قال ابن تيمية رحمه الله مجموع الفتاوى(10/ 186):
فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس.
أسماء الله الحسنى التي وردت في سورة الحج:
رب، الله (74 مرة)، إله، الحق، قدير، شهيد، الحميد، قوي، عزيز، عليم، حكيم، قدير، هادِ، حليم، عفو، غفور، سميع، بصير، العلي، الكبير، لطيف، خبير، الغني، رؤوف، رحيم، المولى، النصير. ولعل ورود هذه الأسماء الحسنى المتعددة في هذه السورة يتناسب مع سياق سورة الحج وفريضة الحج التي وردت فيها حيث يجتمع في الحج أجناس مختلفة من الناس (وهذا يتناسب مع عالمية السورة وقد تكرر ذكر كلمة الناس في السورة كثيرا) أتوا من كل فجّ عميق بأطباعهم وعاداتهم وأخلاقهم وحاجاتهم المختلفة والمتعددة فناسب ذكر مجموعة من أسماء الله الحسنى تتناسب مع تنوعهم وورود لفظ الجلالة (الله) بهذا العدد يتناسب مع توحيده الذي هو شعار الحج الأول (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك) ووردت أسماء تناسب عظمة الله تعالى وقدرته (قوي، شهيد، عزيز، العلي، الكبير، عليم، سميع، بصير) فمن كانت هذه صفاته فهو قادر على بعث الخلق ومحاسبتهم يوم القيامة ووردت صفات العفو والمغفرة التي تناسب مطلب الحجيج الذين يدعون ربهم بالمغفرة والصفح والعفو (رب، حليم، عفو، غفور، لطيف، خبير، رؤوف، رحيم، المولى، النصير).
وكذلك تنوعت الفاصلة القرآنية في آيات سورة الحج لتناسب هذا التنوع في الناس في الحج يأتون من كل فج عميق (م، د، ر، ج، ق، ن، ظ، الهمزة، ب، ز، ط).
وختمت سورة الحج (لعلكم تفلحون) وافتتحت بعدها سورة المؤمنون ببيان صفات المفلحين، تناسق بديع بين سور القرآن الكريم فسبحان من هذا كلامه وهذا بيانه!
والحج هي الشعيرة المشتركة بين الأنبياء جميعًا من بدء الخلق (سورة الأنبياء السورة التي سبقت سورة الحج) وبين المؤمنين إلى قيام الساعة (السورة التي تلت سورة الحج) سورة الحج سورة التعظيم والاستسلام لله تعالى سورة الحج تركز على قضية التعظيم والاستسلام لله تعالى من خلال عرض مشاهد العظمة والقدرة الإلهية. والسورة افتتحت بالتخويف من مشهد يوم القيامة وفيها سجدتين وفيها ذكر شعيرة الحج التي هي مبنية على تعظيم الله والاستسلام لأمره سبحانه.
ومن تعظيم الله أن زلزلة الساعة بأمره وبعث الناس يوم الحشر بأمره ومن تعظيم الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أطوار بدءا من تراب إلى أن يبلغ أشدّه ومن عظمته سبحانه وتعالى أنه يحيي الموتى كما يحيي الأرض بماء المطر فتهتز وتنبت من كل زوج بهيج ومن عظمته سبحانه وتعالى أنه يحاسب الخلق يوم القيامة فمن آمن له الجنة ومن كفر له النار وبئس المهاد. ومن تعظيم الله تعالى سجود من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ومن عظمته سبحانه وتعالى أنه يفعل ما يشاء ويحكم بين الناس ويفصل بينهم ولو تتبعنا أفعال الله سبحانه وتعالى في السورة لتبين لنا ماهر عظمته سبحانه بدءا من: خلقناكم، لنبيّن لكم، نقرّ في الأرحام، نخرجكم، أنزلنا عليها الماء، يحيي الموتى، يبعث من في القبور، يُدخل الذين آمنوا جنات، يفعل ما يريد، يهدي من يريد، يفصل بينهم، يفعل ما يشاء، يدافع عن الذين آمنوا، لينصرنّ الله من ينصره، الله هاد الذين آمنوا، يحكم بينهم، ليرزقنهم الله رزقا حسنا، ليدخلنهم مدخلا يرضونه، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، أنزل من السماء ماء، له ما في السموات وما في الأرض، سخّر لكم ما في الأرض والفلك، يمسك السماء أن تقع، أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم، يعلم ما في السموات والأرض، الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، اجتباكم.. هذه أفعال الله تعالى في هذه السورة وحدها ألا تكفي لتعظيمه سبحانه وتعالى وتقديره حق قدره؟! بلى والله! ونتأمل أسماء الله الحسنى التي وردت في هذه السورة العظيمة فنجدها كثيرة جدا: رب، الله، الحق، قدير، شهيد، الحميد، قوي، عزيز، عليم، حكيم، حليم، عفو، غفور،العلي، الكبير، خير الرازقين، لطيف، خبير، الغني، رؤوف، رحيم، المولى، النصير، ولعل تعدد هذه الصفات والأسماء في سورة الحج العظيمة التي فيها نداءات (يا أيها الناس) تتناسب مع تنوع أصناف الناسفي الحج. ومن تعظيم الله سبحانه وتعالى فريضة الحج فهي فريضة مبنية على التعظيم الكامل لله تعالى ولشعائره وحرماته والاستسلام لأوامر الله تعالى وأحكامه. مما يحقق تعظيم الله سبحانه وتعالى العلم، العلم بالله والعلم عن الله والعلم بعظيم خلقه في الكون وفي الأنفس وقد تكرر لفظ العلم ومشتقاته في السورة 11 مرة فالإيمان ثمرة العلم والخشوع والخضوع لأوامر الله تعالى ثمرة الإيمان، فالعلم يورث الإيمان والتعظيم لله سبحانه وتعالى والخضوع وا تأملات في سورة الحج
بقلم الدكتورة رقية العلواني
يقول علي بن جابر الفيفي: في كتابه: [لأنك الله: (صـ 8)]: (وباب أسماء الله الحسنى باب إيماني عظيم، يدلف العبد من خلاله إلى عالم قدسي خاص، يجعل النفس تسجد تعظيمًا، والروح تتبتَّل خشوعًا وحبًّا).
شاركونا في إخراج مشاهد ومعاني الإيمان من اسم الله: (الصمد):
إنَّ معاني اسم الله (الصمد): تجعل العبد يستشعر القوة، والعزة، والغنى عن كل ما سوى الله عز وجل، فيوقن ما معنى أنّ الله سبحانه وتعالى كافٍ عبده، فالعبد حين يشعر بالضعف والوهن أو الفقر والأيس أو انقطاع السبب يحتاج إلى مثل هذا المعنى العظيم ليناجي به الله جلّ وعلا، فلا يلبث أن يرى الكون كله ملكًا له طالما أن الصمد بجانبه يسمع نجواه ويرى مكانه، وأن الكون كله ليس سوى هباءًا منثورًا ولو اجتمع على أن يضره بشيء لن يضره إلا بشيء قد كتبه الله له، ومن كان الصمد معه فمن عليه؟!
وقد روى العلماء مثل الطبري والبغوي وابن كثير وابن القيم معانٍ عدة لاسمِ اللهِ الصمد فاسم الله الصمد من جملة أسماء الله الحسنى الدالة على عدة صفات لا على معنى مفرد، ونلخص أقوالهم فيما يلي:
فالصمد هو السيد الذي انتهى سؤدده، والسيد العظيم في علمه وحكمته وحلمه وقدرته وعزته وجميع صفاته سبحانه وتعالى.
والصمد الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم فيكفيهم، إذ ليس لها رب سواه ولا مقصود غيره تقصده وتلجأ إليه.
ومن معاني الصمد أيضًا القصد والغاية، فصمد إليه: (أي قصده وجعله مقصده وغايته)؛ وهذا هو سبب تسمية سورة (الصمد): بالإخلاص لأن الصمد هو الذي تقصده الخلائق في عبادتها وتوحيدها دون غيره عز وجل.
ويأتي الصمد بمعنى الغَنيّ، الذي ليس فوقه أحد ولا فوق قدرته أحد وفيه إثبات لصفة العلو.
والصمد في اللغة الذي لا جوف له فهو متنزه سبحانه عن صفات البشر كالأكل والشرب والأبعاض والأجزاء كما يزعم بعض الفلاسفة -تعالى الله عما يصفون علوًا كبيرا-، وهو تفسير للآية الثالثة في سورة الإخلاص {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [سورة الإخلاص: 3].
رابط المادة: http://iswy.co/e67ae
قال ابن القيّم فِي نونيّته:
وهو الإلهُ السّيِّدُ الصَّمدُ الّــذي ... حَمَدَت إِليهِ الخَلقُ بالإِذعانِ
الكامل الأوصاف كماله ما فيه ... من كُلِّ الوجوهِ من نقصَانِ
قال الشيخ عبدالرزاق البدر في كتابه فقه الأسماء الحسنى ص 130 :
وهو يفيد أن هذا الاسم العظيم من جملة أسماء الله الحسنى الدالة على عدة صفات لا على معنى مفرد ، ففيه الدلالة على كثرة صفات الله وعظمتها وكمالها .
قال ابن القيم رحمه الله : (( الصمد : السيد الذي قد كمل في سؤدده ، ولهذا كانت العرب تسمي أشرافها بهذا الاسم ، لكثرة الصفات المحمودة للمسمى به ، قال شاعرهم :
فإن الصمد من تصمد نحوه القلوب بالرغبة والرهبة ، وذلك لكثرة خصال الخير فيه ، وكثرة الأوصاف الحميدة له .ألا بكر الناعي بخير بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد
لهذا قال جمهور السلف ، منهم : عبدالله بن عباس رضي الله عنه : الصمد : الذي قد كمل سؤدده ، وهو العالم الذي كمل علمه ، القادر الذي كملت قدرته ، الحكيم الذي كمل حكمه ، الرحيم الذي كملت رحمته، الجواد الذي كمل جوده )).
وفي أسماء الله الحسنى لماهر مقدم ص96:
الثمرات: يجب أن يعلم كل مكلف، أن لا صمدية، ولا وحدانية إلا لله تعالى وحده، فينبغي له أن يصمد إلى ربه تعالى الحوائج كلها، ويكون مفزعه، وغايته، ومقصده في كل أحواله، هو ربه تعالى، ومن جعله الله تعالى مقصد عباده في مهمات دينهم، ودنياهم، وأجرى على لسانه ويده حوائج خلقه، فقد أنعم عليه بحظ من معنى هذا الوصف، وعليه أن يتخلق بأخلاق السيادة، والسادة، حتى يكون مصمودا وبابه مقصودا.
وفي أسماء الله الحسنى لماهر مقدم ص95:
جلال الصمد: أنه انفرد تعالى بصمديته في الوجود من كل الوجوه، في كل شيء، إلى حد تنقطع دونه الآمال، فليس صمد سوى الله، فمن جلاله: أنه دال على جملة أوصاف عديدة لاتحصى، ولا تستقصى، فلا تختص بصفة معينة، فهو متعلق بالصفة من حيث دلالتها على الكثرة، والزيادة، والسعة، بحيث يدخل في معناه المعبر عنه، باللفظ الكثير من معاني أسماء الله وصفاته، فهو يتضمن جميع صفات الكمال، من نعوت العظمة والجلال، المستوجب لغايته على الكمال.
قال ابن كثير: (وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني في كتاب السنة له بعد إيراده كثيرًا من هذه الأقوال في تفسير الصمد: (وكل هذه صحيحة وهي صفات ربنا عز وجل، هو الذي يصمد إليه في الحوائج وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصمد الذي لا جوف له ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه).
للرفع
{{والذين آمنوا أشد حبا لله}}
في التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزى:
...واعلم أن محبة الله إذا تمكنت من القلب ظهرت آثارها على الجوارح:
من الجد في طاعته
والنشاط لخدمته
والحرص على مرضاته
والتلذذ بمناجاته
والرضا بقضائه
والشوق إلى لقائه
والأنس بذكره
والاستيحاش من غيره
والفرار من الناس
والانفراد في الخلوات
وخروج الدنيا من القلب
ومحبة كل من يحبه الله
وإيثاره على كل من سواه.
التعبد بالأسماء والصفات:
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: (وهذا فصل عظيم النفع والحاجة، بل الضرورة ماسة إلى معرفته والعناية معرفة واتصافا وذلك: أن الإيمان هو كمال العبد، وبه ترتفع درجاته في الدنيا والآخرة.
والإيمان أعظم المطالب وأهمها وأعمها: وقد جعل الله له مواد كبيرة تجليه وتقويه، كما كان له أسباب تضعفه وتوهيه...وأعظمها: معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد لله بها. فقد ثبت في الصحيحين عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: ((إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)) رواه البخاري ومسلم .
