تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المساواة بين الرجل والمرأة في الاعتبار البشري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,363

    افتراضي المساواة بين الرجل والمرأة في الاعتبار البشري

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
    النَّاس على اختلاف أجناسهم وألوانهم وديارهم متساوون في الاعتبار البشري، كما هم متساوون في النَّشأة والأصل، ويدلُّ على ذلك قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13].
    «يُخبر تعالى أنَّه خَلَق بني آدم من أصل واحد، وجنسٍ واحد، وكلُّهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحوَّاء، ولكنَّ الله تعالى بثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً وفرَّقهم، وجعلهم شعوباً وقبائل؛ أي: قبائل صغاراً وكباراً؛ وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنَّه لو استقلَّ كلُّ واحدٍ منهم بنفسه، لم يحصل بذلك التَّعارف الذي يترتَّب عليه التَّناصر والتَّعاون، والتَّوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكنَّ الله جعلهم شعوباً وقبائل؛ لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، ممَّا يتوقَّف على التَّعارف، ولحقوق الأنساب»[1].
    فالآية الكريمة تضمُّ إلى المساواة في النَّشأة والأصل بين الذَّكر والأنثى، المساواة في الاعتبار البشري بين الشُّعوب والقبائل، لا فرق بين أبيض وأسود وأحمر، ولا طويل ولا قصير، ولا عربيٍّ ولا أعجمي، ولا ذكرٍ ولا أنثى، وممَّا جاء عن المفسِّرين في المساواة العادلة في الاعتبار البشري بين النَّاس جميعاً، ذكرانِهم وإناثِهم ما يلي:
    قال الألوسيُّ - رحمه الله: «من آدمَ وحوَّاءَ عليهما السلام فالكلُّ سواءٌ في ذلك؛ فلا وجه للتَّفاخر بالنَّسَب»[2]، وقال أبو حيَّان - رحمه الله: «كلُّ واحدٍ منهما مساوٍ للآخَرِ في ذلك الوجه، فلا وجه للتَّفاخر»[3]، وقال ابن عطيَّة - رحمه الله: «وقَصْدُ هذه الآيةِ التَّسوية بين النَّاس»[4]؛ يعني: في النَّشأة والخِلْقَة، وفي الاعتبار البشري.
    فاختلاف الشُّعوب والقبائل بين بني البشر لا يعني اختلافهم في الاعتبار البشري، بل ذلك مصدر جذب للتَّعارف والتَّعاون والتَّقارب فيما بينهم، وبناءً عليه: فإنَّ الاختلاف في الذُّكورة والأنوثة بين الجنسين عاملُ جذبٍ وليس عاملَ تضادٍّ، كما أنَّ انقسام النَّاس إلى شعوبٍ وقبائلَ وغيرِها من الأقسام يُعَرِّف بعضَهم ببعض، فينتسبون إلى آبائهم ويَصِلون أرحامهم، ويتكاملون فيما بينهم، وليس للتَّفاخر بينهم باعتبار الذُّكورة أو الأنوثة أو غيرها من الاعتبارات البشريَّة[5].
    ويؤكِّد ذلك ما جاء عن ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ اللهِ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجَاهِلِيَّة [6]، وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلاَنِ[7]: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللهِ[8]، وَالنَّاسُ بَنُو آدَم، وَخَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ[9]، قَالَ اللهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]»[10].
    فأين هذه المعاني الإسلاميَّة السَّامية، والتَّوجيهات النَّبويَّة المباركة ممَّا يوجد عند الأمم الأُخرى من تجريد المرأة من اعتبارها البشريِّ والإنساني، ومن ذلك:
