ما دواء من تحكم فيه الداء، وما الاحتيال فيمن تسلط عليه الخيال (فساد العقل)، وما العمل فيمن غلب عليه الكسل، وما الطريق إلى التوفيق، وما الحيلة فيمن سطت عليه الحيرة، إن قصد التوجه إلى الله تعالى منعه هواه، وإن رام الأدكار غلبت عليه الافتكار، وإن أراد أن يشتغل لم يطاوعه الفشل ..؟
أجاب رضي الله عنه :
دواؤه الالتجاء إلى الله ودوام التضرع والدعاء بأن يتعلم الأدعية المأثورة ويتوخى الدعاء في مظان الإجابة مثل آخر الليل وأوقات الأذان والإقامة وفي سجوده وفي أدبار الصلوات ويضم إلى ذلك الاستغفار فإنه من استغفر الله ثم تاب إليه متعة متاعا حسنا إلى أجل مسمى وليتخذ وردا من الأذكار طرفي النهار ووقت النوم وليصبر على ما يعرض له من الموانع والصوارف فإنه لا يلبث أن يؤيده الله بروح منه ويكتب الإيمان في قلبه وليحرص على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره فإنها عمود الدين وليكن هجيراه لا حول ولا قوة إلا الله العلي العظيم فإنه بها يحمل الأثقال ويكايد الأهوال وينال رفيع الأحوال ولا يسأم من الدعاء والطلب فإن العبد يستحال له مالم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي وليعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع لكرب وأن مع العسر يسرا ولم ينل أحد شيئا من حتم الخير نبي فمن دونه إلا بالصبر، والحمد لله رب العالمين.اهــ