بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مشايخي الكرام،
أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره - وخرجه الألباني - حديث شداد بن أوس في الإسراء، وفيه من الكلمات لم أوفق إلى فهمها، فهل من مفيد؟!
حديث
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ : قَالَ الْإِمَامُ
أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَامِرٍ الزُّبَيْدِيِّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ : حَدَّثَنَاجُبَي ْرِ بْنِ نُفَيْرٍ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ
: قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ أُسْرِيَ بِكَ ؟ قَالَ : " صَلَّيْتُ لِأَصْحَابِي صَلَاةَ الْعَتَمَةِ بِمَكَّةَ مُعْتِمًا " . قَالَ : " فَأَتَانِي جِبْرِيلُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ - أَوْ قَالَ : بَيْضَاءَ - فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ ، فَقَالَ : ارْكَبْ . فَاسْتُصْعِبَتْ عَلَيَّ ، فَرَازَهَا بِأُذُنِهَا ، ثُمَّ حَمَلَنِي عَلَيْهَا . فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا ، حَتَّى بَلَغْنَا أَرْضًا ذَاتَ نَخْلٍ فَأَنْزَلَنِي فَقَالَ : صَلِّ . فَصَلَّيْتُ ، ثُمَّ رَكِبْنَا فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ : صَلَّيْتَ بِيَثْرِبَ صَلَّيْتَ بِطِيبَةَ . فَانْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا . ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا فَقَالَ : انْزِلْ . [ فَنَزَلْتُ ] ثُمَّ قَالَ : صَلِّ . فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا ، فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ : صَلَّيْتَ بِمَدْيَنَ ، صَلَّيْتَ عِنْدَ شَجَرَةِ مُوسَى . ثُمَّ انْطَلَقَتْ تَهْوِي بِنَا يَقَعُ حَافِرُهَا حَيْثُ أَدْرَكَ طَرْفُهَا ، ثُمَّ بَلَغْنَا أَرْضًا ، بَدَتْ لَنَا قُصُورٌ ، فَقَالَ : انْزِلْ . فَنَزَلْتُ ، فَقَالَ صَلِّ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَكِبْنَا فَقَالَ : أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ : صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ . ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ مِنْ بَابِهَا الْيَمَانِي ، فَأَتَى قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ ، فَرَبَطَ فِيهِ دَابَّتَهُ وَدَخْلَنَا الْمَسْجِدَ مِنْ بَابٍ فِيهِ تَمِيلُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، فَصَلَّيْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ، وَأَخَذَنِي مِنَ الْعَطَشِ أَشَدُّ مَا أَخَذَنِي ، فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ ، فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ وَفِي الْآخَرِ عَسَلٌ ، أُرْسِلَ إِلَيَّ بِهِمَا جَمِيعًا ، فَعَدَلْتُ بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ هَدَانِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُ حَتَّى قَرَعْتُ بِهِ جَبِينِي ، وَبَيْنَ يَدَيَّ شَيْخٌ مُتَّكِئٌ عَلَى مَثْوَاةٍ لَهُ ، فَقَالَ : أَخَذَ صَاحِبُكَ الْفِطْرَةَ ، إِنَّهُ لَيُهْدَى . ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَيْنَا الْوَادِيَ الَّذِي فِيهِ الْمَدِينَةُ ، فَإِذَا جَهَنَّمُ [ تَنْكَشِفُ ] عَنْ مِثْلِ الزَّرَابِيِّ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ وَجَدْتَهَا ؟ قَالَ : مِثْلَ الْحُمَةِ السُّخْنَةِ . ثُمَّ انْصَرَفَ بِي فَمَرَرْنَا بِعِيرٍ لِقُرَيْشٍ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ ، قَدْ جَمَعَهُ فُلَانٌ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هَذَا صَوْتُ [ 27 ] ص:مُحَمَّدٍ . ثُمَّ أَتَيْتُ أَصْحَابِي قَبْلَ الصُّبْحِ بِمَكَّةَ " ، فَأَتَانِي أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ كُنْتَ اللَّيْلَةَ ؟ فَقَدِ الْتَمَسْتُكَ فِي مَظَانِّكَ . فَقَالَ : " عَلِمْتُ أَنِّي أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ ؟ " . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ مَسِيرَةُ شَهْرٍ ، فَصِفْهُ لِي . قَالَ : " فَفُتِحَ لِي صِرَاطٌ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُ عَنْهُ " . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ : انْظُرُوا إِلَى ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَتَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ اللَّيْلَةَ! . قَالَ : فَقَالَ : " إِنَّ مِنْ آيَةِ مَا أَقُولُ لَكُمْ أَنِّي مَرَرْتُ بِعِيرٍ لَكُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، قَدْ أَضَلُّوا بَعِيرًا لَهُمْ ، فَجَمَعَهُ فُلَانٌ ، وَإِنَّ مَسِيرَهُمْ يَنْزِلُونَ بِكَذَا ثُمَّ بِكَذَا ، وَيَأْتُونَكُمْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، يَقْدُمُهُمْ جَمَلٌ آدَمُ ، عَلَيْهِ مَسْحٌ أَسْوَدُ وَغِرَارَتَانِ سَوْدَاوَانِ " . فَلَمَّا كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ أَشْرَفَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ حَتَّى كَانَ قَرِيبَ مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ حَتَّى أَقْبَلَتِ الْعِيرُ يَقْدُمُهُمْ ذَلِكَ الْجَمَلُ الَّذِي وَصَفَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . هَكَذَا رَوَاهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ عَنْ
الْبَيْهَقِيُّ أَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ بِهِ . ثُمَّ قَالَ بَعْدَ تَمَامِهِ : " هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، وَرَوَى ذَلِكَ مُفَرَّقًا فِي أَحَادِيثَ غَيْرِهِ ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَا حَضَرَنَا " . ثُمَّ سَاقَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً فِي الْإِسْرَاءِ كَالشَّاهِدِ لِهَذَا الْحَدِيثِ . وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ بِطُولِهِ الْإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلَاءِ الزُّبَيْدِيِّ بِهِ . وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ - أَعْنِي الْحَدِيثَ الْمَرْوِيَّ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ - مُشْتَمِلٌ عَلَى أَشْيَاءَ مِنْهَا مَا هُوَ صَحِيحٌ كَمَا ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَمِنْهَا مَا هُوَ مُنْكَرٌ ، كَالصَّلَاةِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ ، وَسُؤَالِ الصِّدِّيقِ عَنْ نَعْتِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .