السؤال:
♦ الملخص:
فتاة لديها وسواس في الصلاة، وتسأل عن حديث نفس وقع لها في إحدى الصلوات.
♦ التفاصيل:
مشكلتي تكمن في الوسوسة، وخاصة في الصلاة، ومرة قمت لكي أصلي الظهر، وقد كنتُ قد سمعتُ حديثًا حول أهمية الاطمئنان في الصلاة: ((ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ))، فقمتُ بإعادة الصلاة مرتين؛ لأني لم أكن مطمئنة في جلسة التشهد، وفي المرة التي كنت مطمئنة فيها، تساءلت - في نفسي - هل يعتبر هذا تدخلًا في صلواتنا؟ ثم قلت: إن الرسول يريد تعليمنا الصلاة.
سؤالي هو: هل عليَّ كفارة؟ فقد سمعت أن من أعاد صلاته بلا سببٍ، فعليه كفارة، وهل أعيدُ صلواتِ اليوم؟ وهل تساؤلي ذلك كفرٌ أم هو من أحاديث النفس؟ لأني قرأتُ أنَّ مَن سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم باختياره يكفُر، مع العلم أني تبتُ مما قلتُ ونادمة جدًّا عليه، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
أولًا: لا بد أن تعلمي أيتها السائلة الكريمة أن هذه الوساوسَ لا تأثيرَ لها في صحة صلاتكِ، بل صلاتُكِ صحيحة، وأنه يجب عليكِ قطع هذه الوساوس، وعدم الاسترسال فيها، وألَّا تعيريها اهتمامًا؛ فهذا هو علاجها.
ثانيًا: اعلمي أن تبليغ الشريعة، وما يصلحها، وما يفسدها - واجبٌ على النبي صلى الله عليه وسلم؛ كي نقوم بفعل الأركان والشروط والواجبات والمستحبات، ونجتنب المفسدات والمكروهات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].
ثالثًا: هذا ليس سبًّا للنبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من حديث النفس، وحديث النفس الذي يأتي عن طريق هذه الوساوس لا يؤاخذ به الإنسانُ، ما دام يطرده عن نفسه، ولا يعتقده اعتقادًا؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثتْ به أنفسَها، ما لم تعمَل أو تتكلم))[1].
رابعًا: على هذا الذي تقدَّم فليس عليكِ إعادة ولا كفارة، والحمد لله أولًا وآخرًا.
----------------------------
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (5269)، ومسلم (127).


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz67gpUlYIp