شكر الله لكم..
شكر الله لكم..
جزاكم الله خيرا و كتب لكم الاجر
=============
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رجل والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له، وأحبطت عملك رواه مسلم .
:
الشَّرْحُ
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم بحسب، حسب هنا بمعنى كافي، يعني يكفي المؤمن من الشر أن يحقر أخاه المسلم، وهذا تعظيم لاحتقار المسلم، وأنه شر عظيم، لو لم يأت الإنسان من الشر إلى هذا، لكان كافيا،
فلا تحقرن أخاك المسلم، لا في خلقته ولا في ثيابه ولا في كلامه ولا في خلقه ولا غير ذلك، أخوك المسلم حقه عليك عظيم فعليك أن تحترمه وأن توقره، وأما احتقاره فإنه محرم، ولا يحل لك أن تحتقره، وكذلك حديث ابن مسعود وحديث جندب بن عبد الله رضي الله عنهما كلاهما يدل على تحريم احتقار المسلم، وأنه لا يحل له حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث بحديث ابن مسعود، أنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، قالوا يا رسول الله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ظن الصحابة رضي الله عنهم أن الإنسان إذا تلبس لباسا حسنا وانتعل نعلا حسنا، أن هذا من التعاظم والتعالي والتكبر، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ليس الأمر كذلك قال: إن الله جميل يحب الجمال جميل بذاته جل وعلا وبأفعاله وبصفاته وكذلك يحب الجمال يعني يحب التجمل، وكلما كان الإنسان متجملا، كان ذلك أحب إلى الله إذا كان هذا التجمل مما يسعه، يعني ليس فقيرا يذهب يتكلف الثياب الجميلة أو النعل الجميلة، لكنه قد أنعم الله عليه وتجمل فإن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده،
وكذلك حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان وكان هذا الرجل عابدا معجبا بعمله محتقرا لأخيه، الذي رآه مفرطا، فأقسم أن الله لا يغفر له، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان يعني من ذا الذي يحلف علي أن لا أغفر لفلان، والفضل بيد الله يأتيه من يشاء، إني قد غفرت له وأحبطت عملك
أعوذ بالله، تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته أهلكته، لأنه قال ذلك معجبا بنفسه، محتقرا لأخيه فأقسم أن الله لا يغفر له، فغفر الله لهذا الرجل، لأن معاصيه دون الشرك، أو لأن الله تعالى من عليه فتاب، وأما الآخر فأحبط عمله لأنه أعجب بعمله والعياذ بالله وتألى على ربه وأقسم عليه أن لا يغفر لفلان، والله تعالى كامل السلطان، لا يتألى عليه أحد، ولكن إذا حسن ظن المرء بربه، وتألى على الله في أمر ليس فيه عدوان على الغير فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره والله الموفق
شرح رياض الصالحين/ العثيمين
بارك الله فيكم
أحسن الله إليكم
أمين و لك بالمثل
======
سألحق الموضوع بما جمعته من كتب الزهد
أبتدأ بكتاب الزهد للإمام أحمد
======
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ، أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ:
" أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ؟
فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: «أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟»
قَالَ: نَعَمْ
قَالَ: «أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟»
قَالَ: نَعَمْ
قَالَ: «فَلَسْتَ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ »
======
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الطُّفَيْلِ أَنَّ عَائِشَةَ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
«يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِبًا»
=======
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ؛ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ»
زهد سليمان عليه السلام
قَالَ سُلَيْمَانُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «عَجَبًا لِتَاجِرٍ كَيْفَ يَخْلُصُ؟ يَحْلِفُ بِالنَّهَارِ، وَيَنَامُ بِاللَّيْلِ»
======
قَالَ سُلَيْمَان بْن دَاوُدَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، امْشِ وَرَاءَ الْأَسَدِ وَالْأُسُودِ، وَلَا تَمْشِ وَرَاءَ امْرَأَةٍ "
======
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِابْنِهِ: «أَيْ بُنَيَّ، مَا أَقْبَحَ الْخَطِيئَةَ مَعَ الْمَسْكَنَةِ، وَأَقْبَحَ الضَّلَالَةَ بَعْدَ الْهُدَى، وَأَقْبَحَ كَذَا وَكَذَا، وَأَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ رَجُلٌ كَانَ عَابِدًا فَتَرَكَ عِبَادَةَ رَبِّه
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:
«يَا بُنَيَّ، اتَّخِذْ طَاعَةَ اللَّهِ تِجَارَةً تَأْتِكَ الْأَرْبَاحُ مِنْ غَيْرِ بِضَاعَةٍ»
======
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: كَانَ لُقْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ لِابْنِهِ:
«يَا بُنَيَّ، اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تُرِ النَّاسَ أَنَّكَ تَخْشَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ؛ لِيُكْرِمُوكَ بِذَلِكَ، وَقَلْبُكَ فَاجِرٌ»
=======
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قَالَ:
" كَانَ لُقْمَانُ عَبْدًا حَبَشِيًّا نَجَّارًا، فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: اذْبَحْ لِي شَاةً، فَذَبَحَ لَهُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ: ائْتِنِي بِأَطْيَبِ مُضْغَتَيْنِ فِيهَا، فَأَتَاهُ بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، فَقَالَ: أَمَا كَانَ فِيهَا شَيْءٌ أَطْيَبُ مِنْ هَذَيْنِ؟
قَالَ: لَا، فَسَكَتَ عَنْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْبَحْ شَاةً؛ فَذَبَحَ لَهُ شَاةً، فَقَالَ لَهُ: أَلْقِ أَخْبَثَهُمَا مُضْغَتَيْنِ، فَرَمَى بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ، فَقَالَ: أَمَرْتُكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِأَطْيَبِهِمَا مُضْغَتَيْنِ، فَأَتَيْتَنِي بِاللِّسَانِ وَالْقَلْبِ؟ وَأَمَرْتُكَ أَنْ تُلْقِيَ أَخْبَثَهُمَا مُضْغَتَيْنِ، فَأَلْقَيْتَ اللِّسَانَ وَالْقَلْبَ؟
فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بِأَطْيَبَ مِنْهُمَا إِذَا طَابَا، وَلَا أَخْبَثَ مِنْهُمَا إِذَا خَبُثَا "
=======
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ:
«يَا بُنَيَّ، مَا نَدِمْتُ عَلَى الصَّمْتِ قَطُّ، وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ مِنْ فِضَّةٍ، فَإِنَّ السُّكُوتَ مِنْ ذَهَبٍ»
الزهد/أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: 241هـ)
قال ابن الجوزي :ﻭﻗﺪ ﺣﻜﻰ ﻟﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎﺥ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻟﻘﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻧﻲ ﺃﻏﺴﻞ اﻟﻌﻀﻮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻏﺴﻠﺘﻪ ﻭﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺩﻉ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ
ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻮﻡ لابنﻋﻘﻴﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﻘﻮﻝ ﻫﺬا؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :(ﺭﻓﻊ اﻟﻘﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻴﻖ)
ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺒﺮ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺒﺮﺕ ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻌﺎﻗﻞ ﻭاﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻻ ﺗﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ
تلبيس ابليس
قال ابن الجوزي :
و ما زال العلماء يبين كل واحد منهم غلط صاحبه قصدًا لبيان الحق لا لإظهار عيب الغالط.
ولا اعتبار بقول جاهل يقول: كيف يرد على فلان الزاهد المتبرك به؛ لأن الانقياد إنما يكون إلى ما جاءت به الشريعة، لا إلى الأشخاص
وقد يكون الرجل من الأولياء وأهل الجنة وله غلطات فلا تمنع منزلته بيان زللِه.
واعلم أن من نظر إلى تعظيم شخص ولم ينظر بالدليل إلى ما صدر عنه، كان كمن ينظر إلى ما جرى على يد المسيح - عليه السلام - من الأمور الخارقة، ولم ينظر إليه فادعى فيه الإلهية.
ولو نظر إليه وأنه لا يقوم إلا بالطعام لم يعطه ما لا يستحقه.
تلبيس ابليس
قيمة الوقت
قال ابن الجوزي /صيد الاخاطر
رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمان دفعًا عجيبًا: إن طال الليل، فبحديث لا ينفع، أو بقراءة كتاب فيه غزاة وسمر!
وإن طال النهار، فبالنوم!
وهم في أطراف النهار على دجلة أو في الأسواق!
فشبهتهم بالمتحدثين في سفينة، وهي تجري بهم، وما عندهم خبر!
ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فهم في تعبئة الزاد، والتأهب للرحيل، إلا أنهم يتفاوتون، وسبب تفاوتهم قلة العلم وكثرته، بما ينفق في بلد الإقامة
فالمتيقظون منهم يتطلعون إلى الأخبار بالنافق هناك، فيستكثرون منه، فيزيد ربحهم
والغافلون منهم يحملون ما اتفق، وربما خرجوا لا مع خفير
فكم ممن قد قطعت عليه الطريق فبقي مفلسًا!
فالله الله في مواسم العمر!
والبدار البدار قبل الفوات!
واستشهدوا العلم، واستدلوا الحكمة، ونافسوا الزمان، وناقشوا النفوس، واستظهروا بالزاد، فكأن قد حَدَا الحادي، فلم يفهم صوته من وقع دمع الندم.
السفر مكتوب علينا ، فما لنا نطلب الإقامة في دار ليست لنا دار مقامة ؟
السنون منازل ، والشهور مراحل ، والأيام أميال ، والأنفاس خُطوات ، والمعاصي قطّاع ، والربح الجنة ، والخسران النار .
خلقنا نتقلب في ستة أسفار إلى أن يستقر بنا القرار : فالسفر الأول : سفر السلالة من الطين
والثاني : من الصلب إلى الرحم
والثالث : من الرحم إلى ظهر الأرض
والرابع : من ظهر الأرض إلى القبر
والخامس : من القبر إلى موقف العرض
والسادس : من موقف العرض إلى دار الإقامة : إما إلى الجنة أو النار . وقد قطعنا نصف الطريق ، وبقي الأصعب .
يا من يضج في الكُرَب ويصيح ، خلّ التدبير لغيرك فتستريح ، تُكثر النحيب والعويل ، وتنسى ما سلف من الفعل الوبيل ، لو رجعت إلى الله بقلبك ، لعجّل عليك بتفريج همّك وكربك .
يا أخي ، إياك والدنيا ، فإن حبل الدنيا مبتوت ، واقنع منها بالقوت ، واعلم أنك تموت
بحر الدموع
ما تُباع سلعُ الخلاص، إلا بدراهمِ الإخلاص.
ابن الجوزي