المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني
هذا جواب عن تخلف الملزوم ( توحيد الالهية ) عن لازمه ( توحيد الربوبية )
بارك الله فيك أخى الفاضل الطيبونى
ما هو الَّازم المتخلف هنا ؟
والجواب كما قال الشيخ سليمان ابن عبد الله - أنه لم يأت به[أى توحيد الربوبية] على وجه الكمال المطلوب
أما توحيد الالوهية فلا يتخلف عنه أصل توحيد الربوبية فلا يمكن أن يجتمع توحيد الالوهية مع الشرك الاكبر فى الربوبية كاعتقاد أن هناك من يخلق أو يحي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى. فهذا ينافى ويناقض أصل الايمان بالربوبية- فلا يوجد ولا يتحقق توحيد الالوهية مع الشرك الاكبر فى الربوبية لأن هذا ينقض توحيد الالوهية فاذا تخلف تخلف معه توحيد الالوهية-فتوحيد الالوهية لا يمكن ابداََ ان يتخلف عنه أصل توحيد الربوبية
فما يقدح فى أصل توحيد الربوبية فشرك أكبر لا يمكن ان يوجد توحيد الالوهية مع تخلف اصل توحيد الربوبية
****
أما توحيد الالوهية فيمكن أن يتخلف عنه الكمال المطلوب فى توحيد الربوبية
قال ابن عثيمين رحمه الله : لبس الحلقة ونحوها إن اعتقد لا بسها أنها مؤثرة بنفسها دون الله فهو مشرك شركا أكبر في توحيد الربوبية لأنه اعتقد ان مع الله خالقا غيره .
وإن اعتقد أنها سبب , ولكنه ليس مؤثرا بنفسه فهو مشرك شركا أصغر لأنه لما اعتقد ان ماليس بسبب سببا فقد شارك الله تعالى في الحكم لهذا الشىء بأنه سبب والله تعالى لم يجعله سببا .اه القول المفيد (1/165)
*************
قال الشيخ عبد الرحمن ابن قاسم في حاشيته على كتاب التوحيد :
وإنما كان شركا أي التمائم ـ لما يقوم بقلبه من التعلق على غيرالله في جلب نفع او دفع ضر و كمال التوحيد لايحصل إلا بترك ذلك وكانوا يتلمحون من تعليقها تمام أمر من عُلقت عليه أن يتم له أمره .اهـ
وقال الشيخ عبد الرحمن ابن القاسم في حاشية على كتاب التوحيد: يعني إذا اعتقد أن للنوء تأثيرا في إنزال المطر فهذا كفر لإنه شرك في الربوبية , وإن لم يعتقد ذلك فهو من الشرك الأصغر , لأنه نسب نعمة الله الى غيره لأن الله لم يجعل النوء سببا لإنزال المطر فيه ودل على أنه لايجوز لاحد يضيف أفعال الله الى غيره .اهـ
**************
قال الشيخ ابن عثيمين في القول المفيد (1/577)
قال صلى الله عليه وسلم ((الطيرة شرك ... )) . : فإنه لايعد مشركا شرك يخرجه من المله لكنه أشرك من حيث أنه اعتمد على هذا السبب الذي لم يجعله الله سببا وهذا يضعف التوكل على الله ويوهن العزيمة وبذلك يعتبر شركا من هذه الناحية
والقاعدة : (إن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا فإنه مشرك شركا أصغر ) وهذا نوع من الإشراك مع الله إما في التشريع إن كان هذا السبب شرعيا وإما في التقدير إن كان هذا السبب كونيا لكن لو اعتقد هذا المتشائم المتطير أن هذا فاعل بنفسه دون الله فهو مشرك شركا أكبر لأنه جعل لله شريكا في الخلق والإجاد .اهـ
ثالثها : الإستسقاء بالأنواء , قال صلى الله عليه وسلم (( يقول الله جل وعلا : أصبح من عبادي مؤمنا بي وكافر ...الحديث )) .
*******************
الطيرة مثلا -،
منها ما هو كفر أكبر، وذلك إذا اعتقد أن الشيء المتطير به ينفع ويضر بذاته،
ومنها ما هو كفر دون كفر، وهو ما إذا اعتقد أن هذا الشيء سبب للنفع والضر
****
قال ابن عثيمين في القول المفيد (2/19) : أن ينسب حصول الأمطارالى هذه الأنواء على أنها هي الفاعلة بنفسها دون الله ولولم يدعها فهذا شرك أكبر في الربوبية والأول في العبادة لأن الدعاء من العبادة وهو متضمن للشرك في الربوبية لأنه لم يدعها إلا وهو يعتقد أنها تفعل وتقضي الحاجة .
القسم الثاني : شرك أصغر وهو أن يجعل هذه الأنواء سببا مع اعتقاده أن الله هو الخالق الفاعل لأن كل من جعل سببا لم يجعله الله سببا لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركا أصغر .اهـ
***************
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد (2/397) :
الإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية خصوصا .اهـ ومن القوادح فى الايمان بالقدر ما ينافى أصل توحيد الربوبية ومنه قوادح تنافى الكمال المطلوب
**************
قال الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب التوحيد:
قال الشيخ رحمه الله((باب قول : ماشاء الله وشئت )) يعني : ماورد في ذلك من النهي , وأنه شرك وتنديد ، لأنك إذا قلت ذلك شركت بين الخالق والمخلوق في المشيئة حيث عطفت بالواو , والواو تقتضي التشريك , فهذا شرك في الربوبية, وهو لايجوز, وإن كان القائل لايعتمد هذا في قلبه , فهو شرك في اللفظ منهي عنه ,فكيف إذا اعتمد هذا في قلبه ؟, فالأمر أشد . اهـ
**************
ومن هذا يتبين أخى الطيبونى أن المقصود بكلام الشيخ سليمان ابن عبد الله - تخلف الملزوم عن لازمه هو الكمال الواجب المطلوب فى توحيد الربوبية هذا قد يتخلف- أما الامور التى تقدح فى أصل توحيد الربوبية من الشرك الاكبر فيتخلف معها توحيد الالوهية
***** وكذلك الشرك الاكبر فى الاسماء والصفات كشرك الجهمية المعطلة هذا يتخلف معه أيضا توحيد الالوهية
وهذا هو اعتقاد أهل التوحيد- أن الشرك الاكبر والتوحيد لا يجتمعان-
أما المجادلين عن أهل الشرك والقبوريين من أنصار داوود ابن جرجيس وورثته المعاصرين تحت غطاء العذر بالجهل عقيدة السلف -نعم هم خلف وسلفهم داوود العراقى عدو الدعوة النجدية الأول-أبو جهل زمانه -فرعون هذه الامة- قائدهم ومقَدَمهم فى مثل هذه المسائل والمقالات- فعندهم يجتمع الشرك الاكبر مع التوحيد والاسلام-تحت شبهة العذر بالجهل-فالخلاف مع كثير من أصحاب قضية العذر بالجهل خلاف عقدى فى أصل توحيد الانبياء والمرسلين-
وبعضهم الخلاف معه فى تجاذب الادلة ومقالات مخالفة لمنهج علماء الدعوة النجدية- اذا كان يحقق أصل توحيد الانبياء والمرسلين ويتبرأ من الشرك وأهله
- وأنا أتذكر نقلك أخى الطيبونى من باب الانكار على أحد أدعياء السلفية يقرر إجتماع الشرك الاكبر فى الالوهية مع الاسلام اذا لم يعتقد التأثير والاستقلال- وهؤلاء مستميتين فى الدفاع عن اهل الشرك وشبهاتهم لا تنتهى ولكن نحن والحمد لله نكشف ما ألقاه إبليس على قلب داوود ابن جرجيس- وسبحان الله- وجدت كثير من المعاصرين ينقل من كتب وشبهات داوود العراقى بالحرف والنص كلامه- بل وجدت بعضهم ينقل أدلة العذر بالجهل من كتاب للمناوئين لدعوة علماء الدعوة النجدية وهو كتاب الصواعق الالهية فى الرد على الوهابية ينقل بالحرف والنص
ولكن
كما قال تعالى - وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وقل -أيها الرسول- للمشركين:
جاء الإسلام وذهب الشرك، إن الباطل لا بقاء له ولا ثبات، والحق هو الثابت الباقي الذي لا يزول-و الباطل لا يروج إلا في الأزمان والأمكنه التى تغيب فيها دعوة التوحيد- والباطل قد يكون له صولة وروجان إذا لم يقابله الحق ولكن عند مجيء الحق ونور التوحيد والايمان يضمحل الباطل ويتلاشى
*****
ولا يسعنى الا أن أقول كما قال جل وعلا
( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون )