إن الناظر المتأمل في مخططات أعداء هذه الأمة عبر الزمان ، يجد أن تركيزها في إضلال الأمة أفرادا وجماعة قائم في الأساس على تغييب وعيها الإرادي ، بمعني تضليلها في باب الإرادات ، بصرفها عن إرادة الحق والخير ، وتوجيه إرادتها إلى الباطل والشر ، وركيزتاها في عمل ذلك هما :
(تغييب وعيها العلمي ، وتغييب وعيها العملي) ،
والأول : الحول بينها وبين علم الدين والحق ،
- بتشوييه ، أو تحريفه ، أو حصره ،
أو :
- بسد كل منفذ إليه ، والصد عنه.
- ووصفه وإبرازه على أنه الباطل ، مع إبراز الباطل في صورة الحق ، وطرحه على الجماهير عن طريق الشيخ المعمم أو غيره من الصور المقبولة والمرتبطة أصحابها في أذهانهم بأنهم أهل الحق وعلماء الدين ؛ وذلك لإقناع الجماهير به.
أو :
- بالتضييق على أهل الحق وإرهابهم ، وإسكاتهم بالقوة ، أو القضاء عليهم.
والثاني : الحول بينها وبين العمل بالحق والصالحات ، بإشاعة الفواحش والملهيات ، وصرف إرادات الناس إلى متاع الدنيا واللهث ورائها.
ويترتب على تغييب الوعي العلمي -أيضا- : غياب وعيها العملي ، ومن صوره : الوقوع في الشرك ، والكفر ، والبدع ، والمعاصي ، وهذا أخطر من مجرد غياب وعيها العلمي.
فاعتبروا يا أولي الألباب.