حجيه السنه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين.
هذا مبحث فى حجيه السنه والرد على من انكرها لشيخنا ووالدنا ابو احمد المصرى غفر الله له وامد فى عمره على طاعته .
فقد وجدت على بعض منتديات اهل العلم من يتبجح برد السنه ويتكلم بكلام خال عن الدليل فيه بعض فلسفه حتى اشكل على بعض طلبه العلم كلامه فاردت ان تكون هذه مساهمه من كتب ومحاضرات شيخنا لعل الله ان يزيل اللبس والحيره عن قلوب بعض الحائرين ويهدينا جميعا الى سواء السبيل.
وهذا المبحث من كتابه (فيض الكريم فى رد شبهات عن سنه النبى الكريم) وقد كمل من الكتاب الجزء الاول واما الجزء الثانى لازال يضاف اليه ويعدل فيه وينقح .
الباب الاول : حجيه السنه
--------------------
*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله على نعمه الاسلام والصلاه والسلام على خير الانام وعلى اله وصحبه الاعلام .
واشهد ان لااله الاالله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ادى الامانه وبلغ الرساله ونصح الامه فكشف الله به الغمه وتركها على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك فاللهم اجزه خير ماجزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته .
اللهم صلى على محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
اما بعد :
فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدى محمد وشر الامور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار.
وبعد :
فقد انزل الله تبارك وتعالى الكتاب تبيانا لكل شيئ وهدى ورحمه للمؤمنين
وكان من هُدى الكتاب الامر باتباع النبى الكريم فان فى اتباعه النجاه وفى مخالفته الهلاك قال تعالى:(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع الكتاب الذى انزل عليه وهو القرأن الكريم واتباع السنه التى هى وحى من الله مثل الكتاب.
قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)
وقد جاءت السنه المطهره مبينه لظاهرالكتاب ومفصله لمجمله ومستقله بالتشريع مثل الكتاب وأخذت الامه بها علما وعملا ولم نعلم احدا رد سنه من سنن النبى صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) .
ونقل اول هذه الامه الدين الذى اكمله وارتضاه رب العالمين الى من بعدهم وهكذا الى ان يشاء الله.
ثم حدث فى زمن البدع والاهواء أن نبتت نبته سوء أُشربوا فى قلوبهم حب الشهوات واتبعوا الهوى والشبهات فخالفوا الامه وانكروا حجيه السنه وادعوا انهم اكتفوا بالقرأن ولم يقدموا على زعمهم الا شبهات واهيه وحجج غير مرضيه ،ونحن نرد عليهم وندحض باطلهم بأذن الله تعالى.
روى الامام مسلم فى صحيحه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ).(صحيح مسلم)
رب اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
اللهم اجعل عملنا لوجهك خالصا وعن النار مخلصا.
تعريف السنه:
--------------
السنه لغه : هى الطريقه او السيره يقال امض على سَنَنِكَ و سُنَنِكَ
و السُّنَّةُ السيرة او الطريقه. (مختار الصحاح)
وجاء لفظ السنه فى الذكر فى اكثر من موضع:
قال تعالى : سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا.
وقال تعالى : وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُو ا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا.
وقال تعالى :مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا.
وقال تعالى : سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا.
وتشير الايات الى الطريقه والسيره.
السنه اصطلاحا :كل ما امر به النبى صلى الله عليه وسلم من قول او فعل
اوتقرير.
قال الشاطبى رحمه الله : يُطْلَقُ لَفْظُ "السُّنَّةِ" عَلَى مَا جَاءَ مَنْقُولًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى الْخُصُوصِ، مِمَّا لَمْ يُنَصَّ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ الْعَزِيزِ، بَلْ إِنَّمَا نُصَّ عَلَيْهِ من جهته عليه الصلاة والسَّلَامُ، كَانَ بَيَانًا لِمَا فِي الْكِتَابِ أَوْ لَا.
وَيُطْلَقُ أَيْضًا فِي مُقَابَلَةِ الْبِدْعَةِ؛ فَيُقَالُ: "فُلَانٌ عَلَى سُنَّةٍ" إِذَا عَمِلَ عَلَى وَفْقِ مَا عَمِلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ ذَلِكَ مِمَّا نُصَّ عَلَيْهِ فِي الْكِتَابِ أَوْ لَا، وَيُقَالُ: "فُلَانٌ عَلَى بِدْعَةٍ" إِذَا عَمِلَ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ.
وَيُطْلَقُ أَيْضًا لَفْظُ السُّنَّةِ عَلَى مَا عَمِلَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ، وُجِدَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ أَوِ السُّنَّةِ أَوْ لَمْ يُوجَدْ؛ لِكَوْنِهِ اتِّبَاعًا لِسُنَّةٍ ثَبَتَتْ عِنْدَهُمْ لَمْ تُنْقَلْ إِلَيْنَا، أَوِ اجْتِهَادًا مُجْتَمَعًا عَلَيْهِ مِنْهُمْ أَوْ مِنْ خُلَفَائِهِمْ؛ فَإِنَّ إِجْمَاعَهُمْ إِجْمَاعٌ، وَعَمَلُ خُلَفَائِهِمْ رَاجِعٌ أَيْضًا إِلَى حَقِيقَةِ الْإِجْمَاعِ .
وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْإِطْلَاقِ قَوْلُهُ, عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ ".(الموافقات)
قلت :السنه عند الاصوليين :كل قول او فعل او تقرير للرسول الكريم لايدخل فيها القرأن الكريم ولا اقوال غير الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعند الفقهاء :السنه ماليس بواجب كالنوافل او المندوبات او المستحبات وكذلك التطوع.
وقد تطلق على مايضاد البدعه كما حكى الشاطبى
وعند اهل الحديث : كل قول او فعل او تقرير او صفه خُلقيه او خلقيه
وهى الطريقه والسبيل الى ماكان عليه النبى صلى الله عليه وسلم وتعريف اهل الحديث اعم واشمل .
حجيه السنه:
==========
اتفق أهل العلم على أن الأدلة المعتبرة شرعًا أربعة وهي: الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس.
قال الامام الشافعي رحمه الله: "وجهة العلم الخبر في الكتاب، أو السنة، أو الإجماع، أو القياس" .
واتفقوا أيضًا على أن هذه الأدلة الأربعة ترجع إلى أصل واحد، هو الكتاب والسنة، إذ هما ملاك الدين وقوام الإسلام .
وقال ايضا: "وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن ما سواهما تبع لهما" .
فجميع هذه الأدلة ترجع إلى الكتاب، والكتاب قد دل على حجية السنة
والكتاب والسنة دلا على حجية الإجماع، وهذه الأدلة الثلاثة دلت على حجية القياس لذلك صح أن يقال: مصدر هذه الأدلة هو القرآن، باعتبار أنه الأصل، وأن ما عداه بيان له، وفرع عنه، ومستند إليه.(معالم اصول الفقه).
------------
وقال الامام الشافعى :لم اسمع أحدا نسبه الناس أونسب نفس إِلَى عِلْمٍ يُخَالِفُ فِي أَنْ فَرَضَ اللَّهُ عز وجل اتباع آمر رسول الله وَالتَّسْلِيمَ لِحُكْمِهِ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَجْعَلْ لأَحَدٍ بَعْدَهُ إِلا اتِّبَاعَهُ وَأَنَّهُ لا يَلْزَمُ قَوْلٌ بِكُلِّ حَالٍ إِلا بِكِتَابِ اللَّهِ أو سنة رسوله وَأَنَّ مَا سِوَاهُمَا تَبَعٌ لَهُمَا وَأَنَّ فَرْضَ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مَنْ بَعْدَنَا وَقَبْلَنَا فِي قبول الخبر عن رسول الله وَاحِدٌ لا يَخْتَلِفُ فِي أَنَّ الْفَرْضَ وَالْوَاجِبَ قَبُولِ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.(جماع العلم)
------------
حجيه السنه من القرأن الكريم:
=========================
قال تعالى :( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
وقال تعالى :( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
قال تعالى:(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا).
وقال تعالى :( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
وقال تعالى :( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ).
وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).
وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ).
وقال تعالى:( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).
وقال تعالى:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).
وقال تعالى:( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وقال تعالى:( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وقال تعالى:( قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
قال تعالى :( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).
وقال تعالى :( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
وقال تعالى :( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
وقال تعالى:( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).
وقال تعالى :( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
وقال تعالى:( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
وقال تعالى :( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ).
ماأوردنا من الايات فيها الكفايه لمن كان له قلب او القى السمع وهوشهيد .
حجيه السنه من اقوال النبى :
======================
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) قَالَ عِمْرَانُ: لاَ أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً - قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُونَ ، وَيَنْذِرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ)
(متفق عليه)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة إلامن أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) (مسند احمد)
عن المقدام بن معدي كرب يقول : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر منها الحمر الأهلية وغيرها قال (ويوشك متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال أحللناه ومن حرام حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حرم الله عز وجل)(المعجم الكبير للطبرانى).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أوتيت الكتاب ومثله ألا يوشك شبعان على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه).(المعجم الكبير للطبرانى )
عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : نزلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا بن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فقال (أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن ان الله عز وجل لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز وجل لم يحل لكم أن تدخلو بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم)
(السنن الكبرى للبيهقى)
عن سالم بن عبد الله بن عمر ان عبد الله بن عمر حدثه انه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(يا هؤلاء ألستم تعلمون انى رسول الله إليكم )
قالوا بلى نشهد انك رسول الله قال (ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله )قالوا بلى نشهد انه من أطاعك فقد أطاع الله وان من طاعة الله طاعتك قال (فإن من طاعة الله أن تطيعوني وان من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم أطيعوا أئمتكم فإن صلوا قعودا فصلوا قعودا)(مسند احمد)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه) (موطأ مالك)
عن العرباض بن سارية قال : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) (الطبرانى –مسند الشاميين)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي)(سنن الترمذى)قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
عن أبي هريرة قال خطب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - الناس فقال (ان الله قد فرض عليكم الحج فقال رجل في كل عام فسكت عنه حتى أعاده ثلاثا فقال لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما قمتم بها ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بالشيء فخذوا به ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه) (سنن النسائى)
قالت عائشة رضي الله عنها : صنع النبي - عليه الصلاة والسلام - شيئا ترخص فيه وتنزه عنه قوم فبلغ ذلك النبي - عليه الصلاة والسلام - فحمد الله ثم قال (ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني أعلمهم بالله وأشدهم له خشية)
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قال: جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: (أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي). رواه البخارى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تفترق هذه الأمة ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا وما تلك الفرقة قال من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي) (المعجم الاوسط للطبرانى)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس خاتما من ذهب فنبذه فقال (لا ألبسه أبدا فنبذ الناس خواتيمهم)
عن أبي سعيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه فصلى الناس في نعالهم ثم ألقى نعليه فألقى الناس نعالهم وهم في الصلاة فلما قضى صلاته قال( ما حملكم على إلقاء نعالكم في الصلاة )قالوا يا رسول الله رأيناك فعلت ففعلنا فقال صلى الله عليه وسلم (ان جبريل أخبرني أن فيها أذى فإذا اتى أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه أذى فليخلعها وإلا فليصل فيهما)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( صلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم) رواه البخاري
عن جابر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم النحر يقول (لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج حجة أخرى)
(الطبراني في مسند الشاميين)
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل )
(صحيح ابن خزيمه)
عن كعب بن مالك الأنصاري قال عهدي بنبيكم صلى الله عليه وسلم قبل وفاته لخمس ليال فسمعته يقول ( لم يكن من نبي إلا وله خليل في أمته وإن خليلي أبو بكر بن أبي قحافة وإن الله عز وجل اتخذ صاحبكم خليلا ألا وإن الأمم قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وإني أنهاكم عن ذلك اللهم هل بلغت) ثلاث مرات ثم قال (اللهم اشهد) ثلاث مرات ثم أغمي عليه هنية ثم قال (الله الله فيما ملكت أيمانكم اشبعوا بطونهم والبسوا ظهورهم ولينوا القول لهم) (المعجم الكبير للطبرانى)
عن أبي جمرة قال سمعت بن عباس يقول : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير )(صحيح مسلم)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والسمر بعد هدوء الليل فإن أحدكم لا يدري ما يبث الله من خلقه غلقوا الأبواب وأوكئوا السقاء وأكفئوا الإناء وأطفئوا المصابيح ) (الادب المفرد -البخارى).
عن بن عباس قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل هلم فلنتعلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نسألهم فإنهم كثير فقال العجب والله لك يا بن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على باب داره تسفي الرياح على وجهي حتى يخرج إلي فإذا رآني قال يا بن عم رسول الله مالك قلت حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك فيقول هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول أنا كنت أحق أن آتيك وكان ذلك الرجل يراني قد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتاج الناس إلي فيقول أنت كنت أحق مني.
*******