تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقدمة مختصرة عن المعاجم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي مقدمة مختصرة عن المعاجم

    مقدمة مختصرة عن المعاجم
    عبد العزيز الحميد

    سلك علماء العربية في جمع اللغة مسلكين :

    الأول : جمع مفردات اللغة وتصنيفها بالنظر إلى معانيها ، فيجمعون الكلمات التي تتعلّق بموضوع واحد في موضعٍ واحد ، بحيث تكون تلك الكلمات المرتبطة بتلك العلاقة اللغوية مجموعةً في رسالة واحدة ، وتُسمّى هذه المؤلفات التي تشتمل على هذه المفردات ( معاجم المعاني أو معاجم الموضوعات ) ، ويطلق في الغالب على الكتب الخاصة بمفردات موضوعٍ واحدٍ ( الرسائل اللغوية ) .

    وقد يشتمل الكتاب الواحد على عددٍ من الموضوعات ، فيكون المعجم شاملاً موضوعات كثيرة قد تتناول كل مفردات اللغة ، وهذا النوع هو الذي ينصرف الذهن إليه عند ذكر ( معاجم المعاني أو معاجم الموضوعات ) .

    الثاني :
    جمع مفردات اللغة وتصنيفها بالنظر إلى ألفاظها ، فتُرتّب الألفاظ اللغوية على ترتيبٍ معيّنٍ ينظر إلى الحروف التي تتكوّن منها ، سواءً كان الترتيب مبنيّاً على الحرف الأول فالثاني ، أم على الحرف الأخير فالأول ، أم على أقصى حروف الكلمة مخرجاً ثمّ الذي يليه ، وهكذا كما سيأتي ذكره عند الحديث عن هذا النوع .

    معاجم المعاني ( الموضوعات ) :
    يدخل تحت هذا النوع – كما سبق ذكره – صنفان هما :

    * الرسائل اللغوية التي تحوي مفردات موضوع واحد ، سواءً كان موضوعها متعلقاً بالقرآن أم الحديث أم غيرهما .
    * والمعاجم التي تحوي مفردات عدد من الموضوعات اللغوية ، سواءً منها ما كان مختصراً أم موسّعاً .

    وأعرض فيما يلي أمثلةً من النوعين مصنفةً على الموضوعات التي تتناولها :

    الرسائل اللغوية :

    1- كتب الغريبين :
    اعتنى علماء العربية بغريبي القرآن والحديث ، لكونهما مصدري التشريع للمسلمين ، فاعتنوا بإيضاح المشكل فيهما ، وألفوا الكثير من الكتب ، منها ما وصل إلينا ونُشر ، ومنها ما فُقد ، وكلّها دليلٌ واضحٌ على عنايتهم الكبرى بخدمة القرآن الكريم والحديث الشريف ، وأعرض عدداً من عناوين هذه الكتب :

    أ- كتب غريب القرآن :

    غريب القرآن – ابن قتيبة ( ت 276هـ )
    تفسير المشكل من غريب القرآن – مكيّ بن أبي طالب القيسيّ ( 355-437هـ )
    المفردات في غريب القرآن – الراغب الأصفهاني ( 502 هـ )

    ب- كتب غريب الحديث :
    غريب الحديث – أبو عبيد القاسم بن سلاّم ( 224 هـ )
    غريب الحديث – أبو إسحاق إبراهيم الحربيّ ( 198-285 هـ )
    الفائق في غريب الحديث – الزمخشري ( 467-548 هـ )
    النهاية في غريب الحديث والأثر – ابن الأثير ( 606 هـ )

    2- رسائل لغوية أخرى :

    شمل التأليف في الرسائل اللغوية أغلب الموضوعات التي تمسّ حياة العرب ، والمطلع على تلك الرسائل تصيبه الدهشة من كثرتها وتعدّدها ، وهي دليلٌ جليّ على عناية العرب بجمع مفردات لغتهم ، فكلّ ميدانٍ من ميادين حياتهم تناولوه بالتأليف في جمع مفرداته في رسالة مستقلّة أو مع عددٍ من الموضوعات .
    ولاستحالة الاستقصاء هنا يأتي اختيار نماذج للموضوعات وذكر بعض الكتب التي أُلّفت في مفرداتها ليكون لدينا تصوّرٌ عن هذا النوع من التأليف ، ومن هذه الرسائل اللغوية ما يعتني بمفردات موضوعٍ لغويٍّ يخصّ أحد الحقول الدلاليّة ، ومنها ما اختصّ بجمع الكلمات الخاصّة بظاهرةٍ لغويةٍ كالترادف والاشتراك وغيرهما دون النظر إلى معانيها .
    إليك بعضاً من هذه الرسائل اللغوية مكتفياً بذكر الموضوع ثمّ ذكر عناوين الرسائل التي تدخل تحته :

    أ- خلق الإنسان :
    خلق الإنسان – الأصمعي ( 123-216هـ )
    خلق الإنسان – الزجاج ( 230-310هـ )
    خلق الإنسان – ثابت بن أبي ثابت ( من علماء القرن الثالث )

    ب- الحيوان :
    الإبل – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الخيل – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الشاء – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الوحوش – الأصمعي ( 123-216هـ )

    الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام – الصاحبي التاجي ( ت بعد 697هـ )

    ج- النبات :
    النبات والشجر – الأصمعي ( 123-216هـ )
    النخل – أبو حاتم السجستاني ( ت 250هـ )
    النبات – أبو حنيفة الدينوري ( ت 282هـ )

    د- موضوعات شتّى :
    الأزمنة وتلبية الجاهلية – قطرب ( ت 210 هـ )
    النوادر في اللغة – أبو زيد الأنصاري ( 122-215هـ )
    كتاب البئر – محمد بن زياد الأعرابي (150-231هـ )
    كتاب السلاح – أبو عبيد القاسم بن سلام ( 150-224هـ )
    كتاب الدارات – الأصمعي ، ياقوت الحموي

    هـ - قضايا لغوية :
    1- المترادف :
    ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الألفاظ المترادفة المتقاربة المعنى – أبو الحسن الرمّاني ( ت 384هـ )
    كتاب الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة – ابن مالك ( ت 672هـ )

    2- المشترك :
    كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن المجيد – أبو العباس المبرد ( 210-285هـ )
    كتاب المأثور من اللغة (ما اتفق لفظه واختلف معناه)– أبو العميثل الأعرابي ( ت 240هـ )

    3-المتضادّ :
    الأضداد – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الأضداد – ابن السكيت ( ت 244هـ )
    الأضداد – أبو حاتم السجستاني ( ت 250هـ )
    الأضداد – ابن الأنباري ( 271-327هـ )
    الأضداد – أبو الطيب اللغوي ( ت 351هـ )

    4- الفروق اللغوية :
    الفرق – الأصمعي ( 123-216هـ )
    الفرق – قطرب ( ت 210هـ )
    الفرق – ثابت بن أبي ثابت ( من علماء القرن الثالث )
    الفروق اللغوية – أبو هلال العسكري ( وفاته في حدود 400هـ )

    5- الإتباع :
    الإتباع – أبو الطيب اللغوي ( ت 351هـ )
    الإتباع والمزاوجة – ابن فارس ( ت 395هـ )

    6- الإبدال :
    الإبدال – أبو الطيب اللغوي ( ت 351هـ )
    القلب والإبدال – ابن السكيت ( ت 244هـ )

    7- المقصور والممدود :
    المقصور والممدود – نفطويه ( ت 323هـ )
    المقصور والممدود – ابن ولاد ( القرن الثالث)
    المقصور والممدود – أبو علي القالي ( ت 365هـ )
    المقصور والممدود – أبو البركات بن الأنباري ( 513-577هـ )

    8- المذكر والمؤنث :
    المذكر والمؤنث – الفراء
    البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث – أبو البركات بن الأنباري ( 513-577هـ )

    9- تسلسل المعاني :
    المسلسل في غريب اللغة – أبو الطاهر التميمي ( ت 538هـ )
    شجر الدرّ في تداخل الكلام بالمعاني المختلفة – أبو الطيب اللغوي ( ت 351هـ )

    معاجم الموضوعات المتعدّدة
    :
    أعني بها الكتب التي تشتمل على مفردات موضوعاتٍ عديدةٍ ، فالمعجم الواحد كأنّما يجمع عدداً من الرسائل اللغوية التي سبق ذكرها ، وهي تتفاوت في السعة والضيق ، فمنها ما يشمل أغلب مفردات اللغة ، ومنها ما يحوي مفردات عددٍ من الموضوعات ، ومن هذه المعاجم ما يلي :

    الغريب المصنف – أبو عبيد القاسم بن سلام ( 150-244هـ )
    الألفاظ الكتابية – عبد الرحمن الهمذاني ( ت 320هـ )
    مُتخيّر الألفاظ – ابن فارس ( ت 395هـ )
    فقه اللغة وسرّ العربية – أبو منصور الثعالبي ( ت 429هـ )
    المخصص في اللغة – ابن سيدة ( 398-458هـ )
    كفاية المتحفظ ونهاية المتلفّظ – ابن الأجدابي ( قبل 600 هـ )

    ومن أوسع المعاجم السابقة وأضخمها ( المخصص لابن سيدة ) ، لشموله أكثر موضوعات اللغة .
    وأصغرها ( الألفاظ الكتابية للهمذاني ) ، وهو مع صغره يشمل مفردات عددٍ من الموضوعات ، وقد اعتنى بجمع التعبيرات التي تدور حول معنى واحد ، ففي أغلب موضوعاته يذكر عنواناً ويذكر تحته العبارات التي تعبّر عنه ، وكثير ممّا يذكره من المترادفات ، ومن موضوعاته : باب البخل / باب المسّ والتصوّرات والجنون / باب الدعاء بدوام النعم / باب تفاقم الأمر ...
    و ( فقه اللغة وسرّ العربية للثعالبي ) من أشهرها وأكثرها تداولاً .


    معاجم الألفاظ :

    سلك المعجميون مسالك متعدّدة في ترتيب ألفاظ معاجمهم ، بحيث أصبحت طرقاً معروفةً لمن يريد جمع ألفاظ اللغة وترتيبها ، فيختار أحدها ويبني عليها معجمه ، وهذا النوع من المعاجم يعتني بترتيب الألفاظ وِفقاً لحروفها ، وهو يقابل النوا السابق الذي يرتّب الألفاظ وِفقاً لمعانيها .
    ولكي تتضح ملامح كلّ مدرسة أقدم تعريفاً بها يوضّح أسسها وخصائصها :

    مدرسة الترتيب الصوتي ( مدرسة العين ) :

    اختطّ معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي طريقةً في ترتيب ألفاظ اللغة لم يُسبق إليها ، وهي تدلّ – مع صعوبتها – على عبقريةٍ فذّةٍ ، فترتيب الألفاظ لم يسلك فيه الترتيب المعروف في وقته وهو الترتيب الألفبائي ، وإنما جعل مخارج الحروف عِماده فيه ، وهذا الترتيب هو الأساس الأول للمعجم ، حيث قسّمه إلى كتبٍ وجعل كلّ حرفٍ كتاباً ، ثمّ قسم كل كتابٍ ( حرفٍ ) إلى أقسامٍ بحسب أبنية الكلمات وهو الأساس الثاني ، ثمّ قلّب الكلمات التي ذكرها تحت كلّ بناء على الصور المستعملة عند العرب ، وهو الأساس الثالث ، وأعرض هنا بياناً بالأسس الثلاثة :

    الأساس الأول : ترتيب الحروف
    بدأ بأقصى الحروف مخرجاً فجعلها بداية الترتيب ثمّ الذي يليها من جهة الفم حتى انتهى منها جميعاً ، ولكنه لم يبدأ بأقصاها مخرجاً وهي الهمزة لعدم ثباتها على صورة واحدة ، فهي تُقلب كثيراً إلى أحد حروف العلّة ، ولم يبدأ بالحرف التالي وهو الهاء لضعفها فأخّرها إلى الحرف الثالث ، فبدأ بحرف العين الذي يخرج من وسط الحلق وبعده الحاء ، وهكذا حتى انتهى إلى حروف الشفتين ، ثمّ حروف المدّ وبعدها الهمزة ، وإليك الحروف على هذا الترتيب :
    ع / ح / هـ / خ / غ / ق / ك / ج / ش / ض / ص / س / ز / ط / د / ت / ظ / ذ / ث / ر / ل / ن / ف / ب / م / و / ا / ي / أ
    وتحت كلّ حرفٍ من الحروف وُضعت الكلمات التي تخصّه ، ولكي لا يحدث تكرير للكلمات فتُذكر تحت كل حرفٍ من حروفها فقد سلَكَ المعجم الطريقة التالية :

    وُضعت كلّ كلمة تحت أقصى حروفها مخرجاً دون النظر إلى موضع الحرف ، سواءً كان في بدايتها أم في وسطها أم في آخرها ، فمثلاً :
    ( لعب ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( رزق ) أوردها في حرف القاف لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( حزن ) أوردها في حرف الحاء لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( شدّ ) أوردها في حرف الشين لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( جرى ) أوردها في حرف الجيم لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( وقى ) أوردها في حرف القاف لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( كرسوع ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .
    ( عندليب ) أوردها في حرف العين لأنه أقصاها مخرجاً ، ولا ترد في غيره .

    يتبيّن ممّا مضى أنّ مخرج الحرف هو الذي يعرّفنا بموضع الكلمة من معجم العين ، ولا عبرة بموقع الحرف من الكلمة .
    وبهذه الطريقة فإن الكلمة لا ترد أكثر من مرّة لكونها تُذكر تحت أقصى حروفها مخرجاً في أيّ موضعٍ كان الحرف ، ولذا فسنعلم أن الكلمة مهما قلّبنا حروفها فإن تقليباتها تُذكر في موضع واحد ، وسيرد ذكر التقليبات في الأساس الثالث .
    يتبع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: مقدمة مختصرة عن المعاجم

    مقدمة مختصرة عن المعاجم
    عبد العزيز الحميد


    الأساس الثاني : تقسيم الأبنية
    جميع الكلمات التي وُضعت تحت الحرف لكونه أقصى حروفها مخرجاً قُسّمت بالنظر إلى حروفها الأصول ووُضعت تحت أبنيتها ، فوُضعت الأبنية في أبواب تحت كلّ حرف ، ولذا ينقسم الحرف الواحد إلى أبوابٍ تشمل الكلمات مصنّفة بالنظر إلى حروفها الأصلية دون الزائدة ، والأبواب هي :
    باب الثنائي الصحيح / ذكر تحته الكلمات الثنائية مثل ( الخاء والقاف ) وفيه : خَقَّ ، الخَقْخَقَة ، الأُخقوق.
    باب الثلاثي الصحيح / ذكر تحته الكلمات الثلاثيّة دون زوائد .
    باب الثلاثي المعتلّ / ذكر تحته ما فيه حرفان صحيحان وحرف علّة مثل : ( الخاء والطاء وأحد حروف العلّة [ و ا ي ء ] ) وفيه : خطو ، خطأ ، خوط ، وخط ، خيط ، طيخ ، طخي .
    باب اللفيف / ذكر تحته ما فيه حرفا علّة ، مثل : ( القاف والواو والياء ) وفيه : قوي ، قوقى ، وقى ، واق ، أقا ، قاء ، أوق .
    باب الرباعي / ذكر تحته الكلمات الرباعيّة مثل : ( القاف والجيم ) وفيه : جنبق ، قنفج ، جرمق ، مجنق ، جبلق ، جوسق ، جلهق .
    باب الخماسي / ذكر تحته الكلمات الخماسيّة ، مثل( باب الخماسي من القاف ) وفيه : جنفلق ، شفشلق ، قنفرش ، فلنقس .

    حينما نعيد النظر في الكلمات السابق ذكرها في الأساس الأول فإننا نجدها على النحو التالي :

    ( شدّ ) تحت باب الثنائي الصحيح من حرف الشين ، ومعها مشتقاتها .
    ( لعب ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف العين ، ومعها مشتقاتها .
    ( رزق ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف القاف ، ومعها مشتقاتها .
    ( حزن ) تحت باب الثلاثي الصحيح من حرف الحاء ، ومعها مشتقاتها .
    ( جرى ) تحت باب الثلاثي المعتلّ من حرف الجيم ، ومعها مشتقاتها .
    ( وقى ) تحت باب اللفيف من حرف القاف ، ومعها مشتقاتها .
    ( كرسوع ) تحت باب الرباعي من حرف العين .
    ( عندليب ) تحت باب الخماسي من حرف العين .

    وأنبّه إلى أن تقسيم الأبنية السابقة يتكرّر تحت كل حرف من حروف المعجم .

    الأساس الثالث : تقليب الكلمات
    تبيّن ممّا سبق أن منهج العين هو تقسيم الكتاب إلى حروف ، وتقسيم كل حرف إلى الأبنية المعروفة ، ثمّ توزيع الكلمات التي تدخل تحت الحرف المقصود على الأبنية التي تدخل تحتها .
    وأبيّن هنا أن الكلمات التي تدخل تحت كلّ بناءٍ تُقلّب على الصور المستعملة في العربية ، ولذا فإن جميع تلك الصور ترد مرّةً واحدةً في تحت أقصى حروفها مخرجاً ، ومن الأمثلة السابقة نعرف ما يلي :
    ( لعب ، لبع ، بلع ، بعل ، علب ، عبل ) هذه التقليبات المختلفة للحروف الثلاثة يرد المستعمل منها تحت حرف العين ، في باب الثلاثي الصحيح ، في مادة ( علب ) ، لأنّ العين هي أقصاها مخرجاً ، ثمّ اللام لأنها من طرف اللسان ، ثمّ الباء لأنها من الشفتين ، وهكذا بقيّة الكلمات التي ذكرتها سابقاً تذكر في موضع واحد مع جميع تقليباتها المستعملة .
    وقد استعمل تقليب الكلمات ليكون طريقةً إلى إحصاء جميع الكلمات العربية المستعملة ، وليس معناه أنّ جميع التقليبات استعملها العرب ، بل منها ما استعمله ومنها ما أهمله ، ولكن هذه الطريقة الإحصائية تُبرز له كل الصور الممكنة ليعرف بها المستعمل والمهمل .
    أمّا عدد الصور التي تنتج عن تقليب الكلمات – سواءً المستعمل أم المهمل – فهي على النحو التالي :

    الثنائي ينتج عنه صورتان .
    الثلاثي ينتج عنه ستّ صور .
    الرباعي ينتج عنه أربع وعشرون صورة .
    الخماسي ينتج عنه مائة وعشرون صورة .

    طريقة البحث عن الكلمة في معجم العين :

    عند البحث عن الكلمة نسلك الخطوات التالية :

    1- تعيين الحروف الأصلية للكلمة .
    2- تعيين أقصى حروفها مخرجاً ، حيث إنّه هو الحرف الذي تُذكر تحته الكلمة المقصودة ، دون النظر إلى موضع الحرف سواءً كان في أولها أو أوسطها أو آخرها .
    3- تعيين بناء الكلمة المقصودة ، هل هو ثنائي أم ثلاثي صحيح أم ثلاثي معتلّ أم لفيف أم رباعي أم خماسي ، وبعد تعيين بنائها نعرف أنّ الكلمة تقع تحته .
    وكما أشرتُ سابقاً فإن جميع تقليبات الكلمة الواحدة تكون في موضع واحد .

    أعرض مقطعاً من مقدمة العين لتكون أنموذجاً لهذا الكتاب :
    (بسم الله الرحمن الرحيم ، بحمد الله نبتدئ ونستهدي وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل هذا ما ألفه الخليل بن أحمد البصري رحمة الله عليه من حروف أ ب ت ث مع ما تكلمت به ، فكان مدار كلام العرب وألفاظهم ، فلا يخرج منها عنه شيء ، أراد أن تعرف به العرب في أشعارها وأمثالها ومخاطباتها فلا يشذّ عنه شيء من ذلك ، فأعملَ فكره فيه فلم يمكنه أن يبتدئ التأليف من أول أ ب ت ث وهو الألف لأن الألف حرف معتل فلما فاته الحرف الأول كره أن يبتدئ بالثاني وهو الباء إلا بعد حجة واستقصاء النظر ، فدبّر ونظر إلى الحروف كلها وذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق فصير أولاها بالابتداء أدخل حرف منها في الحلق ، وإنما كان ذواقه إياها أنه كان يفتح فاه بالألف ثم يظهر الحرف نحو أب أت أح أع أغ ، فوجد العين أدخل الحروف في الحلق فجعلها أول الكتاب ثم ما قرب منها الأرفع فالأرفع حتى أتى على آخرها وهو الميم ، فإذا سئلت عن كلمة وأردت أن تعرف موضعها فانظر إلى حروف الكلمة فمهما وجدت منها واحداً في الكتاب المقدم فهو في ذلك الكتاب .

    وقلّب الخليل أ ب ت ث فوضعها على قدر مخرجها من الحلق وهذا تأليفه ( ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ث ذ ر ل ن ف ب م و ا ي همزة ) .

    قال أبو معاذ عبد الله بن عائذ حدثني الليث بن المظفر بن نصر بن سيار عن الخليل بجميع ما في هذا الكتاب ، قال الليث قال الخليل كلام العرب مبني على أربعة أصناف على الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي فالثنائي على حرفين نحو قد لم هل لو بل ونحوه من الأدوات والزجر ، والثلاثي من الأفعال نحو قولك ضرب خرج دخل مبني على ثلاثة أحرف ، ومن الأسماء نحو عمر وجمل وشجر مبني على ثلاثة أحرف ، والرباعي من الأفعال نحو دحرج هملج قرطس مبني على أربعة أحرف ، ومن الأسماء نحو عبقر وعقرب وجندب وشبهه ، والخماسي من الأفعال نحو اسحنكك واقشعر واسحنفر واسبكر مبني على خمسة أحرف ... ) الخ ...

    المعاجم التي تبعت العين :
    سلك طريقة العين عدد من المعاجم ، مع اختلافها في اتّباع العين في جميع المنهج أو بتغيير بعض ملامحه ، لكن المنهج العامّ نستطيع أن نلمحه في تلك المعاجم ، حيث إن ترتيب الحروف ترتيباً صوتياً ، وتقسيم كل حرفٍ إلى أحد الأبنية ، وتقليب الكلمات تحت كلّ بناء ، من أهمّ الأسس التي بُنيت عليها تلك المعاجم مع بعض التغييرات في بعضها .

    ومن المعاجم التي سلكت مسلك العين ما يلي :

    1- البارع – أبو عليّ القالي ( 280-356هـ )

    الأساس الأول : تقسيم الكتاب إلى الحروف مرتّبةً بحسب مخارجها ، لكنّ ترتيبه الحروف اختلف قليلاً عن ترتيب العين ، وجاء ترتيبه على النحو التالي :
    هـ ، ح ، ع ، خ ، غ ، ق ، ك ، ض ، ج ، ش ، ل ، ر ، ن ، ط ، د ، ت ، ص ، ز ، س ، ظ ، ذ ، ث ، ف ، ب ، م ، و ، ا ، ي

    الأساس الثاني : تقسيم الحروف إلى أبنية ، وقد اختلفت الأبنية هنا عن العين قليلاً :
    1- باب الثنائي في الخطّ والثلاثيّ في الحقيقة ، وقصد به الثنائيّ المضاعف
    2- الثلاثيّ الصحيح
    3- الثلاثيّ المعتلّ
    4- باب الحواشي والأوشاب ، وعنى به اللفيف
    5- الرباعيّ
    6- الخماسيّ

    الأساس الثالث : تقليب الكلمات على طريقة العين في التقليب .

    2- تهذيب اللغة – أبو منصور الأزهريّ ( 282-370هـ )

    من أهمّ دواعي تأليفه :
    أ- تقييد ما وعاه عن أفواه الأعراب الذين شافههم
    ب- تبيينه الخلل الذي أصاب العربية في بعض الكتب ومنها كتاب العين

    سلك مسلك العين في ترتيب الحروف وتقسيم الأبنية ونظام التقليبات ، واعتمد العين أساساً لمعجمه – مع أنه ينكر أن يكون للخليل – وزاد عليه زيادات كثيرة ، بعضها نقلها من الأعراب مشافهةً ، وبعضها نقلها من الكتب .

    3- المحيط – الصاحب بن عبّاد ( 324-385هـ )
    تبع العين في ترتيب الحروف وتقسيم الأبنية والتقليبات ، لكنّه اعتنى بالألفاظ فاستكثر منها مع اختصاره في ذكر المعاني ، ولذا فلا تجديد منه على نظام العين .


    4- مختصر العين – أبو بكر الزُبيديّ ( - 379هـ )

    سلك مسلك العين في ترتيب الحروف .
    أمّا تقسيم الأبنية فقد زاد ( باب الثنائي المضاعف من المعتلّ ) فجاءت كما يلي :
    أ- باب الثنائيّ المضاعف الصحيح
    ب- باب الثلاثيّ الصحيح
    ج- باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ
    د- باب الثلاثيّ المعتلّ
    هـ - باب الثلاثيّ اللفيف
    و- باب الرباعيّ
    ز- باب الخماسيّ

    وكذا تقليب الكلمات تبع العين فيها .

    5- المحكم – ابن سيدة ( 398-458هـ )


    سلك مسلك العين في منهجه إلاّ أنه خالفه فيما يلي :
    أ- تبع الزبيديّ في زيادة ( باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ ) ، وفي كثيرٍ من الموادّ التي خالف فيها الزبيدي العين ، حيث تبع فيها الزبيديّ ، وذلك بسبب كون الزبيديّ أستاذ والده ( إسماعيل ) ، وعن والده أخذ مختصر العين ، وفي كثيرٍ من الموادّ يتطابق المعجمان .
    ب- زاد ابن سيدة ألفاظاً كثيرةً على المختصر ، ففاق فيها ما في العين ، واعتنى بمسائل النحو والصرف .

    مدرسة الجمهرة :

    لصعوبة طريقة العين في ترتيب الحروف فإنّ بعض اللغويين حاول تيسير تلك الطريقة لتكون أسهل للمطّلعين على المعجم ، ومن أشهر مَنْ جدّد في طريقة العين ابن دريد في معجمه ، ولذا فهو يُعدّ صاحب طريقةٍ جديدةٍ :

    الجمهرة – أبو بكر بن دريد ( 223-321هـ )

    أدخل ابن دريد على منهج العين تغييراتٍ عديدةً محاولةً منه تيسير طريقته المعقّدة ، وجاءت تغييراته على النحو التالي :

    الأساس الأول : تقسيم المعجم إلى الأبنية
    قسّم الكتاب إلى الأبنية التالية بالنظر إلى حروفها الأصول :
    أ- الثنائيّ المضاعف وما يلحق به .
    ب- الثلاثيّ وما يلحق به .
    ج- الرباعيّ وما يلحق به .
    د- الخماسيّ وما يلحق به .
    وأتبع هذه الأبواب أبواباً للّفيف والنوادر .
    أي أن ابن دريد جعل تقسيم الأبنية هو الأساس الأول في معجمه ، وليس كما جاء في العين ، ففي العين قسّم كتابه إلى حروف ، وكلّ حرف قسّمه إلى أبنية ، أمّا ابن دريد فقد عكس ما في العين ، ولذا ففي كل معجمه بناء واحد للثنائي المضاعف ، وواحد للثلاثي .. وهكذا ، وتحت كل بناء جميع الحروف العربية .

