المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم
اوتي ذكاء ولم يؤت زكاة !!
نعم بارك الله فيك - الذكاء ليس بممدوحٍ على الإطلاق فقد يكون الإنسان ذكيًّا لكن هذا الذكاء يكون سببًا في ضلاله وانحرافه، ويكون سببًا في سلوكه مسالك أهل الكفر أو مسالك أهل الشرك أو مسالك أهل البدع والأهواء، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق رده على حال أهل البدع قال: " أوتوا علومًا ولم يؤتوا فهومًا وأوتوا ذكاءً ولم يؤتوا زكاءً ".
الله جلّ وعلا يقول في كتابه الكريم ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ فالزَكيُّ الذي يُزكّي نفسه بالتوحيد ، يُزَكّي نفسه بالسُنّة يزكي نفسه بالأعمال الصالحة هذا هو الذي يستحق المدح؛ ولذا الزّكاء لا يكون مذمومًا وإنما الذكاء قد يكون مذمومًا، ولذا يقول شيخ الإسلام:" وأوتوا ذكاء ولم يؤتَوا زكاء ".----قال شيخ الاسلام في التسعينية (3/926): " .. وَإِلَّا فَلَوْ كَانَ لِأَبِي الْمَعَالِي وَأَمْثَالِهِ بِذَلِكَ - أي : بِالْآثَارِ النَّبَوِيَّةِ وَالْآثَارِ السَّلَفِيَّة- عِلْمٌ رَاسِخٌ، وَكَانُوا قَدْ عَضُّوا عَلَيْهِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ لَكَانُوا مُلْحَقِينَ بِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ لِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ الِاسْتِعْدَادِ لِأَسْبَابِ الِاجْتِهَادِ، وَلَكِنْ اتَّبَعَ أَهْلُ الْكَلَامِ الْمُحْدَثِ وَالرَّأْيِ الضَّعِيفِ لِلظَّنِّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ، الَّذِي يَنْقُضُ صَاحِبَهُ إلَى حَيْثُ جَعَلَهُ اللَّهُ مُسْتَحِقًّا لِذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ لَهُ مِنْ الِاجْتِهَادِ فِي تِلْكَ الطَّرِيقَةِ مَا لَيْسَ لِغَيْرِهِ، فَلَيْسَ الْفَضْلُ بِكَثْرَةِ الِاجْتِهَادِ وَلَكِنْ بِالْهُدَى وَالسَّدَادِ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ: مَا ازْدَادَ مُبْتَدِعٌ اجْتِهَادًا إلَّا ازْدَادَ مِنْ اللَّهِ بُعْدًا " .----------- قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب :" وأهل الكلام وأتباعهم من أحذق الناس وأفطنهم، حتى إن لهم من الذكاء والحفظ والفهم ما يحير اللبيب، وهم وأتباعهم مقرون أنهم مخالفون للسلف"(تاريخ ابن غنام:ص222)---------------------------------------------قال الذهبي في السير (11/ 40) لعن الله الذكاء بلا إيمان، ورضي الله عن البلادة مع التقوى-----
وفي إعلام الموقعين لابن القيم قال -صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده، بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما، بل هما ساقا الإسلام، وقيامه عليهما، وبهما يأمن العبد طريق المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم وطريق الضالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المنعم عليهم الذين حسنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم الذين أمرنا أن نسأل الله أن يهدينا صراطهم في كل صلاة، وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى
وقال ....؛ فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، يفرق به العبد بين الخطأ والصواب.
وقال في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 143) فالبصيرة معناها نور يقذفه الله في القلب، يرى به حقيقة ما أخبرت به الرسل، كأنه يشاهده رأي عين، فيتحقق مع ذلك انتفاعه بما دعت إليه الرسل، وتضرره بمخالفتهم ---وقال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى (5/ 119) (آخر الحموية) :
ومن علم أن المتكلمين من المتفلسفة وغيرهم في الغالب {لفي قول مختلف} {يؤفك عنه من أفك} يعلم الذكي منهم والعاقل: أنه ليس هو فيما يقوله على بصيرة وأن حجته ليست ببينة وإنما هي كما قيل فيها: - حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور ويعلم العليم البصير بهم أنهم من وجه مستحقون ما قاله الشافعي رضي الله عنه حيث قال: (حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال: هذا جزاء من أعرض عن الكتاب والسنة وأقبل على الكلام. ومن وجه آخر إذا نظرت إليهم بعين القدر - والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم - رحمتهم وترفقت بهم؛ أوتوا ذكاء وما أوتوا ذكاء وأعطوا فهوما وما أعطوا علوما وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة {فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} . ومن كان عليما بهذه الأمور: تبين له بذلك حذق السلف وعلمهم وخبرتهم حيث حذروا عن الكلام ونهوا عنه وذموا أهله وعابوهم وعلم أن من ابتغى الهدى في غير الكتاب والسنة لم يزدد من الله إلا بعدا.--------------قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فى الجواب الصحيح( والنصارى لهم عبادات وأخلاق بلا علم ومعرفة ولا ذكاء واليهود لهم ذكاء وعلم ومعرفة بلا عبادات ولا أخلاق حسنة.
والمسلمون جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح وبين الزكا والذكاء فإن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق فالهدى يتضمن العلم النافع ودين الحق يتضمن العمل الصالح ليظهره على الدين كله والظهور يكون بالعلم واللسان ليبين أنه حق وهدى ويكون باليد والسلاح ليكون منصورا مؤيدا والله أظهره هذا الظهور فهم أهل الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا غير المغضوب عليهم الذين يعرفون الحق ولا يعملون به كاليهود ولا الضالين الذين يعملون ويعبدون ويزهدون بلا علم كالنصارى)----------------------- قال الشيخ حمد التويجرى فى شرح الحموية -أما إن نظرت إليهم بعين القدَر؛ بمعنى أن الله - عز وجل - كتب عليهم هذا الأمر وقدر عليهم هذا الأمر يقول: إذا نظرت إليهم بعين القدر والحيرة مستولية عليهم والشيطان مستحوذ عليهم -رحمتهم ورفقت عليهم. أوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء؛ أعطاهم الله - عز وجل - ذكاء أعطاهم عقول -لكنهم لما استخدموها في غير ما خلقت له صارت وبالا عليهم. أعطوا ذكاء ولم يؤتوا زكاء صلاحا وتقى, هذا الذكاء هذا العقل إن لم يحكم بالصلاة إن لم يحكم بالعلم الشرعي إن لم يحكم بالتقى عاد وبالا على صاحبه؛ ولهذا هؤلاء أعطاهم الله ذكاء -أذكياء على جانب كبير من العقل؛ ولهذا إذا قرأت في كلامهم وما سطّروه وما قعدوه تتعجب كيف يخفى عليهم الحق؟! بل كما ذكر شيخ الإسلام عن الرازي أنه أحيانا يذكر الأقوال في هذه المسألة عشرات الأقوال أقوال الناس, والقول الحق لا يعرفه فلا يذكره، وهو صاحب عقلية على مستوى كبير جدا من الذكاء لكنه لم يؤت زكاؤه, وأعطوا فهوما؛ أعطاهم الله - عز وجل - فهما -لكنهم لم يعطوا علوما، استخدموا هذا الفهم في غير العلم الشرعي. العلم ليس كل ما قرئ وكل ما كتب.
قال الصحابة هم أولي العرفان وما سوى ذاك وسواس الشياطين العلم قال الله قال رسوله العلم ما قال فيه حدثنا
هذا هو العلم الشرعي, فلوا استخدموا عقولهم في هذا العلم لأعطاهم الله - عز وجل - الذكاء, وأعطاهم الله - عز وجل - الفهم, وأعطوا سمعا وأبصارا وأفئدة، لكنهم لم ينتفعوا بذلك؛ السبب: { فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ --------------------قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين فى شرح العقيدة الطحاوية
نحمد الله أن جعلنا من أتباع خير المرسلين، لا شك -أيها الإخوة- أنها منة كبيرة ونعمة عظيمة، أن هداكم الله، وأقبل بقلوبكم، ومنّ عليكم بمعرفته، وبمعرفة دينه، وبمعرفة نبيه، ووفقكم للقبول وللاتباع، فقد رأيتم وقد سمعتم الفئام والأعداد الكبيرة الكثيرة الذين أُتوا علوماً، ولم يُؤتوا فهوماً، أوتوا أذهاناً وقلوباً ولم يؤتوا زكاءً؛ أذكياء ولكنهم ليسوا أزكياء، منّ الله عليهم بالسمع والبصر والفؤاد، ولكن لم تغن عنهم أسماعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء.وما أكثر المنحرفين الذين رأوا الحق فحادوا عنه إما عن عمد وإما عن خطأ، وما أكثر الضالين المنكرين وهم يعلمون! فإذا وفق الله العبد ومنّ عليه وأقبل بقلبه فتلك نعمة عظيمة عليه أن يعرف قدرها، وعليه أن يشكر ربه عليها، ونحن إذا قرأنا وسمعنا ما يمر علينا في هذه الكتب وفي هذه الأخبار نرى العجب العجاب! هؤلاء من أهل العقول، ومن أهل الأفهام، ومن أهل الذكاء ومع ذلك يتركون الحق جانباً! ويتركون الحق وهم يرونه، ويرتكبون سبل الضلال! ونحن نسمع وتسمعون أخباراً في القريب والبعيد عن فئام من الناس قد كان آباؤهم على جهل؛ ولكن هم قد زال عنهم الجهل، كان آباؤهم على ضلال، ولكن هم أبصروا الهدى وعرفوه، ومع ذلك تشبثوا بسنن الآباء والأجداد وبعاداتهم! وصدق الله القائل: إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ [ شرح الطحاوية - للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين]