تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لا تكن من الغافلين

  1. #1

    افتراضي لا تكن من الغافلين

    لا تكن من الغافلين

    المقدمة :
    بسم الله والحمد لله، وبعد:
    هذه أسطر في الغفلة ،فلا تكن من الغافلين.

    أولاً: الغفلة التي نتكلم عنها هي الإعراض عن ذكر الله ونسيان لقاء الله، حينما يمشي العبد في هذه الدنيا وكأنه ليس هناك لقاء قريب وحساب عسير وموقف عظيم بين يدي العزيز الكبير سبحانه وتعالى.

    ثانياًآية من القرآن :
    {بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ *ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ مُّعۡرِضُونَ}
    [سورة الأنبياء ١].
    قال العلامة السعدي في تفسيره على هذه الآية:
    هذا تعجب من حالة الناس، وأنه لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، وأنهم قد قرب حسابهم، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة، والحال أنهم في غفلة معرضون، أي: غفلة عما خلقوا له، وإعراض عما زجروا به. كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا.


    أحاديث من السنة :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) رواه البخاري ومسلم.

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
    والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله ، وانتقامه ممَّن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع ، والموت ، وفي القبر ، ويوم القيامة ، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة ، والمراد به التخويف.فتح الباري.(١١/٣١٩).

    وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
    لو رأيتم ما رأيتُ ، وعلمتم ما علمت مما رأيته اليوم وقبل اليوم لأشفقتم إشفاقا بليغا ، ولقلَّ ضحككم وكثر بكاؤكم.
    شرح مسلم.(١٥/١١٢).

    وقال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى :
    وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) : يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها ، ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقا ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك ، جُلُّه التبسم.
    المفهم(٢/٥٥٧).

    وقال أيضا صلى الله عليه وسلم:(إني أرى ما لا ترون، أطّتِ السماءُ وحُق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدًا لله تعالى، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله تعالى).رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

    قال العلامة المباركفوري رحمه الله تعالى قوله : (إني أرى ما لا ترون) أي : أبصر ما لا تبصرون .

    *(أطَّت السماء) : أي : صوَّتت ، أي : أصدرت صوتاً . وأطيط الإبل : أصواتها وحنينها .

    (وحُقَّ) أي : ويستحق وينبغي (لها أن تئط) أي : تصوت .

    (ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومَلَك) أي : فيه مَلَك .

    (واضع جبهته لله ساجداً) قال القاري : أي منقاداً ، ليشمل ما قيل إن بعضهم قيام ، وبعضهم ركوع ، وبعضهم سجود ، كما قال تعالى حكاية عنهم : (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) أو خص السجود باعتبار الغالب منهم ، أو هذا مختص بإحدى السماوات.

    (إلى الصُّعُدات) أي : الطرق . وقيل : المراد بالصعدات هنا البراري والصحاري .
    (تجأرون إلى الله) أي : تتضرعون إليه بالدعاء ليدفع عنكم البلاء. باختصار .
    تحفة الأحوذي(٦/٦٠٢،٦٠١)

    الخاتمة:
    لا تغتر بكثرة الغافلين
    إن الغفلة وكثرة الغافلين حولنا وحولك، لا تغير من الحقيقة في شيء...
    فمن غفل عن لقاء الله فلا بد يلقاه ...
    ومن غفل عن الآخرة فلا بد يموت ...
    فاللهم إنا نعوذ بك من الغفلة والغافلين ونسألك ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: لا تكن من الغافلين

    نعم أخى يزن .. الغفلة طغت وفشت بيننا وبين الخلائق أجمعين
    ..
    فى يوم القيامة يقول رب العالمين لمن حُقّ عليهم العذاب :
    { اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا .. سَوَاء عَلَيْكُمْ .. إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
    ....
    تحياتى لكم أخى الفاضل والكريم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •