الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فقد ذهب بعض الأفاضل إلى أن التابعية يقبل حديثها وإن لم توثق من معتبر إذا كانت من أواسط التابعين أو أكابرهم وذهب بعضهم إلى تعميم ذلك على جميع التابعين
وقد حصل من هؤلاء التشنيع على من خالفهم وكأنهم يتكلمون في مسألة إجماع
والحق ان المسألة خلافية فهذه العالية بنت أيفع زوجة أبي إسحاق السبيعي روى عنها زوجها وابنها وزوجها من أواسط التابعين فهي من طبقته أيضاً تغليباً
قال الدارقطني في سننه (7/308) (( أم محبة والعالية مجهولتان لا يحتج بهما ))
قلت فجعل جهالتها سبب رد روايتها ولم يراعي أنها تابعية وروى عنها اثنان
وقد خولف الدارقطني في شأنها من أجل ترجمة ابن سعد لها في الطبقات
والذي يهمنا هنا إثبات وقوع الخلاف في هذه المسألة لا الترجيح في حال العالية
قال ابن الهادي في التنقيح (2/368) في حديثٍ روته العالية(( هذا إسناد جيد وإن كان الشافعي قد قال إنا لا نثبت مثله على عائشة رضي الله عنها وكذلك قول الدارقطني في العالية أنها مجهولة لا يحتج بها فيه نظر))
قلت حتى الشافعي لا يحتج بخبرها فتأمل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم