جماليّة المفردة القرآنيّة عند ضياء الدّين بن الأثير
الدكتور عيسى العاكوب
وبعد أن حدَّد ضياء الدين روح الجمال اللغوي وجوهره مضى إلى القرآن الكريم يتبين الشواهد التي تؤيد مذهبه، ويأخذ في بيان أسباب الجمال التي لا تخرج في النهاية عما أسماه بـ "امتاع الصوت للأذن". أما المعايير الأساسية التي استند إليها فهي:
1-عيار ائتلاف أحرف الكلمة:
يناقض ضياء الدين مسألة أن تكون الكلمة مؤلفة من أقل الأوزان تركيباً حتى تكون جميلة، وهو ما قال به ابن سنان، واستقبح على أساس منه بعض المفردات، ومن ذلك كلمة "سويداواتها" التي وردت في بيت المتنبي:
إن الكرام بلا كرام منهم مثل القلوب "بلا سويداواتها(27)"
وينكر أن يكون الطول هو الذي قبَّح هذه المفردة، وشأنها، وإنما الأمر أنها هي نفسها قبيحة، وقد كانت جميلة حسنة حين كانت مفردة. وههنا يدلل ضياء الدين على صحة دعواه بألفاظ من القرآن جاءت أطول من هذه الكلمة، ولكنها ظلت جميلة. يقول ضياء الدين: "وقال (يريد ابن سنان): إن لفظة "سويداواتها" طويلة، فلهذا قبحت؛ وليس الأمر كما ذكره؛ فإن قبح هذه اللفظة لم يكن بسبب طولها، وإنما هو لأنها في نفسها قبيحة، وقد كانت وهي مفردة حسنة، فلما جمعت قبحت، لا بسبب الطول. والدليل على ذلك أنه قد ورد في القرآن الكريم ألفاظ طوال، وهي مع ذلك حسنة، كقوله تعالى: (فسيكفيكهم الله( فإن هذه اللفظة تسعة أحرف، وكقوله تعالى: (ليستخلفنَّهم في الأرض( فإن هذه اللفظة عشرة أحرف، وكلتاهما حسنة رائقة. ولو كان الطول مما يوجب قبحاً لقبحت هاتان اللفظتان، وليس كذلك(28)". وإذا ما مضينا نتلمس أسباب استجادة هاتين اللفظتين القرآنيتين، على طولهما، طلع علينا ضياء الدين بتفسير يكاد يكون مجدداً فيه، وهو "ائتلاف الحروف مع بعضها". وهذا أمر لم يشر إليه صراحة حين جعل الأساس الأول للجمال "استجادة السمع". يقول في هذا الصدد: "والأصل في هذا الباب ما أذكره، وهو أن الأصول من الألفاظ لا تحسن إلا في الثلاثي وفي بعض الرباعي، كقولنا: عذب وعسجد؛ فإن هاتين اللفظتين إحداهما ثلاثية والأخرى رباعية، وأما الخماسي من الأصول فإنه قبيح، ولا يكاد يوجد منه شيء حسن، كقولنا: ججمرش، وصهصلق، وما جرى مجراهما، وكان ينبغي على ما ذكره ابن سنان أن تكون هاتان اللفظتان حسنتين واللفظتان الواردتان في القرآن قبيحتين، لأن تلك تسعة أحرف وعشرة، وهاتان خمسة خمسة، ونرى الأمر بالضد مما ذكره. وهذا لا يعتبر فيه طول ولا قصر، وإنما يعتبر نظم تأليف الحروف بعضها مع بعض. ولهذا لا يوجد في القرآن من الخماسي الأصول شيء، إلا ما كان من اسم نبي عُرِّب اسمه، ولم يكن في الأصل عربياً نحو إبراهيم وإسماعيل(29)". وكان الرافعي، في أول هذا القرن، قد أيّد مذهب ضياء الدين في شأن جمال هاتين المفردتين، وهو يقول في صدد ذلك: "وقد وردت في القرآن ألفاظ هي أطول الكلام عدد حروف ومقاطع مما يكون مستثقلاً بطبيعة وضعه أو تركيبه، ولكنها بتلك الطريقة التي أومأنا إليها قد خرجت في نظمه مخرجاً سرياً، فكانت من أحضر الألفاظ حلاوة وأعذبها منطقاً، وأخفها تركيباً، إذ تراه قد هيأ لها أسباباً عجيبة من تكرار الحروف وتنوع الحركات، فلم يجرها في نظمه إلا وقد وجد ذلك فيها، كقوله: (ليستخلفنَّهم في الأرض) فهي كلمة واحدة من عشرة أحرف، وقد جاءت عذوبتها من تنوع مخارج الحروف، ومن نظم حركاتها، فإنها بذلك صارت في النطق كأنها أربع كلمات، إذ تنطق على أربعة مقاطع، وقوله: (فسيكفيكهمُ اللهُ) فإنها كلمة من تسعة أحرف، وهي ثلاثة مقاطع، وقد تكررت فيها الياء والكاف، وتوسط بين الكافين هذا المدُّ الذي هو سر الفصاحة في الكلمة كلها(30)".
2-عيار سهولة النطق:
يذهب ضياء الدين في جمال المفردات إلى أن تكون المفردة مؤلفة من أحرف يسهل النطق بها، سواء أكانت طويلة أم قصيرة. ومثّل لثقل المفردة بلفظة "مستشزرات" الواردة في بيت امرئ القيس. ويرى أنه لو استبدلت هذه اللفظة بلفظة أخرى هي –مثلاً- "مستنكِرات" أو "مستنفِرات"، مما كان على وزنها، لما كان في الكلمة المستخدمة أي ثقل أو قبح. ويتصل بسهولة النطق أيضاً أن تكون الكلمة مبنية من حركات خفيفة، ليخف النطق بها. لكنه لا يبين السبب في ورود كلمات قرآنية توالت فيها حركة الضم الثقيلة دون أن تستقبح أمثال هذه الكلمات. يقول: "ومن أوصاف الكلمة أن تكون مبنية من حركات خفيفة؛ ليخف النطق بها، وهذا الوصف يترتب على ما قبله من تأليف الكلمة، ولهذا إذا توالى حركتان خفيفتان في كلمة واحدة لم تُستثقل، وبخلاف ذلك الحركات الثقيلة؛ فإنه إذا توالت منها حركتان في كلمة واحدة استثقلت؛ ومن أجل ذلك استثقلت الضمة على الواو والكسرة على الياء؛ لأن الضمة من جنس الواو، والكسرة من جنس الياء، فتكون عند ذلك كأنها حركتان خفيفتان.. واعلم أنه قد توالت حركة الضم في بعض الألفاظ، ولم يُحدث فيها كراهة ولا ثقلاً، كقوله تعالى: (ولقدْ أنذرهم بطشَتنا فتمارَوا بالنَّذُر(، وكقوله تعالى: (إنَّ المجرمينَ في ضلالٍ وسُعُر(، وكقوله تعالى: (وكلُّ شيءٍ فعلوه في الزُّبُر(؛ فحركة الضمّ في هذه الألفاظ متوالية، وليس بها من ثقل ولا كراهة(31)". وقد استوقف هذا الرافعيَّ، فأبدأ فيه وأعاد، وصدر عن رأي غاية في الوجاهة، وعدَّ ذلك طريقاً خاصة للقرآن الكريم. يقول: "ومن ذلك لفظة (النُّذر) جمع نذير، فإن الضمة ثقيلة فيها لتواليها على النون والذال معاً، فضلاً عن جَسْأة هذا الحرف ونبوِّه في اللسان، وخاصة إذا جاء فاصلة للكلام، فكل ذلك مما يكشف عنه ويفصح عن موضع الثقل فيه، ولكنه جاء في القرآن على العكس، وانتفى من طبيعته في قوله تعالى: (ولقد أنذرهُم بطشتَنا فتمارَوا بالنُّذُر(، فتأملْ هذا التركيب، وأنعمْ ثم أنعم على ما تأمله، وتذوق مواقع الحروف، وأجر حركاتها في حس السمع، وتأمل مواضع القلقلة في دال (لقد)، وفي الطاء من (بطشتنا)، وهذه الفتحات المتوالية فيما وراء الطاء إلى واو (تماروا) مع الفصل بالمد، كأنها تثقيل لخفة التتابع في الفتحات إذا هي جرت على اللسان؛ ليكون ثقل الضمة عليه مستخفاً بعد، ولتكون هذه الضمة قد أصابت موضعها كما تكون الأحماض في الأطعمة. ثم ردد نظرك في الراء من (تماروا) فإنها ما جاءت إلا مساندة لراء (النُّذُر) حتى إذا انتهى اللسان إلى هذه انتهى إليها من مثلها، فلا تجفو عليه ولا تغلُظ ولا تنبو فيه، ثم أعجب لهذه الغنَّة التي سبقت الطاء في نون (أنذرهم) وفي ميمها، وللغنة الأخرى التي سبقت الذال في (النُّذُر)(32)".
3-عيار الجدة وعدم الابتذال:
جعل ضياء الدين من أسباب جمال المفردة أن لا يكون طول الاستعمال قد ابتذلها، فمجها الذوق، وكرهها السمع. ويلوح أن قانون التغير يصيب كل شيء؛ فما كان جديداً في زمن يغدو سفسافاً حين تلوكه الألسنة ويغدو ملكاً للناس جميعاً، ومن هنا يجنح البلغاء إلى اصطناع كل وسيلة لمباغتة المتلقي بالجديد. وكان المبدأ القائل أن "لكل جديد روعة" ينسحب على اللغة نفسها. وقف ضياء الدين حيال هذه المسألة، ورأى أنه لا يسلم شاعر من أن تكون في لغته ألفاظ مبتذلة، لكن الشعراء يتفاوتون في مبلغ الإتيان بهذا المبتذل. لكنه عيب يخلق بالبليغ أن يتجنبه. وأيد مذهبه من خلال المقارنة بين استخدام شاعر مفلق والاستخدام القرآني للفظة "آجَرّ"، التي يرى أنها مبتذلة جداً، وأنها وردت في شعر النابغة الذبياني، لكن الذكر الحكيم حين احتاج إلى مدلولها استعاض عن هذا اللفظ ببديل، في طريقة غاية في السمو والأناقة والروعة. يقول ضياء الدين: "وهذا القسم من الألفاظ المبتذلة لا يكاد يخلو منه شعر شاعر، لكن منهم المُقِل، ومنهم المكثِر، حتى أن العاربة قد استعملت هذا، إلا أنه في أشعارها أقل. فمن ذلك قول النابغة الذبياني في قصيدته التي أولها:
-من آل مية رائح أو مغتدي-
أو دمية في مرمر مرفوعة بنيت بآجر يشاد بقرمد
فلفظة "آجر" مبتذلة جداً، وإن شئت أن تعلم شيئاً من سر الفصاحة التي تضمنها القرآن، فانظر إلى هذا الموضع، فإنه لما جيء فيه بذكر الآجر لم يذكر بلفظه ولا بلفظ القرمد أيضاً، ولا بلفظ الطوب الذي هو لغة أهل مصر؛ فإن هذه الأسماء مبتذلة، لكن ذكر في القرآن على وجه آخر، وهو قوله تعالى: (وقال فرعونُ يا أيّها الملأُ ما علمْتُ لكم من إلهٍ غيري فأوقِدْ لي يا هامانُ على الطِّينِ فاجعل لي صرحاً( فعبر عن الآجر بالوقود على الطين(33)". والحق أن مجافاة اللفظة المبتذلة للذوق وعدم جماليتها أمر يرجع فيه إلى الجبلة البشرية، حيث يأنف الإنسان إلى ما طال وروده على حواسه في صورة واحدة. ويعمد الذكر الحكيم ههنا وفي مواضع كثيرة إلى الكناية، وهي ضرب من البيان العالي الذي يذهب بالنفس كل مذهب، ويحدث فيها أقصى قدر من التأثير. ولقد تبين المرحوم الرافعي في الاستخدام القرآني لهذه الصورة وجوهاً من المعاني والأغراض مما لم يلم به ضياء الدين، ولا اقترب منه. يقول الرافعي: "ومن الألفاظ لفظة (آجر) وليس فيها من خفة التركيب إلا الهمزة، وسائرها نافر متقلقل لا يصلح مع هذا المد في صوت ولا تركيب على قاعدة نظم القرآن، فلما احتاج إليها لفظها ولفظ مرادفها وهو (القرمد)، وكلاهما استعمله فصحاء العرب ولم يعرفوا غيرهما، ثم أخرج معناها بألطف عبارة وأرقها وأعذبها، وساقها في بيان مكشوف يفضح الصبح، وذلك في قوله تعالى: (وقال فرعونُ يا أيُّها الملأُ ما علمتُ لكم من إله غيري فأوقدْ لي يا هامانُ على الطِّينِ فاجعل لي صرحاً( فانظر، هل تجد في سر الفصاحة وفي روعة الإعجاز أبرع وأبدع من هذا؟ -وأي عربي فصيح يسمع مثل النظم وهذا التركيب ولا يملِّكه حسه، ولا يسوِّغه حقيقة نفسه، ولا يجن به جنوناً، ولا يقول آمنت بالله ربَّاً وبمحمد نبيَّاً وبالقرآن معجزة؟- وتأمل كيف عبر عن "الآجر" بقوله: "فأوقد لي يا هامان على الطين"، وانظر موضع هذه القلقلة التي هي في الدال من قوله (فأوقد) وما يتلوها من رقة اللام، فإنها في أثناء التلاوة مما لا يطاق أن يعبر عن حسنه. وكأنما تنتزع النفس انتزاعاً. وليس الإعجاز في اختراع تلك العبارة فحسب، ولكن ما ترمي إليه إعجاز آخر، فإنها تحقر شأن فرعون، وتصف ضلاله، وتسفه رأيه، إذ طمع أن يبلغ الأسباب أسباب السموات فيطلع إلى إله موسى، وهو لا يجد وسيلة إلى ذلك المستحيل ولو نصب الأرض سلَّماً، إلا شيئاً يصنعه هامان من الطين(34)".
4-عيار سهولة الفهم وقرب التناول:
امتاز القرآن الكريم بلغته السهلة الممتنعة التي يدرك عامة الناس – على تفاوت حظوظهم –شيئاً من دلالتها. وحتى صبيان الكتاتيب يأنسون في أنفسهم قدراً من الفهم لمدلولات ألفاظ الذكر الحكيم، فإن عزَّت الدلالة الدقيقة عضدتها الدلالة الإيحائية المتأتية من رسم ألفاظ القرآن الكريم جزءاً من دلالتها بإيحائها الصوتي وشعاع نورها، الذي يغزو الروح الصافي، فيتلقاه تلقي الظامئ باردَ الماء. يقول الرافعي: "وهذه هي طريقة الاستهواء الصوتي في اللغة، وأثرها طبيعي في كل نفس، فهي تشبه في القرآن الكريم أن تكون صوت إعجازه الذي يخاطب به كل نفس تفهمه، وكل نفس لا تفهمه، ثم لا يجد من النفوس على أي حال إلا الإقرار والاستجابة، ولو نزل القرآن بغيرها لكان ضرباً من الكلام البليغ الذي يطمع فيه أو في أكثره، ولما وجد فيه أثر يتعدى أهل هذه اللغة العربية إلى أهل اللغات الأخرى، ولكنه انفرد بهذا الوجه للعجز(35)".
