تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 41 إلى 48 من 48

الموضوع: مقتطفات متسلسلة من كتاب حركة العصر الجديد...

  1. #41
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,785

    افتراضي

    واصلي وصلكِ الله برضاه .

  2. #42
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي



    رابعا: الديانة المصرية القديمة والهرمسية:


    يعبر بالديانة المصرية القديمة عن مجموعة من المعتقدات والطقوس المتعلقة بالمجتمع الذي كان يقطن بلاد مصر ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
    وهي -بصورتها البسيطة- ديانة تعددية وثنية تنسب الظواهر الطبيعية للآلهة المتعددة، والخصائص الألوهية للفرعون.
    انتقلت المعتقدات المصرية إلى خارج أرض مصر (فانتشرت في أنحاء البحر الأبيض المتوسط، ومنه انتقلت إلى بلاد العالم المتحضر)...
    للديانة المصرية القديمة عدد من الخصائص التي تتميز بها، والتي كان لها أثر في بعض توجهات حركة (العصر الجديد) من بعد.
    يمكن إجمالها في الجوانب التالية:

    (1) الموت والبعث والخلود:
    لقد كانت أبرز سمة للديانة المصرية القديمة اهتمام أتباعها بالموت وما بعده، فقد أشغل المصريين ما يرونه من حتمية الموت، وأرهبهم الفناء، حتى كان هدفهم الأكبر تجاوزه، والخلاص منه.
    ومن هنا أتى اهتمامهم بأجساد الموتى، ومحاولاتهم المتكلفة في الإبقاء عليها...
    ثم إن المصريين القدماء خشوا أن لا يستطيع الإنسان -بعد اتحاد روحه وجسده- معرفة كيفية تجاوز العقبات التي قد تحول بينه وبين الخلود المنشود في العالم الآخر، فأصبحوا يكتبون للموتى الأدلة التي تحتوي على الإرشادات، وسبل تخطي العقبات، وبعض الترانيم السحرية المعينة على ذلك...

    (2) الطقوس السحرية:
    كان للسحر أهمية كبرى في الديانة المصرية القديمة، فقد كان يعتقد أن الاتصال بالآلهة يكون من خلال الطقوس السحرية، وأنه وسيلة تمكن الإنسان من فعل الخوارق والعجائب-بل وتحقيق الخلود. وقد وُظف الصوت في الطقوس السحرية المصرية تماما كالـ مانترا في الهندوسية والبوذية.
    ربما يعود هذا الاهتمام بالسحر عند المصريين إلى قصة تروى عن إلهة هي من أعظم الآلهة المصرية، وأكثرها شهرة: الإلهة إيزيس (Isis).
    تحكي الأسطورة أن زوج إيزيس قتل بسبب خصومته مع أحد الآلهة، فوضع في تابوت ورمي في النيل. فبحثت عنه زوجته حتى وجدت أشلاءه المقطعة، ومن خلال قيامها ببعض الطقوس السحرية جمعت جسده، وأعادت له الحياة ليصبح ملك العالم السفلي (Underworld) فبالسحر اكتشفت إيزيس الدواء الذي يتحقق به الخلود.
    لقد خُط اسم إيزيس ورسمت صورها في مواضع كثيرة جدا من الآثار المصرية. وهي ترمز للخصومة والسحر، ويعتقد أنها ولدت السماوات والأرض.
    وبعد احتلال الإسكندر للبلاد المصرية انتقل الاعتقاد بتأليه إيزيس إلى الإغريق والرومان، ولا تزال هذه الإلهة مقدسة عند بعض الجماعات الاستسرارية المصنفة ضمن حركة (العصر الجديد) كــ ((جماعة إيزيس)) (Fellowship of Isis) التي تأسست في إيرلندا عام 1976م.







    يتبع إن شاء الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #43
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي

    (3) الحلول ووحدة الوجود:

    لقد كان للديانة المصرية القديمة جانب باطني ومعتقدات استسرارية، حتى اعتبرت مصر منبعا من منابع العلوم الباطنية المتعلقة بالكون والنفس.
    فالوثنية التعددية الساذجة لم تشبع العقل المصري و روحه، وأصبح ينظر إلى الآلهة على أنها متفاوتة في السلطة والسيادة يطغى بعضها على بعض.
    ثم تطورت الديانة المصرية إلى أن تقرر لدى أتباعها أن الإله واحد، ولكن هذا التطور قصر دون التوحيد وانحرف إلى وحدة الوجود، فكان ينظر إلى الآلهة -وجميع الكائنات- على أنها ليست سوى تجليات لذلك الإله الواحد والوجود المقدس، أو على أن (( روح )) الإله قد حلت فيها.
    وكنتيجة حتمية للاعتقاد بوحدة الوجود يأتي القول بتأليه الذات البشرية، فكان تأليه الإنسان من أهم أهداف الأسرار المصرية...



    (4) الأهرامات:

    تطلق الإهرامات في اللغة المصرية القديمة على مكان الصعود.
    وهي - في الواقع- قبور ضخمة صنعت للأسر المالكة وأبناء العلية، وقد شكلت جذب للمهتمين من جميع أنحاء العالم حتى صنفت أهرامات الجيزة على أنها إحدى عجائب الدنيا السبع.
    لقد توالى اهتمام الجماعات الباطنية الغربية بالأهرامات، ونسبوا لها العجائب والأساطير.






    يتبع إن شاء الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #44
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي


    الهرمسية

    عندما استولى الإغريق على البلاد المصرية في ما يعرف بالفترة الهيلينية، ظلت المعتقدات المصرية هي السائدة -بل اكتسبت الآلهة المصرية بعض الأتباع الجدد من اليونان.
    ولكنها مع مرور الوقت أخذت تتشرب بعض الخصائص الإغريقية. وقد حفظت الجوانب العملية والباطنية للديانة المصرية القديمة في مجموعة مخطوطات مصرية ويونانية وعبرية تعرف بــ كوربُس هِرمِتكم
    (Corpus Hermeticum) تم جمعها في القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، وتنسب إلى شخصية أسطورية يدعى هرمس (Hermes) مثلث العظمة
    ، وهو المقابل الإغريقي للإله تحوت(Thoth) المصري، أو صورة مدمجة لهما.

    فنشأ عن تلك الكتابات منظومة من الاعتقادات والفلسفات الغنوصية التي مثلت مذهبا باطنيا متميزا أطلق عليه اسم: الهرمسية.
    وهو من أقوى المؤثرات في التيارات الباطنية الغربية ومن أبرز مصادرها، خاصة في عصر النهضة عندما نقلت الكتب المنسوبة إلى هرمس إلى اللغات الأوروبية، واعتقد بعض المفكرين أنهم وجدوا فيها أصولا لفلسفات أفلاطون وفيثاغورس.

    اكتنف شخصية هرمس شيء من الغموض واختلف المؤرخون كثيرا في تحديد زمن ظهوره وموطنه -بل وفي حقيقة وجوده-، وهذا كله لا يشكل أهمية تذكر في ما نحن بصدده، فإن المقصود دراسة الديانة والفلسفات التي تنسب إليه، وآثارها دون الخوض في صحة تلك النسبة من عدمها.

    وإن كان بعض الباحثين يرجع أن الكتابات المنسوبة إلى هرمس هي من وضع بعض فلاسفة مذهب الاسكندرية أو الفيثاغورية المحدثة.

    أما ما يذكره بعض الكتاب من كون هرمس هو نبي الله إدريس عليه السلام، فلا يمكن أن يتصوره مسلم.
    فــ هرمس هذا -إن ثبت وجوده- لم يعرف إلا من خلال المتون المنسوبة إليه، وهي مليئة بالفلسفات الباطنية، والعبارات الإلحادية التي لا يمكن أن تخرج من مشكاة النبوة، فكيف يجعل قائلها نبيا؟
    فإن قيل: ربما أصابها تحريف، قيل: لا حاجة لنا إلى هذا القول، حيث لا يوجد ما يثبت النسبة إلى النبي أصلا.

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وفي كتب هؤلاء: هرمس الهرامسة، ويزعمون أنه هو إدريس. والــ هرمس عندهم اسم جنس، ولهذا يقولون: هرمس الهرامسة، وهذا القدر الذي يذكرونه عن هرمسهم يعلم المؤمن قطعا أنه ليس هو مأخوذا من نبي من الأنبياء على وجهه، لما فيه من الكذب والباطل)).





    يتبع إن شاء الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #45
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي



    ومن أبرز العقائد الهرمسية ما يلي:

    (1) وحدة الوجود وتأليه الذات:
    يُصور الإله في متون هرمس أنه فكر وعقل ليس له وجود مفارق للعالم، ولا وجود له خارج الذهن إلا متجسدا في الكائنات...
    والعالم -في الهرمسية- صادر عن (الإله) عن طريق التولد والفيض..
    فالكون جزء من الإله، ولكنه ظهر بهذه الصورة المفارقة ظاهريا لتلبسه بالأدران والشرور.
    لذلك فالإنسان ذو طبيعة إلهية تكمن في ذاته البشرية.
    ويقرر هرمس أن معرفة الإله لا تتحقق من طريق الوحي، وإنما تكون من خلال تأليه الذات.
    وفي الهرمسية عقيدة تشبه إلى حد كبير مفهوم (الطاقة) الشهير في حركة ((العصر الجديد)) والمأخوذ في الأصل عن الديانات الشرقية، فهي جزء من التولد الفيضي، وصورة من صور وحدة الوجود إذ هي تمثل أوائل الصادرات عن (الإله) أو الوجود الأزل.



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #46
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي


    (2) تناسخ الأرواح:

    من المعتقدات الهرمسية الرئيسة الاعتقاد بتناسخ الأرواح. وأن الروح إذا خرجت من الجسد لا تنتقل إلى عالم آخروي فيه الحساب والجزاء، وإنما تعود لتسكن في جسد آخر في دوامة لا تنتهي.
    ولا يكون الخلاص من هذه الدوامة المقيتة إلا من خلال الاتحاد بــ (الإله)، وهو تعبير عن العودة إلى الطبيعة الإلهية الأصلية.
    والاتحاد بــ(الإله) لا يمكن أن يحدث إلا حال الإعراض عن ذكره تماما، والكف عن الحديث عنه.


    (3) التنجيم:
    في الهرمسية اعتقاد صريح بتأثر الأجرام السماوية على المجريات الأرضية بل وتصرفها بالكون، ويسميها هرمس: الكائنات الإلهية.
    ...لم يقتصر أثر الهرمسية على التيارات الباطنية الغربية، بل كان لها أثر في التوجهات الباطنية في العالم الإسلامي، وفي بعض الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام كذلك.
    فحين أنشئت (دار الحكمة) ببغداد في القرن التاسع للميلاد، ترجمت فيها كثير من الكتابات الفلسفية والمتون الوثنية، منها: متون هرمس، ووجدت نسخ منها في مكتبة الإسكندرية، حتى صارت (الهرمسيات) من المعارف السرية لبعض التيارات الفلسفية في الإسلام.
    بل ويرجع بعض الباحثين أصول التصوف الإسلامي إلى هرمس مثلث العظمة(1)، لوضوح أثره في كتب المتصوفة.



    ______________________________ ___
    (1) هرمس: سمي هرمس بــ (مثلث العظمة) للاعتقاد بأنه جمع العلم بأجزاء الحكمة الثلاثة: الخيمياء، والتنجيم، والسحر. وقيل: لأنه أعظم كاهن (رجل دين)، وأعظم فيلسوف، وأعظم ملك. وقيل غير ذلك.



    يتبع إن شاء الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #47
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي


    المطلب الثاني
    الاتجاهات الباطنية في الفلسفة اليونانية

    لقد كان للثقافة اليونانية توجهان بارزان:
    توجه ديني.
    توجه فلسفي.
    أثر كل منهما في حركة (العصر الجديد) بطريقة مختلفة.

    أما
    التدين الإغريقي فهو من أشهر الديانات الوثنية في العالم القديم، وله منظومة من الآلهة الأسطورية التي تشبه البشر إلى حد كبير.

    ورغم أن حركة (العصر الجديد) تعظم بعض تلك الآلهة، وتستشهد بالأساطير الإغريقية أحيانا -كإله النور أبولو (Apollo)، و زيوس (Zeus) إله السماء، وأبو الآلهة- إلا أن الجوانب الدينية الأكثر تأثيرا في فكر الحركة هي ما يلي:

    1- الجانب الطبيعي في الديانة اليونانية: والمقصود به تعظيم الطبيعة وعبادة مظاهرها، ومن ذلك عبادة آلهة الأرض جايا (Gaia)، التي اعتبرت الأم الصابرة جزلة العطاء.

    2- الديانات الإغريقية السرية: وهي تمثل التوجه الباطني في الديانة الإغريقية الوثنية، حيث يعتقد أتباعها -كسائر أتباع التوجهات الباطنية- بأن الإنسان في أصله (إله) قد سجن في الجسد المادي، ومن ثم لابد من السعي لتحريره، والعودة به إلى أصله بطرق متنوعة، فكانت تقام الاحتفالات السرية التي يتم فيها الكشف عن رموز مقدسة تعين على تحقيق ذلك الهدف، لا يطلع عليها إلا الخواص من الناس.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #48
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,554

    افتراضي

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •