قلت : فالحديث حسن إن شاء الله تعالى بمجموع متابعاته وشواهده، وله حكم الرفع في كون من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله عز وجل إليه.
ب - من فقه الحديث
قال النووي في " المنهاج " ( 14/ 60 ) :
" قال العلماء الخيلاء بالمد والمخيلة والبطر والكبر والزهو والتبختر كلها معنى واحد ، وهو حرام يقال خال الرجل خالا واختال اختيالا، إذا تكبر وهو رجل خال أي : متكبر وصاحب خال أي : صاحب كبر ، ومعنى لا ينظر الله إليه أي : لا يرحمه ، ولا ينظر إليه نظر رحمة " انتهى.
والحديث قد يفهم منه فهوم مختلفة ، وشبهات يستحسن التنبيه عليها، وتوجيهها توجيها صحيحا عبر النقط الآتية:
فأقول وبالله التوفيق؛
النقطة الأولى : أن عائشة رضي الله عنها ، وإن كان ظاهر فعلها يفهم منه وقوعها في المخيلة ، إلا أن هذا محال في حقها للأسباب الآتية :
السبب الأول : أنها لا يمكن أن تتعمد مخالفة نهي النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي أولى الناس بامتثال أوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه واسلم واجتناب نواهيه الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.
قال ابن تيمية رحمه الله في " رفع الملام " (ص 8) : " وليعلم أنه ليس لأحد
(ص 23)