سأل سائل
محمد أحمد الزاملي



كلما سَأل سائل: كم مضَى من عمرك؟ أقول: لقد مضى العُمر وأنا في غفلةٍ من عمري، كم قدَّمت لدين ربِّي؟! كلَّما تذكرت أنِّي سأقف بين يدَيْ ربي لِيَسألني، أتَمزَّق، بل أذوب على الأرض من هول ما أستَحْضر!
وَيْلي! كم أنا في حاجةٍ لأَنْهض لهذا الدِّين؛ لأكون في خدمته حتَّى الممات! ربي نفسي تخلد إلى الأرض، الدُّنيا أثقلَتْ ظهري، أصبحتُ بين الملذَّات ضائعًا، مولاي اجعَلْ لي مخرجًا من ساحات الدُّنيا الدنيئة، اجعل لي نورًا به أرى في دُنْياي، وفي القبر يزيل ظلمتي، وفي الآخرة يكون لي هاديًا.
منذ زمنٍ كان أمَلي ضائعًا بين بحور الظَّلام، حين كنت فيها أتخبَّط، حين كنت في صحراء بين الوُحوش، كنت بين السَّراب أتقلَّب فلا أَجِد ماءً ولا أملاً إلاَّ كذبًا، مللت منه فخرجتُ هائمًا بين دُروب الصَّحراء، مناجيًا ربِّي: أين ذاهِبٌ أنا؟ إلهي، ما عدتُ أَذُوق طعمَ الحياة، في كلِّ وادٍ سِرْت فلم أَجِدْه، نفسي في عَذابات لا يَعْلَمها إلاَّ أنت.سيِّدي، لا تردَّنِي لما كنت عليه؛ لأنَّني وجدتُ طعم الحياة في جنَّة الإيمان، فثبِّتْنِي وزِدْني، حتَّى نفوز برِضاك ورفقة نبيِّك.
إلهي ارحَمْ واغفِر لكلِّ مُسلم ومسلمة، واستُرْنا في الدُّنيا والآخرة، والصَّلاة والسلام على نبِيِّ الرحمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -