الأمثال العربية - حرف الباء

بلغ السيل الزبى
هي جمع زبية، وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده. وأصلها الرابية لا يعلوها الماء فإذا بلغها السيل كان جارفاً مجحفاً. يضرب لما جاوز الحد. قال المؤرج: حدثني سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه عن ابن المعتمر قال: أتي معاذ بن جبل بثلاثة نفر قتلهم أسد في زبية، فلم يدر كيف يفتيهم، فسأل علياً رضي الله عنه، أن للأول ربع الدية، وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقضائه فيهم فقال: لقد أرشدك الله للحق.
بعض الشر أهون من بع
ض
هذا من قول طرفة بن العبد حين أمر النعمان بقتله فقال:
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا ... حنانيك بعض الشر أهون من بعض
يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت. وهذا كقولهم: أن من الشر خياراً.
باقعة من البواق
ع
أي، داهية من الدواهي. وأصله من البقع، وهو اختلاف اللون، ومنه الغراب الأبقع، وسنة بقعاء، فيها خصب وجدب. وفي الحديث: بقعان الشأم. قيل أراد سبي الروم لاختلاط بياضهم وصفرتهم. فسمي الرجل الداهي باقعة، لأنه يؤثر في كل ما يقصد ويتولى. والباقعة، الداهية نفسها لأنها أمر يلصق حتى يرى أثره. وقيل الباقعة طائر حذر إذا شرب الماء نظر يمنة ويسرة. ويضرب للرجل فيه دهاء ومكر.
بعت جاري ولم أبع دار
ي
أي، كنت راغباً في الدار إلا أن جاري أساء جواري فبعت الدار. وقال الصقعب بن عمرو النهدي، حين سأله النعمان. ما الداء العياء؟ قال: جار السوء الذي أن قاولته بهتك وأن غبت عنه سبعك.
البغي آخر مدة القو
م
يعني، أن الظلم إذا امتد مداه آذن بانقراض مدتهم.
أبصر من زرقاء اليمامة
واليمامة اسمها، وبهاء سمي البلد. وذكر الجاحظ أنها كانت من بنات لقمان بن عاد وأن اسمها عنز، وكانت هي زرقاء، وكانت الزباء زرقاء، وكانت البسوس زرقاء. قال محمد بن حبيب: هي امرأة من جديس، يعني زرقاء، كانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام فلما قتلت جديس طسما خرج رجل من طسم إلى حسان بن تبع فاستجاشه ورغبه في الغنائم، فجهز إليهم جيشاً فلما صاروا من جوة على مسيرة ثلاث ليال صعدت الزرقاء فنظرت إلى الجيش وقد أمروا أن يحمل كل رجل منهم شجرة ستتر بها ليلبسوا عليها. فقالت يا قوم قد أتتكم الجر أو أتتكم حمير، فلم يصدقوها. فقالت على مثال رجز:
أقسم بالله لقج دب الشجر ... أو حمير قد أخذت شيئاً يجر
فلم يصدقوها. فقالت: أحلف بالله لقد أرى رجل ينهس كتفاً أو يخصف النعل فلم يصقوها ولم يستعدوا حتى صبحهم حسان فاجتاحهم فأخذ الزرقاء فشق عينيها فإذا فيهما عروق سود من الأثمد، وكانت أول من أكتحل بالأثمد من العرب. وهي التي ذكرها النابغة في قوله:
وأحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثمد

الكتاب : مجمع الأمثال
المؤلف : الميداني
منقول