تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:

    1- في المعجم الوسيط (2/996): (هَنأ) فلانا بِالْأَمر؛ (تهنئة): خاطبه راجيا أَن يكون هَذَا الْأَمر مبعث سرُور لَهُ.

    وفي لسان العرب (1/185): والتَّهْنِئةُ: خِلَافُ التَّعْزِية.

    2- ولا يستقيم عند أي عاقل أو سوي أن يهنأ غيره بأمر فيه نفسه مساءة له، أو يهنأ غيره بأمر مستقبح عنده، فالأول لا يقوم به إلا مجنون فاقد العقل، والثاني لا يكون مقبولا إلا عند منتكسي الفطر غير الأسوياء.

    فمثال الأول: تهنئة رجل قوما من الأعداء بيوم انتصارهم على قومه!!!!!!!.
    فلا تسوغ التهاني بين حزبين بأمر ما يكون فيه سرور لأحدهما وهو بعينه مساءة للآخر.

    ومثال الثاني: تهنئة رجل فاجرا بقضاء ليلة مع امرأة ساقطة!!!!!!.
    فهي لحب شيوع الفاحشة أقرب في التسمية من التهنئة.

    3- فالمثال الأول بخلاف العقل، ولذلك لن تجد أحدا يعارض فيه، لأنه لا يوجد أحد إلا ويستشنع أن يصفه الناس بالجنون.

    4- وأما المثال الثاني فهو بخلاف الشرع، وفيه يحدث اختلاف الناس مع علمهم بالخطأ كما قال تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين)، وقد لا يبالي أحدهم في المثال الثاني أن يشهد على نفسه فضلا أن يصفه الناس بالمخالفة أو الخطأ أو حتى بالكفر كما قال تعالى: (ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر)،
    فنسأل الله الهداية والسداد.

    5- وأردت بالمثال الثاني ضرب المثل على أن استشناع الأسوياء لتهنئة الفجار هو من قريب الاتفاق على رمي من هنأ الأعداء بالانتصار على قومه بالجنون.
    فالمثال الثاني عند الأسوياء لا يقوم به إلا من سفه نفسه وإن لم يكن مجنونا.

    6- والزنا والخنا والفجور من كبائر الذنوب، عقابها أليم وقد يغفرها الله عز وجل كما قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ» قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِي ذَرٍّ». متفق عليه.

    7- والشرك أعظم قبحا وشناعة من الزنا كما قال تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم).

    8- فإذا كانت تهنئة الفجار بفجورهم مستشنعة عند الأسوياء، فلأن تكون تهنئة الكفار في أعيادهم بكفرهم أشنع وأقبح من باب أولى عند كل من كان سويا.

    9- فمن أنكر التهنئة في المثال الثاني مع تجويزه تهنئة الكفار في أعيادهم بكفرهم فليس من الأسوياء، وإنما أنكر التهنئة في المثال الثاني لاجتماع فطر الناس في زمانه على النفرة منه، لكي لا يتهموه بالجنون كاتفاقهم على المثال الأول، ولو أتى زمان تألف فيه طباع الناس المثال الثاني - وهو كائن كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من حديث عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاص عند ابن أبي شيبة في مصنفه (37277) بإسناد صحيح فقال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ» - فإن هذا الذي لا ينكر تهنئة الكفار في أعيادهم بالكفر لو أظله هذا الزمان لما أنكر ما كان في المثال الثاني لاجتماع طباع الناس يومها عليه.
    فنسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، ونسأله العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. آمين.

