قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: حَكَى الْمَالِكِيُّ، قَالَ: كَانَتْ لِمُحَمَّدِ بْنِ سُحْنُونَ سُرِّيَّةٌ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ قُدَامٍ، فَكَانَ عِنْدَهَا يَوْمًا، وَقَدْ شُغِلَ فِي تَأْلِيفِ كِتَابٍ إِلَى اللَّيْلِ، فَحَضَرَ الطَّعَامُ، فَاسْتَأْذَنَتْ هُ، فَقَالَ لَهَا: أَنَا مَشْغُولٌ السَّاعَةَ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهَا، جَعَلَتْ تُلَقِّمُهُ الطَّعَامَ، حَتَّى أَتَتْ عَلَيْهِ، وَتَمَادَى هُوَ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ إِلَى أَنْ أُذِّنَ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فَقَالَ: شُغِلْنَا عَنْكِ اللَّيْلَةَ يَا أُمَّ قُدَامٍ، هَاتِ مَا عِنْدَكِ. فَقَالَتْ: قَدْ وَاللهِ يَا سَيِّدِي أَلْقَمْتُهُ لَكَ، فَقَالَ لَهَا: مَا شَعُرْتُ بِذَلِكَ([1]).
[1])) «ترتيب المدارك وتقريب المسالك» (4/ 215).