ينبغي أن نتعرف على حال إبليس في مرحلتين : مرحلة ما قبل الشر الذي حصل بسبب الطرد والإبعاد عن رحمة الله ، ومرحلة ما بعد الشر الحاصل بلعنة الله له وإخراجه من الملكوت الأعلى. ولا أرى أن ينحصر النقاش في حال إبليس الثانية مع إهمال الأولى ، فإذا ضممنا حاله الأولى للثانية - وهما بلا شك متغايرتان - لم يكن هناك مجال لوصم إبليس بالشر المحض ، هذا مع العلم بأن إبليس تسبب في جلب الشر على نفسه باختياره حينما انقاد لداعي الكبر والحسد ، وليس لأن الله خلقه - بغير تسبب منه - شراً محضاً. كل ماسبق اعتبارات لا تخلو من أهمية.