دعاء " اللهم بارك لي في الموت وما بعد الموت ".
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7 / 343)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْإِصْطَخْرِيّ ُ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَتْنِي نَضْرَةُ بِنْتُ جَهْضَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ الْقَيْسِيَّةُ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَيْسَ الشَّهِيدُ إِلَّا مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟
فَقَالَ: ( يَا عَائِشَةُ! إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ، مَنْ قَالَ فِي يَوْمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ مَرَّةً: اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي الْمَوْتِ، وَفِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، ثُمَّ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ ).
وهذا حديث شديد الضعف؛ بسبب جهالة وضعف بعض رواته.
فجَهْضَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الطُّفَيْلِ، وثقه بعض أهل العلم، لكن ابنته الراوية عنه مجهولة.
والحسن بن كثير، ضعفه الدارقطني.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" وهو الحسن بن كثير بن يحيى بن أبي كثير اليمامي -، كما في حديثين آخرين قبله في "المعجم" من رواية محمد بن موسى هذا عنه -، وهو - أعني: الحسن هذا - ضعيف؛ كما قال الدارقطني، ونقله الحافظ في " اللسان " (2/247) " انتهى من "السلسلة الضعيفة" (14 / 931).
ومحمد بن موسى مجهول.
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
" محمد بن موسى الإصطخري روى له الطبراني في "الصغير" أيضا، ومن المحتمل أنه الذي في "اللسان":
"محمد بن موسى بن إبراهيم الإصطخري: شيخ مجهول، روى عن شعيب بن عمران العسكري خبرا موضوعا، كتبته في ترجمة الراوي عنه محمد بن أحمد ابن محمد بن إدريس البكراوي".
والبكراوي - هذا - لم أجده عنده في "اللسان". والله أعلم! " انتهى من "السلسة الضعيفة" (11 / 479).
ولذا قال نور الدين الهيثمي عن هذا الحديث:
" رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم " انتهى من "مجمع الزوائد" (5 / 301).
وإنما يعرف هذا الدعاء من كلام سفيان الثوري رحمه الله تعالى، حيث روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1 / 85): حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا أبو اسامة، قال: " كثيرا ماكنت أسمع سفيان يقول:
( اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، رَبِّ بَارِكْ لِي فِي الْمَوْتِ، وَفِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ).
فالحاصل؛ أن هذا الدعاء لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من كلام سفيان الثوري، وليس فيه ما ينكر من حيث المعنى؛ لأن البركة: هي الخير الكثير الثابت.
والعبد الصالح يرغب أن يكون موته على حال يلحقه بسببه الخير الكثير، لأنه آخر عهده بالدنيا.
ومن أوجه بركة الموت أن يكون شهادة يؤجر عليها، أو خاتمة حسنة، أو يكون بالموت نجاة للمسلم من الفتن، كما جاء في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) رواه البخاري (6351) ، ومسلم (2680).
ويتمنى أيضا أن يكون حاله بعد الموت فيه كل خير، من غفران الله تعالى ورحمته ورضوانه.
فيجوز الدعاء بهذا أحيانا؛ من غير اعتقاد أنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ والأولى الاكتفاء بأدعية القرآن والسنة، ففيها الكفاية.
ومن الكتب النافعة وسهلة المطالعة، والتي تعتني بالأدعية الثابتة:
كتاب "الدعاء من الكتاب والسنة" للشيخ سعيد بن على بن وهف القحطاني.
وكتاب "حصن المسلم" للشيخ سعيد أيضا.
وراجعي لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم : (3064).
والله أعلم.
https://islamqa.info/ar/answers/3023...85%D9%88%D8%AA