخبار من سبقوك من الأنبياء والأمم لتكون تسلية لك، وقد أعطيناك من عندنا قرآنا يتذكر به من تذكر.
    100 - من أعرض عن هذا القرآن المنزل عليك فلم يؤمن به، ولم يعمل بما فيه؛ فإنه يأتي يوم القيامة حاملًا إثمًا عظيمًا، ومستحقًّا عقابًا أليمًا.
    101 - ماكثين في ذلك العذاب دائمًا، وبئس العمل الذي يحملونه يوم القيامة.
    102 - يوم ينفخ المَلَك في الصور النفخة الثانية للبعث، ونحشر الكفار في ذلك اليوم زُرْقًا لتغيّر ألوانهم وعيونهم من شدة ما لاقوه من أهوال الآخرة.
    103 - يتهامسون بقولهم: ما لبثتم في البَرْزَخ بعد الموت إلا عشر ليال.
    104 - نحن أعلم بما يتسارون به، لا يفوتنا منه شيء، إذ يقول أوفرهم عقلا: ما لبثتم في البَرْزَخ إلا يومًا واحدًا لا أكثر.
    105 - ويسألونك -أيها الرسول- عن حال الجبال يوم القيامة، فقل لهم: الجبال يقتلعها ربي من أصولها ويُذْرِيها، فتكون هباءً.
    106 - فيترك الأرض التي كانت تحملها مستوية لا بناء عليها ولا نبات.
    107 - لا ترى -أيها النانظر إليها- في الأرض من تمام استوائها ميلًا ولا ارتفاعًا ولا انخفاضًا.
    108 - في ذلك اليوم يتبع الناس صوت الداعي إلى المحشر, لا معدل لهم عن اتباعه، وسكتت الأصوات للرحمن رهبة، فلا تسمع في ذلك اليوم إلا صوتا خفيًّا.
    109 - في ذلك اليوم العظيم لا تنفع الشفاعة من أي شافع إلا شافعًا أذن له الله أن يشفع، ورضي قوله في الشفاعة.
    110 - يعلم الله سبحانه ما يستقبله الناس من أمر الساعة، ويعلم ما استدبروه في دنياهم، ولا يحيط جميع العباد بذات الله وصفاته علمًا.
    111 - ودلّت وجوه العباد، واستكانت للحي الذي لا يموت، القائم بأمور عباده بتدبيرها وتصريفها، وقد خسر من حمل الإثم بإراده نفسه موارد الهلاك.
    112 - ومن يعمل الأعمال الصالحة وهو مؤمن بالله ورسله فسينال جزاءه وافيًا, ولا يخاف ظلمًا بأن يعذّب بذنب لم يفعله، ولا نقصًا لثواب عمله الصالح.
    113 - ومثل ما أنزلنا من قصص السابقين أنزلنا هذا القرآن بلسان عربي مبين، وبيَّنا فيه أنواع الوعيد من تهديد وتخويف؟ رجاء أن يخافوا الله، أو ينشئ لهم القرآن موعظة واعتبارًا.

    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • القرآن العظيم كله تذكير ومواعظ للأمم والشعوب والأفراد وشرف وفخر للإنسانية.
    • لا تنفع الشفاعة أحدًا إلا شفاعة من أذن له الرحمن، ورضي قوله في الشفاعة.
    • القرآن مشتمل على أحسن ما يكون من الأحكام التي تشهد العقول والفطر بحسنها وكمالها.
    • من آداب التعامل مع القرآن تلقيه بالقبول والتسليم والتعظيم، والاهتداء بنوره إلى الصراط المستقيم، والإقبال عليه بالتعلم والتعليم.
    • ندم المجرمين يوم القيامة حيث ضيعوا الأوقات الكثيرة، وقطعوها ساهين لاهين، معرضين عما ينفعهم، مقبلين على ما يضرهم.


  20. #320
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: المختصر في تفسير القرآن الكريم .. (متجدد)

    المختصر في تفسير القرآن الكريم
    لمجموعة من العلماء
    الحلقة (320)
    (
    سُوُرَة طه)
    مَكِيَّة



    114 - فتعالى الله وتقدّس وجَلَّ، الملك الذي له ملك كل شيء، الذي هو حق وقوله حق، تعالى عما يصفه به المشركون، ولا تسرع -أيها السول- بقراءة القرآن مع جبريل قبل أن ينهي إليك إبلاغه، وقيل: رب زدني علمًا إلى ما علّمتني.
    ولما ذكر الله قصة موسى وما اشتملت عليه من إعراض فرعون وغفلة بني إسرائيل, ذكر قصة آدم عليه السلام حثًّا على رجوع من نسي إلى طاعة الله فقال:
    115 - ولقد وصينا آدم من قبل بعدم الأكل من الشجرة، ونهيناه عن ذلك، وبيّنا له عاقبته، فنسي الوصية وأكل من الشجرة، ولم يصبر عنها, ولم نر له قوة عزم على حفظ ما وصيناه به.
    116 - واذكر -أيها الرسول- إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم سجود تحية، فسجدوا كلهم إلا إبليس -الذي كان معهم ولم يكن منهم- امتنع من السجود تكبرًا.
    117 - فقلنا: يا آدم، إن إبليس عدوّ لك وعدو لزوجك، فلا يخرجنّك أنت وزوجك من الجنة بطاعته فيما يوسوس به، فتتحمّل أنت المشاقّ والمكاره.
    118 - إن لك على الله أن يطعمك في الجنة فلا تجوع، ويكسوك فلا تعرى.
    119 - وأن يسقيك فلا تعطش، ويظلك فلا يصيبك حر الشمس.
    120 - فوسوس الشيطان إلى آدم، وقال له: هل أرشدك إلى شجرة مَنْ أكل منها لا يموت أبدًا، بل يبقى حيًّا مُخَلدا، ويملك ملكًا مستمرا لا ينقطع ولا ينتهي؟!
    121 - فأكل آدم وحواء من الشجرة التي نُهِيا عن الأكل منها، فظهرت لهما عوراتهما بعد أن كانت مستورة، وشرَعا ينزعان من أوراق شجر الجنة، ويستران بها عوراتهما، وخالف آدم أمر ربه إذ لم يمتثل أمره باجتناب الأكل من الشجرة، فتعدّى إلى ما لا يجوز له.
    122 - ثم اختاره الله وقبل توبته، ووفّقه إلى الرشاد.
    123 - قال الله لآدم وحواء: انزلا من الجنة أنتما وإبليس، فهو عدو لكما وأنتما عدوان له، فإن جاءكم مني بيان لسبيلي: فمن اتبع منكم بيان سبيلي وعمل به ولم ينحرف عنه؛ فلا يضلّ عن الحق، ولا يشقى في الآخرة بالعذاب، بل يدخله الله الجنة.
    124 - ومن تولّى عن ذكري ولم يقبله، ولم يستجب له فإن له معيشة ضيقة في الدنيا وفي البَرْزَخ، ونسوقه إلى المحشر يوم القيامة فاقد البصر والحجة.
    125 - يقول هذا المُعْرِض عن الذكر: يا رب، لم حشرتني اليوم أعمى، وقد كنت في الدنيا بصيرًا.


    [مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ]
    • الأدب في تلقي العلم، وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنى ويصبر حتى يفرغ المُمْلِي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض.
    • نسي آدم فنسيت ذريته، ولم يثبت على العزم المؤكد، وهم كذلك، وبادر بالتوبة فغفر الله له، ومن يشابه أباه فما ظلم.
    • فضيلة التوبة؛ لأن آدم عليه السلام كان بعد التوبة أحسن منه قبلها.
    • المعيشة الضنك في دار الدنيا، وفي دار البَرْزَخ، وفي الدار الآخرة لأهل الكفر والضلال.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •