ورد هذا من عدة طرق نذكرها منها:
- حديث مالك بن أنس في الموطأ:
من طريق الْقَعْنَبِيِّ، فِيمَا قَرَأَ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَدْرَكَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَمَعَهُ حَامِلُ لَحْمٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ ".
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فُهْنَا إِلَى اللَّحْمِ، فَاشْتَرَيْتُ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا فَقَالَ عُمَرُ: " أَمَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَابْنِ عَمِّهِ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ". اهـ.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/461) برواية القعنبي -واللفظ له-، وورد في موطأ مالك بروايتي يحيى بن يحيى الليثي [1680] بلفظ "عن جاره"، وأبي مصعب الزهري (2/11) بلفظ: "على جاره" واتفقا على لفظ: "حمال لحم".
وذكره ابن عبد البر في الاستذكار (8/390) وتبعه بشاهد -كما سيأتي-، ثم قال البيهقي- بعدما روى الأثر-: " وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، مُرْسَلًا، مَوْصُولًا ". اهـ.
وهذا إسناد مرسل، وقد ضعف من أجل انقطاعه هذا الأثر الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/75).
- حديث عبد الله بن دينار:
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى فِي يَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ دِرْهَمًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا الدِّرْهَمُ؟» فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِأَهْلِي بِدِرْهَمٍ لَحْمًا"، فَرَمَوْا إِلَيْهِ.
فَقَالَ عُمَرُ: " أَكُلُّ مَا اشْتَهَيْتُمُ اشْتَرَيْتُمُوه َا مَا يُرِيدُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِابْنِ عَمِّهِ، وَجَارِهِ أَنْ تَذْهَبَ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20].
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2/494) من طريق الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رَأَى فِي يَدِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ دِرْهَمًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا الدِّرْهَمُ؟» فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ لِأَهْلِي بِدِرْهَمٍ لَحْمًا. فَرَمَوْا إِلَيْهِ فَقَالَ عُمَرُ: فذكره.
وهذا أثر منكر سندًا ومتنًا، فيه القاسم بن عبد الله العمري "متروك الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر، وتبعه الذهبي فقال: "فيه القاسم واهٍ" وكذا قال ابن الملقن في البدر المنير (9/477)، المنذري في الترغيب والترهيب (4/208) فقال: "رواه الحاكم من رواية القاسم بن عبد الله بن عمر، وهو واهٍ، وأراه صححه مع هذا"، قلت: وإسناده ومتنه مخالفان لما سبق ففي المتن يبدو أن عمر كلم جابرًا رضي الله عنهما حينما لم يُشترَ بعدُ، وأما السند فهو مخالف لما ذكره البيهقي بوجود طريق ءاخر مرسل عن عبد الله بن دينار فلعله الأشبه ولكن لم أقفُ عليه.
وسبب رؤية المنذري في تصحيح الحاكم له أنه قال في الحديث الذي قبله: "وَشَاهِدَهُ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ". وفي الكلام يبين أن الحاكم لم يصححه كما قال الألباني قال: قلت: كلا لم يصححه، وإنما صحح أثراً آخر قبله ذكر هذا شاهداً له، وقال الذهبي: "القاسم واهٍ". ورواه البيهقي من طريق آخر مختصراً دون الآية. ومضى في "الصحيح (2/504)" ". اهـ، قلتُ -وسيأتي ذكره-.
- حديث المعتمر بن سليمان التيمي:
أخرجه ابن عبد البر معلقًا في الاستذكار (8/390) فقال: مَا ذَكَرَهُ سُنَيْدٌ قَالَ حَدَّثَنِي مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَبْصَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ عَلَّقَ لَحْمًا بِيَدِهِ فَقَالَ: "مَا هَذَا؟"
قَالَ: قَرِمْنَا إِلَيْهِ قَالَ وَكُلَّمَا اشْتَهَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَكَلَهُ أَلَا يَطْوِيَ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَضَيْفِهِ أَيْنَ تَذْهَبُ عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ (أذهبتم طيبتكم فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا) الْأَحْقَافِ (20).
وهذا إسناد ضعيف مرسلٌ أيضًا، فيه سنيد بن داود قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: "ضعف مع إمامته ومعرفته لكونه كان يلقن حجاج بن محمد شيخه". اهـ.
- حديث سلمة بن دينار الأعرج:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَقَدِ ابْتَعْتُ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: قِرْمُ أَهْلِي، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ قِرْمُ الْأَهْلِ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ". اهـ.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/462) من طريق سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: فذكره.
وهذا إسناد به انقطاع، قال يحيى الوحاظي: «قلت لابن أبي حازم أسمع أبوك من أبي هريرة، قال من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد، فقد كذب». انظر السير للذهبي، وبقية رجاله ثقات.
وقد حسنه لغيره موقوفًا الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/504).
- حديث الأعمش:
قَالَ: مَرَّ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مُعَلِّقًا لَحْمًا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟» قَالَ: «هَذَا لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ اشْتَهَيْتُهُ» قَالَ: "أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا اشْتَرَيْتَهُ؟ أَمَا تَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الْآيَةِ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20] ؟ ". اهـ، وفي لفظ ءاخر: "قَالَ: اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ". اهـ.
أخرجه أحمد في الزهد (ص: 102) -واللفظ له-، وابن أبي شيبة في مصنفه (5/140) قالا: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: فذكره.