    10- قال ابن القيم رحمه الله تعالى في أحكام أهل الذمة (1/441):
    فَصْلٌ
    فِي تَهْنِئَتِهِمْ بِزَوْجَةٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ قُدُومِ غَائِبٍ أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ سَلَامَةٍ مِنْ مَكْرُوهٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ.
    وَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ فِي ذَلِكَ عَنْ أَحْمَدَ فَأَبَاحَهَا مَرَّةً وَمَنَعَهَا أُخْرَى، وَالْكَلَامُ فِيهَا كَالْكَلَامِ فِي التَّعْزِيَةِ وَالْعِيَادَةِ وَلَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا، وَلَكِنْ لِيَحْذَرِ الْوُقُوعَ فِيمَا يَقَعُ فِيهِ الْجُهَّالُ مِنَ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى رِضَاهُ بِدِينِهِ، كَمَا يَقُولُ أَحَدُهُمْ: مَتَّعَكَ اللَّهُ بِدِينِكَ أَوْ نَيَّحَكَ فِيهِ، أَوْ يَقُولُ لَهُ: أَعَزَّكَ اللَّهُ أَوْ أَكْرَمَكَ إِلَّا أَنْ يَقُولَ: أَكْرَمَكَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَأَعَزَّكَ بِهِ وَنَحْوَ ذَلِكَ، فَهَذَا فِي التَّهْنِئَةِ بِالْأُمُورِ الْمُشْتَرَكَةِ .

    وَأَمَّا التَّهْنِئَةُ بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِ فَحَرَامٌ بِالِاتِّفَاق، مِثْلَ أَنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ وَصَوْمِهِمْ، فَيَقُولَ: عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ، أَوْ تَهْنَأُ بِهَذَا الْعِيدِ، وَنَحْوَهُ، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الْكُفْرِ فَهُوَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ، بَلْ ذَلِكَ أَعْظَمُ إِثْمًا عِنْدَ اللَّهِ وَأَشَدُّ مَقْتًا مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَارْتِكَابِ الْفَرْجِ الْحَرَامِ وَنَحْوِهِ.

    وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا قَدْرَ لِلدِّينِ عِنْدَهُ يَقَعُ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَدْرِي قُبْحَ مَا فَعَلَ، فَمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بِمَعْصِيَةٍ أَوْ بِدْعَةٍ أَوْ كُفْرٍ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَقْتِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ.

    وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْوَرَعِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَتَجَنَّبُونَ تَهْنِئَةَ الظَّلَمَةِ بِالْوِلَايَاتِ ، وَتَهْنِئَةَ الْجُهَّالِ بِمَنْصِبِ الْقَضَاءِ وَالتَّدْرِيسِ وَالْإِفْتَاءِ تَجَنُّبًا لِمَقْتِ اللَّهِ وَسُقُوطِهِمْ مِنْ عَيْنِهِ، وَإِنْ بُلِيَ الرَّجُلُ بِذَلِكَ فَتَعَاطَاهُ دَفْعًا لِشَرٍّ يَتَوَقَّعُهُ مِنْهُمْ فَمَشَى إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَقُلْ إِلَّا خَيْرًا، وَدَعَا لَهُمْ بِالتَّوْفِيقِ وَالتَّسْدِيدِ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.

    والحمد لله رب العالمين.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    السلام عليكم ورحمة الله ويركاته
    أرى أن إعادة نشر هذا الموضوع في هذا الوقت مهم للغاية.
    والحمد لله رب العالمين.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد:

    أرسل إلي أحد المستفسرين قائلاً:
    السلام عليكم
    في ناس بتعمل اسقاط علي الايه وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)
    ما دام هنأك بعيدك فهنأه انت ايضا.

    هكذا كتب، فكان الرد مني كالتالي:
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    التحية من الاستقبال وقيل في معناها أقوال أخرى

    قال أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي (المتوفى: ٣٩٣هـ) في كتابه الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٢٣٢٥/٦):
    والمحيا: الوجه.

    وقال أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري (المتوفى: ١٧٠هـ) في كتابه العين (٣١٨/٣):
    والمُحَيّا: الوجهُ. وقول العرب: حيّاك اللهُ: يعني: الاِستقبال بالمُحَيَّا، ويحتمل أن يكون اشتقاقه من الحياة.

    وليس في الآية دليل على تهنئة غير المسلمين بأعيادهم قياسًا على رد التحية عليهم بالأحسن، إذ الآية مختلف في تأويلها في حق غير المسلمين؛ هل يرد عليهم بالأحسن أو بالمثل أم بالاقتصار على قول: "وعليكم".

    قال محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: ٣١٠هـ) في كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن (٢٧٣/٧) ط.هجر:

    الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}[النساء: ٨٦]
    يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} إِذَا دُعِيَ لَكُمْ بِطُولِ الْحَيَاةِ وَالْبَقَاءِ وَالسَّلَامَةِ؛ {فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} يَقُولُ: "فَادْعُوا لِمَنْ دَعَا لَكُمْ بِذَلِكَ بِأَحْسَنَ مِمَّا دَعَا لَكُمْ؛ {أَوْ رُدُّوهَا} يَقُولُ: "أَوْ رُدُّوا التَّحِيَّة"َ.
    ثُمَّ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي صِفَةِ التَّحِيَّةِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مِمَّا حَيًّا بِهِ الْمُحَيِّي، وَالَّتِي هِيَ مِثْلُهَا.
    فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا أَنْ يَقُولَ الْمُسْلِمُ عَلَيْهِ إِذَا قِيلَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ: "وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ"، وَيَزِيدُ عَلَى دُعَاءِ الدَّاعِي لَهُ؛ وَالرَّدُّ أَنْ يَقُولَ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ" مِثْلُهَا، كَمَا قِيلَ لَهُ، أَوْ يَقُولَ: "وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ"، فَيَدْعُو لِلدَّاعِي لَهُ مِثْلَ الَّذِي دَعَا لَهُ.
    ..........................
    وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ، أَوْ رُدُّوهَا عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ.
    ..........................
    وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْن ِ بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ قَوْلُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ، وَوَجَّهَ مَعْنَاهُ إِلَى أَنَّهُ يَرُدُّ السَّلَامَ عَلَى الْمُسْلِمِ إِذَا حَيَّاهُ تَحِيَّةً أَحْسَنَ مِنْ تَحِيَّتِهِ أَوْ مِثْلَهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الصِّحَاحَ مِنَ الْآثَارِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قال: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم"، فبين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّه وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ رَدُّ تَحِيَّةِ كُلِّ كَافِرٍ بأخَسَّ [ط.شاكر (٥٨٨/٨)، وفي ط.هجر: "بأحسن" ولا يستقيم الكلام بها] مِنْ تَحِيَّتِهِ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِرَدِّ الْأَحْسَنِ أو الْمِثْلِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ مِنْهُ بَيْنَ الْمُسْتَوْجِبِ رَدَّ الْأَحْسَنِ مِنْ تَحِيَّتِهِ عَلَيْهِ وَالْمَرْدُودِ عَلَيْهِ مِثْلُهَا، بِدِلَالَةٍ يُعْلَمُ بِهَا صِحَّةُ قَوْلِ مَنْ قَالَ: عَنَى بِرَدِّ الْأَحْسَنِ الْمُسْلِمَ، وَبِرَدِّ الْمِثْلِ: أَهْلَ الْكُفْرِ.
    وَالصَّوَابُ - إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي الْآيَةِ دِلَالَةٌ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ، وَلَا جاء بِصِحَّتِهِ أَثَرٌ لَازِمٌ عَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَكُونَ الْخِيَارُ فِي ذَلِكَ إِلَى الْمُسَلَّمِ عَلَيْه،ِ بَيْنَ رَدِّ الْأَحْسَنِ أَوِ الْمِثْلِ، إِلَّا فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي خَصَّ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَكُونُ مُسَلَّمًا لَهَا، وَقَدْ خَصَّتِ السُّنَّةُ أَهْلَ الْكُفْرِ بِالنَّهْيِ عَنْ رَدِّ الْأَحْسَنِ مِنْ تَحِيَّتِهِمْ عَلَيْهِمْ أَوْ مِثْلِهَا، إِلَّا بِأَنْ يُقَالَ: وَعَلَيْكُمْ، فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَتَعَدَّى مَا حَدَّ فِي ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا أَهْلُ الْإِسْلَامِ فَإِنَّ لِمَنْ سُلِّمَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ فِي الرَّدِّ مِنَ الْخِيَارِ مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ.

    وعلى القول في تأويل الآية؛ أن الرد بالأحسن يشمل غير المسلمين؛ فليس في ذلك دليل على جواز تهنئة غير المسلمين في أعيادهم ردًا على تهنئتهم المسلمين، إذ التحية وإن كانت من غير المسلم للمسلم أو لغير المسلم فهي عمل صحيح وإن لم يكن مقبولًا عند الله عز وجل لكفر فاعله {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان:٢٣]، فجاز للمسلم - بالضوابط الشرعية - الرد على العمل الصحيح الصادر من غير المسلم تُجاه المسلم بالحسنة برًا به وقسطًا إليه.
    وأما تهنئتهم المسلمين بمناسباتهم فهو عمل صحيح وإن لم يكن مقبولًا أيضًا، ولكن إذا كان المهنى به مما يقابله عند غير المسلمين من الأعمال الصحيحة مثل النكاح أو المولود أو النجاح في الدراسة أو ما شابه جاز للمسلم رد التهنئة عليهم في مناسباتهم الخاصة بمعاشهم المباح على أحد قولي أهل العلم.
    وأما تعظيمهم ليوم عيدهم الكفري فعمل غير مشروع، ولا يقبله الله عز وجل من أحد البتة، فلا يجوز للمسلم أن يهنئهم راجيًا لهم أن يكون عيدهم الكفري مبعث سرورهم وسعادتهم!!!
    إذ الرضى بالكفر ناقض للإيمان {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لَا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة:٢٥٦].
    قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٥٥٨/٤):
    فَمَنْ يَجْحَدْ رُبُوبِيَّةَ كُلِّ مَعْبُودِ مِنْ دُونَ اللَّهِ فَيَكْفُرُ بِهِ؛ {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} يَقُولُ: وَيُصَدِّقُ بِاللَّهِ أَنَّهُ إِلَهُهُ وَرَبُّهُ وَمَعْبُودُهُ، {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} يَقُولُ: فَقَدْ تَمَسَّكَ بِأَوْثَقِ مَا يُتَمَسَّكُ بِهِ مِنْ طَلَردًاالْخَلَ اصِ لِنَفْسِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ. انتهى كلام الطبري.
    وكل ما كان ممقوتًا عند الله عز وجل فهو ممقوت عند أهل الإيمان {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا}[غافر:٣٥].
    فوجب على المؤمنين إبداء البغضاء لكل ما كان مبغوضًا عند الله عز وجل {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَن َّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة:٤].
    فكيف يقال: إن المسلم يهنئ غير المسلمين بأعيادهم الكفرية ردًا على تهنئهم المسلمين إلا ممن سفه نفسه.
    نسأل الله العفو العافية.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد طه السيد مشاهدة المشاركة
    قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٥٥٨/٤):
    فَمَنْ يَجْحَدْ رُبُوبِيَّةَ كُلِّ مَعْبُودِ مِنْ دُونَ اللَّهِ فَيَكْفُرُ بِهِ؛ {وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} يَقُولُ: وَيُصَدِّقُ بِاللَّهِ أَنَّهُ إِلَهُهُ وَرَبُّهُ وَمَعْبُودُهُ، {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} يَقُولُ: فَقَدْ تَمَسَّكَ بِأَوْثَقِ مَا يُتَمَسَّكُ بِهِ مِنْ طَلَردًاالْخَلَ اصِ لِنَفْسِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ. انتهى كلام الطبري.
    تصحيح

    قال ابن جرير الطبري في تفسيره (٥٥٩/٤):

    فَقَدْ تَمَسَّكَ بِأَوْثَقِ مَا يُتَمَسَّكُ بِهِ مِنْ طَلَبِ الْخَلَاصِ لِنَفْسِهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    السلام عليكم ورحمة الله ويركاته
    أرى أن إعادة نشر هذا الموضوع في هذا الوقت مهم للغاية.
    والحمد لله رب العالمين.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2021
    المشاركات
    483

