7 - حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَوْ كَانَ الصَّبْرُ وَالشُّكْرُ بَعِيرَيْنِ، مَا بَالَيْتُ أَيُّهُمَا رَكِبْتُ»
ماصحة هذا الأثر؟
7 - حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَصْمَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَوْ كَانَ الصَّبْرُ وَالشُّكْرُ بَعِيرَيْنِ، مَا بَالَيْتُ أَيُّهُمَا رَكِبْتُ»
ماصحة هذا الأثر؟
هذا أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر والثواب عليه (24) فقال: حدثني أبي، حدثنا الأصمعي، عن عبد الله بن عمرقال: قال عمر بن الخطاب: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف منقطع، فعبد الله بن عمر العمري قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : "ضعيف عابد". اهـ.
وأخرجه الدينوري في المجالسة وجواهرر العلم (4/376) فقال: 1558 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، نَا الْمَدَائِنِيُّ ؛ قَالَ:
(مَا سَمِعْتُ كَلامًا قَطُّ أَحْسَنُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: " لَوْ أَنَّ الصَّبْرَ وَالشُّكْرَ بَعِيرَانِ مَا بَالَيْتُ أَيَّهُمَا أَرْكَبُ "). اهـ.
وهذا سند حسن إلى أبي الحسن المدائني وهو علي بن أبي سيف القرشي وهو "ثقة" قالها يحيى بن معين ثلاثا والراوي عنه أحمد بن الحارث الخراز "صدوق" قاله الخطيب البغدادي ولكنه في طبقة أتباع أتباع التابعين فالإسناد معضل.
ورواه ابن عساكر من طريق ءاخر كما سيأتي - إن شاء الله تعالى -.
يتبع ...
جزاكم الله خيراً.
وجزاكم آمين.
أخرج الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/47) قال:
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد نا عبد الوهاب الميداني ونقلته أنا من خط الميداني أبو الحسن نا الحسن بن عليل العنزي نا ابن أبي عمر نا سفيان قال:
قال عمر بن الخطاب: " لو أتيت براحلتين راحلة شكر وراحلة صبر لم أبال أيهما ركبت ". اهـ.
وهذا إسنادٌ حسنٌ إلى سفيان إلا أن إسناده منقطع فسفيان هذا هو ابن عيينة الهلالي من أتباع التابعين، وابن أبي عمر وهو عمران بن أبي عمران الرملي الصوفي روى عن سفيان بن عيينة كما في مشكل الأثار للطحاوي.
وقد ورد في التعازي (1/89) عن الإمام علي ابن المديني قال: أبو بشر التميمي، عن أبي إبراهيم بن رياح، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لو أتيت براحلتين، راحلة شكر، وراحلة صبر، لم أبال أيهما ركبت ". اهـ.
قلتُ: وهذا إسناد رواته لم أعرفهم، ولعل الإمام ابن المديني أقصى شيخ شيخه هو أن يكون من صغار التابعين فعلى هذا يكون إسناده مرسلًا.
والله أعلم.
وقد ورد نحوه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه موقوفا عليه في الترحال إلى الصبر.
فأخرج العدني وغيره فقال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ:
" خُذُوا مِنِّي هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْخَمْسَ، فَإِنَّكُمْ وَاللَّهِ لَوْ رَكِبْتُمُ الْمَطِيَّ حَتَّى تَنْصِبُوهَا مَا أَدْرَكْتُمْ مِثْلَهُنَّ: لا يَرْجُو عَبْدٌ إِلا رَبَّهُ، وَلا يَخَافَنَّ إِلا ذَنْبَهُ، وَلا يَسْتَحِي إِذَا سُئِلَ عَمَّا لا يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لا أَعْلَمُ، وَلا يَسْتَحِي أَنْ يَتَعَلَّمَ إِذَا لَمْ يَعْلَمْ، وَأَنَّ الصَّبْرَ مِنَ الإِيمَانِ، بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، لا خَيْرَ فِي جَسَدٍ لا رَأْسَ لَهُ ". اهـ.
وهذا إسناد فيه السري بن إسماعيل الهمداني "متروك الحديث" كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
ولكنه توبع من قبل عمرو بن قيس فأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه وأخرج غيره فقال: أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: فذكره.
وهذا إسناد حسن من أجل أبي خالد الأحمر "صدوق يخطئ" كذا قال الحافظ ابن حجر.
وورد نحوه في الزهد لابن المبارك وغيره قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ الأسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ :
" حَبَّذَا الْمَكْرُوهَانِ : الْمَوْتُ، وَالْفَقْرُ، وَأَيْمُ اللَّهِ مَا هُوَ إِلا الْغِنَى وَالْفَقْرُ، وَمَا أُبَالِي بِأَيِّهِمَا ابْتُلِيتُ، لِأَنَّ حَقَّ اللَّهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَاجِبٌ، إِنْ كَانَ الْغِنَى إِنَّ فِيهِ لَلْعَطْفَ، وَإِنْ كَانَ الْفَقْرُ إِنَّ فِيهِ لَلصَّبْرَ ". اهـ.
وهذا إسناد حسن، من أجل المسعودي "صدوق اختلط قبل موتهوضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط"، ورواية ابن المبارك عنه حسنها الترمذي.
قلتُ: ويشهد لأثر عمر رضي الله عنه ما أخرجه مسلم وغيره في صحيحه من حديث صُهَيْبٍ - رضي الله عنه -، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ". اهـ.
والله أعلم.