السلام عليكم ورحمة الله

يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :
"..وَطُوبَى لِمَنْ مَاتَ وَمَاتَتْ مَعَهُ ذُنُوبُهُ، وَالْوَيْلُ الطَّوِيلُ لِمَنْ يَمُوتُ وَتَبْقَى ذُنُوبُهُ مِائَةَ سَنَةٍ وَمِائَتَيْ سَنَةٍ، يُعَذَّبُ بِهَا فِي قَبْرِهِ، وَيُسْأَلُ عَنْهَا إِلَى انْقِرَاضِهَا، وَقَالَ تَعَالَى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} -يس:12- أَيْ: نَكْتُبُ أَيْضًا مَا أَخَّرُوهُ مِنْ آثَارِ أَعْمَالِهِمْ كَمَا نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوهُ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} -الْقِيَامَةِ: 13-، وَإِنَّمَا أَخَّرَ أَثَرَ أَعْمَالِهِ، مَنْ سَنَّ سُنَّةً سيئة عمل بها غيره " (الموفقات ج1/ص361 نسخة المكتبة الشاملة)
عند وفاة العُصاة والفُساق من المسلمين من فئة المغنين والممثلين والفنانين بصورة عامة قدمنا نصيحة لأهلهم ومُحبيهم بأن يتقوا الله فيهم ويرأفوا بهم فلا يذكروهم بمعاصيهم لا بالسماع إلى أغانيهم ولا مشاهدة أفلامهم وبرامجهم المخالفة لشرع الله ولا بيع وترويج "تراثهم الفني" بل محاولة إتلافه... عسى الله أن يخفف عنهم العذاب إن صحت النوايا في الإيمان بالله.. والله أعلم
والمصيبة أننا تلقينا على إثر هذه النصيحة ردود مثل "هل أنت من يملك مفاتيح الجنّة والنار" و "أنت من الدواعش والوهابيين" وأيضا "عندما أسمع مثل كلامك يصيبني القلق فماذا أفعل؟ أضع شريط للمغني (المتوفى) فيزول صداعك وتستمتع" وأيضا "مثل هؤلاء المغنيين أدوا القصائد والمديح النبوي" وأخرى "سماع الآذان بالنغمة والكلمة الجميلة خير من شرب الأسبرين"... وأخيرة "الغناء والفن كان منتشرا في الدولة الأموية والدولة العباسية وبلاد الأندلس ولم يحرمه أحد!؟؟".. وغيرها من الطامات والجهالات كثير ! والله المستعان

سؤالنا: ما هي النصيحة التي تقدمونها لأهل ومحبي المغنيين والممثلين والفنانين الذين أدركتهم الآجال وهم على تلك المعاصي ونحن نسمع ذكرهم أكثر من أهل العلم والدعوى والمجاهدين والصلحاء من المؤمنين والمؤمنات ؟ وما هو مصير هذه الفئة إذا لم تعلن توبة نصوحة قبل الممات ؟ وهل بعد التوبة يلحقهم إثم ما تركوه من تراث تنتهك به حرمات الله سبحانه وتعالى ؟ أفيدونا بارك الله فيكم وبارك لكم في جهودكم.
والحمد لله ربّ العالمين