أسباب ركوب الباطل والحيدة عن الحق


لقد أفصح الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في (كشف الشبهات ) : عن أسباب ركوب المبتدعة الباطل وحيدتهم عن الحق فقال : (وترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنيا أو جاه أو مداراة ، وترى من يعمل به ظاهرا و لاباطنا، فإذا سألته عما يعتقد بقلبه فإذا هو لا يعرفه )


مما ذكر في كتاب مفتاح دار السعادة ، قال المسور بن خزيمة رضى الله عنه لأبي جهل – وكان خاله -: أي خال ’ هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن ييقول مقالته التي قالها ؟
قال أبو جهل – لعنة الله عليه : يا ابن أخي ’
والله لقد كان محمد فينا – وهو شاب – يدعى الأمين ماجرَبنا عليه كذبا قط ، فلما خطه الشيب لم يكن ليكذب على الله
قال : يا خال ’فلم لا تتبعونه ؟
قال : يا ابن أخي تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف : فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا ،وأجاروا وأجرنا ، فلما تجاثينا على الركب على الرّكب وكنا كفارسي رهان ، قالوا : منا نبيّ ، فمتى تذرك هذه ؟


وقال أبو الوفاء ابن عقيل الحنبلي رحمه الله في الأسباب المانعة من الحق :
( المحبة للرئاسة ، والميل إلى الدنيا والمفاخرة والمباهاة بها ، والتشاغل بما فيها من اللذة وما يدعو إلى الشهرة دون ماتوجبه الحجة ، ويقضي به العقل والمعرفة ، فعلى نحو هذا من الأسباب تكون الأفة الصارفة والموجبة منه )


وقال العلامة عبداللطيف بن عبدالرحمن ال الشيخ رحمه الله في أصناف المعارضين للحق :
( الصنف التاني : الرؤساء أهل الأموال ، الذين فتنتهم دنياهم وشهواتهم ، لانهم يعلمون أن الحق يمنعهم من كثير ممّا أحبوه وألفوه من شهوات الغيّ ، فلم ييعبثوا بداعي الحق ولم يقبلوا منه )


وتكلم العلامة الشوكاني رحمه الله في أدب الطلب ومنتهى الأرب مبينا أن من الناس من يضيع الحق مداراة ومصانعة للعامة ،حيث قال ( وقد يترك التكلم بالحق محافظة على حظ قذ ظفر به من تلك الدولة من مال وجاه ، وقد ترك التكلم بالحق الذي هو خلاف ما عليه الناس استجلابا لخواطر العوام ومخافة من نفورهم عنه )


من كلام الشيخ حمد العثمان حفظه الله في كتابه الماتع(تأسيس التوحيد)