أما ضياء الدين فقد عدَّ هذه الصفة في القرآن الكريم من مخايل اللغة الجميلة والبيان العالي. وكأنَّ مكمن الجمال ههنا سرعة انجلاء الدلالة لعقل المتلقي وغزوها لقلبه دونما إذن، والحق أن لسهولة الفهم هذه أسباباً كثيرة في كلام المنشئ، وقف النقد العربي عندها كثيراً، وعدها عنصراً لا يستغنى عنه فيما يسمى بليغاً من الكلام. وقد تبين ضياء الدين آثار ذلك في لغة القرآن الكريم. يقول معلقاً على لغة فاتحة الكتاب المبين: "وإذا نظرنا إلى ما اشتملت عليه من الألفاظ وجدناها سهلة قريبة المأخذ، يفهمها كل أحد حتى صبيان المكاتب وعوّام السوقة، وإن لم يفهموا ما تحتها من أسرار الفصاحة والبلاغة؛ فإن أحسن الكلام ما عرف الخاصة فضله، وفهم العامة معناه، وهكذا فلتكن الألفاظ المستعملة في سهولة فهمها وقرب متناولها(36)".
أ-عيار ملاءمة المقام:
أساس القضية هنا أن بعض الألفاظ أحق من مرادفها في أن تقع في جملة من الجمل.
وهو أمر مرده –فيما يرى ضياء الدين- إلى الفطرة السليمة التي تستجيد لفظاً وتنكر مرادفه مكانه، على الرغم من أنه يحمل الدلالة نفسها. ونحسب أن ذلك مرتبط في بعض نواحيه بجهة من جهات الانسجام الصوتي بين مفردات السياق، وإن كان ضياء الدين لا يسعفنا ببيان شاف لمصدر هذا الإيثار والإنكار، ويعيد ذلك إلى مجرد الفطرة الناصعة، وما يحدثه السبك من تآلف واقتراب بين الألفاظ. يقول في هذا الشأن: "ومن الذي يؤتيه اللهُ فطرة ناصعة يكاد زيتُها يضيء ولو لم تمسْسه نار حتى ينظر إلى أسرار ما يستعمله من الألفاظ فيضعها في موضعها. ومن عجيب ذلك أنك ترى لفظتين تدلان على معنى واحد، وكلاهما حسن في الاستعمال، وهما على وزن واحدة وعدة واحدة، إلا أنه لا يحسن استعمال هذه في كل موضع تستعمل فيه هذه، بل يفرق بينهما في مواضع السبك، وهذا لا يدركه إلا من دقَّ فهمه وجل نظره. فمن ذلك قوله تعالى: (ما جعلَ اللهُ لرجلٍ من قلبين في جوفه( وقوله تعالى: (ربِّ إنّي نذرتُ لك ما في بطني محرَّراً( فاستعمل الجوف في الأولى والبطن في الثانية، ولم يستعمل الجوف موضع البطن، ولا البطن موضع الجوف واللفظتان سواء في الدلالة، وهما ثلاثيتان في عدد واحد، ووزنهما واحد أيضاً، فانظر إلى سبك الألفاظ كيف يفعل؟(37)". ويخيّل إلي أن الأمر يعود ها هنا إلى الدلالة الإيحائية لكل من اللفظتين، ذلك أن مادة كل منهما تختلف بعض الاختلاف عن مادة اللفظة الأخرى. فمادة "الجوف" توحي بالضمور والخلوّ والانحسار والعمق، وخاصة بما يرسمه الجيم وبعده الواو الساكن ثم الفاء من دلالة إيحائية، على عكس مادة "البطن" التي توحي بالنتوء والبروز والانكشاف، وهي أنسب للحمل من مادة الجوف؛ فالجنين المكنَّى عنه بقوله تعالى على لسان مريم –عليها السلام-: "ما في بطني" يناسبه كثيراً النتوء والبروز والانكشاف، مثلما هي حال "الحامل"، ويناسبه، تبعاً لذلك، لفظ "بطن" دون "جوف".
6-عيار الرفق في التعامل مع الحس:
يرى ضياء الدين أن أسلوب القرآن الكريم يتعامل مع الحس تعاملاً خاصاً، فهو يرفق به، ويستعمل كل وسيلة يحقق من خلالها امتاع هذا الحس، فإذا ما حدث أن استخدم الذكر الحكيم ألفاظاً متفاوتة في درجة جمالها، فإنه يؤديها إلى الحس وفق ترتيب خاص تزداد فيه جمالاً ورواء. وقد وقف ضياء الدين أمام قول البارئ جلَّ وعلا: (فأرسلنا عليهمُ الطوفانَ والجرادَ والقُمَّلَ والضفادعَ والدَّم آياتٍ مفصلاتٍ(، فقال: "وإذا نظرنا إلى حكمة أسرار الفصاحة في القرآن الكريم غصنا منه في بحر عميق لا قرار له. فمن ذلك هذه الآية المشار إليها، فإنها تضمنت خمسة ألفاظ، هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم، فلما وردت هذه الألفاظ الخمسة بجملتها قدَّم فيها لفظة الطوفان والجراد، وأخرت لفظة الدم آخراً، وجعلت لفظة القُمَّل والضفادع في الوسط؛ ليطرق السمع أولاً الحسن من الألفاظ الخمسة، وينتهي إليه آخراً، ثم إن لفظة الدم أحسن من لفظتي الطوفان والجراد، وأخف في الاستعمال، ومن أجل ذلك جيء بها آخراً. ومراعاة مثل هذه الأسرار والدقائق في استعمال الألفاظ ليس من القدرة البشرية(38)".
ولقد وقف شيخ البيان العربي في هذا القرن الرافعي عند هذه الآية الكريمة، وتبين من أسباب الجمال فيها ما لم يتهيأ مثله لضياء الدين. ذلك أن ضياء الدين يَلمح الجمال جملة فيقول إن هذه اللفظة أجمل من هذه، ولذلك قدمت هذه وأخرت تلك الخ...، أما الرافعي فيضع يدنا على تعليل مقنع لجمال ما اعتدَّه ضياء الدين جميلاً. قد تكون طبيعة كل من الرجلين وعصره وغير ذلك من أمور مما جعله يذهب إلى ما ذهب إليه.
يقول الرافعي مفصِّلاً مبيِّناً: "وما يشذّ في القرآن الكريم حرف واحد عن قاعدة نظمه المعجز، حتى أنك لو تدبرت الآيات التي لا تقرأ فيها إلا ما يسرده من الأسماء الجامدة، وهي بالطبع مظنَّة أن لا يكون فيها شيء من دلائل الإعجاز، فإنك ترى إعجازها أبلغ ما يكون في نظمها وجهات سردها، ومن تقديم اسم على غيره أو تأخيره عنه، لنظم حروفه ومكانه من النطق في الجملة، أو لنكتة أخرى من نكت المعاني التي وردت فيها الآية، بحيث يوجد شيئاً فيما ليس فيه شيء. تأمل قوله تعالى: (وأرسلنا عليهمُ الطوفانَ والجرادَ والقمَّلَ والضفادعَ والدمَ آياتٍ مفصلاتٍ( فإنها خمسة أسماء، أخفُّها في اللفظ (الطوفان والجراد والدم) وأثقلُها (القمَّل والضفادع) فقدَّم (الطوفان) لمكان المدّين فيها، حتى يأنس اللسان بخفتها، ثم الجراد وفيها كذلك مدّ، ثم جاء باللفظين الشديدين مبتدئاً بأخفهما في اللسان وأبعدهما في الصوت لمكان تلك الغُنَّة فيه، ثم جيء بلفظة (الدم) آخراً، وهي أخف الخمسة وأقلُّها حروفاً؛ ليسرع اللسان فيها ويستقيم لها ذوق النظم ويتم بهذا الإعجاز في التركيب(39)".
إن الأساس الذي يبني عليه ضياء الدين مذهبه في جمالية المفردة القرآنية أنه ليس في كلام الله إلاَّ ما هو جميل، وإذا ما احتاج الذكر الحكيم أن يستخدم لفظاً وكان ذلك اللفظ مما لا يستحسنه الذوق فإن القرآن يتجنب هذا اللفظ ويستخدم مرادفاً له.
ويتصل بهذا أن بعض الألفاظ تكون جميلة في حال الجمع وغير جميلة في حال الإفراد، وقد يحدث العكس فيستجاد مفرد لفظة وينكر جمعها، ويسري قانون جمالية المفردة القرآنية ههنا بإيثار الجميل واجتناب ما ليس كذلك. واستجابة لهذا المبدأ كنت ترى ألفاظاً لا تستخدم في الذكر الحكيم إلا مجموعة، وكذا لا تستخدم بعض الألفاظ إلا مفردة. والمرجع في الاستخدام والاستبعاد هو الذوق السليم ليس غير. يقول ضياء الدين: "ومن هذا النوع ألفاظ يُعدَل عن استعمالها من غير دليل يقوم على العدول عنها، ولا يستفتى في ذلك إلا الذوق السليم، وهذا موضع عجيب لا يعلم كنه سره. فمن ذلك لفظة "اللب" الذي هو العقل لا لفظة اللب الذي تحت القشر، فإنها لا تحسن في الاستعمال إلا مجموعة، وكذلك وردت في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وهي مجموعة، ولم ترد مفردة، كقوله تعالى: (وليتذكَّرَ أولو الألبابِ( و (إنَّ في ذلك لذكرى لأولي الألباب(، وأشبه ذلك. وهذه اللفظة ثلاثية خفيفة على النطق، ومخارجها بعيدة، وليست بمستثقلة ولا مكروهة، وقد تستعمل مفردة بشرط أن تكون مضافة أو مضافاً إليها(40)". وقد استرعى هذا الاهتمام الرافعي، فمضى يتبين ويتقصى، حتى انتهى إلى ما يكاد أن يكون مقنعاً. والحق أن الرافعي الذي ألمَّ بالتراث وأفاد كثيراً من ملاحظات سابقيه وخاصة ضياء الدين. لكن هذا لم يحل بينه وبين أن يأتي بالعجيب في هذا الشأن. يقول الرافعي في هذا الذي نحن فيه: "ومما لا يسعه طوق الإنسان في نظم الكلام البليغ، ثم مما يدل على أن نظم القرآن مادة فوق الصنعة ومن وراء الفكر، وكأنها صبَّت على الجملة صباً- أنك ترى بعض الألفاظ لم يأت فيه إلا مجموعاً، ولم يستعمل منه صيغة المفرد، فإذا احتاج إلى هذه الصيغة استعمل مرادفها: كلفظة (اللب) فإنها لم ترد إلا مجموعة، كقوله تعالى: (إنَّ في ذلك لذكرى لأولى الألباب( وقوله: (وليتذكَّر أولو الألباب( ونحوهما، ولم تجئ فيه مفردة، بل جاء في مكانها (القلب)؛ ذلك لأن لفظ الباء شديد مجتمع، ولا يفضي إلى هذه الشدة إلا من اللام الشديدة المسترخية، فلما لم يكن ثَمَّ فصل بين الحرفين يتهيأ معه هذا الانتقال على نسبة بين الرخاوة والشدة، تحسن اللفظة مهما كانت حركة الإعراب فيها، نصباً أو رفعاً أو جرَّاً، فأسقطها من نظمه بتة، على سعة ما بين أوله وآخره، ولو حسنت على وجه من تلك الوجوه لجاء بها حسنة رائعة، وهذا على أن فيه لفظة (الجب)، وهي في وزنها ونطقها، لولا حسن الائتلاف بين الجيم والباء من هذه الشدة في الجيم المضمومة(41)".
أما الصورة الثانية، أي استحسان استخدام بعض الألفاظ مفردة فقط، فقد كان عند ضياء الدين منها أكثر من مثال قرآني. وجلَّها تنصر مذهبه في أن الذكر الحكيم يأنف عن استخدام أي لفظ ليس له حظ من الجمال وأسبابه. يقول: "وفي ضد ذلك (أي ما ورد استعماله مجموعاً فقط) ما ورد استعماله من الألفاظ مفرداً ولم يرد مجموعاً، كلفظة الأرض، فإنها لم ترد في القرآن إلا مفردة فإذا ذكرت السماء مجموعة جيء بها مفردة معها في كل موضع من القرآن، ولما أريد أن يؤتى بها مجموعة قيل: (ومن الأرض مثلهن) في قوله تعالى: (الله الذي خلق سبعَ سمواتٍ ومن الأرض مثلَهنّ(. ومما ورد من الألفاظ مفرداً فكان أحسن مما يرد مجموعاً لفظةً "البُقْعة"، قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام: (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة يا موسى إنّي أنا اللهُ(، والأحسنُ استعمالها مفردة لا مجموعة، وإن استعملت مجموعة فالأولى أن تكون مضافة كقولنا: بقاع الأرض، أو ما جرى مجراها(42)"، ونحسب أن استحسان لفظة ما مفردة واستهجانها مجموعة يرجع إلى السبب الذي ردده ضياء الدين كثيراً؛ أي مجافاة الرفق في التعامل مع أدوات النطق عند الإنسان مما يثقل كاهلها. وهو أمر يناقض الأساس الأول في تلقي ما هو جميل، أي السهولة والدماثة والاعتدال. ذلك أن إدراك الجمال ينبغي أن ينتفي معه أي إحساس بالإرهاق والتعب. ولعله لهذا السبب ما جعل أرسطو الجميل ما أدرك بلحظة واحدة. وقد وقف الرافعي عند أول المثالين القرآنيين، فقال: وعكس ذلك لفظة (الأرض)، فإنها لم ترد فيه إلا مفردة، فإذا ذكرت السماء مجموعة جيء بها مفردة في كل موضع منه، ولما احتاج إلى جمعها أخرجها على هذه الصورة التي ذهبت بسر الفصاحة وذهب بها، حتى خرجت من الروعة بحيث يسجد لها كل فكر سجدة طويلة، وهي في قوله تعالى: (اللهُ الذي خلق سبعَ سمواتٍ ومنَ الأرضِ مثلَهنّ(، ولم يقل: وسبع أرضين؛ لهذه الجَسْأة التي تدخل اللفظ ويختل بها النظم اختلالاً. وأنت فتأملْ –رعاك الله- ذلك الوضع البياني، واعتبر مواقع النظم، وانظر هل تتلاحق هذه الأسباب الدقيقة أو تتيسر مادتها الفكرية لأحد من الناس فيما يتعاطاه من الصناعة، أو بتكلفة من القول، وإن استقصى فيه الذرائع وبالغ الأسباب، وأحكم ما قِبَله وما وراءه..(43)".
7-عيار جمالية خاصة لبعض الصيغ:
استبان ضياء الدين، وقد استقرى الاستخدام القرآني للمفردات، أن الذكر الحكيم يصطفي صيغاً صرفية خاصة للمفردات، يلح عليها دون غيرها في استخداماته. وحين يردد المرء النظر في أمثال هذه الصيغ المستخدمة وتُقارن بنظائرها، يدرك بعض الأسرار في إمساك القرآن بها، ونبذه غيرها. وكأن المعجم القرآني لا يأذن بالدخول من مفردات اللغة إلا لما وافق الذوق السليم، وخالط الروح، وداعب الوجدان. ويلاحظ ضياء الدين –مثلاً- الفعل "وَدَع" لا يحسن إلا حين يستخدم مستقبلاً وأمراً، ولم يجئ في القرآن الكريم إلا كذلك، بينما جاء في الشعر العربي ماضياً فشأنه إتيانه في هذه الصيغة. يقول ضياء الدين: "ومن هذا النوع لفظة "وَدَع"، وهي فعل ماض ثلاثي لا ثقل بها على اللسان، ومع ذلك فلا تستعمل على صيغتها الماضية إلا جاءت غير مستحسنة، ولكنها تستعمل مستقبلة، وعلى صيغة الأمر، فتجيء حسنة. أما الأمر فكقوله تعالى: (فدعهمْ يخوضوا ويلعبوا(، ولم تأت في القرآن الكريم إلا على هذه الصيغة... وأما الماضي من هذه اللفظة فلم يستعمل إلا شاذاً، ولا حسن له، كقول أبي العتاهية:
أثّرَوا فلم يُدخلوا قبورهم شيئاً من الثروة التي جمعوا
وكان ما قدَّموا لأنفسهم أعظم نفعاً من الذي ودَعوا
وهذا غير حسن في الاستعمال، ولا عليه من الطلاوة شيء، وهذه لفظة واحدة لم يتغير من جمالها شيء، سوى أنها نُقلت من الماضي إلى المستقبل لا غير(44)".
8-عيار ملاءمة السياق:
تنبَّه ضياء الدين إلى أن بعض المفردات القرآنية قد جَمُلَتْ كثيراً لمناسبتها للسياق الصوتي أو التركيب الذي وردت فيه. ومن هنا فإن جمالية أمثال هذه الألفاظ ليست في ذاتها، وإنما أحرزتها بموافقتها لجاراتها في الإيقاع. والحق أن ضياء الدين، ههنا، وعى شيئاً وغابت عنه أشياء، كما يقال في سائر البشر ذوي الإدراك المحدود. ولا يجوز بحال، طبعاً، أن يكون الذوق البشري حجة في جمال الاستخدام القرآني للألفاظ.
والعرب تقول:
ومن يكُ ذا فم مُرٍّ مريض يجد مرّاً به الماء الزّلالا
فنرى أنه ينبغي أن يسلم بجمالية لا متناهية للاستخدام القرآني، أدرك الناس ذلك أم لم يدركوا. والحق أننا نظلم الرجل إن نحن قلنا إنه ناقش، أو حاجّ، أو تطرق إليه شك في شأن من هذا القبيل. بل كان مبدؤه الذي لم يتزحزح عنه قيد أنملة أن جمال الأداء القرآني فوق كل جمال، وأن ليس في القرآن الكريم إلا الجميل. لكن يبدو أن بعض المتحذلقين الذين سقم حسهم النقدي رأوا مجانبة لفظة "ضيزى" الواردة في سورة النجم (في الذكر الحكيم) للذوق، وأنها خارجة عما يقتضيه البيان العالي، أبرأ إلى ربي من قول كهذا، ومما هو أصغر منه !. فإذا بضياء الدين يرد عليهم حذلقتهم وسقم ذوقهم. يقول في ذلك: "وهذه اللفظة التي أنكرتَها في القرآن، وهي لفظة (ضِيزى) فإنها في موضعها لا يسدّ غيرُها مسدَّها، ألا ترى أن السورة كلها، التي هي سورة النجم، مسجوعة على حرف الياء، فقال: (والنجم إذا هوى ما ضلَّ صاحبُكم وما غوى( وكذلك إلى آخر السورة، فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد وما كان يزعمه الكفار، قال: (ألكُمُ الذَّكَرُ ولَهُ الأنثى تلك إذاً قسمةٌ ضيزى( فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذي جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسدّ مسدَّها في مكانها. وإذا نزلنا معك، أيها المعاند، على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها، ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها ولا مناسبة، لأنها تكون خارجة عن حروف السورة..(45)". وقد وقف الرافعي عند هذه الكلمة وتبين من جمالها مظاهر كثيرة، ومخايل لا يملك من يطلع عليها إلا أن يخفض جناح الإقرار والتأييد. قال الرافعي: "وفي القرآن لفظة غريبة هي من أغرب ما فيه، وما حُسنت في كلام قط إلا في موقعها منه، وهي كلمة "ضيزى" من قوله تعالى: (تلك إذاً قسمةٌ ضيزى(، ومع ذلك فإن حسنها في نظم الكلام من أغرب الحسن وأعجبه، ولو أردت اللغة عليها ما صلح لهذا الموضع غيرها؛ فإن السورة التي هي منها، وهي سورة النجم، مفصلة كلها على الياء، فجاءت الكلمة فاصلة من الفواصل، ثم هي في معرض الإنكار على العرب، إذ وردت في ذكر الأصنام وزعمهم في قسمة الأولاد، فإنهم جعلوا الملائكة والأصنام بناتٍ لله مع أولادهم البنات، فقال تعالى: (ألكُمُ الذَّكرُ وله الأنثى تلك إذن قسمةٌ ضيزى(، فكانت غرابة اللفظ أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة التي أنكرها، وكانت الجملة كلها كأنها تصور في هيئة النطق بها، الإنكار في الأولى والتهكم في الأخرى، وكان هذا التصوير أبلغ ما في البلاغة، وخاصة في اللفظة الغريبة التي تمكنت في موضعها من الفصل، ووصفت حالة المتهكم في إنكاره من إمالة اليد والرأس بهذين المدين فيها إلى الأسفل والأعلى.
