كل عبد لا ينفك من حالتين و واجبين . واجب بينه و بين الله . و واجب بينه و بين خلقه .
فأما ما بينه و بين الخلق من المعاشرة و المعاونة و الصحبة . فالواجب عليه فيها أن يكون اجتماعه بهم و صحبته لهم تعاونا على مرضاة الله و طاعته
و أما حاله فيما بينه و بين الله تعالى . فهو إيثار طاعته . و تجنب معصيته
فلا يتم الواجب الأول إلا بعزل نفسه من الوسط . و القيام بذلك لمحض النصيحة و الإحسان و رعاية الأمر .
و لا يتم له أداء الواجب الثاني إلا بعزل الخلق من البين . و القيام به لله إخلاصا و محبة و عبودية .
و هذا معنى قول الشيخ عبد القادر قدس الله روحه
( كن مع الحق بلا خلق . و مع الخلق بلا نفس )
فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل على العبد في أداء هذين الواجبين إنما هو من عدم مراعاتهما علما و عملا .
التبوكية بتصرف