الاحتياج المعنوي في بيت شعري
قال الشاعر:"*بيضٌ نواعمُ ما هممن بريبة"*
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية
، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قول الشاعر :
بيضٌ نواعمُ ما هممن بريبة ٍ//كظباءِ مكة َ صيدهنَّ حرامُ
حيث قال الشاعر :"*ما هممن "* ولم يقل "*ما فعلن"* أو "* ما عملن "*،وذلك بحسب الأهمية المعنوية ،لأن الأولى أبلغ في المدح ،لأنها تعني أن بالهن وفكرهن لم ينشغل بالريبة مجرد انشغال ،ولم تطرأ الريبة على تفكيرهن ، ولم يحدثن أنفسهن ولم يعزمن على عمل الفاحشة ، ولم يقتربن من الفاحشة بمجرد حديث النفس ، وهذا أمدح من قوله ما فعلن الريبة أو الفاحشة ، وكلمة*ما فعلن * أو *ما عملن* لا تعبر عن مقصود الشاعر في مدحهن بشدة التقوى .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ونظمها وإعرابها ،وباختصار:الإنس ن يتحدث تحت رعاية الاهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة من اللبس .