    أنَّ من أساسيَّات النَّصرانية المحرَّفة التَّنفير من المرأة وإن كانت زوجة، واحتقار وترذيل الصِّلة الزَّوجية وإن كانت حلالاً، حتى بالنِّسبة لغير الرُّهبان، يقول أحدُ رجالِ الكنيسة: (بونا فنتور) الملقَّب بالقدِّيس: «إذا رأيتم امرأةً، فلا تحسبوا أنَّكم ترون كائناً بشريّاً، بل ولا كائناً وحشيّاً، وإنَّما الذي ترون هو الشَّيطان بذاته، والذي تسمعون به هو صفير الثُّعبان».
    وقد اجتمع بعض اللاَّهوتيين في (القرن الخامس)؛ ليبحثوا ويتساءلوا في (مجمع ماكون): «هل المرأة جثمانٌ بحت، أم هي جسدٌ ذو روح، يُناط به الخلاص والهلاك؟» وغلب على آرائهم: أنَّها خِلْو من الرُّوح النَّاجية (من عذاب جهنم)، وليس هناك استثناء بين جميع بنات حوَّاء من هذه الوصمة إلاَّ مريم عليها السلام[11].
    وعقد الفرنسيُّون في عام (586م)[12] مؤتمراً للبحث: هل تُعَدُّ المرأة إنساناً أم غيرَ إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روحٌ حيوانيَّة أم روح إنسانيَّة؟ وإذا كانت روحاً إنسانيَّة فهل هي على مستوى روح الرَّجل أم أدنى منها؟ وأخيراً: قرَّروا أنَّها إنسان، ولكنَّها خُلِقَتْ لخدمة الرَّجل فَحَسْب.
    على حين جاء الإسلام ليقرِّر المساواة العادلة بين المرأة والرَّجل في الاعتبار البشري، وفي أصل الخِلْقَة، فهما سواء، يسمو بهما إيمان وخُلُق، ويتَّضعان بالكفر والانحراف؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7-10].
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ
    [1] تفسير السعدي (5 /74).
    [2] روح المعاني (26 /161).
    [3] البحر المحيط (8 /115).
    [4] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (5 /152).
    [5] انظر: حقوق المرأة في الإسلام. د. جميلة عبد القادر الرافعي، د. محمد رامز عبد الفتاح العزيزي (ص72).
    [6] (عُبِّيَّةَ الجَاهِليَّة)؛ أي: نَخْوَتَها وكِبْرَها وفَخْرَها وتعاظُمَها؛ أي: تفاخُرَها.
    [7] (فَالنَّاسُ رَجُلان): قال الخطابي - رحمه الله: «معناه: أنَّ النَّاس رجلان: مؤمنٌ تقي: فهو الخَيِّرُ الفاضل، وإنْ لم يكن حسيباً في قومه، وفاجرٌ شقي: فهو الدَّني، وإنْ كان في أهله شريفاً رفيعاً».
    [8] (هَيِّنٌ عَلَى الله)؛ أي: ذليلٌ على الله؛ أي: عنده، والذَّليل لا يُناسبه التَّكَبُّر.
    [9] (وخَلَقَ اللهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ)؛ أي: فلا يليق بمَنْ أَصْلُه التُّراب النَّخوة والتَّجبُّر، أو إذا كان الأصل واحداً فالكلُّ إخوة فلا وجه للتَّكبُّر؛ لأنَّ بقيَّة الأمور عارضة لا أصلَ لها حقيقة. انظر: تحفة الأحوذي (9 /110)؛ عون المعبود شرح سنن أبي داود (1 /16).
    [10] رواه ابن حبان في «صحيحه» (9 /173)، (ح3828)؛ والترمذي (5 /389)، (ح 3270)؛ وابن أبي شيبة في «مصنفه»، (7 /405)، (ح36919)؛ وعبد بن حميد في «مسنده» (ص253)، (ح795). وصححه الألباني في «صحيح سنن الترمذي» (3 /334)، (ح3270).
    [11] انظر: المرأة في القرآن، لعباس محمود العقاد (ص54)
    [12] هو وقت زمان شباب رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم.

    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/web/m.aldosar...#ixzz5aWqeMEpH
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    المشاركات
    582

    افتراضي رد: المساواة بين الرجل والمرأة في الاعتبار البشري

    لكنَّ هذهِ الآيةَ لا تدلُّ على المساواةِ:
    " ولا تتمنَوا ما فضَّلَ اللهُ بهِ بعضَكمْ على بعضٍ "
    ننتظرُ الفائدةَ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •