( 1 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1/ ص 10/ط دار السلام )
" اعترض على البخاري رحمه الله لكونه لم يفتتح الكتاب بخطبة تنبئ عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشهادة امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع "
وقوله : " كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء " أخرجهما أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة .
والجواب عن الأول : " .... الغرض من الافتتاح بما يدل على المقصود وقد صدر الكتاب بترجمة بدء الوحي وبالحديث الدال على مقصوده المشتمل على أن العمل دائر مع النية
والجواب عن الثاني : " أن الحديثيين ليسا على شرطه بل في كل منهما مقال . ) ا ه
( 2 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري ( ج1/ ص 11 )
" ادعى قوم أن البخاري رحمه الله ابتدأ بخطبة فيها حمد وشهادة فحذفها بعض من حمل عنه الكتاب وكأن قائل هذا ما رأى تصانيف الأئمة من شيوخ البخاري وشيوخ شيوخه أهل عصره كمالك في الموطأ " وعبد الرازق في " المصنف " وأحمد في " المسند " وأبي داود في " السنن " إلى ما لا يحصى ممن لم يقدم في ابتداء تصنيفه خطبة " ولم يزد على التسمية وهم الأكثر " والقليل افتتح بخطبة " ا ه
( 3 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1/ ص11- 12 )
" وقد استقر عمل الأئمة المصنفين على افتتاح كتب العلم بالبسملة وكذا معظم الرسائل ولهذا من افتتح كتابه منهم بخطبة حمد وتشهد كما صنع مسلم واختلف القدماء فيما إذا كان الكتاب كله شعرا فجاء عن الشعبي منع ذلك وعن الزهري قال : مضت السنة أن لا يكتب في الشعر " بسم الله الرحمن الرحيم " وعن سعيد بن جبير جواز ذلك وتابعه على ذلك الجمهور وقال الخطيب هو المختار
( 4 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 12)
" وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمي على ترجمة " بدء الوحي " فقال : لو قال البخاري " كيف كان الوحي لكان أحسن لأنه تعرض فيه لبيان كيفية الوحي لا لبيان كيفية بدء الوحي فقط "
( 5 )
قال ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 12)
" إن أول أحوال النبيين في الوحي الرؤيا كما رواه أبو نعيم في " الدلائل " بإسناد حسن عن علقمة بن قيس صاحب ابن مسعود قال : إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم ثم ينزل الوحي بعد في " اليقظة "
( 6 )
قال ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1/ ص 13 )
" ابو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي منسوب إلى حميد بن أسامة بطن من بني أسد بن عبد العزى بن قصي رهط خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع معها في أسد ويجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وهو إمام كبير مصنف ..فكأن البخاري امتثل قوله صلى الله عليه وسلم " قدموا قريشا " فافتتح كتابه بالرواية عن الحميدي لكونه أفقه قرشي أخذ عنه ومن ثم ثنى بالراوية عن مالك لأنه شيخ أهل المدينة وهي تالية لمكة في نزول الوحي وفي جميع الفضل " ومالك وابن عيينة قرينان قال الشافعي : لولاهما لذهب العلم من الحجاز
( 7 )
قال ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 13 )
" وقد اعترض على البخاري رحمه الله في ادخاله حديث الاعمال " – إنما الأعمال بالنيات – في ترجمة بدء الوحي وأنه لا تعلق له به أصلا بحيث أن الخطابي في شرحه والإسماعيلي في " مستخرجه " أخرجاه قبل الترجمة لاعتقادهما أنه إنما أورده للتبرك به فقط واستصوب ابو القاسم بن منده صنيع الإسماعيلي في ذلك "
( 8 )
قال ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1/ ص 14 )
" وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال : أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود قال : من هاجر يبتغي شيئا فإنما له ذلك هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له مهاجر أم قيس . ورواه الطبراني ممن طريق أخرى عن الأعمش بلفظ : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها فكنا نسميه مهاجر أم قيس وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك " ولم أر في شي من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك "
( 9 )
قال ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1/ ص 14 )
" قال ابن النمير في " أول التراجم : كان مقدمة النبوة في حق النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة إلى الله تعالى بالخلوة في غار حراء فناسب الافتتاح بحديث الهجرة
( 10 )
" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج 1/ ص 14 )
" وقد تواتر النقل عن الأئمة في تعظيم قدر حديث " إنما الأعمال بالنيات "
· قال ابو عبد الله ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شي أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث
· واتفق عبد الرحمن بن مهدي والشافعي فيما نقله البويطي عنه وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وابو داود والترمذي والدراقطني وحمزة الكناني على أنه ثلث الإسلام " ومنهم من قال ربعه واختلفوا في تعيين الباقي
· قال ابن مهدي أيضا : يدخل في ثلاثين بابا من العلم
· وقال الشافعي : يدخل في سبعين بابا
· قال عبد الرحمن بن مهدي : ينبغي أن يجعل هذا الحديث رأس كل باب
· ووجه البيهقي كونه ثلث العلم بأن كسب العبد يقع بقلبه ولسانه وجوارحه
( 11 )
( ج1/ ص 15 )
" ثم إن هذا الحديث – الأعمال بالنيات – متفق على صحته أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ ووهم من زعم أنه في الموطأ مغترا بتخريج الشيخين له والنسائي من طريق مالك "
( 12 )
( ج1 / ص 15 )
" وقد عرف بهذا التقرير غلط من زعم أن حديث عمر – الأعمال بالنيات – متواتر إلا إن حمل على التواتر المعنوي فيحتمل نعم قد تواتر عن يحيى بن سعيد ..... وقد تتبعت طرقه من الراويات المشهورة والجزاء المنثورة منذ طلبت الحديث إلى وقتي هذا فما قدرت على تكميل المائة وقد تتبعت طرق غيره فزادت على ما نقل عمن تقدم "
( 13 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 16 )
" ان محل النية القلب وهو متحد فناسب إفرادها بخلاف الأعمال فإنها متعلقة بالظواهر وهي متعددة فناسب جمعها ولأن النية ترجع إلى الإخلاص وهو واحد للواحد الذي لا شريك له وقع في " صحيح ابن حبان " بلفظ " الأعمال بالنيات " بحذف " إنما " ووقع في روياة مالك عن يحيى عند البخاري في كتاب " الإيمان " بلفظ " الأعمال بالنية " وكذا في " العتق " ووقع عنده في " النكاح " بلفظ " العمل بالنية " بإفراد كل منهما .
( 14 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص17 )
" اختلف الفقهاء هل النية ركن أم شرط ؟ والمرجح أن إيجادها ذكرا في أول العمل ركن واستصحابها حكما بمعنى ان لا يأتي بمناف شرعا شرط.
( 15 )
قال الحافظ في " فتح الباري " ( ج1/ ص 19 )
" من اغتسل يوم الجمعة عن الجنابة فإنه لا يحصل له غسل الجمعة على الراجح لأن غسل الجمعة ينظر فيه إلى التعبد لا إلى محض التنظيف فلا بد فيه من القصد إليه بخلاف تحية المسجد والله أعلم "
( 16 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 19 )
" قال ابن السمعاني في " أماليه " أفادت أن العمال الخارجة عن العبادة لا تفيد الثواب إلا إذا نوى بها فاعلها القربة كالأكل إذا نوى به القوة على الطاعة "
( 17 )
قال الحافظ في " فتح الباري " ( ج1/ ص 19 )
قال الغزالي : حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة بل هو خير من السكوت مطلقا أي المجرد عن التفكر قال : وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب انتهى )
( 18 )
قال ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 19 )
" والتحقيق ان الترك المجرد لا ثواب فيه وإنما يحصل الثواب بالكف الذي هو فعل النفس فمن لم تخطر المعصية بباله أصلا ليس كمن خطرت فكف نفسه عنها خوفا من الله تعالى فرجع الحال إلى أن الذي يحتاج إلى النية هو العمل بجميع وجوهه لا الترك المجرد والله أعلم "
( 19 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح البري " ( ج1/ ص 20 )
" وكان من رأي البخاري رحمه الله جواز اختصار الحديث والرواية بالمعنى والتدقيق في الاستنباط وإيثار الأغمض على الأجلى وترجيح الإسناد الوارد بالصيغ المصرحة بالسماع على غيره استعمل جميع ذلك في هذا الموضع بعبارة هذا الحديث متنا وسندا حديث " الأعمال بالنية " انتهى ا ه
( 20 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 21 )
" وقد عرف بالاستقراء من صنيع البخاري رحمه الله ان لا يذكر الحديث الواحد في موضعين على وجهين بل إن كان له أكثر من سند على شرطه ذكره في الموضع الثاني بالسند الثاني وهكذا ما بعده وما لم يكن على شرطه يعلقه في الموضع الآخر تارة بالجزم إن كان صحيحا وتارة بغيره عن كان فيه شيء وما لبس له إلا سند واحد يتصرف في متنه بالاقتصار على بعضه بحسب ما يتفق ولا يوجد فيه حديث واحد مذكور بتمامه سندا ومتنا في موضعين او أكثر إلا نادرا فقد عني بعض من لقيته بتتبع ذلك فحصل منه نحو عشرين موضعا ً "
( 21 )
" قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1/ ص 22 )
" الدنيا : هي فعلى من الدنو أي القرب سميت بذلك لسبقها للاخرى وقيل سميت لدنوها إلى الزوال واختلف في حقيقتها فقيل ما على الأرض من الهواء والجو وقيل كل المخلوقات من الجواهر والأعراض "
( 22 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1 / ص 22 )
" وحكي عن ابن مغور أن أبا ذر الهروي في آخر أمره كان يحذف كثيرا من رواية أبي الهيثم الكشميهني حيث ينفرد لانه لم يكن من اهل العلم قلت : وهذا ليس على إطلاقه فان في رواية أبي الهيثم مواضع كثيرة أصوب من رواية غيره "
( 23 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1 / ص 23 )
" حكى ان سبب هذا الحديث – الأعمال بالنيات – قصة مهاجر أم قيس ولم نقف على تسميته ونقل ابن دحية أن اسمها قيلة بقاف مفتوحة ثم تحتانية ساكنة "
( 24 )
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( ج1 / ص 23 )
" حكى ابن بطال عن ابن سراج أن السبب في تخصيص المرأة بالذكر في الحديث ان العرب كانوا لا يزوجون المولى العربية ويراعون الكفاءة في النسب فلما جاء الإسلام سوى بين المسلمين في مناكحتهم فهاجر كثير من الناس إلى المدينة ليتزوج بها من كان لا يصل إليها قبل ذلك انتهى .
( 25 )
قال ابن حجر رحمه الله في " فتح الباري " ( ج1 / ص 23 )
" من نوى العبادة وخالطها شيء مما يغاير الإخلاص فقد نقل أبو جعفر بن جرير الطبري عن جمهور السلف ان الاعتبار بالابتداء فإن كان ابتداؤه لله خالصا لم يضره ما عرض له بعد ذلك من إعجاب وغيره . والله اعلم "