(17)
وصية أسلم بن أفصى الخزاعي
يابني: اتقوا ربكم في الليل إذا دجا وفي النهار إذا أضاء يكفكم كل ماتخافون ويتقى
وإياكم ومعصيته فإنه ليس لكم وراءه وزر ولالكم دونه محتضر .
يابني : جودوا بالنوال وكفوا عن السؤال .
يابني : إنكم إن و هبتم قليلاً فسيعود عليكم نُحلاً فلاتمنعن سائلاً محقاً كان أو مبطلاً
فإن كان محقاً فلاتحرموه وإن كان مبطلاً فقد أذهب خَفره وصرح الحياء عن بصره فأعطوه
ولاتماروا جاهلاً ولاعالماً فإن العالم يحجكم فيغلبكم وإن الجاهل يلحكم فيغضبكم
فإذا جاء الغضب كان فيه العطب
وإياكم والفجور بحرمة الأقوام فإنه قلما انتهك رجل حرمة إلا ابيتلي في حرمته .
وإياكم وشرب الخمر فإنه متلفة للمال طلّابة لما لاينال
وإن كان فيه صلاح البدن فإن فيها مفسدة للعقل
وإياكم والاختلاف فإنه ليس معه ائتلاف
ولايكونن لكم جار السوء جاراً ولاخدن السوء زوّاراً
وعليكم بصلة الرحم تكثر أموالكم ولاتقطعوا فتعف من دياركم آثاركم
وإياكم والعجز والتواني فإنهما يورثان الندامة ويكثران الملامة
يابني : أتت علي مائتي سنة ماشَتمت ولاشُتمت ولاقلت من لؤم ماذا صنعت ؟
خذوا بوصيتي تسلموا ولاتخالفوا فتندموا .
( نثر الدر الجزء السادس القسم الثاني 403)