4508 - ( مداراة الناس صدقة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 13 :
ضعيف
روي من حديث جابر ، وأنس بن مالك ، والمقدام بن معدي كرب ، وأبي هريرة .
1- أما حديث جابر : فيرويه المسيب بن واضح : أخبرنا يوسف بن أسباط : أخبرنا سفيان عن محمد بن المنكدر عنه .
أخرجه ابن حبان (2075) ، وابن السني (320) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 246) ، والخطيب في "التاريخ" (8/ 246) ، وكذا أبو بكر المقرىء في "الفوائد" (1/ 2/ 1) ، وأبو عروبة الحراني في "حديثه" (3/ 1) ، وأبو سعيد بن الأعرابي في "معجمه" (89/ 2) ، وابن عدي (92/ 1) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (10/ 1) . وقال أبو نعيم :
"تفرد به يوسف عن سفيان" . وقال ابن عدي - في ترجمة يوسف - :
"يعرف بالمسيب بن واضح عن يوسف عن سفيان بهذا الإسناد ، وقد سرقه منه جماعة من الضعفاء ؛ رووه عن يوسف ، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري" .
قلت : يوسف هذا صدوق ، ولكنهم ضعفوه ؛ لأنه كان يخطىء ، وقد دفن كتبه .
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 285) عن أبيه :
"حديث باطل لا أصل له ، ويوسف بن أسباط دفن كتبه" .
قلت : وقد تابعه يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر .
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/ 2613) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 28/ 1/ 459 - بترقيمي) من طريقين عنه .
وهذا إسناد ضعيف جدا ؛ قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 17) :
"ويوسف هذا متروك . وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به" . وقال ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 136) :
"يروي عن أبيه ما ليس من حديثه من المناكير التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة" .
وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 228) - بعد أن عزاه لابن عدي والطبراني - :
"ويوسف بن محمد ضعفوه . وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به . وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسند أحسن منه" ! قلت : وكأنه يعني السند الذي قبله من رواية المسيب بن واضح ؛ لأنه أشهر أسانيده ، وقد عرفت أن أبا حاتم قد أبطله . وإن كان يعني غيره ؛ فلا فائدة منه أيضا ؛ كما تقدم عن ابن عدي ؛ أنه سرقه منه جماعة من الضعفاء .
والمسيب بن واضح ضعفوه أيضا ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"قال أبو حاتم : صدوق يخطىء كثيرا . وضعفه الدارقطني" .
لكنه قد توبع في "طبقات الأصبهانيين" (359/ 718) ، و"أخبار أصبهان" (2/ 9) .
2- وأما حديث أنس : فيرويه الحسين بن داود بن معاذ البلخي : حدثنا يزيد ابن هارون عن حميد عنه .
أخرجه ابن عليك النيسابوري في "الفوائد" (3/ 2) .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته البلخي هذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :
"ليس بثقة ولا مأمون ، متهم" .
3- وأما حديث المقدام : فيرويه بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عنه .
أخرجه تمام في "الفوائد" (140/ 1) .
قلت : وبقية مدلس ؛ وقد عنعنه .
4- وأما حديث أبي هريرة : فيرويه زكريا بن يحيى : أنبأ أبو معاذ أحمد بن محمد البصري : حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن الأعرج عنه به مرفوعا ؛ وزاد :
"وتقربوا إلى الله بمحبة المساكين والدنو منهم ؛ فإن الرحمة نازلة عليهم ، والسكينة في قلوبهم ، وأبغضوا أهل المعاصي وتباعدوا عنهم ؛ فإن المقت والسخط حولهم حتى يتوبوا ، فإذا تابوا تاب الله عليهم ، والتائب حبيب الله ، فهم إخوانكم ، ولا تعيروهم بذنب ، فمن عير مسلما بذنب قد تاب إلى الله منه ؛ لم يمت حتى يركبه" .
أخرجه أبو صالح الحرمي في "الفوائد العوالي" (ق 174/ 2) .
قلت : وإسناده مظلط ؛ من دون الثوري لم أعرفهما .
وزكريا بن يحيى ؛ يحتمل أنه أبو يحيى المصري الوقار ؛ كذبه صالح جزرة ، وقال :
"كان من الكذابين الكبار" .