وجمعت إلى كل ذلك غرابة الإنكار بغرابتها اللفظية... وأن تعجب فعاجب لنظم هذه الكلمة الغريبة وائتلافه مع ما قبلها، إذ هي مقطعان: أحدهما مد ثقيل، والآخر مد خفيف، وقد جاءت عقب غُنَّتين في "إذن" و "قسمةٌ". وأحداهما خفيفة حادة، والأخرى ثقيلة متفشية، فكأنها بذلك ليست إلا مجاورة صوتية لتقطيع موسيقي. وهذا معنى رابع للثلاثة التي عددناها آنفاً. أما خامس هذه المعاني، فهو أن الكلمة التي جمعت المعاني الأربعة على غرابتها، إنما هي أربعة أحرف(46)".
ذلكم، إذن، ما كان من أمر جماليات المفردة القرآنية عند هذا العالم الأديب البليغ. ولعل أقل ما يستحق ضياءُ الدين منا أن نقول في خاتمة المطاف أنه استطاع بحبه لكتاب الله وملازمته إياه تلاوةً وتأملاً ومعاودة نظر أن يظفر بخبايا وأسرار كثيرة كانت وراء بعض ما نأنس من جمال وطلاوة في المفردات والاستخدامات القرآنية. وإن الرجل عرف قدر نفسه، وعرف أقدار الآخرين، وأدرك على ضياء من النَّصَفة، قيمةَ ما قدَّم، ونفاسةَ ما حصَّل، وروعة ما استجاد.
المصادر والمراجع المعتمدة:
1-ابن الأثير (ضياء الدين –نصر الله بن أبي الكرم): المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر- تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد –مطبعة مصطفى الحلبي بمصر، 1358هـ/ 1939م.
2-ابن خلكان: وفيات الأعيان – تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر في بيروت.
3-الرافعي (مصطفى صادق): إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، دار الكتاب العربي في بيروت – ط 9- 1393هـ - 1973.
4-ابن طباطبا (محمد بن أحمد): عيار الشعر: تحقيق وتعليق د. طه الحاجري ود. محمد زغلول سلام، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة 1956م.
5-العسكري (أبو هلال، الحسن بن عبد الله): الصناعتين، تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ط 2، مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة.
الإحالات المرجعية:
(1)انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان جـ5 ص 389-397.
(2) المثل السائر جـ 1 ص4.
(3) المثل السائر جـ 1 ص31.
(4) المثل السائر جـ 1 ص77.
(5) المثل السائر جـ 1 ص115.
(6) المثل السائر جـ 1 ص50.
(7)وفيات الأعيان جـ5 ص 391.
(8)وفيات الأعيان جـ 5 ص 392.
(9)إعجاز القرآن، ص 164.
9 مكرر – المثل السائر مقدمة المحقق ص يد- يه.
(10) المثل السائر جـ 1 ص76.
(11) المثل السائر جـ 1 ص4.
(12) المثل السائر جـ 1 ص30-31.
(13)أبو هلال العسكري: الصناعتين ص 48.
(14) المثل السائر جـ 1 ص181.
(15) المثل السائر جـ 1 ص20-21.
(16) المثل السائر جـ 1 ص5.
(17) المثل السائر جـ 1 ص151.
(18) المثل السائر جـ 1 ص150.
(19) المثل السائر جـ 1 ص178.
(20) المثل السائر جـ 1 ص149.
(21) المثل السائر جـ 1 ص157.
(22)مصطفى صادق الرافعي: إعجاز القرآن ص 214.
(23) المثل السائر جـ 1 ص152-153.
(24) المثل السائر جـ 1 ص149.
(25)عيار الشعر ص 14-15.
(26)إعجاز القرآن ص 215-216.
(27)انظر: المثل السائر جـ1 ص 188.
(28) المثل السائر جـ 1 ص188.
(29) المثل السائر جـ 1 ص188-189.
(30)إعجاز القرآن ص 229.
(31) المثل السائر جـ 1 ص191-192.
(32)إعجاز القرآن ص 227-228.
(33) المثل السائر جـ 1 ص183-184.
(34)إعجاز القرآن ص 233-234.
(35)إعجاز القرآن ص 217.
(36) المثل السائر جـ 1 ص157-158.
(37) المثل السائر جـ 1 ص143.
(38) المثل السائر جـ 1 ص148.
(39)إعجاز القرآن ص 234-235.
(40) المثل السائر جـ 1 ص284-285.
(41)إعجاز القرآن ص 232.
(42) المثل السائر جـ 1 ص286-287.
(43) إعجاز القرآن ص 233.
(44) المثل السائر جـ 1 ص283.
(45) المثل السائر جـ 1 ص156-157.
(46) إعجاز القرآن ص 230-231.