وهذا إسناد مرسل، فيه من هو مبهم، وشُذَّ عنهما موصولًا أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط (4/111) من طريق سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ، نا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فذكره بنحو لفظ الإمام أحمد إلا أنه قال: فَقَالَ عُمَرُ: أَوَ كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ يَا جَابِرُ اشْتَرَيْتَ؟ أَمَا تَخَافُ هَذِهِ الْآيَةَ يَا جَابِرُ {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا}. اهـ.
وهذا إسناد حسن غريب، رجاله ثقات عدا سهل بن عثمان "أحد الحفاظ له غرائب" كذا قال الحافظ ابن حجر، وقال أبو حاتم الرازي: "صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو الشيخ الأصبهاني الذي روى هذا الحديث: "له غرائب كثيرة". اهـ.
- حديث صالح بن كيسان:
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَقِيَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَمَعِي لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اشْتَرَيْتُهُ لِلصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ فَقَالَ عُمَرُ: لَا يَشْتَهِي أَحَدُكُمْ شَيْئًا إِلَّا وَقَعَ فِيهِ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْلَا يَطْوِي أَحَدُكُمْ بَطْنَهُ لِجَارِهِ وَابْنِ عَمِّهِ؟ ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ -[719]- عَنْكُمْ هَذِهِ الْآيَةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20] ؟.
ووقع عند عبد بن حميد بلفظ: فَقَالَ يَا جَابر مَا هَذَا قلت: لحم اشْتَرَيْته بدرهم لنسوة عِنْدِي قرمن إِلَيْهِ فَقَالَ أما يَشْتَهِي أحدكُم شَيْئا إِلَّا صنعه أما يجد أحدكُم أَن يطوي بَطْنه لجاره وَابْن عَمه أَيْن تذْهب هَذِه الْآيَة {أَذهَبْتُم طَيِّبَاتكُمْ فِي حَيَاتكُم الدُّنْيَا} قَالَ فَمَا انفلتّ مِنْهُ حَتَّى كدت أَن لَا أنفلت". اهـ.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الأثار (2/817)، وأبو داود في الزهد (ص: 78)، وعبد بن حميد بإفادة السيوطي في الدر المنثور (7/447) من طريق: ابْنِ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عمر بن حفص العمري العدوي "ضعيف عابد" كذا قال الحافظ ابن حجر.
وتوبع ابن وهب من قبل زيد بن الحباب كما في الجوع (174) لابن أبي الدنيا قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ عُمَرَ، "رَأَى فِي يَدَهُ لَحْمًا قَدِ اشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ، فَعَلَاهُ بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا اشْتَرَيْتُهُ لِنَفْسِي، إِنَّمَا اشْتَهَى بَعْضُ أَهْلِي فَاشْتَرَيْتُهُ لَهُ، فَتَرَكَهُ". اهـ.
وفي الإسناد صالح بن كيسان وهذا خطأ والصواب وهب بن كيسان كما بينت رواية ابن وهب، وهذا شاهد لرواية البيهقي في قول عمر: " مَا هَذَا يَا جَابِرُ؟ " قُلْتُ: قِرْمُ أَهْلِي، فَابْتَعْتُ لَهُمْ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ، فَجَعَلَ عُمَرُ يُرَدِّدُ قِرْمُ الْأَهْلِ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنَّ الدِّرْهَمَ سَقَطَ مِنِّي وَلَمْ أَلْقَ عُمَرَ". اهـ، فلعله تركه فذكر المعاتبة على المنبر كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج أبو داود في سننه [4788] من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا بلَغَه عنِ الرَّجلِ الشيءُ لم يَقُلْ: ما بالُ فُلانٍ يَقولُ: كذا وكذا، ولكن يَقولُ: ما بالُ أقوامٍ يَقولونَ: كذا، وكذا ". اهـ، صححه الألباني وغيره، لذا تجد في رواية ابن عيينة ذكرت بصيغة الجمع.- حديث ابن عيينة:
أخرجه عبد الزراق مرسلًا في تفسيره (3/196) فقَالَ: أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ: أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَذَهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} [الأحقاف: 20] قَالَ: أَبْصَرَ عُمَرُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنْسَانًا يَحْمِلُ شَيْئًا , فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: لَحْمٌ اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ , فَقَالَ عُمَرُ: " مَا يَقْرَمُ أَحَدُكُمْ قَرْمَةً إِلَّا أَخْرَجَ دِرْهَمًا فَاشْتَرَى بِهِ لَحْمًا , أَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ يَقُولُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} [الأحقاف: 20]. اهـ.
- ويشهد له: ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/97) فقال: سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ، أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:
قَدِمَ عَلَى عُمَرَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَرَأَى كَأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ تَعْذِيرًا، فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ؟ لَوْ شِئْتُ أَنْ يُدَهْمَقَ لِي كَمَا يُدَهْمَقُ لَكُمْ لَفَعَلْتُ , وَلَكِنَّا نَسْتَبْقِي مِنْ دُنْيَانَا كَمَا نَجِدُهُ فِي آخِرَتِنَا , أَمَا سَمِعْتُمُ اللَّهَ قَالَ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُ مْ بِهَا} [الأحقاف: 20]. اهـ.
وهذا إسناد حسن، وبقية رجاله ثقات عدا أبو فروة وهو مسلم بن سالم الجهني "صدوق" كذا قال الحافظ ابن حجر.
- ويشهد له: ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال [في حديث طويل] فقال عمر رضي الله عنه:
فَرَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِي بَيْتِهِ [صلى الله عليه وسلم] شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ قَدْ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَقَالَ: أَوَفِي هَذَا أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي ". اهـ.
والله أعلم.