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم


    الحمد لله
    لا شك أنه موضوع لا ينتهي نفعه ولا ينقضي فضله .
    فجزاك الله خيراً .
    وكنت أحب أن تكون إعادة التذكير بشئ كهذا وتصوير خطورة حاله وبؤس مآله في الدارين
    لمن كان حسابه في هذه القضايا شهوته وجبنه بأن يُطرح في كل مرة بثوب جديد
    وفقه أدق وتحرير أفضل وشواهد تنير الطريق بها أكثر .
    ولايكلف الله نفساً إلا وسعها .
    وفقك الله ،،،،،

    يا رب الأرباب يا ملك الملوك
    تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد طه السيد مشاهدة المشاركة

    9- فمن أنكر التهنئة في المثال الثاني مع تجويزه تهنئة الكفار في أعيادهم بكفرهم فليس من الأسوياء، وإنما أنكر التهنئة في المثال الثاني لاجتماع فطر الناس في زمانه على النفرة منه، لكي لا يتهموه بالجنون كاتفاقهم على المثال الأول، ولو أتى زمان تألف فيه طباع الناس المثال الثاني - وهو كائن كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من حديث عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاص عند ابن أبي شيبة في مصنفه (37277) بإسناد صحيح فقال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ» - فإن هذا الذي لا ينكر تهنئة الكفار في أعيادهم بالكفر لو أظله هذا الزمان لما أنكر ما كان في المثال الثاني لاجتماع طباع الناس يومها عليه.
    فنسأل الله العافية في الدنيا والآخرة، ونسأله العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأهلنا ومالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، اللهم احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. آمين.

    إضافة

    قال البزار في مسنده (٢٣٥٣):
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُوا فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ».

    ٢٣٥٤ - وَأَخْبَرَنَاهُ الْفَهْمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مِثْلَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ».

    قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ إِلَّا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

    قال ابن حجر بعده في مختصر زوائد مسند البزار (١٦٥٧): صَحيحٌ.

    وقال أبو يعلى الموصلي في مسنده (٤٥٠٤/المطالب العالية):
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمرو رَضِيَ الله عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ»، قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ؟، قَالَ: نَعَمْ لَيَكُونَنَّ».

    وقال ابن حبان - من طريق الأخير - في صحيحه (٤٩١٩/التقاسيم والأنواع):
    أَخبَرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، قَالَ: حَدثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حَدثنا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدثنا أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدُوا فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ»، قُلْتُ: إِنَّ ذَاكَ لَكَائِنٌ؟ قَالَ: "نَعَمْ لَيَكُونَنَّ».

    قال البوصيري في إتحاف الخيرة (٧٥٨٦):
    رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَعَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ.

    وقال الطبراني في المعجم الكبير (١٣/ ٣٦٥) (١٤١٨٠):
    حدثنا حَفْص بن عمر الرَّقِّي، ثنا عارِم، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عثمانَ بن حَكيم، عن أبي أُمامة بن سَهْل بن حُنَيف، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ تَسَافُدَ البَهَائِمِ فِي الطُّرُقِ».

    وقال أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (٤٠٠٦٠/ط. إشبيليا):
    حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ».

    وقال في (٤٠٢٠٠):
    حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الطَّائِفِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْحَمِيرِ، فَيَأْتِيهِمْ إِبْلِيسُ فَيَصْرِفُهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ».

    وقال نعيم بن حماد في الفتن (١٧٩٩):
    حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَسَافَدَ النَّاسُ فِي الطُّرُقِ تَسَافُدِ الْحَمِيرِ».

    وقال الحاكم في المستدرك (٨٦١٣):
    حدَّثَناه علي بن حَمْشَاذَ العَدْل، حدثنا هشام بن علي، حدثنا سليمان بن حَرْب، حدثنا عِمران القَطَّان، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم، عن عبد الله بن عمرو، قال: لا تقوم الساعة حتى يبعث الله ريحًا لا تدعُ أحدًا في قلبه مثقالُ ذَرَّةٍ من تُقًى أو نُهًى إلَّا قَبَضَتْه، ويلحقُ كلُّ قوم بما كان يعبد آباؤُهم في الجاهلية، ويبقى عَجَاجٌ من الناس، لا يأمرون بمعروفٍ ولا يَنهَوْنَ عَن مُنكَر، يتناكحون في الطُّرُق كما تتناكحُ البهائم، فإذا كان ذلك اشتدَّ غضب الله على أهل الأرض فأقامَ الساعة.

    وقال في (٨٦٥٥):
    حدثنا أَبُو زَكَرِيِّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، وَحَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: إِنَّ مِنْ آخِرِ أَمْرِ الْكَعْبَةِ أَنَّ الْحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْتَ، فَيَتَوَجَّهُ الْمُسْلِمُونَ نَحْوَهُمْ، فَيَبْعَثُ اللهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا أَثَرُهَا شَرْقِيَّةٌ، فَلَا يَدَعُ اللهُ عَبْدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ خِيَارِهِمْ بَقِيَ عَجَاجٌ مِنَ النَّاسِ، لَا يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ، وَلَا يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ، وَعَمَدَ كُلُّ حَيٍّ إِلَى مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ الْأَوْثَانِ فَيَعْبُدُهُ، حَتَّى يَتَسَافَدُونَ فِي الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ الْبَهَائِمُ، فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ. فَمَنْ أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَلَا عِلْمَ لَهُ.

    قال الحاكم: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِهِمَا، مَوْقُوفٌ.

    قلت [البنهاوي]: والمرفوع أصح.

    ويشهد لرواية الرفع ما أخرجه مسلم في صحيحه (٢٩٤٠) عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أنه قال - في حديث طويل -:
    «.......، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ.
    قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
    قَالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ
    ، .......».

    قال القاضي عياض في إكمال المعلم (٨/ ٤٩٤):
    وَقَوْلُهُ: «وَيَبْقَى شِرَارُ الخَلْقِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ»، أَيْ: فِي مُسَارَعَتِهِمْ وَخِفَّتِهِمْ إِلَى الشُّرُورِ وَقَضَاءِ الشَّهَوَاتِ كَطَيَرَانِ الطَّيْرِ، وَفِي الْإِفْسَادِ والْعُدْوَانِ وَظُلْمِ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فِي خُلُقِ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ.

    قلت [البنهاوي]: وكذلك يشهد لرواية الرفع ما أخرجه مسلم أيضًا في صحيحه (٢٩٤١)
    عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا».

    وعَنْ أَبِي زُرْعَةَ قَالَ: «جَلَسَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بِالْمَدِينَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنِ الْآيَاتِ: أَنَّ أَوَّلَهَا خُرُوجًا الدَّجَّالُ.
    فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ شَيْئًا، قَدْ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ». فَذَكَرَ بِمِثْلِهِ.

    قلت [البنهاوي]: فقوله في رواية الحاكم (٨٦٥٥): (فَمَنْ أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَ هَذَا فَلَا عِلْمَ لَهُ) إنما أراد به الرد على ما قاله مروان بن الحكم كما جاء مفسرًا في رواية مسلم الأخيرة.

    ومن شواهد الحديث المرفوع ما أخرجه مسلم في صحيحه (٢٩٣٧):
    عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ: «ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، ...... قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟، قَالَ: كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُون َ لَهُ، ....... إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ».

    أخرجه أحمد في مسنده (١٧٦٢٩)، والترمذي في الجامع (٢٢٤٠)، وابن ماجه في السنن (٤٠٧٥)، وإسحاق بن حنبل في الفتن (٢٩)، وأبو عوانة في مستخرجه (١٢٧٩٤/ط. الجامعة الإسلامية)، والطبراني في مسند الشاميين (٦١٤)، والحاكم في المستدرك (٨٧٥٨)، والبيهقي في البعث والنشور (٢٢٤/ت. الشوامي).

    قال النووي في شرحه على صحيح مسلم:
    (يتهارجون تهارج الحمير)، أَيْ: يُجَامِعُ الرِّجَالُ النِّسَاءَ بِحَضْرَةِ النَّاسِ كَمَا يَفْعَلُ الْحَمِيرُ وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ، وَالْهَرْجُ - بِإِسْكَانِ الرَّاءِ -: الْجِمَاعُ، يُقَالُ: هَرَجَ زَوْجَتَهُ، أَيْ: جَامَعَهَا، يَهْرَجُهَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا.

    قلت [البنهاوي]: ومن شواهد الحديث المرفوع أيضًا ما أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (٦١٨٣/السناري)، فقال:
    حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حدّثنا خلف بن خليفة، حدّثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «وَالَّذِي نَفْسِى بيَدِهِ، لا تَفْنَى هَذِه الأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى المرْأَةِ فَيَفْتَرِشهَا فِي الطَّرِيقِ، فَيَكُونَ خِيَارَهُمْ يَوْمَئِذٍ منْ يَقُولُ: لَوْ وَارَيتهَا وَرَاءَ هَذَا الحائِطِ!».

    وأخرجه أبو شجاع الديلمي في مسند الفردوس (٧٠٤٤).

    قلت [البنهاوي]: ويشهد له موقوفًا ما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨٥٨٥) و(٨٥٨٦) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، مَنْ لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَهَارَجُ الْبَهَائِمُ فِي الطَّرِيقِ، تَمُرُّ الْمَرْأَةُ بِالرَّجُلِ فِي الطَّرِيقِ فَيَقُومُ إِلَيْهَا فَيَقْضِي حَاجَتَهُ مِنْهَا، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَيَضْحَكُونَ إِلَيْهِ، كَرَجْرَاجَةِ التَّمْرِ الْخَبِيثِ الَّذِي لَا يُطْعَمُ».

    أخرجه عبد الملك بن حبيب في أشراط الساعة (٩)، ونعيم بن حماد في الفتن (١٨٣٢).

    وجاء في روايةٍ ضعيفة عند الطبراني في المعجم الكبير (٧٨٠٧) في حديث طويل عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    « ....... حَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالْقَوْمِ، فَيَقُومُ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ، فَيَرْفَعُ بِذَيْلِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ، فَقَائِلٌ يَقُولُ - يَوْمَئِذٍ -: أَلَا وَارِ مِنْهَا وَرَاءَ الْحَائِطِ، فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ، ....... ».

    وصحح الألباني حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة في السلسلة الصحيحه (٤٨١).

    وللشيخ الألباني- رحمه الله تعالى- في هذا الموضع بحث نفيس، جمع فيه - رحمه الله تعالى- شواهد هذا الحديث.

    كتبه أحمد بن طه بن السيد أبو عبد الله البنهاوي المصري
    في ضحى يوم الخميس ٩ من رجب ١٤٤٦ الموافق ٠٩-٠١-٢٠٢٥م.

    والحمد لله رب العالمين.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    أتريب, بنها, القليوبية, مصر
    المشاركات
    91

    افتراضي رد: حكم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد طه السيد مشاهدة المشاركة

    تنقيح لهذه الفقرة

    ويشهد لرواية الرفع ما أخرجه مسلم في صحيحه (٢٩٤٠) عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو أنه قال - في حديث طويل -:
    «.......، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ.
    قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ.
    قَالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ
    ، .......».

    ويشهد لرواية الرفع وأن عبد الله بن عمرو كان يحدث به موقوفًا عليه كثيرًا ما أخرجه مسلم في صحيحه (٢٩٤٠) - في حديث طويل - عن يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو وَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ؟!، تَقُولُ: إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا؟!.
    فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ! - أَوْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ!، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا -، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لَا أُحَدِّثَ أَحَدًا شَيْئًا أَبَدًا، إِنَّمَا قُلْتُ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا؛ يُحَرَّقُ الْبَيْتُ، وَيَكُونُ، وَيَكُونُ.
    ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ عَامًا -، فَيَبْعَثُ اللهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ - كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ - فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ، فَلَا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ.
    قَالَ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ، قَالَ: فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ، لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ ، فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرُنَا؟، فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، .......».

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •