الضغط أثناء الاختبارات.. أسباب وحلول







الضغط والإجهاد يكونان سمة رئيسية لمرحلة أداء الاختبارات وما لم تتمكن الفتاة من السيطرة عليهما في هذه المرحلة الصعبة فإنها قد تتركان آثارًا نفسية خطيرة على المدى البعيد ربما تفوق أية نتائج إيجابية من الممكن تحقيقها بالنجاح في الاختبارات.

ورغم أن الضغوط في بعض الأحيان قد تكون إيجابية وتجعل الفتاة تشعر بالمسئولية الحقيقية عن حياتها وتدرك أن الاختبارات الدراسية يمكن أن تكون بداية جديدة في حياتها لتتعلم كيفية تحمل الواجبات والتعامل بجدية مع الحياة، إلا أن هذه الضغوط لو زادت عن الحد المعقول يمكن أن تضع الفتاة في حالة نفسية شديدة السوء لفترات تتجاوز مرحلة أداء الاختبارات الدراسية.

ومن الضروري أن تعرفي ما هي العوامل التي تضعك تحت هذا الضغط النفسي خلال فترة الاختبارات حتى تتمكني من التغلب عليها والتعامل معها بالصورة الصحية السليمة:

أولاً: مقارنة نفسك بالزميلات

من الوارد أن يكون سبب شعوةرك بالضغط النفسي هو إحساسك بأن فترة الاختبارات هي مرحلة الحسم والفصل في المقارنة والمفاضلة بينك وبين بقية زميلاتك، وأن نتيجة الاختبارات هي التي ستحدد من الناجحة ومن الفاشلة وأن هذا الحكم سيكون باتا ونهائيًا، وهذا الخوف يضعك تحت بالغ لأنك طوال الوقت وبدلاً من التعامل مع الاختبارات باعتبارها مرحلة طبيعية في مشوار حياتك الدراسي بمثابة تحد بينك وبين زميلاتك.

ومن أجل مواجهة هذا النوع من الضغط لابد أن تتذكري دائمًا أن مستوى الإنسان الدراسي ورغم أهميته إلا أنه ليس المعيار الحقيقي في الحكم على مدى النجاح والاستقامة والأفضلية، فكما تحرصين على النجاح والتفوق الدراسي لابد أن تعلمي أن سر تميزك الحقيقي عن زميلاتك هو في مدى التزامك بتعاليم دينك وحرصك على تقوى الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحات وكذلك على مدى اهتمامك بشخصيتك وتنميتها بالصورة الصحيحة التي تجعلك إنسانة محبوبة اجتماعيًا ومتحملة للمسئولية ولديك طاقة عطاء عاطفية لمن يحتاجون إلى حنانك من أفراد أسرتك.

ثانيًا: الخوف من نظرة الأهل والمعارف

قد تشعرين أن الجميع حولك بمن فيهم أسرتك الصغيرة وعائلتي والدك ووالدتك والمعارف والأصدقاء جميعهم يترقبون نتائج اختباراتك الدراسية وأنهم سيتعاملون معك في المستقبل بناء على هذه النتائج وبالتالي فأنت تشعرين أن جبلاً من الهم والخوف يلقى على كاهلك بسبب أن هذه الاختبارات ستحدد مصير علاقاتك الاجتماعية ونظرة الآخرين لك.

وللتغلب على هذا الشكل من الضغوط يجب فقط أن تتذكري أنك لست محور الكون وأن الآخرين لا يعيشون حياتهم من أجل متابعة مسيرتك العلمية والعملية وأنه مهما بلغت درجة اهتمام الأهل والمعارف بك فإنهم لن يكترثوا كثيرًا لنتائج اختباراتك الدراسية وقد يتوقفون للتعليق عليها قليلاً لكن الحياة تمضي بشكل عادي وطبيعي.

ثالثًا: الآمال العريضة للوالدين

وأنت تعيشين حياتك الدراسية تستمعين يوميًا من والدك ووالدتك كم الطموحات والأماني التي يرسمانها لمستقبلك العلمي والدراسي وكيف أن هذا الأمر يمثل أهمية قصوى عند كل منهما ويعتبران أن كل تضحيات حياتهما مخصصة من أجل أن تنجزي أنت مشوارك الدراسي بتفوق باهر، وهذا الأمر المستمر يحعلك عندما تصلين إلى مرحلة أداء الاختبارات تشعرين بقلق شديد أن تكون نتائجك سببًا في إحباط والديك وشعورهما بأنك قد خذلتيهما وأطحتي بأحلامهما، وبالتالي فإن الضغط النفسي يزداد عليك.

ومن أجل علاج هذا الضغط لابد أن تعلمي أن والديك إنما يضعان هذه الآمال والطموحات لأنهما يتمنيان أن يرياك في أفضل حال ويشعران بأنك سعيدة وناجحة في حياتك وتأكدي أنه مهما كانت النتائج التي ستحققينها في الاختبارات فإن المهم بالنسبة لوالديك هو مدى إحساسك أنت بنفسك ومستقبلك.

رابعًا: النظرة القاصرة للمستقبل

قد تكونين قد رسمتي لنفسك ومستقبلك مسارًا معينًا يعتمد فقط على تحقيقك لنتائج معينة في حياتك الدراسية فقد تكونين عازمة على الالتحاق بإحدى الجماعات أو الكليات وتشعرين أن هذا هو المسار الوحيد الذي لا يمكنك أن تعيشي إلا من خلاله، وبالتالي فإن عدم وضعك لأكثر من بديل واحتمال لمستقبلك الدراسي والعملي يشعرك بأن نتائج الاختبارات الدراسية التي أنت مقبلة عليها سيكون بمثابة حياة أو موت وهذا يزيد الضغط النفسي المحيط بك.

للتغلب على هذا الضغط لابد أن تكوني ذات عقلية متفتحة ولا تحصري نفسك في اختيار واحد لمستقبلك لأن الدنيا واسعة ومجالات النجاح متعددة ويمكنك أن تضعي لنفسك أكثر من بديل ومسار لحياتك الدراسية حتى تستطيعي أن تتعاملي مع كل الاحتمالات المترتبة على نتائجك التي تحققينها في الاختبارات الدراسية.
منقول