    الأساس الثاني : تقسيم كلّ بناء إلى حروف
    قسّم كلّ بناءٍ إلى أبوابٍ طبقاً للحروف على الترتيب الألفبائيّ ، فبدأ بحرف الهمزة ، ثم حرف الباء ثم التاء وهكذا بقية الحروف على الصورة التالية :
    أ / ب / ت / ث / ج / ح / خ / د / ذ / ر / ز / س / ش / ص / ض / ط / ظ / ع / غ / ف / ق / ك / ل / م / ن / هـ / و / ي

    بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ ، فمثلاً في باب ( التاء ) بدأ بها مع الثاء ، ثمّ بها مع الجيم ، وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة ، ثمّ التاء مع الباء .

    وهنا يختلف الجمهرة عن العين لكونه رتّب الحروف على الترتيب الألفبائي وليس الترتيب الصوتي ، وهذا من مواطن التجديد في الجمهرة .

    الأساس الثالث : تقليب الكلمات
    قلّب الألفاظ التي تقع تحت كل حرف على الصور المستعملة في العربية .

    طريقة البحث في الجمهرة :
    للبحث عن كلمة في الجمهرة نسلك الخطوات التالية :
    1- تجريد الكلمة من الحروف الزائدة لنعرف الحروف الأصلية .
    2- تحديد البناء الذي تدخل تحته الكلمة ( الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي ) ، ثم الاتجاه إلى ذلك البناء في الجمهرة .
    3- البحث عن الكلمة تحت أول حروفها على الترتيب الألفبائي ، ثم الذي يليه ، ومع الكلمة بقية تقليباتها .

    وإليك أمثلة تطبيقية للبحث عن الكلمات في الجمهرة :
    أمثلة تطبيقية :
    ( أكل ) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الهمزة ثم الكاف لأن الهمزة أول الحروف على الترتيب الألفبائي ثم الكاف ثم اللام ، ونجد معها المستعمل من تقليباتها ( ألك ، كلأ ، كأل ، لكأ ، لأك ) .
    ( قعد ) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الدال مع العين لأن الدال أولها على الترتيب الألفبائي ثم العين ثم القاف ، أي أنها تحت ( دعق ) ومعها المستعمل من تقليباتها مثل ( دقع ، قدع ، قعد ، عقد ، عدق ) .
    ( عبس ) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الباء مع السين لأن الباء أولها ثم السين ثم العين ، أي أنها تحت (بسع) ومعها المستعمل من تقليباتها .

    ولو أتيت ببعض الأمثلة التي ذكرتها عند ذكر أسس مدرسة العين لتبيّن لنا الاختلاف في مواقع الكلمات في الجمهرة عنه في العين :
    ( شدّ ) في باب الثنائي تحت حرف الدال لأنه أول حروفها على الترتيب الألفبائي ، ومعها تقليباتها المستعملة .
    ( لعب ) في باب الثلاثي تحت حرف الباء لأنه أولها على الترتيب الألفبائي ، ومعها تقليباتها .
    ( رزق ) في باب الثلاثي تحت حرف الراء ، ومعها تقليباتها .
    ( حزن ) في باب الثلاثي تحت حرف الحاء ، ومعها تقليباتها .

    معجم مقاييس اللغة – أحمد بن فارس ( - 395هـ )

    يُعدّ هذا المعجم قريباً من الجمهرة في المنهج مع بعض الاختلاف
    يتبع

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    47,898

    افتراضي رد: مقدمة مختصرة عن المعاجم

    مقدمة مختصرة عن المعاجم
    عبد العزيز الحميد


    أهمّ دوافع تأليفه :
    أ- إثبات دوران صيغ المادّة المختلفة حول معنى أصليّ مشترك ، وهو ما عبّر عنه بأنّ للغة العرب مقاييس صحيحة وأصولاً تتفرّع منها فروع .
    ب- بيان أنّ أكثر الكلمات الرباعيّة والخماسيّة منحوتة .

    أمّا منهجه فعلى النحو التالي :
    1- قسّم معجمه إلى كتبٍ على ترتيب الحروف الترتيب الألفبائيّ ، فبدأ بكتاب الهمزة ، ثمّ كتاب الباء وهكذا.
    2- قسّم كلّ كتابٍ إلى ثلاثة أبواب بحسب الأبنية : الثنائيّ المضاعف ، ثمّ الثلاثيّ ، ثمّ ما زاد على الثلاثيّ المجرّد.
    3- رتّب الكلمات في الأبواب بحسب الحرف الثاني وما بعده ، وقد بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ ، فمثلاً في باب ( التاء ) بدأ بها مع الثاء ، ثمّ بها مع الجيم ، وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة ، ثمّ التاء مع الباء .

    ونلاحظ أنّ معجم مقاييس اللغة اختلف عن الجمهرة في عدة أمور :
    1- قسّم كتابه إلى الحروف مرتّبةً ترتيباً ألفبائياً ، فهو كمعجم العين في تقسيم الكتاب إلى الحروف ، ولكنه اختلف عنه في أن ترتيبه للحروف ترتيب ألفبائي .
    2- قسّم كلّ حرفٍ إلى الأبنية كطريقة العين ، ولكنه اختلف عنه في أن الأبنية ثلاثة ( الثنائي المضاعف ، الثلاثي ، ما زاد على الثلاثي المجرد ) ،
    ونلاحظ أنه اختلف عن معجم الجمهرة في أنه جعل الأساس الأول هو الحروف ، والثاني هو الأبنية ، أما الجمهرة فجعل الأبنية الأساس الأول ، والحروف الأساس الثاني .
    3- لم يقلّب الكلمات على طريقة الجمهرة وإنما ذكر التقليبات المختلفة لكل كلمة في موضعها ، فمثلاً ذكر (لعب ) في الثلاثي من حرف اللام ثم العين ، وذكر ( علب ) في الثلاثي من حرف العين ثم اللام ، وكذا ( بلع ) ذكرها في الثلاثي من حرف الباء ثم اللام ، وهكذا بقية التقليبات .

    مجمل اللغة – أحمد بن فارس ( - 395هـ )

    ألفه قبل تأليفه المقاييس ، وكان هدفه تدوين الواضح والمشهور والصحيح من كلام العرب واختصاره وإجماله ، ولكن المقاييس اشتهر أكثر منه ، ومنهجه في المجمل فكمنهجه في مقاييس اللغة .

    مدرسة التقفية :
    كان التطوّر في التأليف المعجمي العربي يتّجه إلى التسهيل على مستعمل المعجم من العرب ، وقد لحظنا ذلك في محاولة ابن دريد في الجمهرة لتيسير طريقة العين ، فترك ترتيب الحروف ترتيباً صوتياً إلى ترتيبها ترتيباً ألفبائياً ، وكذا ابن فارس كان من أبرز التغييرات التي سلكها أنْ تركَ تقليب الكلمات ، فذكر كلّ كلمة في موضعها .
    وحدثَ التغيير الكبير في تأليف المعجم العربي حينما تُركت كلّ الأسس الثلاثة التي بُني عليها معجم العين والمعاجم التي تبعته ، وكان هذا التغيير في طريقةٍ جديدةٍ في المعجم وهي ترتيب المعجم ترتيباً ألفبائياً على الحرف الأخير باباً والأول فصلاً ، ففي هذه المدرسة تُرك الترتيب الصوتي للحروف وهو الأساس الأول لمعجم العين ، وتقسيم الكلمات على الأبنية وهو الأساس الثاني ، وتقليب الكلمات على الأوجه المستعملة وهو الأساس الثالث .
    يتّضح أنّ التغيير الذي أصاب المعجم في هذه المدرسة تغييرٌ كبيرٌ ، لكونه قفزةً في تصنيف المعجم اتّجهت إلى التيسير على المطالعين ، بسلوكها طريقاً سهلاً خلّص المعجم من مواطن الصعوبة التي اتّسم بها .
    وعُرفت هذه المدرسة بمدرسة التَقْفِيَة ، لكون ترتيب ألفاظه اعتمد على قافية الكلمة وهي آخرها ، وأوضّح أسسها على النحو التالي :

    الأساس الأول :
    تقسيم المعجم إلى أبوابٍ بعدد الحروف ، بُنيتْ بالنظر إلى الحرف الأخير للكلمة :
    توضيح : انطلق ترتيب الكلمات في هذه المدرسة من الحرف الأخير بجعله باباً ، فلم يُنظر إلى الأبنية الثلاثية والرباعية وغيرها ، ولا إلى نظام التقليبات ، وإنما إلى الاتّفاق في الحرف الأخير ، ولذا تجتمع في كلّ بابٍ الكلماتُ المنتهية بحرفٍ واحدٍ ، وجاءت الأبواب على الترتيب الألفبائيّ على النحو التالي : ( باب الهمزة ، باب الباء ، باب التاء ، باب الثاء ، باب الجيم ... ) ، ويقع تحت كل باب الكلمات التي انتهت بالحرف الذي سُمّي به الباب ، لا فرق بين الثلاثي والثنائي والرباعي والخماسي ، كلّها وُضعت تحته ، ورُتّبت ترتيباً داخلياً على الحرف الأول ، وهو الأساس الثاني.
    الأساس الثاني : تقسيم كلّ بابٍ إلى فصولٍ بعدد الحروف ، كلّ فصلٍ يبدأ بحرف ، ورُتّبت الفصول على الحرف الأول للكلمة :
    توضيح : كلّ بابٍ قُسّم إلى فصولٍ بعدد الحروف مرتّبةً ترتيباً ألفبائيّاً ( فصل الهمزة ، فصل الباء ، فصل التاء ... ) ، وفي كلّ فصلٍ من فصول الباب الكلمات المتّفقة في الحرف الأول ، ، ففي فصل الهمزة الكلمات المبدوءة بالهمزة ، وفي فصل الراء الكلمات المبدوءة بالراء ، وهكذا ، وكلّ هذه الفصول متّفقة في الحرف الأخير وهو الباب .

    وإذا تعدّدت كلمات الفصل الواحد رُتّبت بمراعاة الحرف الثاني وما بعده ، فمثلاً نجد ( فصل الباء ) تحت ( باب الراء ) ، وفيه ( بئر ، بتر ، بثر ، بجر ، بحر ، بخر ، بدر ... ) فنلاحظ أن الكلمات اتّفقت في الباب وهو الحرف الأخير ، وفي الفصل وهو الحرف الأول ، ولكنها اختلفت في الحرف الثاني ، ولذا رُتّبت بالنظر إليه فجاءت الهمزة ثمّ التاء ثم الثاء وهكذا ...

    طريقة البحث عن الكلمات :
    للبحث عن كلمةٍ نسلك الخطوات التالية :
    1- تجريد الكلمة من الزوائد لنعرف الحروف الأصلية .
    2- البحث عن الكلمة في الحرف الأخير منها ، حيث وُضعت الكلمات تحت الحروف الأخيرة منها .
    3- تحديد موضعها من الباب بحسب حرفها الأول ، حيث رُتّبت الكلمات في الأبواب بالنظر إلى أوائل الكلمات على الترتيب الألفبائي .

    وأعرض هنا أمثلة تطبيقية لبعض الكلمات لبيان موقعها في المعجم :
    ( أكل ) : نجدها في باب اللام فصل الهمزة .
    ( قعد ) : نجدها في باب الدال فصل القاف .
    ( عبس ) : نجدها في باب السين فصل العين .

    وأورد هنا الكلمات التي مثّلت بها عند دراسة العين لنعرف الفرق في ترتيب تلك الكلمات بين العين وترتيب مدرسة التقفية :
    ( شدّ ) نجدها تحت باب الدال فصل الشين .
    ( لعب ) تحت باب الباء فصل اللام .
    ( رزق ) تحت باب القاف فصل الراء .
    ( حزن ) تحت باب النون فصل الحاء .
    ( كرسوع ) تحت باب العين فصل الكاف.

    معاجم مدرسة التقفية :
    جاءت هذه المدرسة تيسيراً على العربي وتسهيلاً لاستخدام المعجم العربي ، وقد سلك العديد من المعاجم العربية هذه الطريقة لمدة زمنية طويلة قبل أن تأتي الطريقة الأخيرة وهي طريقة الترتيب الألفبائي على الحرف الأول فالثاني .

    ومن المعاجم التي سلكت هذه الطريقة ما يلي :

    تاج اللغة وصحاح العربية – أبو نصر الجوهري ( ولد سنة 332هـ ، وتوفي سنة 400هـ تقريباً )

    العباب – الصاغاني ( 577- 650 هـ )

    مختار الصحاح – محمد بن أبي بكر الرازيّ ( - 666 هـ )

    لسان العرب – ابن منظور ( 630-711 هـ )

    القاموس المحيط – الفيروزآبادي ( 729-817 هـ )

    تاج العروس – الزَبيدي ( 1145- 1205هـ )

    وتكاد أن تكون تلك المعاجم على طريقةٍ واحدةٍ لوضوح منهج هذه المدرسة ، ولذا فلا حاجة إلى الوقوف كثيراً عندها ، وأكتفي باختيار ( القاموس المحيط ) لإيراد مقاطع من مقدمته للتعرف على منهجه ، مع أنموذج من موادّه :

    مدرسة الترتيب الألفبائي :

    جاء التطوير الأخير في المعجم العربي ليكون خاتمة المدارس المعجمية ، حيث وصل التيسير في المعجم العربي إلى أسهل الطرق ، وهي الطريقة الأقرب إلى التفكير الأوليّ عند النظرة الأولى إلى الكلمة ، فالكلمة تُقرأ من الحرف الأول ثمّ الثاني وهكذا ، وهذه المدرسة رتّبت الكلمات بمراعات الحرف الأول ثمّ الثاني وهكذا ، دون النظر إلى البناء الصرفي الذي تعود إليه الكلمة ، ويمكننا ذكر منهجها على النحو التالي :

    أساس المدرسة : ترتيب كلمات المعجم على الحرف الأول فالثاني ، بعد تجريدها من الزوائد ، أي أن الكلمات تُوضع تحت الجذر الأصلي للكلمة .

    وقد بدأ التصنيف على هذه الطريقة في الوقت الذي كان بعض المعجميين يُصنّف على طريقة التقفية ، ومن أقدم من صنّف عليها الزمخشري في القرنين الخامس والسادس ، واستمرّ أكثر المعجميين يصنّفون عليها حتى اصبحت في العصور المتأخرة هي الطريقة الوحيدة .

    والمعاجم التي تبعت هذه الطريقة كثيرة ، منها قديم ومنها حديث ، نعرض أهمّها فيما يلي :

    المعاجم القديمة :

    أساس البلاغة - محمود بن عمر الزمخشري ( 467-538هـ )

    دوافعه لتأليف المعجم :

    1- دينيّ وهو التعرّف على وجوه الإعجاز القرآني بمعرفة أساليب العرب في كلامها من الحقيقة والمجاز .

    2- عنايته الكبرى بالعبارات البلاغية الراقية بما فيها من معانٍ حقيقيّة ومجازيّة ، ولذا فلم يكن همّه الاستقصاء كأكثر المعاجم السابقة .

    أمّا عن منهجه فقد رتّب الألفاظ على الحرف الأول فالثاني وما بعده ، ورتّب المعاني بالنظر إلى الحقيقة والمجاز ، فذكر المعنى الحقيقيّ ثمّ المجازيّ .

    المصباح المنير – أحمد بن محمد المُقْري الفيّوميّ ( - 770 هـ )

    شرح فيه غريب شرح الرافعيّ للوجيز في الفقه ، ورتّب الألفاظ ترتيباً ألفبائيّاً على حروفها الأصول ، ولكنّه عُني بالمشتقات كثيراً ، وأشار إلى أبواب الأفعال والجموع ، وفصّل في المسائل اللغويّة والصرفيّة والنحويّة .

    المعاجم الحديثة :

    تعدّدت المعاجم العربية الحديثة وكثُرت وتفاوتت بين مجيدٍ ومقصّرٍ ، وسلك بعضها مسلك المعاجم القديمة ، وحاول بعضها التجديد في مادّتها بإدخال بعض الألفاظ التي لم تدخل في المعاجم القديمة .

    وأعرض هنا لعددٍ قليلٍ منها نماذجَ على بقيّتها :

    محيط المحيط – بطرس البستانيّ

    فرغ من تأليفه عام 1286هـ - 1869م

    أودعه ما في القاموس المحيط بتصرّف فيه ، مع زيادات كثيرة تشمل اصطلاحات الفنون والألفاظ المولّدة والدارجة ، وكثيراً من مسائل اللغة .

    واختصره في معجم آخر هو ( قُطْر المحيط ) .

    أقرب الموارد في فصح العربية والشوارد – سعيد الخوريّ الشرتونيّ

    ألفه عام 1307هـ - 1889م

    جمع فيه الكثير ممّا ورد في المعاجم العربية القديمة ، ولكنّه جعل القاموس المحيط عِماداً له مع اختصاره ما ورد فيه وحذفه ما رأى الاستغناء عنه ، ورجع إلى المعاجم الحديثة كمعجم البستاني ، وبعض معاجم المستشرقين .

    المعجم الكبير – مجمع اللغة العربية بالقاهرة

    كان من أهداف مجمع اللغة العربية تصنيف معجمٍ يتتبّع معاني الكلمة عبر عصور العربية ، ويرصد معانيها المختلفة والتطورات التي أصابتها ، وقد جاء المعجم الكبير تلبيةً لهذا الهدف ، وصدر منه بعض أجزائه ، وما زال العمل مستمرّاً فيه ، والأجزاء التي صدرت جاءت على النحو التالي :

    صدر الجزء الأول عام 1390هـ - 1970م ( حرف الهمزة )

    والجزء الثاني عام 1402هـ - 1982م ( حرف الباء )

    والجزء الثالث عام 1412هـ - 1992م ( حرفا التاء والثاء )

    والجزء الرابع عام 1420هـ - 2000م ( حرف الجيم )

    ويتضح من الأجزاء السابقة ضخامة المعجم وشموله ، فقد جاء الأول لحرف الهمزة في قرابة ( 700 ) صفحة ، ومثله الثاني لحرف الباء ...

    وتميّز المعجم بجمعه اللغة بألفاظها القديمة والحديثة ، فاعتنى بألفاظ العلوم والفنون والمعارف والمصطلحات والأعلام.

    واعتنى بإيراد النظائر الساميّة للكلمة ، ورتّب المعاني الأصليّة فالفرعية ، والحسّي فالمعنويّ ، والحقيقيّ فالمجازيّ .

    ورتّب الأفعال ترتيباً اشتقاقيّاًً ، وقدّمها قبل الأسماء .

    واعتمد في مصادر موادّه على المعاجم القديمة وكتب الأدب والتاريخ والعلوم .

    المعجم الوسيط - مجمع اللغة العربية بالقاهرة

    صدر عام 1380هـ - 1960م

    أصدره المجمع تلبيةً لحاجة المثقّفين وطلاب المدارس الثانويّة ومن في مستواهم .

    حوى المعجم الألفاظ العربية التي يحتاجها الطالب والمترجم ، وما أقرّه المجمع من ألفاظٍ حضاريّة مولّدة ، ومصطلحات علميّة .

    واستعان بالصور في توضيح الحيوان والنبات وما يشابههما .

    وسأرفق بهذه الأوراق صورةً من مقدمة المعجم لمعرفة منهجه من المقدمة ، مع أنموذجٍ من باب الهمزة .

    المعجم اللغويّ التاريخيّ – المستشرق الألماني فيشر :

    تُعدّ تجربة فيشر تجربةً فريدةً في ميدان صناعة المعجم العربي ، فمنهجه في المعجم قائمٌ على تتبّع الكلمة من أقدم العصور ، برصد تطوّر دلالاتها عبر التاريخ .

    وممّا يؤسف له أن فيشر بدأ بمعجمه ولكنّه مات في بداية عمله ، لكنّ منهجه فيه كان واضحاً في مقدمة الجزء المطبوع منه ، ولذا فسنتعرف على منهجه منها .

    ما طبع من معجم فيشر :
    طبع جزء من المعجم من أول حرف الهمزة إلى ( أبد ) بعنوان ( المعجم اللغويّ التاريخي ) ، ذهب أربع وثلاثون صفحة منه في المقدمة ، وجاء المنشور من حرف الهمزة في ثلاث وخمسين صفحة ، ذهب عشرون منها في الحديث عن أنواع الهمزة ، والباقي منه في كلمات أعجميّة وعربيّة ، ولذا فهو نموذج قصير ، لقلة الألفاظ الغنيّة فيه .

    المنهج التاريخي في صناعة معجمه :
    يمثّل سلوك المنهج التاريخي الهدفَ الرئيس في معجم فيشر ، فقد كان صاحب التجربة الناضجة الأولى بين معاجم العربيّة ، ولذا أدار حول هذا الأمر الحديث في عدة مواضع من مقدمته ، شأن أي صاحب دعوة جديدة يدعو إلى نظريته.

    ونستخلص ممّا ذكره من إشاراتٍ أسسَ نظريته في صناعة معجمه ، على النحو التالي :


    الأول : مادّة المعجم :
    مادّة المعجم تُعدّ الأساس لبناء أيّ معجم ، وفيشر في مقدمته ذكر بداية الحدّ الزمني لمادّة معجمه ونهايته ، فهو معجم تاريخي للعربيّة حتى نهاية القرن الثالث الهجري ، أمّا بداية استشهاده فبنقش النمارة من القرن الرابع الميلادي .

    وفي الزمان الذي حدّد بدايته ونهايته ذهب إلى أنّ كلّ الكلمات التي جاءت في الآداب العربيّة في تلك الفترة يتناول بحث تاريخها .

    وبالاطّلاع على مصادر المعجم التي ذكرها في المقدمة مختصرة نتعرّف على مادّته ، حيث ذهب إلى عدم الاقتصار على معاجم اللغة ، وإنما تؤخذ اللغة من المصادر المختلفة ، من القرآن ، الحديث ، الشعر ، الأمثال ، المؤلفات التاريخيّة والجغرافيّة ، كتب الأدب ، الكتابات المنقوشة ، مخطوطات البَرْديّ والنقود ، واستثنى منها الكتب الفنيّة مع أخذه المصطلحات منها .

    أمّا المعاجم العربيّة فيرجع إليها في ألفاظ لم يجد لها شواهد فيما رجع إليه من كتب ، إذا تبين له أنّ تلك الألفاظ ليست من عصور متأخرة ، وعلّل وجود تلك الألفاظ دون شواهدها في المعاجم بوجود الشواهد أمام المعجميين عند تأليفها ، إلا أنها فُقدت بعد ذلك ، ولذا مال إلى الأخذ من المعاجم لكونها الوسيط الناقل مع فقد المنقول عنه .

    وفي معجمه كان يذكر اللفظ أو التعبير واسم المعجم المنقول منه .

    الثاني : المداخل :
    فرّق فيشر بين المداخل العربيّة والمعرّبة ، أما المداخل العربيّة فسار بها على طريقة المعجميين العرب ، بجعل المادّة المجرّدة من الزوائد مدخلاً ، ومشتقّاتها تحتها ، وكذا الكلمات الأعجمية التي تصرّف بها العرب بالاشتقاق .

    أما الأعجمية التي لم يتصرّف بها العرب فجعل لكلّ كلمة مدخلاً خاصّاً بها على الصورة التي هي عليها .

    ترتيب المداخل :
    يشمل الترتيب في المعجم ترتيبين :

    ترتيب خارجي للمداخل ، وترتيب داخلي للمشتقات فيها ، ونبّه فيشر إلى الترتيبين على النحو الآتي :

    ترتيب المداخل بمراعاة الحرف الأول والثاني والثالث ، وأشار إلى ترتيب اللسان والقاموس ونحوهما بأنه ليس حسناً لسببين :

    ¨ لوقوع اللبس عندما يكون الحرف الأخير حرف علة .

    ¨ لكثرة وقوع الحرف الأخير غير أصلي مثل أخ وأب وابن واست وماء ، من : أخو و أبو و بنو و سته و موه ، ولصعوبة ترتيب الكلمات الأحاديّة والثنائيّة مثل حروف المعاني والضمائر .

    ترتيب المشتقات : بدأ فيشر في ترتيبه المشتقّات بالفعل المجرّد ثمّ المزيد بحرف ثمّ بحرفين ثمّ بثلاثة أحرف .

    وتكون أبنية الأفعال على الترتيب التالي :

    فَعَل ، فَعِل ، فَعُل ، فَعّل ، فاعَل ، أفْعَلَ ، تَفَعّلَ ، تَفاعَل ، انْفَعَل ، افْتَعَل ، افْعَلّ ، استفعل ، افْعالّ ، افْعَوْعَل ، افْعَوّلَ ، افْعَنْلَلَ ، افْعَنْلى .

    ثمّ الأسماء بعد الأفعال على ترتيب الأفعال : المجرّد ثمّ المزيد ، وهكذا ، وتكون أبنية الأسماء على الترتيب التالي :

    فَعْل ، فِعْل ، فُعْل ، فَعَل ، فَعِل ، فِعَل ، فِعِل ، فُعُل ، فُعَل ، فَعُل ، فاعِل ، فاعَل ، فعَال .

    ومن الأمثلة على الترتيب الداخلي :

    ¨ مادّة ( أبب ) : بدأ بـ ( أبَّ ) ثمّ ( إيتبّ ) ثمّ الأسماء ( أَبّ ) ثمّ ( أُباب ) ثمّ ( أَبابة وإبابة ) ثمّ (إبّان) .

    ¨ مادّة ( أبد ) : بدأ بذكر أصلها السامي ، ثمّ بدأ بالمشتقات : ( أَبَدَ ) ثمّ (أَبِدَ) ثمّ ( أَبّدَ ) ثمّ الخماسي : ( تَأبّدَ ) ثمّ الأسماء : ( إبْد ) ثمّ ( أَبَد ) ثمّ ( أَبِدٌ ) ثمّ (إِبِدٌ ) ثمّ ( إِبِدَة ، أَبِدَة ) ثمّ ( أَبَدِيّ ) ثمّ ( أَبَدِيّة ) ثمّ ( آبِد ) ثمّ ( أبيد ) ثمّ ( أَبُود ) ثمّ ( أيبد ) ثمّ ( مؤبّد ) ثمّ ( متأبّد ) .

    المعجم الذي تحتاج إليه العربية :

    يظهر لنا من اطلاعنا على نظرية فيشر في الجزء المطبوع من معجمه أنّ المعجم التاريخي الذي يسلك تتبّع تطوّر الدلالة عبر التاريخ هو المعجم الذي يحتاج إليه العرب ، لما فيه من ربط بين الدلالات المتفرّقة ، ومعرفة الصلة بينها ، ويمكننا أنّ نعرّف المعجم التاريخي على النحو التالي :

    المعجم التاريخي :
    هو معجم لغوي حضاري يتضمن تطور مدلول الكلمات تاريخياً ، ويسجل الاستعمالات المعاصرة التي أوجبها التطور الحضاري ، ويدخل فيه المصطلحات التي أقرتها المجامع اللغويّة .

    المعجم التاريخي هو الأمل المنتظر لكثير من أهل اللغة ، وهو بشموله يمكنه تلبية شتّى الحاجات إلى المعاجم الأخرى ، فيمكن له أن يشتمل على لغة المعاجم العربيّة القديمة ، مع الألفاظ التي جدّت في اللغة ولم تشملها المعاجم ، والكلمات الحديثة ، يشمل كلّ هذا بتسلسل ألفاظه تاريخياً ، من أقدم العصور إلى العصر الحديث .



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •