أحب حديث حنظلة، وأدعو المربين لمدارسته، فيه صورة مشرقة للمعايشة التربوية النبوية
أحب حديث حنظلة، وأدعو المربين لمدارسته، فيه صورة مشرقة للمعايشة التربوية النبوية
في صحيح مسلم أن حنظلة الأسيدي قال : لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ .. لم تغر الصديق سابقته، ولم تثنه عن تلمس أحوال أخيه؛ صحبة الوفاء
������
قلت: نافق حنظلة .. هكذا بسرعة الإيمان لا البرق، كان الخوف من النفاق حاضرا في أذهانهم، ونحن نلتفت خلفنا إذا سمعت نصوص النفاق كأننا مبرؤون..
������
قال [أي أبو بكر] : سبحان الله ما تقول ! .. إحسان ظن بالأخ، ودفع له عن غوائل اليأس، وأخذ بيده لطريق العبودية اللاحب ..
������
قلت: نكون عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكرنا الجنة والنار .. رسول الله يربي بالموعظة، وبعض من طال عليه الأمد يترفع عن الخطاب الوعظي
������
حتى يقول: فإذا خرجنا عافسنا الأزواج والضيعات، نسينا كثيرا .. انظر إلى الارتقاء الإيماني؛ يحاسب نفسه على مباحات، ونحن نؤول لأنفسنا المحرمات
������
قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا .. يا لجمال الهم المشترك، ألقاك فتسألني عن إيماني، ونتحاور في مسائل القلوب وأحوالها ..
������
فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجدوه قد فتح بيته وقلبه لحاجات أصحابه، لا استعلاء، ولا ادعاء شغل وتضخيم ذات
������
حكى حنظلة وأبو بكر لرسول الله وجدهم، وأخبروه بحالهم، كانت قضايا الإيمان محورية في حياتهم، ومشروع صلاح القلب رفيق أعمارهم
������
قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة.. فهم واع لطبيعة البشر دون مثالية زائفة
������
ولكن يا حنظلة ساعة وساعة .. دواء نبوي لمشكلة الإقبال والفتور، لا بأس بلحظات لهو بريئة، تعقبها سجدات وأوراد طويلة ، سياسة نفس ناجحة
������
وهكذا أسدل الستار على مشهد تربوي آسر، فيه صدق المتربي، وجلال المربي، وحسن نصحه ..
������
هكذا كان احتواء الرعيل الأول لمشكلات المجتمع، فإن أردنا الري فدوننا النبع..
بدر الثوعي |