أي: من حفظها وفهم معانيها، واعتقدها، وتعبد لله بها دخل الجنة، والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون. فعلم: أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان وقوته وثباته.
ومعرفة الأسماء الحسنى هي أصل الإيمان، والإيمان يرجع إليها.
ومعرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
وهذه الأنواع هي روح الإيمان وروحه، وأصله وغايته . فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه، وقوي يقينه. فينبغي للمؤمن: أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الأسماء والصفات.
قال أبو نعيم الأصبهاني رحمه الله: (الإحصاء المذكور في الحديث ليس هو التعداد، وإنما هو العمل والتعقل بمعاني الأسماء والإيمان بها).
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله: (فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات).
مراتب التعبد بالأسماء والصفات:
تنقسم هذه العبادة إلى مراتب، وهي راجعة إلى يقين القلب وخضوعه وذله لله جل جلاله، وتفاوت الناس في هذه العبادة بحسب تفاوتهم في معرفة النصوص النبوية وفهمها والعلم بفساد الشُبَه المخالفة لحقائقها.
قال العز ابن عبد السلام رحمه الله: (وقد يحصل التحديق إلى هذه الصفات من غير تذكر ولا استحضار، والعارفون متفاوتون في كثرة ذلك وقلته وانقطاعه ومداومته، فهم في رياض المعرفة يتقلبون، ومن نضارة ثمارها يتعجبون، ولا تستمر الأحوال لأحد منهم على الدوام والاتصال لتقلب القلوب وتنقل الأحوال، والغفلات حجب على العارف مسدلات، إن أسدلت على جميعها نكص العارف إلى طبع البشر، فربما وقعت منه الهفوات والزلات فإذا انكشف الحجاب عن بعض الصفات ظهرت آثار تلك الصفة وأينعت أثمارها).
وأكمل الناس في هذا الباب من تعبد الله بجميع أسمائه وصفاته ونال قصب السبق في عبودية الله بها، وهذه منزلة تحقيق العبودية بالأسماء والصفات، قال ابن القيم رحمه الله: (وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر كمن يحجبه التعبد باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم الرحيم أو يحجبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع أو عبودية اسمه الرحيم والعفو والغفور عن اسمه المنتقم أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ونحو ذلك وهذه طريقة الكمل من السائرين إلى الله وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180].
تفسير ابن كثير سورة النازعات (4/ 552):
{فَكَذَّبَ وَعَصَى} أي: فكذب بالحق وخالف ما أمره به من الطاعة. وحاصلُه أنه كَفَر قلبُه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره، وعلمُهُ بأن ما جاء به أنه حق لا يلزم منه أنه مؤمن به؛ لأن المعرفة علمُ القلب، والإيمان عمله، وهو الانقياد للحق والخضوع له.
القادر - القدير - المقتدر عوض فالح العازمي
القادر والمقتدر والقدير كلها من اسماء الله الحسنى وصفاته العلي وتعني في جملتها السيطرة والتمكن والهيمنه كما تعني التقسيم والتنظيم والتخطيط .
ومن الآيات التي وردت فيها كلمة قدر في سورة الحج74 ( ماقدروا الله حق قدره)
كذلك جاء في الحديث : (اذا غم عليكم الهلال فاقدروا له ) ونلحظ اختلافا في مدلول الكلمة , فقد وردت في الايه بمعنى المكانة والرفقه , اما في الحديث فجاءت بمعنى التقدير أي التخمين والحساب .
الفرق بين هذه الاسماء:
ان الفرق بين هذه الاسماء ( القادر_ القدير_المقتدر) هو
أن القادر هو المتمكن في حين أن القدير صيغة مبالغة منه كما يرى الزجاجي, اما ابن الاثير فيرى ان المقتدر ابلغ واعم في المعنى .
ورود الأسماء في القران :
وردت كلمة القادر 12 مره 5 منها بصيغة الجمع ,منها ماورد في سورة يس " أوليس الذي خلق السموات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم "8
كذلك ورد لفظ القادر في سورة الجمعة " وانا على ان نريك مانعدهم لقادرون" _ المؤمنون :95 _
وقد اسمه القدير 45 مرة في سور متعددة من القرآن الكريم منها على سبيل المثال قوله سبحانه في سورة البقره : " أينما تكون يأتي بكم الله جميعا أن الله على كل شي قدير" البقرة : 148
واما اسمه المقتدر فقد ورد 4 مرات منها قوله سبحانه : " وكان الله على كل شيء مقتدر " (الكهف :45) وغيرها .
معنى الأسماء في حق الله تعالى
قال الزجاج : اما القادر فيعني انه القادر على كل شيء فلا يفوته شيء, ولا يعجزه شيء ولا يتطرق اليه العجز .
والقادر من الناس اذا ما اتصف بتلك الصفة فان قدرته مستعارة من الله تعالى , لذا فهي توجد حين ولا توجد احيانا اخرى.
ويرى الخطابي ان معنى اسم القادر مشتق من القدرة على شي أي ان الله قادر على كل شي, كما يعني انه عزوجل المقدر لكل شي ويستشهد بدليل على كلامه من قوله تعالى "فقدرنا فنعم القادرون" * المرسلات:33*
وقال الحليمي: معنى القادر عدم عجزه سبحانه عن أي شيء وهو دليل على انه حي عالم .
وقال البهيقي : أن القادر هو من له القدرة الشاملة الكاملة .
أما القدير فيرى ابن جرير انه قدير بمعنى القوة قدير قدرة قادر مقتدر.
ويستدل بقوله سبحانه "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير"
فهو قدير بالاحاطة بالمكان والزمان والعاجل والاجل .
اما الحليمي فيرى أن معنى القدير هو التام القدرة لا يلابس قدرته عجز.
وقال ابن القيم لايعجزه شيء رامه .
وأما المقتدر فيقول ابن جرير في قوله تعالى " عند ملك مقتدر" (القمر:25) .
القدير الملك المقتدرعلى كل شي. في حين يقول الزجاج : المقتدر مبالغة القوة وذلك أن الاصل في لغة العرب أن زيادة اللفظ تزيد المعنى قوة.
اما الخطابي فيقول : المقتدر هو تام القدرة الذي لا يحتجب عليه أي شيء.في حين يرى الحليمي أن المقتدر هو المقدر والمظهر بقدرته من خلال فعل ما يقدر عليه .
من آثار الإيمان بهذه الأسماء القدير القادر المقتدر :
1- اتفاق سائر المذاهب الاسلامية على ان الله على كل شيء قدير وبالتالي فانه سبحانه لايفوته مطلوب ولا يعجزه شي فقدرة الله متحققة متعدية لكل شيء.
أما قدرة الناس فمحدودة ولازمة عند أشياء محددة.
وحقيقة قول أن المراد من هذه الصفات ضرورة الايمان بها على اطلاقها وتمامها لكونها صفات لازمة لذات الله عزوجل وهو ما يتجسد في اوضح صور الايمان لدى مذهب أهل السنة والجماعة لا آراء والجهمية والمعتزلة والقدرية وغيرهم من الطوائف .
2- في وجود المخلوقات التي لا تحصى بتعدد اشكالها وبتنوع اصنافها برهان ساطع ودليل باهر وآية ظاهرة على كمال قدرة الله تعالى.وقد بسط الله سبحانه وتعالى تلك الدلائل في مواضع شتى من كتابه الكريم,فمخلوقات سبحانه على تنوعها برهان على قدرته اللا متناهيه وارادته اللا محدودة وينبني على هذا الفهم لمخلوقات الله وموجوداته أن الله قادر على ايتان بكل شيء واحداثه سواء ان كان كائنا ام لم يكن .
ومن الدلائل على ذلك قوله سبحانه عن نفسه : " ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها" ( السجدة :13) كذلك قوله سبحانه : " ولو شاء ربك للآمن من في الارض"(يونس :99) وغير ذلك من الايات التي تبرهن وتؤكد على ان الله سبحانه قادر على احداث كل شيء ولو انه لم يحدثه , فلا يتنافى هذا (عدم الاحداث) من انه غير قادر عز وجل على احداثه .
مما سبق نرى ان الله اخبر انه سبحانه لو شاء لفعل اشياء ولكنه لم يفعلها وهو بالتالي لا ينقص من قدرته جل وعلا شي في حال عدم فعلها.
وبطبيعة الحال فان الله يكون بذلك قادر ومقتدر وقدير على التحكم بكل افعال مخلوقاته , اذ انه قادر على فعل كل شيء وتسيير جميع مافي الكوين وبالتالي فهو قادر على المنفصل كما انه قادر على افعال عباده
اما ما يراه الاشاعرة والمعتزلة من ان ارادة الله مقتصرة على منفصل دون قدرته على إتيان بإرادات خلقه من البشر فلا مجال للنطق به لدى أهل السنة والجماعة من المسلمين ..
https://saaid.net/Minute/140.htm
لقد وردت هذه الأسماءُ مع مشتقاتها في كتاب الله أزيدَ من 130 مرة، منها 45 مرة كلمة "قدير"، و13 مرة كلمة "قادر"، وأربع مرات كلمة "مقتدر"، ويدور معناها كلها على تسليط القوةِ، والسيطرةِ، والتمكن، والهيمنةِ.
قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُون ﴾ [الأنعام: 65]
وقال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ [البقرة: 106]
وقال تعالى: ﴿ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 42].
وجاء في حديث الاستخارة التسليمُ بقدرة الله، وأنه المدبرُ لكل شيء، القادرُ على كل شيء، فيقول صاحب الحاجة: ((اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقدرُك بقدرتك، وأسألُك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدرُ ولا أقدرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت علام الغيوب))؛ البخاري، وفيه ركونُ العبدِ إلى قدرة الله، مع إظهار الضعف وقلة الحيلةِ.
ومن الأدعية التي علَّمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن نقولَها دُبرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: ((لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لما منعتَ، ولا ينفعُ ذا الجدِّ منك الجدُّ))؛ البخاري؛ أي: لا ينفع صاحبَ الحظِّ حظُّه، ولا صاحبَ الغنى غناه.
وأخبرنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقصة الرجل الذي كان "يسرفُ على نفسه، فلما حضره الموتُ، قال لبنيه: إذا أنا متُّ، فأحرقوني، ثم اطحنوني، ثم ذروني في الريح؛ فوالله لئن قدَرَ عليَّ ربي ليعذبَنِّي عذابًا ما عذَّبه أحدًا، فلما مات، فُعل به ذلك، فأمر اللهُ الأرضَ، فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلتْ، فإذا هو قائمٌ؛ فقال: ما حمَلَكَ على ما صنعت؟ قال: يا رب، خشيتُك؛ فغفر له))؛ متفق عليه.
ولا شك أن الذي خلق الإنسانَ من لا شيء - قادرٌ على أن يعيدَ بعثَه ليوم الحساب؛ ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 79].
قال الزَّجاج: "القادر: هو الله القادر على ما يشاءُ، لا يُعجزُه شيء، ولا يفوتُه مطلوبٌ، والقادر منا - وإن استحقَّ هذا الوصف - فإن قدرتَه مستعارةٌ، وهي عنده وديعةٌ من الله تعالى، ويجوزُ عليه العجزُ في حال، والقدرةُ في أخرى".
ولذلك فمهما قوي الإنسانُ وتمكَّن، ومهما استطاع وقدَر، فإن الله تعالى أقوى منه، وأقدرُ منه؛ ففي صحيح مسلم أن أبا مسعودٍ البدري رضي الله عنه قال: كنت أضربُ غلامًا لي بالسوطِ، فسمعتُ صوتًا من خلفي: "اعلم أبا مسعود!"، فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني، إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: ((اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود!))، قال: فألقيتُ السوطَ من يدي، فقال: ((اعلم أبا مسعود أن الله أقدرُ عليك منك على هذا الغلام))، قال: فقلت: لا أضرب مملوكًا بعده أبدًا.وقد يكونُ القادرُ بمعنى المقَدِّر للشيء، كقوله: ﴿ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُون ﴾ [المرسلات: 23]؛ أي: نعم المقدرون.
وقال الشيخ السعدي رحمه الله: "(القدير) كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجوداتِ، وبقدرته دبَّرَها، وبقدرته سوَّاها وأحكمَها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعثُ العبادَ للجزاء، ويجازي المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بإساءته، الذي إذا أراد شيئًا قال له: كن، فيكون، وبقدرته يقَلِّب القلوبَ ويصرفُها على ما يشاء ويريد".
وقال ابن القيم رحمه الله:وهو القديرُ وليس يعجزُه إذا ♦♦♦ ما رام شيئًا قط ذو سلطانوقال الحليمي: "المقتدر: هو المظهرُ قدرتَه بفعلِ ما يقدرُ عليه".
وقال الزجاج: "المقتدرُ: مبالغةً في الوصف بالقدرة، والأصلُ في العربية أن زيادةَ اللفظ زيادة في المعنى".
واسم الله القادرُ هو الفاصلُ بين المؤمنين الذين يعلمون أن المتمكن من الكون، المهيمن عليه، المتصرِّف فيه - هو الله، فيعبدونه بمقتضى هذا الاسم وما يستحقه من الإجلال والإعظامِ، وبين الزنادقةِ والملاحدة، الذين ينسُبون التصرفَ في الكون إلى قوةِ الطبيعةِ، أو يركنون إلى قوةِ العقل البشري، ويرون أن الإنسانَ بعقله هو المتصرفُ الحقيقي في الكون.ولقد أعجز اللهُ تعالى هؤلاء بقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]؛ ليبين لنا ربُّنا عز وجل حقيقةَ هذا الإنسانِ المغرور بمادياته ومخترعاته: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].
ويحذِّر عبدُالله بنُ مسعود رضي الله عنه هؤلاء المتكلِّفين، الخائضين فيما ليس لهم به علمٌ ويقول: "يا أيها الناسُ، اتقوا الله، من علِم منكم شيئًا فليقل بما يعلمُ، ومن لم يعلم، فليقل: اللهُ أعلمُ"؛ مسلم.
وماذا يُشَكِّل هذا الإنسانُ اللجُوجُ في حجم هذا الكونِ، الذي تُشَكِّل فيه الأرضُ برمتها نقطةً لا تُرى وسط الكواكبِ والنجوم والمجرات الأخرى؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما السماواتُ السبعُ في الكرسيِّ إلا كحلقة ملقاةٍ بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاةِ على تلك الحلقةِ))؛ الصحيحة.إن سطوةَ خصومِ الإسلامِ المعتدين، وغطرسةَ المناوئين المعاندين، وكبرياءَ الانتهازيين المستعمرين - مؤسَّسةٌ على أنقاض ضَعفِ المسلمين، الذي أفلتوا زمام اليقين، بأن الله ناصرُ أوليائه الصالحين، وأنه ذو القوةِ المتين.
ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ
فبالِافتقار إليك فقري أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ
فإذا رُددتُ فأيُّ باب أقرعُ
أسفي على الإسلام هان عرينُه ♦♦♦ وعدا عليه الفاتكُ المستأسِدُوإن النظرَ في سنن الله في القضاء على الجبابرة قديمًا وحديثًا - بيِّنةٌ جليَّة، وإذا كانت الأمثلةُ على ذلك في الكتاب والسُّنة كثيرةً، فلنذكر مثالَ فرعون الذي علا في الأرض وتكبَّر وتجبَّر، لما أخبره المنجمون بأن ملكَه سيذهبُ على يد مولودٍ من بني إسرائيل، رأى الحلَّ في قتل جميع مواليدِ بني إسرائيلَ؛ قال الزجاج: "والعجبُ من حمق فرعونَ؛ فإن الكاهن الذي أخبَره بذلك إن كان صادقًا عنده، فما ينفع القتل؟ وإن كان كاذبًا، فلا معنى للقتل"، وخوفًا من انقراض النسل، فضَّل فرعون أن يقتلَ المواليدَ سَنةً، ويستحييهم سَنة، فقضى ربُّنا عز وجل أن يولدَ موسى عليه السلام في السَّنة التي يقتل فيها المواليد، ليُلقى في البحر، وليلتقطَه آلُ فرعون، وليتربى في قصر فرعونَ، وليهلكَ فرعون على يده، ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ﴾ [القصص: 8]؛ لتمضي قدرةُ الله التي لا يمنعُها مانعٌ، ولا يحجُزُها حاجزٌ.وكيف يفرُّ المرءُ عنك بذنبِه ♦♦♦ إذا كان يطوي في يديك المراحِلَا؟!والذي جعل النارَ على سيدنا إبراهيم بردًا وسلامًا، والذي فلَق البحرَ نصفين بضربةِ عصا موسى، والذي فجَّر من الحجر ينابيعَ المياه، والذي وهب لإبراهيم وزكريا أولادًا مع الكبر والعقم - هو الذي يُغنيك إذا افتقرت، ويثبِّتك إذا اضطربت، ويَشفيك إذا مرِضت، إذا صدَق لُجْؤُك إليه، وصحَّ اعتمادُك عليه، وسلِم افتقارُك إليه؛ ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].هذا تمييزُنا بين القدرة الربانيَّةِ، والقدرةِ البشريَّة، فكيف فهم غيرُ المسلمين هذه المعادلةَ؟ ذلك ما سنحاولُ معرفتَه في المناسبةِ القادمة إن شاء الله.فاللهم بلِّغنا مما يُرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالَنا.
كن مع الله ترَ اللهَ معكْ
واترُكِ الكلَّ وحاذِرْ طمعَكْ
وإذا أعطاك من يمنعُه؟
ثم من يُعطي إذا ما منعَكْ؟
اللهم وأبرم لهذه الأمةِ أمرَ رشدٍ، يُعَزُّ فيه أهلُ طاعتِك، ويذلُّ فيه أهلُ معصيتك، ويؤمرُ فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر، إنك سميع مجيب.
https://www.alukah.net/sharia/0/116265/
ثمرة الإيمان بصفة القدرة الإلهية:
هذا وإن للإيمان بقدرة الله عز وجل التي دل عليها أسماؤه "القدير والقادر والمقتدر" آثارًا عظيمة وثمارا مباركة تعود على العبد في دنياه وآخرته منها:
- أن يقوي في العبد الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه وتمام الالتجاء إليه كما في الحديث «وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك...» الحديث، رواه الترمذي في جامعه برقم [٢٥١٦] وقال حسن صحيح.
- ومنها تكميل الصبر وتتميمه وحسن الرضا عن الله قال ابن القيم: "من ملأ قلبه من الرضا ملأ الله صدره غنى وأمنا وقناعة، وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ومن فاته حظ من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه".
- ومن آثاره سلامة الإنسان من أمراض القلوب كالحقد والحسد ونحوهما.
- ومن آثاره تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على الخير وطلبه والبعد عن الشر والهرب منه.
- ومن آثاره حسن رجاء الله ودوام السؤال والإكثار من دعائه لأن الأمور كلها بيده.
رابط المادة: http://iswy.co/e14tsa
هذان الاسمان الكريمان مشتقان من (الرحمة) على وجه المبالغة !!!
.
مسمى الاشتقاق ليس هو مسمى الدلالة ؟ فالاشتقاق منسوب والدلالة منبت ؟ لا ينفك إلا بانعدام تلك الصفة.
فالصفة دليلها الإسم ؟ وهي دليل على ما يصدر منها من فعل أو قول كونها عن الذاة فرع عنها.
.
والله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء ؟ في مسمى الرحمة الواسعة والتي يدل عليه اسم "الرحمن"
وأما الرحيم فلا يدل على الرحمة الواسعة -العامة- ولكن الخصوص .
.
المخلوق قد ييكون كبير ومتعال ؟ ورحمن ورحيم ! حسب فهم من ينتمي إليه ؟
وليس حسب فهم الشريعة ؟ لأن الشريعة تمنع تصريف "الرحمن" دلالة على المخلوق.
.
فيكون المخلوق لم يوفر لهم لا الرّزق ولا المسار ؟ ما يستطيعه ؟ إلا تشبيها ومجازا وهو غير الحقيقة حيث إذا طلبوه وهو ليس أمرا ليجدوه حين هو مجاز ؟
.
فهو مفتقر لهؤلاء الذين يوفرون له الراحة والسعادة والرزق بمعنى وسائله وهكذا تتحق خطته وما ينصحهم به.
.
هكذا يتضح لك أنهم لم يردوا عليك دعوة ولكنهم ردوك أنت ؟ فإذا خالفت في دعوتك ؟؟؟
بقيت دعوتك وردّ عليك ما خالفت به ؟ كون دعوتك متوافقة وأصولها صحيحة ؟ وهذا لو فرضنا ؟ فكيف وهي لا تصلح تكون دعوة ؟
.
فلا سبيل لك تقول بوحدة الأديان ! لا ؟ ولا بوحدة المنهاج ؟ لا ؟
ولا سبيل لك تقول حوار إلا وضوابط ذلك تتوفر علميته لديك ؟
.
هكذا لا مشاحة في الإصطلاح المعاداة ! فلا يصلح هذا ؟ ردوا عليك دعوتك ! أم ردوك أنت ؟
والحال يقول : ردوك أنت ولم يردوا دعوتك ؟ فلا حرج ولا يوجد في القلب منهم شيء ؟ وهكذا تكون جنتك في صدرك.