الحمد لله
سبق الحديث عن ظاهرة عدم تحلل الجثة رغم مرور زمان على موتها – ، وبينا أنها لم ترد في النصوص الإسلامية إلا للرسل والأنبياء فحسب .
وذلك في حديث صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ) .
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلَاتُنَا وَقَدْ أَرَمْتَ ؟ - يَعْنِي وَقَدْ بَلِيتَ.
قَالَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ) رواه الإمام أحمد في "المسند" (26/84) .
وسبق لنا أيضا :
أننا ندعو إلى التعقل والتفكر في ظاهرة عدم تحلل بعض جثث الموتى في مدافنهم، ودراسة الأمر من جميع الجوانب البيولوجية [الأحيائية]، والثيولوجية [دلالتها على الخالق]، فنحن لم نقف في كتب الإسلام على من يعد وقوع ذلك دليلا على صحة مذهب المتوفى أو ديانته ، كما لم نقف على من يستدل بذلك من علماء المسلمين في مجادلته لغير المسلمين ؛ لأنه ليس بدليل في حقيقة الأمر .
بخلاف ما يريده القساوسة الذين تكتب عنهم الأبحاث والمواقع المتخصصة ، يستعملون الشمع والمواد الحافظة ، ليظهروا جثث كبارهم على أنها محفوظة مَصُونة بقدرة الرب تعالى ، وكأنها رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بالمسيحية أو اليهودية ، وهذا كله من المبالغات العاطفية ، والتدليسات الكنسية التي لا تنطلي على العقلاء.
ينظر جواب السؤال رقم (248220).
ونزيد عليه :
لكن إذا استدل مستدل بتلك المزاعم ، أو حتى الوقائع ، فيقال له :
إنه إذا ثبت حدوث ذلك بشكل أوفر ، وأكثر ، مع أجساد كثير من أولياء الله والمجاهدين في سبيل الله من عموم المسلمين : فلا تقوم الحجة بعد ذلك لأحد من اليهود أو النصارى ، إذا استدل على صحة دينه بعدم تحلل أجساد القساوسة .
لاسيما أن هذه الكرامة وقعت لكثير من المسلمين في قبورهم الطبيعية ، بغير تدخل كيميائي بالتحنيط ، أو تدخل بيئي بالتبريد !
والله أعلم
https://islamqa.info/ar/277205