المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان
1- دُعَاءُ غَيْرِ اللهِ:
كَالَّذِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى أَصْحَابِ الْقُبُورِ فَيَسْأَلُونَهُ مْ مِنْ دُونِ اللهِ تَعَالَى؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 5، 6].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 65].
إِذًا، فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَذْهَبَ لِلْمَيِّتِ أَوْ غَيْرِ الْمَيِّتِ، فَيَقُولُ: (اشْفِنِي)، أَوِ (اشْفِ ابْنِي)، أَوْ (أَغْنِنِي)، وَنَحْوَ ذَلِكَ.
2- طَلَبُ الشَّفَاعَةِ مِنْ أَحَدٍ غَيْرِ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [يونس: 18].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ * قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزمر: 43، 44].
إِذًا، فَلَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَذْهَبَ لِأَحَدٍ – حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ – فَيَقُولُ لَهُ: (اشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّي أَنْ يَشْفِيَنِي، أَوْ يَرْزُقَنِي) وَنَحْوَ ذَلِكَ.
3- النَّذْرُ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى:
قَالَ تَعَالَى: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴾ [الإنسان: 7].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾ [البقرة: 270].
فَبَيَّنَ اللهُ تَعَالَى فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْن ِ أنَّ النَّذْرَ عِبَادَةٌ لَهُ سبحانه وتعالى، وَأَنَّهُ تَعَالَى سَيُجَازِي الَّذِينَ يُوفُونَ بِهِ الْجَزَاءَ الْعَظِيمَ.
وَعَلَيْهِ، فَلَا يَجُوزُ صَرْفُ هَذِهِ الْعِبَادَةِ – كَغَيْرِهَا مِنَ الْعِبَادَاتِ - لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى.
إِذًا، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ أَحَدٌ: (نَذَرْتُ لِفُلَانٍ كَذَا، لَوْ شُفِيتُ مِنْ مَرَضِي، أَوْ لَوْ رُزِقْتُ بِمَوْلُودٍ)، وَنَحْوَ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ الشَّافِي هُوَ اللهُ وَالرَّازِقُ هُوَ اللهُ، وَلَيْسَ هَذَا الْمَيِّتُ.
4- الذَّبْحُ لِغَيْرِ اللهِ:
كَالَّذِينَ يَذْبَحُونَ لِلْجِنِّ أَوْ لِلْمَوْتَى، يَتَقَرَّبُونَ لَهُمْ بِهَذَا الذَّبْحِ؛ لِأَنَّ الذَّبْحَ عِبَادَةٌ، فَلَا تَصْرَفُ إِلَّا للهِ تَعَالَى.
قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 2].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].
قَالَ مُجَاهِدٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالضَّحَاكُ وَغَيْرُهُمْ: النُّسُكُ: الذَّبْحُ[1].
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
[1] انظر "فتح المجيد" (186).
رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/sharia/0/112945/#ixzz4a4chO3PG