قال الإمام الخطابي رحمه الله (388هـ): «النَّصِيحَةُ كَلِمَةٌ يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ جُمْلَةٍ؛ هِيَ: إِرَادَةُ الْخَيْرِ لِلْمَنْصُوحِ لَهُ، وَلَيْسَ يُمْكِنُ أَنْ يُعَبَّرَ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ تَحْصُرُهَا وَتَجْمَعُ مَعْنَاهَا غَيْرَهَا؛ وَأَصْلُ النُّصْحِ فِي اللُّغَةِ: الْخُلُوصُ؛ يُقَالُ: نَصَحْتُ الْعَسَلَ: إِذَا خَلَّصْتُهُ مِنَ الشَّمْعِ.
فَمَعْنَى نَصِيحَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ: صِحَّةُ الِاعْتِقَادِ فِي وَحْدَانِيَّتِه ِ، وَإِخْلَاصُ النِّيَّةِ فِي عِبَادَتِهِ.
وَالنَّصِيحَةُ لِكِتَابِ اللهِ: الْإِيمَانُ بِهِ، وَالْعَمَلُ بِمَا فِيهِ.
وَالنَّصِيحَةُ لِرَسُولِهِ: التَّصْدِيقُ بِنُبُوَّتِهِ، وَبَذْلُ الطَّاعَةِ لَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ.
وَالنَّصِيحَةُ لِأَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ: أَنْ يُطِيعَهُمْ فِي الْحَقِّ، وَأَنْ لَا يَرَى الْخُرُوجَ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ إِذَا جَارُوا.
وَالنَّصِيحَةُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ: إِرْشَادُهُمْ إِلَى مَصَالِحِهِمْ»ا هـ([1]).
([1]) «معالم السنن» (4/ 125، 126).